بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..

في عام 1974 أطلقت الحكومة العراقية مشروعا استثمارياً استراتيجياً في الصومال تمثل في إنشاء مصفاة نفطية بالقرب من ميناء مقديشو ، على بُعد حوالي 12 كيلومتراً من ميناء مقديشو ( العاصمة ) .
كانت التصاميم من قبل الكوادر العراقية و تم احالة مناقصة تجهيز المواد الى شركة أنجلو ( Ingeco ) الايطالية و تم تنفيذ المشروع من قبل ( الشركة العامة للمشاريع النفطية ) العراقية بطاقة إنتاجية تبلغ نصف مليون طن سنويًا ، أي ما يعادل حوالي 10,000 برميل يومياً.


و هذا يعكس بشكل كبير عظمة الجهد الوطني الحكوميّ العراقي قبل 60 سنة حيث كانت الكوادر الهندسية و الفنية العراقية قادرة على إنشاء مصافي و مستودعات نفطية داخل و خارج العراق و كانت الدول العربية و غيرها تستعير خبرات المهندسين العراقيين ؟؟!!
و في هذا الزمان تم تدمير الجهد الوطني .

بتاريخ 2020/7/14 كتبت مقالة طالبت فيها الحكومة العراقية استرجاع استثمارات العراق في الخارج و منها انبوب و مستودع و ميناء المعجز النفطي على البحر الأحمر و تطرقت في النشر على الفيس للمطالبة بالمصفى العراقي في الصومال و عشرات الاستثمارات الأخرى في دول العالم و لدينا القدرة على رفع دعوى رسمية لاسترجاع لأصول و الحقوق العراقية خارج العراق إذا تلقينا الدعم من الدولة.

تفاصيل الاتفاقية والتمويل

تم تأسيس المصفاة على أساس شراكة متساوية بين العراق والصومال ، حيث تكفّل العراق بكامل تكاليف الإنشاء بالعملات الأجنبية.
وكان من المقرر أن تسدد الصومال حصتها البالغة 50% من التكاليف خلال ثلاث سنوات من بدء تشغيل المشروع، بفائدة رمزية.
وقد بلغت تكلفة المشروع حوالي 8 ملايين دينار عراقي آنذاك ، في وقت كان فيه الدينار العراقي يعادل نحو( 3.5 دولارات أمريكية ).
و هذا يعكس حجم الاستثمار الكبير في ذلك الوقت و قوة الدينار العراقي الكبيرة امام العملات العالمية.

التشغيل والتأميم

بدأ تشغيل المصفاة فعليًا عام 1978 بإدارة مشتركة بين العراق والصومال ، لكن بعض المصادر تشير إلى أنه في أوائل الثمانينيات ، أعلنت الحكومة الصومالية تأميم المصفاة ، مما أدى إلى إنهاء الشراكة مع العراق.
وتُظهر هذه الخطوة التحديات التي قد تواجه الاستثمارات الأجنبية في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية في الدول المضيفة.

الوضع الحالي والمستقبل المحتمل

في السنوات الأخيرة ، أُثيرت مجدداً قضية المصفاة العراقية في الصومال.
وخلال قمة بغداد في يونيو 2025 ، طلب الرئيس الصومالي من العراق إعادة تأهيل المصفاة المتوقفة عن العمل ، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
و هذا يفتح الباب أمام العراق لإعادة النظر في استثماراته السابقة في الخارج واستغلالها لتعزيز العلاقات الاقتصادية و تنوع موارده مع الدول الشقيقة.

من الاستثمارات الخارجية إلى الخسارات الداخلية مصفى المفتية مثالًا

وبينما كان العراق يضع ثقله المالي والفني في مشاريع استراتيجية خارج حدوده كما في الصومال ، عانى في الداخل من إهمال أو سوء إدارة لاحد صروح الصناعة العراقية العريقة إلا و هو ، مصفى المفتية النفطي ؟!

