• “أعيا من باقل”، مثل يقال عند العي والبلادة والغباء ، قصته ان رجل يدُعى “باقل” ، كانت أمه طوال النهار تعلمه وتلقنه أسمه ، وحين يحل المساء ينساه مجدداً ، حتى لجأت إلى وضع قلادة فى رقبته مكتوب عليها إسمه ، وفى يوم ما نام وهو يضعها ، وحين إستيقظ، وجد أخاه يلبسها ، فقال له “أنت أنا ، فمن أكون أنا ؟ “.
• ويُحكى عن “باقل” هذا ، أنه إشترى مرة ظبياً بأحد عشر درهماً فسُئل بكم إشتريته ؟ فأشار بأصابعه العشرة ومد لسانه ليشير الي العدد “أحدعشر” ، ففلت منه الظبي وهرب ، ومن هنا عُرف “باقل” بأنه أعيا العرب ، وأصبح مضرب المثل في العي والبلادة والغباء.
• الأحزاب والمكونات والنخب السياسية السُودانية بكل اتجاهاتها وتوجهاتها ، مؤخراً ومع مؤشرات قرُب إنجلاء الأزمة وتباشير النصر ، عادت الأحزاب لعادتها القبيحة فى التسابق لإنتهاز الفرصة مجددا بعد التفريض فيها ” اربعة مرات سابقة ” ، وفى كل مرة تقول ببلاهة لمن يمسك بزمام الأمر” إن كنت انت أنا ، فمن أكون أنا ً؟؟”
• الحرية والتغيير “المتأخرة” ، أسمت نفسها بكل غباء ” تقدم” واجتمعت فى القاهرة وخرجت بتوصيات ” “أعيا من باقل”، ولم تتعظ من تجاربها ، الا بفكرة “عبقرية باقلية ” بتغير اسمها.
• بعدها مباشرة، فى القاهرة التقي حزب الأمة القومى فرع “مريم” ، بالاتحادي فرع “جعفر” والخروج ببيان “كزجاجة العسل” الشهيرة قبل كسرها بعصا ” مولانا” ،حين وافق “جعفر” علي تسمية ما يحدث (بالاقتتال بين ابناء الوطن الواحد!!!!)، وذلك بعد امضت “مريم” سحابة النهار “تعلمه وتلقنه” التسمية حتى حل مساء البيان.
• وبالأمس ، تجمع شتات أحزاب وكيانات الضفة الأخرى الأكثر قرباً من ساحل “بورتسودان” بلغ عددها العشرة ويزيد ، فإلتقوا بربان السفينة ( البرهان) ، فسألهم عن عددهم ( فرفعوا العشرة وأخرجوا اللسان) فأفلتوا من إيديهم (مرساة) السفينة والقبطان يتبسم لهم بذات الإيتسامة “الماكرة”التى رمق بها عائشة موسى وآليتها الوطنية ، ومجهول المصير “حميدتى” عند التوقيع الإبتدائى على المقبور “الاتفاق الإطارى”.
• مؤخراً ، وبعد أن تكررت على لسان البرهان ومساعديه جملة ( التهيؤ لما بعد الحرب)، بعد التبشير بقُرب إبحار سفينة النصر ، انتشت لذلك كل الأحزاب وسال لُعابها ، وتحركت فيها غريزة “االإنتهازية السياسية” ، رغم أن بعضها تسبب فى الحرب ، والبعض الآخر لم يُقدم او يسهم بما يمنعها ، او يحول دون إستمرارها ، أما أبلدهم وأكثرهم غباءً من اتخذ موقف الحياد ، وانتظار الفائز للإبحار معه ، فأصبح “أعيا من باقل “.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية:
الأحزاب
السودانية
العركي
عمار
إقرأ أيضاً:
حيلة سلاح!!
