تترقَّب الأوساط العلميَّة والأكاديميَّة أحدث الإصدارات في حقل التَّاريخ الكنسي وتاريخ مصر بشكل عام، كتاب «سِيَر البِيْعَة المُقَدَّسَة»، والمُتَضَمِّن لسِيَر بطاركة الكنيسة القبطيَّة.
يتصدّر الكتاب اسم قداسة البابا تواضروس الثَّاني، بابا الإسكندريَّة وبطريرك الكرازة المرقسيَّة، الذي قدّم للعمل ووصفه بالتُّحفة الموسوعيَّة.

الإصدار الجديد من «سِيَر البِيْعَة المُقَدَّسَة» حقّقه الباحث «شريف رمزي» عضو اللجنة الباباوية للتاريخ القبطي، وقدّم له أيضًا العديد من عُلماء الكنيسة بمصر الخارج.. نيافة الأنبا مكاريوس أسقُف المنيا وتوابعها، الأستاذ الدكتور أشرف إسكندر صادق أستاذ الآثار المصريَّة والقبطيَّات وآثار الكتاب المقدَّس في جامعة ليموج بفرنسا، الأستاذ الدكتور چوزيف موريس فلتس أستاذ علم آباء الكنيسة بالكُلِّيَّات الإكليريكيَّة في مصر والخارج، الدكتور صموئيل قزمان معوَّض الباحث بقسم القبطيَّات في جامعة مونستر بألمانيا.

يقع الكتاب في ٩٠٠ صفحة من القطع الكبير وبغلاف مُقوَّى (Hardcover)، وتولّت نشره مؤسَّسة لوجوس للخدمات الإعلاميَّة (Logos TV).

وفي تصريحات خاصة قال الباحث «شريف رمزي»: إن كتاب «سِيَر البِيعَة المُقَدَّسَة» المعروف باسم «تاريخ البطاركة» يعتبر أحد أهمّ المصادِر التَّاريخيَّة الَّتي ترجِعُ إلى حِقبةِ العُصور الوسطى، وهو وإنْ كان يؤرِّخ بشَكلٍ أساسيّ لسِيَرِ بطاركة الكنيسة القبطيَّة، إلاَّ أنَّه يُقَدِّم أيضًا صورةً غاية في الأهمِّيَّة عن تاريخ مصر السِّياسيّ والاجتماعيّ بعُيونِ المؤرِّخينَ الأقباط. وخلافًا لكلِّ النَّشرات السَّابقة الَّتي تناوَلت ذلك العمل الهامّ، تُعدُّ هذه النَّشرة هي الأولى الَّتي تُقَدِّم النَّصَّ مع تحقيقٍ وافٍ وإيضاحاتٍ مُستَفيضةٍ وفهارس مُتنوِّعة. وهي المرَّة الأولى أيضًا الَّتي يَصدُر فيها العمل منسوبًا إلى مؤلِّفهِ (مُحرِّره) الحقيقيّ، الشَّمَّاس موهوب بن منصور بن مُفَرِّج الإسكندرانيّ (١٠٢٠ - ١١٠٠م)، والَّذي حملَ على عاتقهِ مَهمَّة جمع السِّيَر وترجمتها من اللُّغةِ القبطيَّة إلى اللُّغةِ العربيَّة، بمُساعدة رفيقه الشَّمَّاس ميخائيل بن بٰدير الدَّمنهوريّ (وآخرين)، وذلك خلافًا للاعتقاد الَّذي كان سائدًا في الماضي بنسبة العمل إلى الأنبا ساويرُس بن المُقَفَّع أُسقُف الأشمونَين.

جديرٌ بالذكر أنَّ هذه النَّشرة تُغطِّي حِقبةً تاريخيَّة عاشَها سبعة وسِتُّون بطريركًا، وتمتَدُّ من أواخر القرن الأوَّل إلى أواخر القرن الحادي عشر، اعتمادًا على أقدم المخطوطات الَّتي وصلَتنا، والغاية من ذلك هي الوصول إلى أقرب صورة يُمكن أنْ تُعَبِّر عن النَّصِّ في حالتهِ الأصليَّة.

ومن المُقرَّر أن يستضيف مركز بي لامباس للدراسات القبطية بمهمشة حفل توقيع الكتاب، بحضور نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس منطقة شرق السكة الحديد، ونُخبة من الأساتذة والباحثين والدَّارسين، وذلك في تمام السَّاعة الخامسة من مساء يوم الخميس الموافق ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٣.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: س ی ر الب ی ع ة الم ق د

إقرأ أيضاً:

إلى الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء

إلى الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء
مع التحية والاحترام.
من أبرز ما يوصي به مدربو كرة القدم لاعبيهم، في حال كانوا بحاجة إلى إحراز ثلاثة أهداف مثلًا، أن يركّزوا على الهدف الأول وكأنه غايتهم النهائية.
فإذا تحقق، ينتقلون إلى السعي نحو الثاني، ثم يبذلون جهدهم الأقصى لإحراز الثالث.
فالتفكير في الأهداف مجتمعة دفعة واحدة قد يؤدي إلى زيادة التوتر، وتشتيت التركيز، واستنزاف الجهد النفسي والبدني، مما يضعف فرص النجاح.
اللاعب المحترف يدير طاقته بذكاء، ويوزع مجهوده على مراحل زمن المباراة، ويدرك متى يضغط، وأين يوجّه جهده في اللحظة والمكان المناسبين.
النجاحات الحقيقية تُبنى على الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، والبناء التدريجي على الجزئيات، وترتيب الأولويات بعناية.
هكذا يصنع الفارق.
وهذه القاعدة تنسحب، إلى حد بعيد، على العمل السياسي والتنفيذي.
فالتقدم الراسخ لا يتحقق بالقفز على المراحل، بل بالتدرج المدروس، وإدارة الأولويات بواقعية وهدوء.
فالعمل العام، كالمباراة الدقيقة، يتطلب توزيعًا حكيمًا للجهد، وتنفيذًا متزنًا للمهام، وقرارات تتخذ في توقيتها الصحيح.
إنه مسار يُكسب خطوة بخطوة، ويدار بتخطيط عميق، لا بتسرع الرغبات أو ضغوط اللحظة.
نثق فيما تملكونه من رؤية وتجربة، ندرك تمامًا أنكم أقدر على تحويل التحديات إلى فرص، حين تُدار بعقل استراتيجي وروح هادئة، تُحسن التوقيت وتراكم الإنجاز بصبر وثبات.
لكم خالص الدعاء بالتوفيق والسداد في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وطننا المكلوم.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «موهبة جبارة».. شريف خير الله يستغيث من قلة العمل بهذه الطريقة
  • بتكليف من البابا.. الكنيسة تشارك في الاحتفال بالعيد القومي لإيطاليا
  • جامعة عين شمس تبحث إنشاء مركز الفرانكفونية
  • مقر المؤثرين يستضيف معسكراً إقليمياً لصناع المحتوى
  • سنار.. زراعة اشجار “مانجو” في حديقة مركز الأورام
  • تعقيبا على الدكتور عبد الله النفيسي!
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحيي ذكرى استشهاد القديس القس مكسي
  • إلى الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء
  • الدكتوراه بامتياز للباحث علي عزي في اللسانيات من جامعة تعز
  • كريم رمزي يكشف تفاصيل جديدة عن توقيع عقوبة على تريزيجيه