فقد أُنشئ مستودع و مصفى المفتية النفطي في سبعينات القرن الماضي في محافظة البصرة ، بطاقة تقارب طاقة المصفى العراقي في الصومال ، وكان أحد أبرز المعالم الصناعية والرموز الاقتصادية للمحافظة.

إلا أن هذا الصرح الكبير لم ينجُ من عبث الإهمال والفساد ، حيث تعرّض للسرقة والتهديم ، وتم بيعه كخردة ، مع ( رصيف ومستودع المفتية النفطي ) في حادثة مؤلمة أدمت قلوب البصريين ، إذ تم طمس معلم من معالم مدينتهم العزيزة بدون اي عقاب او اجراء ضد من نفذ هذه الكارثة الاقتصادية؟

في الختام

قصة مصفاة مقديشو وقضية مصفى المفتية تجسدان تناقضاً مؤلماً بين طموح العراق في التوسع الاستثماري الخارجي وتفريطه ببعض من أثمن منشآته الوطنية.
وهي دعوة صريحة لإعادة تقييم الإرث الصناعي و النفطي و الزراعي العراقي الكبيرين داخل و خارج أرض الوطن الحبيب ، والحفاظ على ما تبقى منه ، واسترجاع ما يمكن إحياؤه سواء داخل البلاد أو خارجها …..

مصادر موثوقة لمزيد من المعلومات
• جريدة الوقائع العراقية: العدد 2370 لعام 1974، حيث نُشرت تفاصيل الاتفاقية الخاصة بالمصفاة.
• مجلة “النفط والعالم”: تناولت المشروع في أعدادها الصادرة في السبعينيات.
• أرشيف جريدة السفير اللبنانية: نشرت تقريرًا عن المشروع في عددها الصادر بتاريخ 21 أبريل 1974.
. الوثيقة المرفقة من مجلة الف باء العراقية حسب ما منشور في الانترنت .

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی الصومال

إقرأ أيضاً:

يواجه الصومال في الملحق.. الأحمر يترقب قرعة كأس العرب غداً

تُسحب غداً الأحد في العاصمة القطرية الدوحة عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت سلطنة عمان قرعة نهائيات كأس العرب 2025، التي ستُقام في شهر ديسمبر المقبل على الملاعب التي احتضنت النسخة السابقة من بطولة كأس العالم في قطر 2021.

وسيحضر القرعة خالد الرواس مدير منتخبنا الوطني. وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن مباريات التصفيات وأيضًا مستويات القرعة بناءً على التصنيف الدولي الصادر في 2 أبريل الماضي، حيث اعتمد الفيفا تأهل 9 منتخبات بشكل مباشر لدور المجموعات، وهي قطر والجزائر ومصر والمغرب وتونس والسعودية والعراق والأردن والإمارات، بينما ستخوض المنتخبات الـ14 مباريات الملحق من خلال مواجهة واحدة تُقام يومي 25 و26 نوفمبر المقبل، بينما تُقام البطولة من 1 إلى 18 ديسمبر.

كما تم تحديد مواجهات الملحق بناءً على تصنيف الفيفا، حيث يلعب الفريق الأعلى تصنيفًا مع الأقل، حيث سيلعب منتخبنا الوطني أمام الصومال في الدوحة، وهو سيناريو مكرر من النسخة الماضية، حيث تفوق منتخبنا في تصفيات نسخة 2021 بهدفين لهدف.

وستكون مباريات الملحق بين البحرين وجيبوتي، بينما تخوض سوريا لقاءً أمام جنوب السودان، في حين تُقام ثلاث مواجهات تبدو متكافئة جدًا، حيث تلعب فلسطين ولبنان والكويت أمام ليبيا والسودان وموريتانيا، بينما يبحث اليمن عن التأهل من بوابة جزر القمر.