صباح محمد الحسن طيف اول: رؤية تعود لترتطم بالخرائط العمياء من أول مرارة خطأ وصولا الي أقصى تلك الغرابة !! وأكثر مايؤكد حالة الهوان
التي تخيم على القيادة الإخوانية والعسكرية، هي محاولاتها لإعادة أفكارها المدمرة لإنتاج خطر جديد!! وبالرغم من أنها كانت تزرع بذرة الضياع
الذي جعل البلاد تقع تحت وطأة الحرب والدمار بسبب تعدد الجيوش وصناعة المليشيات لكنها تصر على إمتداد الخطأ الكارثي نفسه، واستمراره ليحيط بالوطن ويؤكد أن العقلية الكيزانية لاتفكر في الخروج من بئر المأزق ولكنها تسعي لجر كل الذين يراقبون سقوطها حتى يكونوا معها!! وميلاد ميليشيا جديدة بالشمال يؤكد أن سير
السلطة الإنقلابية الي الوراء اصبح لايحتاج الي الحروف، لأن هذه الصناعة تتعارض مع معادلة خطة حكمومة “ألم” الجديدة التي تتحدث عن الرفاهيات بينما يخاطب البرهان المؤتمرات الخارجية الخاصة بالتنمية!! وميلادها يعني الإعداد والإستعداد لمواجهة قادم يحتاج الي السلاح والرجال، مما يؤكد أن كذبة الحكومة التي تتحدث عن نهاية الحرب تبددها هذه الخطوة المعنية بتغذية ميدان الصراع بقوات جديدة !! والسماح لرئيس كيان الشمال محمد سرالختم الجكومي رئيس مسار الشمال في اتفاق جوبا لايبدأ بموافقة الرئيس الإريتيري أسياس أفورقي له بتدريب 50 ألف مقاتل من أبناء الإقليم الشمالي بولايتي الشمالية ونهر النيل،” تدريبا عسكريا متقدما” ولكنه بدأ بالسماح والموافقة من الفريق البرهان والسلطة الإنقلابية والكيزانية فالخلافات التي نشبت بين الحركات المسلحة وسلطة بورتسودان، والتي أنتهت بموافقة البرهان على الإبقاء على إتفاقية جوبا وأعادت المنصاب الي جبريل ومناوي لتلافي انعكاسات ذلك على الميدان العسكري، الذي لايحتمل مغادرة الحركات في الوقت الراهن، وبالرغم من أن الحركات إستخدمت ” لي الذراع” إلا أنها لم تربح ويجب أن لاتطمئن!! لأن الإعتماد على نص اتفاقية جوبا هو سند على جدار ضعيف ، فالبرهان يستطيع ان يمزق ورقة الإتفاقية متى مايريد مثلما تعامل مع الوثيقة الدستورية، ولكنه يرى أن هذا ليس الوقت المناسب، فقوى الحرية والتغيير لم تكن لها قوات عسكرية لهذا إعتدى عليها البرهان ونزع حكومتها بالسلاح ولكن ، أمسكت الحركات المسلحة سلاحها واشهرته في وجه السلطة للحفاظ على مناصبها واستجابت السلطة لتنفيذ اوامرها لأنها في موقف لايسمح لها ” بملاوتها” حاليا. ولكن هذا التنازل لن يمضي على الحكومة دون أن تفكر مليا في الرد على الحركات من زاوية أخرى وذلك بالتفكير في إضعاف قواتها للحد الذي يُمكّن السلطة من نزع وزاراتها بلا مقاومة لهذا ستبدأ بإبعاد الكتائب الإسلامية البراء ودرع السودان من واجهة القتال ومقدمة الصفوف و”إدخار القوات” هو نهج ليس بجديد تحدث عنه علي عثمان من قبل فبعد سحب الكتائب تجد الحركات نفسها في مربع الميدان وحدها الأمر الذي يضعف قواتها وينهكها، او يجعلها تضطر للانسحاب وفي هذا الوقت تعيد السلطة الإخوانية العسكرية ترتيب صفوف جماعاتها المقاتلة ، وتكوين وانشاء جماعات جديدة لذلك فإن الضوء الاخضر الذي حصل عليه الجاكومي والذي أقر بالترتيب لتدريب مجموعات كبيرة من أبناء الإقليم لحماية الشمال من أي مهددات، قال إن التدريب سيتم على دفعات متعددة. ولاشك أنه مستفيد من تعبيد أسهل الطرق التي توصله الي السلطة ، فربما يرى أنه الخاسر في اتفاقية اهملت كل المسارات ولا احد استفاد منها سوى قيادة الحركات المسلحة وكأنها اتفاقية ثنائية بين الجيش والحركات ولكن هذا لم يأت لطمع الجاكومي في السلطة وحسب ولكن بموافقة الحكومة التي تبحث لها عن جناح عسكري يعيد لها قوة القرار الذي سلبته الحركات بالإتفاقية لذلك هي “حيلة سلاح” لإستعادة القرار والقوة والهيمنة على الميدان فالشمال الذي قدم فلذات أكباده من المستنفرين لحماية الجيش لماذا يعجز الجيش عن حمايته ويترك مهمة أمنه وسلامته للجاكومي!! ولماذا لاتفتح القوات المسلحة ابواب التدريب لإستيعاب 50 الف تدربهم المؤسسة العسكرية لحماية الشمال وكل ولايات السودان، لكي يكون أمر هذه القوات وقرارها بيد قائد الجيش وليس الجاكومي!! فهوان السلطة الإنقلابية يجسده عقم الفكرة في صناعة ميليشيا لمحاربة ميليشيا فمثلما نزعت الحركات المسلحة “حقها” في السلطة بقوة السلاح فالجاكومي ربما يتحول الي قائد تعلو كلمته على الدولة.!!
طيف أخير: البرهان من إشبيلية: عينا رئيس وزراء مدنياً كخطوة نحو استكمال الإنتقال الديمقراطي. والتعيين وحده لايكفي المصداقية هي المفتاح والسلطة الإنقلابية تعلم أنها كاذبة في هذه الخطوة.
نقلاً عن صحيفة الجريدة السودانية الوسومصباح محمد الحسن