تصاعدت وتيرة التوتر بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تبادل ضربات جوية وهجمات سرية تستهدف المنشآت النووية الحيوية، ما جعل المنطقة على شفير مواجهة قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله، فمن قلب طهران إلى أروقة واشنطن، تدور لعبة معقدة من التحركات العسكرية والسياسية، حيث يُهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ خطوات حاسمة، فيما تستعد تل أبيب لردود فعل قاسية، وتتصاعد الدعوات الدولية لوقف نزيف الصراع قبل أن يتحول إلى مواجهة شاملة يصعب السيطرة عليها، وبين التصريحات النارية والتطورات الميدانية، تبرز أسئلة مصيرية: إلى أين تتجه الأزمة؟ وهل ينتظر العالم انفجارًا جديدًا يغير وجه المنطقة إلى الأبد؟

صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه قد يتخذ خطوة قوية تجاه إيران من خلال السماح بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أنه قد لا يفعل ذلك في الوقت نفسه.

وعبّر ترامب عن استيائه من الموقف الإيراني، مؤكدًا أنه كان على طهران التفاوض مع الولايات المتحدة في وقت سابق.

وقال ترامب في تصريحات صحفية: “لقد تواصل الإيرانيون معنا وقد سئمت من هذا الوضع، أريد استسلامهم غير المشروط”.

في السياق، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تسجيل زيادة طفيفة في مستويات الإشعاع داخل منشأة “نطنز” النووية في إيران، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع لا يشكل أي تهديد مباشر للسكان أو البيئة.

وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في تصريح له، إن “المستوى الإشعاعي داخل المحيط الوقائي في المنشأة النووية الإيرانية بنطنز تجاوز الحد الطبيعي بشكل طفيف”.

وأضاف في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” أن هذا الارتفاع لا يثير القلق من الناحية الصحية أو البيئية.

وتطرق غروسي إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، حيث أكد أن “منشأة نطنز تعرضت لأكبر ضرر” نتيجة هذه الهجمات، والتي طالت أيضًا بنى تحتية عسكرية ومدنية أخرى.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أيضا الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات استهدفت منشأتين لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في إيران.

وأفادت الوكالة بأنها حصلت على معلومات تفيد بتضرر ورشة في كرج ومركز أبحاث في طهران جراء الهجمات.

وأضافت الوكالة أن أحد الهياكل في مركز طهران، المستخدم في تصنيع واختبار دوارات أجهزة الطرد المركزي، تعرض لأضرار. كما تضرر مبنيان في ورشة العمل بمدينة كرج، حيث تُصنع مكونات مختلفة من هذه الأجهزة.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، تنفيذ غارات جوية على أهداف عسكرية في العاصمة الإيرانية طهران، في تصعيد غير مسبوق بين الطرفين.

وذكر المكتب الصحفي للجيش الإسرائيلي في بيان رسمي: “يشن سلاح الجو الآن هجومًا على أهداف عسكرية تابعة للنظام الإيراني في منطقة طهران”.

بالتزامن، أفاد التلفزيون الإيراني بسماع دوي انفجارات في عدة مناطق شمال شرقي وغربي العاصمة، بينها لويزان، ميدان نوبنياد، ومدينة كرج.

وردًا على الهجوم، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إسرائيل بـ”رد قوي”، مؤكدًا في خطاب متلفز: “الكيان الصهيوني ارتكب خطأ فادحًا وسيلقى جزاء عمله، لن نغفر له انتهاك أجوائنا ولن ننسى دماء شهدائن، قواتنا المسلحة في حالة تأهب، ومدعومة من جميع أبناء الشعب”.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تدمير مقر قيادة الأمن الداخلي الإيراني خلال الغارات الجوية، وكتب عبر منصة “إكس”: “الإعصار يواصل ضرب طهران. طائراتنا دمّرت مقر قيادة الأمن الداخلي للنظام الإيراني”.

وأضاف: “سنواصل استهداف رموز النظام الإيراني في أي مكان حول العالم”.

من جانبه، حذر رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيري، من أن طهران “ستسلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشعور بالأمان في جميع أنحاء العالم”.