وقبيل القرعة سيتم وضع قطر (البلد المضيف) والجزائر والمغرب ومصر في المستوى الأول، والثاني تونس والسعودية والعراق والأردن، وثالث الإمارات والفائز من الملحق الأول والثاني والثالث، بينما في المستوى الرابع الفائز من الملحق الرابع والخامس والسادس والسابع.

وحققت النسخة الماضية في قطر 2021 نجاحًا منقطع النظير، حيث حضرها في الملعب 571605 متفرجين في المباريات الـ32 التي أُقيمت على الملاعب المونديالية، بمعدل قرابة 18 ألف متفرج في كل مباراة، وكانت تلك المشاركة التاريخية هي الأولى لمنتخبنا الوطني، والذي لم يُسجل أي حضور قبل ذلك في البطولة التي أُقيمت بشكل متقطع في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وبطولتين في الألفية الجديدة.

ومنح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في مايو من العام الماضي دولة قطر حق استضافة النسخ الثلاث المقبلة من كأس العرب، أعوام 2025 و2029 و2033، وذلك في اجتماعه الـ74 بالعاصمة التايلاندية بانكوك.

كما ستكون البطولة غير مدرجة في مواعيد الأجندة الدولية، مما يعني أن المنتخبات المشاركة لن يكون بمقدورها اللعب بالمحترفين الذين ينشطون خارجيًا، ولن يكون هناك إجبار لأي نادٍ في العالم على تفريغ لاعبيه خلال فترة البطولة. ومن المنتظر مشاركة معظم منتخبات عرب أفريقيا بالصف الثاني (المحليين) بسبب احتراف لاعبيها في الدوريات الأوروبية.

وأعلنت اللجنة المحلية المنظمة لكأس العرب 2025 في قطر أن قيمة الجوائز المخصصة للبطولة ستتجاوز 36.5 مليون دولار، مما يمثل معيارًا جديدًا ويضع بطولة كأس العرب إلى جانب أكبر البطولات الدولية العالمية.

وأكد الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، وزير الرياضة والشباب ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء القطرية، أن هذا الإعلان يرسخ مكانة البطولة التي أعادت إحياءها دولة قطر في العام 2021، ويعكس الدور الرائد للدولة في تطوير رياضة كرة القدم على مستوى المنطقة والقارة والعالم.

وأضاف: إن تخصيص هذا الرقم القياسي لجوائز البطولة المرتقبة، يؤكد التزامنا الثابت بالارتقاء برياضة كرة القدم والقيم الإيجابية التي تروج لها والتي تعزز مشاعر الوحدة والانتماء، وتوفر فرصًا واعدة للنهوض بالأفراد والمجتمعات. يسرنا استضافة كأس العرب 2025، التي توفر منصة للاحتفاء بكرة القدم العربية، ومنبرًا للتضامن بين شعوب المنطقة، ومصدر إلهام للمواهب الشابة.

وتابع وزير الرياضة والشباب القطري: "تمثل كأس العرب قطر 2025 جزءًا حيويًا من إرث كأس العالم قطر 2022، التي حققت نجاحًا استثنائيًا نال إشادة عالمية واسعة النطاق باعتبارها النسخة الأكثر نجاحًا من البطولة العالمية.

ولا شك أن استضافة بطولات عالمية المستوى مثل كأس العرب وكأس العالم تحت 17 سنة، يعزز مسيرتنا في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، مما يرسخ مكانة قطر باعتبارها عاصمة الرياضة العالمية، ويترك إرثًا قيّمًا يعود بالنفع على مجتمعاتنا والمنطقة بأكملها".

وعادت كأس العرب إلى الواجهة بعد توقف دام 9 سنوات بين 2012 و2021، وقد حازت النسخة الماضية على الاهتمام، رغم غياب نجوم الصف الأول عن بعض المنتخبات.

لكن البطولة تستمر في تسجيل حيّز أكبر من الاهتمام، لا سيما وأن نسختها المقبلة ستكون قياسية من حيث قيمة الجوائز المالية التي سيبلغ مجموعها 36.5 مليون دولار مقارنة بـ 25 مليونا في النسخة الماضية، وذلك وفق ما أعلنت اللجنة المنظمة المحلية الخميس.

