تركيا تعلن القضاء على 10 مسلحين أكراد شمالي العراق
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أعلنت وزارة الدفاع التركية، الإثنين، تحييد 10 إرهابيين من تنظيم حزب العمال الكردستاني، "بي كيه كيه"، شمالي العراق.
وذكرت الوزارة في بيان، أن القوات المسلحة تواصل "بكل حزم" عملياتها ضد رهابيي "بي كيه كيه"، في منطقة عملية "المخلب- القفل" شمالي العراق، التي كانت قد أطلقتها في أبريل (نيسان) عام 2022.#تركيا: أحد منفذي هجوم #أنقرة ينتمي إلى حزب العمال الكردستاني https://t.
وتشن تركيا هجمات ضد حزب "بي كيه كيه" داخل أراضيها وفي سوريا وشمال العراق، رداً على هجمات الحزب.
ووفقاً لبيانات تركية، تسبب الحزب في مقتل حوالي 40 ألف شخص (مدنيون وعسكريون)، خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة كردستان العراق تركيا
إقرأ أيضاً:
قصة مدينة ومعركتين.. ماذا حدث بين إيران والعراق في “المحمّرة” قبل 43 عاما؟
تحتفل إيران في 25 أيار/مايو من كل عام بذكرى السيطرة على مدينة المحمّرة (إيرانيًّا تُسمّى خرمشهر) من القوات العراقية، وهي الواقعة في محافظة خوزستان الغنية بالنفط، التي تضمّ مدينة الأحواز وغيرها من المدن الرئيسية، وذلك بعد معركة طويلة ودامية استمرت في الفترة ما بين 1980 حتى 1982.
ونشأت التوترات الحدودية بين إيران والعراق منذ العهد العثماني والصفوي، وتفاقمت حول مياه شط العرب؛ فقد اعتبرت بغداد أن خطّ الحدود يجب أن يمرّ على الشاطئ العراقي، بينما رأت طهران أن العبرة بالخطّ الأوسط وسط القناة.
وكانت العلاقات بين الحكومتين العراقية والإيرانية مستقرة إلى حدّ ما بسبب اتفاقية الجزائر عام 1975، وهي معاهدة صلح توسطت فيها الجزائر، قضت بتثبيت الحدود عند منتصف شطّ العرب وانسحاب القوات العراقية من الضفة الشرقية للمجرى المائي، وذلك مقابل اعتراف إيران بسيادة العراق على الضفة الغربية. كما تعهّد الطرفان بعدم التدخّل في شؤون بعضهما ووقف دعم أي حركات معارضة، وبذلك أنهت الاتفاقية النزاع الحدودي بين البلدين حتى قام العراق بغزو إيران عام 1980.
تحريض متبادل
بعد مجيء الحكومة الإيرانية الجديدة بقيادة روح الله الخميني، تمّت مساعدة الحراك الكردي في شمال العراق، وجُعلت الأراضي الإيرانية نقطة انطلاق لقوات هذا الحراك داخل الحدود العراقية.
وفي ذات الوقت، شعر العراق بتهديد استقرار حكم حزب البعث، ما دفع صدام حسين إلى توجيه ضربة استباقية لمنع “انتقال الثورة” إلى داخل العراق وإحكام السيطرة على حدوده الجنوبية واحتلال الشطر الإيراني من المجرى المائي، بحسب ما ورد في مقال حمل عنوان “الأصول الجيوسياسية للحرب العراقية–الإيرانية” للكاتب ويل د. سويرنجن.
وتصاعد الخلاف بين نظامي صدام حسين وإيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حيث أراد كلا الطرفين إثبات قوتهما الإقليمية. ورأت طهران في مقاومة العراق فرصةً لترسيخ شرعية النظام الإسلامي داخليًا، بحسب دراسة لكيفن وودز بعنوان “الحرب العراقية–الإيرانية: تاريخ عسكري واستراتيجي”.
وتضمّ خوزستان (المعروفة عربيًا بالأحواز أو عربستان) أهمّ حقول النفط الإيرانية وميناء خرمشهر الاستراتيجي. ورأى صدام أن ضمّ هذه المنطقة يؤمّن للعراق منفذًا مزدوجًا على شطّ العرب ويعزّز قدرته التصديرية، فكانت السيطرة عليها هدفًا رئيسيًّا للحملة العسكرية التي أصبحت لاحقًا تُعرف بالحرب العراقية–الإيرانية أو حرب الخليج الأولى.
ومثّلت خوزستان حينها 80% من صادرات نفط إيران عبر خطوط الأنابيب والموانئ الواقعَة على شطّ العرب، كما أن موانئ آبادان وخرمشهر تعدّان شريانًا اقتصاديًّا حيويًّا، ما جعل المنطقة هدفًا للعراقيين الذين سعوا إلى تقويض قدرات طهران الاقتصادية والعسكرية.