وأكد عزيري أن بلاده لا تسعى إلى توسيع رقعة الحرب إلى منطقة الخليج، لكنه وجّه تحذيرًا مبطّنًا لدول الجوار قائلاً: “إذا استهدف الصهاينة منشآتنا النفطية، فعلى دول المنطقة إجراء حسابات صحيحة، لأن الضرر قد يطال عددًا كبيرًا منها”.

الجيش الإسرائيلي يعلن تخفيف التعليمات الدفاعية للجبهة الداخلية بدءًا من مساء الأربعاء

أصدر الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تحديثًا لتعليماته الخاصة بالجبهة الداخلية، معلنًا تخفيف المبادئ التوجيهية الدفاعية اعتبارًا من الساعة السادسة مساءً.

وأوضح في بيانه أن جميع مناطق البلاد، باستثناء مناطق خط المواجهة وشمال وجنوب الجولان، ووادي بيسان، وغور الأردن، والبحر الميت، والعربة، وإيلات، والتجمعات السكنية المحيطة بقطاع غزة، ستنتقل من حالة “نشاط أساسي” إلى “نشاط محدود”.

كما تقرر تصنيف مناطق خط المواجهة، وشمال وجنوب الجولان، ووادي بيسان (باستثناء التجمعات السكنية المستثناة)، ووادي الأردن، والبحر الميت، والتجمعات المحيطة بقطاع غزة، والعربة، وإيلات، من حالة “نشاط أساسي” إلى “نشاط جزئي”.

وطالب الجيش الجمهور بمتابعة الإرشادات عبر القنوات الرسمية لقيادة الجبهة الداخلية خلال الفترة من 18 حتى 20 يونيو الجاري.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس موافقته على هذه التغييرات التي تهدف إلى تخفيف الإجراءات الدفاعية تدريجيًا في جميع أنحاء البلاد.

بوتين يؤكد لبن زايد استعداد روسيا للعب دور الوسيط بين إسرائيل وإيران

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محادثة هاتفية مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، استعداد روسيا لتقديم وساطتها في الحوار بين إيران وإسرائيل، وسط التصعيد العسكري المتزايد بين الجانبين.

وأشار البيان الصادر عن الخدمة الصحفية للكرملين إلى أن بوتين ناقش مع بن زايد التصعيد الأخير في المنطقة، معرباً عن استعداد موسكو للمساهمة في تقديم حلول دبلوماسية للأزمة المتفاقمة.

وأكد البيان أن الرئيس الروسي شدد على أهمية الدفع نحو الحوار المباشر بين الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية.

كما أطلع بوتين نظيره الإماراتي على اتصالاته مع عدد من القادة الأجانب في هذا السياق، مشيرًا إلى أن الطرفين عبرا عن “قلقهما العميق إزاء استمرار تصاعد النزاع الإيراني الإسرائيلي، والذي يحمل في طياته عواقب سلبية على المنطقة بأسرها”.

وفي ختام المحادثات، أشار البيان إلى أن الرئيسين شددا على “الضرورة الملحة لوقف الأعمال القتالية في أقرب وقت ممكن”، مع التأكيد على أهمية تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا الخلافية حول البرنامج النووي الإيراني.

تحركات عربية لاحتواء التصعيد

في خضم التصعيد المتسارع، أعلنت وزارة الخارجية المصرية إجراء اتصالات هاتفية مكثفة جمعت وزير الخارجية بدر عبد العاطي بنظرائه في السعودية والعراق والبحرين، وذلك في إطار التنسيق لاحتواء الوضع.

وأوضح بيان الخارجية المصرية أن المحادثات تناولت “تداعيات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على السلم والأمن الإقليمي والدولي”، وجرى خلالها التأكيد على “أهمية وقف إطلاق النار، وتجنب اتساع رقعة الصراع، والدفع نحو تسوية سياسية شاملة”. كما شدد البيان على “ضرورة استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وتكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع انزلاق المنطقة إلى الفوضى”.