وتأتي هذه المحطة أيضا قبل كأس أمم إفريقيا المقررة في المغرب بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026. كما أنها تسبق أيضا كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وأحرز منتخب الجزائر لقب النسخة الماضية بالفوز في النهائي على تونس 2-0 بعد التمديد.

وفي حين أقيمت نسخة 2021 في ظل ظروف صعبة نتيجة جائحة كوفيد-19 وما تطلبه ذلك من إجراءات صارمة في كل أنحاء العالم، فإن البطولة المرتقبة تأتي في ظروف اكثر ملاءمة كي تشهد منافسة أقوى، خصوصا إذا ما حضرت المنتخبات البارزة على غرار مصر والمغرب والجزائر والسعودية وتونس والعراق وغيرها بأبرز عناصرها سيما المحترفين منهم، وهو ما يكون صعبا عادة في ظل روزنامة المباريات في الدوريات الأوروبية الوطنية.

ورغم ذلك، فإنه من المحتمل أن تشارك المنتخبات البارزة بتشكيلات قوية خصوصا وأنها تأتي قبل كأس إفريقيا وكأس العالم، بما يشكل ذلك من فرصة قوية للاحتكاك ورفع مستوى الجاهزية.

ويُعد المنتخب العراقي الأكثر تتويجا بالمسابقة مع 4 ألقاب (1964، 1966، 1985 و1988)، تتبعه السعودية مع لقبين (1998 و2002)، بينما حصدت كل من مصر (1992) وتونس (1963) والمغرب (2012) والجزائر (2021) اللقب مرة واحدة.

وتكتسب البطولة أيضا أهمية من حيث أنها تقام للمرة الثانية تحت رعاية الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) بعد الأولى عام 2021 في قطر أيضا، والتي تدخل أيضا ضمن نقاط التصنيف العالمي للمنتخبات.

ولا شك أن المنتخبات العربية الآسيوية ستأمل في مشاركة أفضل في النسخة المزمعة بعد أن شهدت نسخة 2021 نهائيا مغاربيا حسمه المنتخب الجزائري بهدفين قاتلين بعد التمديد عن طريق البديل أمير سعيود (99) وياسين إبراهيمي (120+5) على حساب تونس، فيما حلت قطر المضيفة ثالثة أمام مصر الرابعة.

ولا يمكن استبعاد منتخبات أخرى غير متوجة سابقا على غرار ألأردن الذي يملك حظوظا وافرة في التأهل إلى مونديال 2026، على غرار الإمارات ثالثة مجموعتها ضمن التصفيات المونديالية قبل جولتين من النهاية. وتبعا لوجود الإمارات في المستوى الثالث، فإن إحدى المجموعات ستفوز حتما بلقب مجموعة الموت خصوصا أن أول منتخبين من كل مجموعة يتأهلان إلى الدور ربع النهائي.

مقالات مشابهة

  • النفط العراقية: استثمار الغاز بلغ 70% وسيرتفع العام المقبل
  • لأول مرة.. المصرف الأهلي العراقي يجري نقطة تحول استثمارية بقيمة 25 مليار دينار 
  • نائب يدعو إلى استثمار عقارات الدولة في الخارج
  • ٢٠٢٥ عام النهوض العراقي وسط عاصفة التحولات
  • اتفاق عراقي صيني لتوسعة حقل الطوبة النفطي
  • يواجه الصومال في الملحق.. الأحمر يترقب قرعة كأس العرب غداً
  • حكم بالإعدام على أحد قيادات النظام العراقي السابق بتهمة قتل العشرات
  • برج ترامب في دمشق .. استثمار أم محاولة لاستمالة قلب رجل البيت الأبيض؟
  • الصين تعزز حضورها في العراق بمشروع نفطي عملاق جنوب البصرة