معركة المحمّرة
انطلقت أولى مراحل الحرب الجوية العراقية على نقاط دفاعية إيرانية في ضواحي المحمّرة في 22 أيلول/سبتمبر 1980، تلتها هجمات مدرعة في تشكيل هلالي يهدف إلى تطويق المدينة من جهاتها الثلاث.
ورغم تفوق العراق العددي بما يزيد على 20 ألف مقاتل ودبابات تشيفتن (دبابة القتال الرئيسية لبريطانيا خلال السبعينيات) ومدرعات ثقيلة، واجهت القوات العراقية مقاومة عنيفة من وحدات الحرس الثوري والجيش النظامي الإيرانيين، الذين استخدموا صواريخ مضادة للدبابات ورشّاشات ثقيلة ورمّانات يدوية لإبطاء التقدم، فضلًا عن غمر مستنقعات ضفاف نهر كارون، بحسب ما ذكرت قناة “هيستوري”.
وبعد تكبّد العراق خسائر فادحة في الدبابات والمدرعات، أعاد تنظيم صفوفه وأطلق دفعة ثانية من الهجمات الليلية في 11 تشرين الأول/أكتوبر، مدعومًا بقصف مدفعي مكثّف وضربات جوية لتقويض دفاعات المدينة. ونجحت القوات العراقية في اقتحام بعض الأحياء الجنوبية، لكنها اصطدمت بتصدي قوي من متطوعي الباسيج (قوات شعبية شبه عسكرية تتكوّن من متطوعين) وتكاوار البحرية (قوات خاصة)، ثم عادت بغداد لتوسيع خطوطها الدفاعية حول المحمّرة.
في 16 تشرين الأول/أكتوبر، شنّ هجومًا ثالثًا استخدمت فيه القوات المدرعة والمشاة المساندة بفعالية، وتمكّنت فرق كوماندوز عراقية من احتلال الميناء ومحطة شرطة المرور، ثم توغّلت ألوية المدرعات على طريق سوق تاجيكاني وصولًا إلى أطراف المدينة. ودارت معارك شوارع ضارية في المدينة حتى أُجلي نحو 300 من المتبقّين الإيرانيين عبر نهر كارون في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، وأُعلن يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر سيطرة العراق التامة على المحمّرة بعد 50 يومًا من القتال.
وأصبحت المدينة فعليًا “مدينة أشباح”، ونظرًا للخسائر البشرية العالية والظروف المناخية القاسية التي تلت المعركة، لم تستطع القوات العراقية شنّ أية هجمات أخرى ضد إيران.
المعركة الثانية
ظلت المدينة تحت سيطرة القوات العراقية حتى نيسان/أبريل 1982، عندما أطلق الإيرانيون عملية “بيت المقدس” لاستعادة محافظة خوزستان. ورأت القيادة الإيرانية أن تحرير المحمّرة مفتاح لكسر شوكة العراق، فأطلقت في 24 نيسان/أبريل 1982 عملية متزامنة عبر نهر كارون، بمشاركة نحو 70 ألف جندي من الجيش النظامي والحرس الثوري وقوات الباسيج، مدعومة بقصف جوي ومدفعي كثيف.
ونجحت الدروع الإيرانية في تأمين الجسور المؤقتة، ثم اجتاحت ألوية المشاة الأحياء الشمالية، مما أرغم العراقيين على الانسحاب السريع وأسر 19 ألف جندي عراقي خلال 48 ساعة فقط، وأُعلن التحرير رسميًّا في 24 أيار/مايو 1982.
وتصف المصادر العراقية الهجوم الإيراني بأنه استخدم “كتلًا بشرية كبيرة” من الحرس الثوري، مما أدّى إلى فوضى وانسحاب غير منظّم للقوات العراقية، وحُمل بعض القادة العسكريين مسؤولية الهزيمة، فتمّ إجراء محاكمات أُعدم على إثرها عدد منهم.
وأوقع القتال خلال معركتي السيطرة العراقية ثم الإيرانية عشرات الآلاف من القتلى والجرحى بين الطرفين، ودُمرت ما يقرب من 80% من مباني المدينة. شكّلت إعادة السيطرة الإيرانية على المحمّرة نقطة تحول أوصلت إيران إلى موقع المبادرة العسكرية، وأفضت إلى رفض طهران التهدئة التي عرضها العراق، فاستمرت الحرب حتى عام 1988 دون حسم قاطع.
ورغم السيطرة الإيرانية النهائية على المدينة، استمر القتال حتى 1988، ولم تُحسم الحرب بتوازن؛ فقد رفضت طهران إنهاء العمليات ما لم يُخلَع صدام حسين ويُدفع تعويضات.
وأُعيد بناء ميناء المحمّرة جزئيًّا في أوائل التسعينيات، إلا أن مصالحات سياسية حقيقيّة لم تُحقّق إلا بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، عندما بات للإقليم دور اقتصادي حيوي في تصدير النفط وتجاوز تبعات الحرب.