منشأة “فوردو” النووية.. التحدي الأكبر أمام إسرائيل وسط التصعيد مع إيران

وسط التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، تبرز منشأة “فوردو” النووية كأحد أكثر التحديات تعقيداً أمام أي ضربة جوية إسرائيلية محتملة، نظراً لتحصينها العميق داخل الجبال والبنية الهندسية التي تجعل استهدافها بالغ الصعوبة.

وبحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية، تُعد المنشأة الواقعة بالقرب من مدينة قم “من أكثر المواقع الإيرانية استعصاء على الهجمات الجوية”، حيث تكشف صور الأقمار الاصطناعية وجود شبكة من خمسة أنفاق رئيسية تؤدي إلى قلب المنشأة، والمحفورة بعمق يتراوح بين 80 و90 متراً تحت سطح الأرض.

وتوضح الشبكة أن القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات GBU-57 هي السلاح الوحيد القادر نظرياً على اختراق هذا العمق، إذ تصل قدرتها إلى نحو 60 متراً فقط، أي دون العمق المطلوب لضرب مركز المنشأة بدقة، غير أن هذه القنبلة لا تُحمل إلا على القاذفات الشبحية الأميركية من طراز B-2، والتي لا تمتلكها إسرائيل، ما يُضعف فرص تنفيذ ضربة مستقلة فعالة ضد “فوردو”.

إيران تستهدف طائرة إسرائيلية بصاروخ “سطح جو” والفرق بينه وبين صواريخ “أرض جو”

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن طائرة حربية تابعة له تعرضت لاستهداف بصاروخ من نوع “سطح جو”، أطلقته القوات الإيرانية، دون أن تُسجل أي إصابات.

ووفقاً لما ورد من بيان، سقط الصاروخ في المجال الجوي الإيراني، حيث كانت الطائرة التي تعرضت للهجوم تُدار عن بُعد.

ورغم استخدام المصطلحين “سطح جو” و”أرض جو” بشكل متبادل في الكثير من الأحيان، إلا أن هناك فرقًا دقيقًا بين نوعي الصواريخ، مما يثير تساؤلات حول آلية عمل كل منهما واستخداماتهما في النزاعات العسكرية.

صواريخ “سطح جو” (Surface-to-Air Missiles – SAM) هي صواريخ يُمكن إطلاقها من البر أو البحر ضد الطائرات أو الصواريخ. وتشمل أنظمة صواريخ “سطح جو” كافة الصواريخ التي تُطلق من أسطح مختلفة، سواء من اليابسة أو السفن البحرية، مثل السفن الحربية والغواصات، وذلك لاعتراض الأهداف الجوية.

في المقابل، صواريخ “أرض جو” (Ground-to-Air Missiles – GTAM) هي تلك التي تُطلق فقط من البر وتستهدف الطائرات أو الصواريخ التي تحلق في الأجواء، ويشمل هذا النوع من الصواريخ أنظمة مثل “باتريوت” التي تُستخدم لاعتراض الصواريخ المهاجمة من فوق سطح الأرض، ولا تشمل الصواريخ المنطلقة من السفن البحرية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أشار إلى أن الصاروخ الذي استهدف طائرته جاء من نوع “سطح جو”، وهو ما يعكس التحديات التي تواجهها القوات الجوية في مواجهة أسلحة متطورة متعددة الأطياف يمكن إطلاقها من البر والبحر على حد سواء.

 لافروف والبوسعيدي يؤكدان ضرورة وقف القتال بين إسرائيل وإيران في أقرب وقت

ناقش وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي مع نظيره العماني، بدر البوسعيدي، تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط عقب الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.

وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية أن لافروف والبوسعيدي أكدا على ضرورة وقف الأعمال القتالية بين البلدين في أسرع وقت ممكن، للحفاظ على استقرار المنطقة.

استخبارات الحرس الثوري تفكك شبكة سيبرانية عميلة للموساد

أعلن جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، اليوم، نجاحه في تفكيك شبكة سيبرانية عميلة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”.

وأفادت العلاقات العامة لفيلق “أبو الفضل العباس” التابع للحرس الثوري في محافظة لرستان غرب إيران، باعتقال خمسة عناصر ناشطة ضمن الشبكة في مدن خرم‌آباد وبروجرد ودورود.

وأكدت العلاقات العامة أن هذه الاعتقالات جاءت بعد جهود استخباراتية مركزة وجهود جهادية أسفرت عن تحديد نشاطات هؤلاء الأفراد في الأجواء الافتراضية ضمن إطار تحقيق أهداف الموساد.

نظرية “بيتزا البنتاغون” تكشف خلفية الضربة الإسرائيلية لإيران

كشفت تقارير إعلامية عن ارتباط غير مباشر بين القصف الإسرائيلي الأخير على إيران وارتفاع غير معتاد في طلبات البيتزا من مطعم قريب من مقر وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، مما أعاد إلى الواجهة ما يُعرف بـ”نظرية البيتزا”.

وتعتمد هذه النظرية على رصد النشاط الليلي غير المعتاد في مطاعم قرب البنتاغون كدليل غير مباشر على وجود تحركات عسكرية وشيكة.

ووفقًا لصحيفة “التايمز” البريطانية، شهد مطعم “District Pizza Palace”، الواقع على بعد ميلين من البنتاغون، زيادة ملحوظة في الطلبات قبل أقل من ساعة من بدء الغارات على إيران، في حين كان البيت الأبيض على اطلاع مسبق بالعملية.

وترجع جذور هذه الظاهرة إلى عام 1991 خلال عملية “عاصفة الصحراء”، حين لاحظت مطاعم الوجبات السريعة زيادة مماثلة في الطلبات، اعتبرها البعض دليلاً على استعداد الموظفين العاملين لساعات طويلة في مقر البنتاغون.

وفي الوقت الذي نفت فيه وزارة الدفاع الأمريكية وجود علاقة بين سلوك موظفيها الغذائي وأي تحركات عسكرية، يعتقد بعض الباحثين أن مثل هذه المؤشرات الرقمية قد تكشف أحيانًا عن تحركات سرية غير معلنة.

ويعتمد مراقبو الإنترنت اليوم على أدوات رقمية متقدمة مثل خرائط غوغل، التي تتيح تتبع النشاط في مناطق محددة عبر بيانات مجهولة المصدر، ما مكنهم من رصد أنماط مماثلة قبل أزمات عالمية عدة، منها الهجمات الإيرانية بالطائرات المسيّرة على إسرائيل العام الماضي.

دول الترويكا الأوروبية تؤكد استعدادها لمواصلة المفاوضات مع إيران وسط توتر متصاعد

أعلن وزير الخارجية الألماني يوهانس فاديفول، الأربعاء، استعداد دول “الترويكا الأوروبية”، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لمواصلة الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي، مؤكداً ضرورة تحرك طهران بسرعة لبناء الثقة وإثبات عدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في برلين، حيث أكد فاديفول أن “لم يفت الأوان بعد للجلوس إلى طاولة المفاوضات”، معربًا في الوقت ذاته عن قلقه من احتمال انجرار دول أخرى إلى الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران.

في المقابل، شهدت ألمانيا تصريحات متباينة، حيث وصف المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الألماني “زد دي إف” العمليات الإسرائيلية في إيران بأنها “عمل قذر”، معبراً عن إعجابه بالجهود التي يبذلها الجيش الإسرائيلي في ضرباته ضد إيران، ما يعكس خلافات في الموقف الألماني الرسمي حيال الملف.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل اسرائيل تقصف إيران ايران تقصف اسرائيل بین إسرائیل وإیران الجیش الإسرائیلی وزیر الخارجیة إلى أن التی ت

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط على صفيح ساخن| تصعيد إيراني إسرائيلي وتحذيرات أمريكية.. وخبير يعلق

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، يزداد المشهد السياسي والعسكري تعقيدًا بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأمور نحو حرب شاملة في الشرق الأوسط. وبينما تتبادل الأطراف التصريحات النارية، تبرز مؤشرات على دخول النزاع مرحلة أكثر خطورة، تتجاوز حدود المناوشات التقليدية.

دعم غير مسبوق لإسرائيل وتحذير لإيران
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خرج بتصريحات مثيرة، مؤكدًا أن "واشنطن تدعم إسرائيل كما لم يفعل أحد من قبل"، في رسالة مباشرة لطهران. وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، حذّر إيران من أن الوقت ينفذ، داعيًا إياها للتوصل إلى اتفاق قبل فوات الأوان.

وفي حديث مع صحيفة وول ستريت جورنال، كشف ترامب أن إدارته كانت على علم مسبق بخطط إسرائيل العسكرية تجاه إيران، في إشارة ضمنية إلى وجود تنسيق استخباراتي عالي المستوى بين الطرفين.

 قدرات جديدة ورسائل صاروخية
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أن الجيش استخدم لأول مرة نوعًا جديدًا من الصواريخ لم تتمكن منظومات الدفاع الإسرائيلية من رصده أو اعتراضه. هذه الخطوة، وفق المراقبين، تأتي في سياق استعراض القوة، وتوجيه رسالة بأن طهران تمتلك مفاجآت عسكرية لم تُكشف بعد.

الأطراف لا تريد حربًا إقليمية
أكد اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن كلاً من إيران وإسرائيل لا يرغبان فعليًا في توسيع دائرة النزاع إلى حرب إقليمية. "الصراع يجب أن يظل محصورًا داخل حدود إيران وفلسطين المحتلة"، قال السيد، مشددًا على أن أي طرف يبدأ بتوسيع الحرب سيفتح على نفسه جبهات يصعب السيطرة عليها.


وحول الطموح النووي الإيراني، أوضح اللواء السيد أن امتلاك السلاح النووي لا يمثل فقط هدفًا سياسيًا، بل هو جزء من العقيدة الاستراتيجية الإيرانية. فالرغبة في التخصيب وامتلاك القدرة النووية تمثل "مسألة حياة أو موت" لطهران، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن مركز الثقل في النظام الإيراني ليس في قواته العسكرية، بل في الإرادة السياسية والعلمية، وهي التي تمكنه من تجاوز محاولات اغتيال العلماء أو القيادات العسكرية.

حرب استخباراتية وسيناريوهات مفتوحة
واختتم السيد تحليله بالإشارة إلى أن الصراع دخل الآن مرحلة جديدة، عنوانها "الحرب الاستخباراتية والرسائل الاستراتيجية الدقيقة". تصريحات إيران بأن "الحرب لم تبدأ بعد" قد تعني أنها لا تزال تحتفظ بجزء من قدراتها، ما يجعل الساحة مهيأة لانفجار في أي لحظة.

الشرق الأوسط أمام مفترق طرق
في ظل هذا التصعيد المتبادل، تظل المنطقة على صفيح ساخن، حيث المواجهة المباشرة لم تعد مجرد احتمال، بل سيناريو مطروح بقوة. وبين رسائل الردع والضربات الخفية، تبقى أعين العالم تترقب لحظة الحقيقة، التي قد تغير خريطة الصراعات في الشرق الأوسط لعقود قادمة.

طباعة شارك طهران إيران إسرائيل ترامب النووي

مقالات مشابهة

  • محمد محمود عبدالوهاب يكتب: سياقات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران … تقديرات مراكز الفكر ووسائل الإعلام الغربية
  • طهران على صفيح ساخن مع تحذيرات إسرائيلية وأمريكا من تدخل وشيك
  • الشرق الأوسط على صفيح ساخن| تصعيد إيراني إسرائيلي وتحذيرات أمريكية.. وخبير يعلق
  • دول عربية تبدأ إجلاء مواطنيها من إيران عقب التصعيد الإسرائيلي
  • سلطنة عمان: نكثف جهودنا لاحتواء التصعيد الإيراني الإسرائيلي
  • روسيا تفتح باب الوساطة بين إيران وإسرائيل وسط تصعيد عسكري خطير وتحركات دولية لاحتواء الأزمة
  • 20 دولة عربية وإسلامية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو لوقف التصعيد فورًا
  • النفط على صفيح ساخن.. هل يقود التصعيد الشرق أوسطي العالم إلى فوهة الركود؟
  • اتصالات عربية دولية تتواصل لوقف العدوان الإسرائيلي على إيران