القدس المحتلة - صفا

أفرجت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، مساء الأحد، عن 21 أسيرا مقدسيا ضمن الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى، ضمن بنود الهدنة بين كتائب القسام والكيان الإسرائيلي.
والأسرى المقدسيون المفرج عنهم هم: سلطان سامر سرحان، نصرالله إياد أعور، قسام إياد أعور، محمد أحمد أعور، خليل أحمد أعور، أمين محمد عباسي، مصطفى محمد عباسي، أحمد قادري شيحة، سمير سامر بختان، محمد عبودة غيث، موسى حميدان محتسب، أيهم عدنان شاعر، ريان عدنان عتيق، مالك مراد بوجة، محمد ابراهيم عبد الجبار، نشأت باسم دوابشة، يوسف فواز برقان، نور الدين زياد قواسمي، غنام موسى أبو غنام، حسن ياسر درويش، عبد الرحمن عامر الزغل.


وشهدت عائلات مقدسية في أحياء مختلفة من مدينة القدس المحتلة لحظات مؤثرة خلال استقبال أسراها المحررين بالصفقة، بينهم الأسير "أمين محمد العباسي" من بلدة سلوان، وهو إبن شقيقة الشهيد علي العباسي الذي ارتقى في بداية معركة طوفان الأقصى.
والأسرى المفرج عنهم في الدفعة الثالثة من القدس معظمهم أطفال، منهم من قضى عدة أشهر قيد التوقيف في مراكز وسجون الاحتلال.
وتضمنت الدفعة الثالثة الإفراج عن الأسير الوحيد الذي يقبع في الحبس المنزلي الطفل المصاب عبد الرحمن الزغل (14 عاما) من بلدة سلوان، حيث أزيلت عن ساقه الإسوارة الإلكترونية التي تقيده منذ سبتمبر الماضي، ويرقد حاليا في المستشفى لاستكمال علاج إصابته.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

الضغوط باتجاه إنجاز صفقة في غزة

بعد أن انتهت المواجهة العسكرية بين إيران و"إسرائيل"، عادت قضية العدوان على غزة لتأخذ وضعها المركزي من جديد.

وربما وجد نتنياهو بيئة أفضل لعقد صفقة في قطاع غزة، خصوصا بعد ارتفاع شعبيته في ضوء العدوان على إيران ومحاولة ضرب مشروعها النووي، والتي تمّ النظر إليها كإنجاز نوعي كبير، وهو ما يوفر له هامشا أوسع للمناورة مع تراجع قدرة اليمين الديني المتطرف للضغط عليه في هذا الملف. وقد ظهرت مؤشرات نقلتها القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في الائتلاف الحاكم، ومن الليكود نفسه، تدعو إلى إنهاء الحرب على غزة، لأنهم يرون أنّ "إسرائيل" تدفع أثمانا أكثر مما تربح.

وعبَّر مقالٌ نشره مؤخرا آفي إشكنازي، الخبير في الشؤون العسكرية في جريدة معاريف، عن أجواء متصاعدة ترغب في إنهاء الحرب، مشيرا إلى أنّ "إسرائيل" تغرق في مستنقع غزة، وأن البقاء لم يعد مبررا، ويفتقد إلى هدف واضح، مع وجود جيش منهك. وأكدت المعنى نفسه آرئييلا رينغجل هوفمان في مقال نشرته في صحيفة يديعوت أحرونوت. وأشار استطلاع للرأي نشره موقع واللا العبري في 25 حزيران/ يونيو 2025 (بعد انتهاء العدوان على إيران) إلى أنّ 67 في المئة من الجمهور الإسرائيلي يرغبون بإنهاء الحرب على غزة.

ربما تدفع هذه المعطيات نتنياهو إلى خفض سقف توقعاته من غزة، ومحاولة تفعيل دينامية أكثر انسجاما مع الرغبات الأمريكية ومع حلفائه الغربيين. وربما يتم السعي لتفعيل صيغة معدلة لمقترح ويتكوف، مع محاولة تحسين الشروط الإسرائيلية مقارنة باتفاق الهدنة السابق
يدفع في هذا الاتجاه أن الفرصة التي وفرها ترامب لنتنياهو لخرق الهدنة، ولتجريب حظه في سحق المقاومة، قد تجاوزت ثلاثة أشهر دون تحقيق نتائج ملموسة؛ بل إن استخدام جيش الاحتلال كافة أشكال التوحش في أقصى مداها من قتل وتجويع وتشريد وتدمير، بقدر ما زادت المعاناة الإنسانية للأبرياء في قطاع غزة بقدر ما زادت، في الوقت نفسه، في إظهار الجانب البشع للاحتلال وزيادة عزلته، لدرجة أن حلفاءه الطبيعيين التاريخيين في البلدان الغربية رفضوا هذه الممارسات وأدانوها، وطالبوا بوقف العدوان، مع تحرك عدد منهم باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

من ناحية أخرى، فإن ترامب زادت رغبته، في ضوء ضرب برنامج إيران النووي، في تسريع مسار التطبيع والتسوية في المنطقة. وبينما كان يرى أنّ سحق حماس والمقاومة سيسهم في تهيئة الأجواء للتطبيع، إلا أنه أصبح واضحا لديه أن هذا هدف بعيد المنال، وأن إطالة أمد الحرب على غزة لن تسمح له بتسويق مشروعه التطبيعي، ولا بتوسيع "اتفاقات أبراهام"؛ وأن وقف الحرب والوصول إلى صفقة أصبح أمرا أكثر جدوى، بالإضافة إلى أن سياسته في تخفيض الدعم الأمريكي الخارجي تصبُّ باتجاه عدم إعطاء دولة الاحتلال شيكا مفتوحا دائما من الدعم العسكري والمادي الأمريكي.

ثم إنَّ الآليات البديلة للسيطرة والتحكُّم التي حاول الاحتلال فرضها في قطاع غزة، مثل آلية إيصال المساعدات عن طريق مؤسسة أمريكية "مؤسسة غزة.."، أو تشجيع العصابات والمافيات (ياسر أبو شباب..) وحمايتها وتوفير الغطاء لها للحلول مكان حماس.. كلها فشلت فشلا ذريعا، وأثبتت عدم جدواها. فقد استخدمت آلية المساعدات في "هندسة التجويع" وكآلية لإذلال الناس، وتحولت إلى مصائد قتل وموت؛ حيث استشهد على مداخلها في أقل من شهر أكثر من 510 شهداء وجرح نحو 3,800 آخرين. وَوُوجهت هذه الآلية برفض وإدانة عالمية، كما فشلت عصابة أبو شباب وغيرها، وانحسرت ولم تجد لها حاضنة سوى الغطاء الإسرائيلي المبتذل.

أما تصاعد أداء المقاومة وعملياتها النوعية في الآونة الأخيرة، وكان من أبرزها عملية خان يونس التي اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل سبعة من جنوده وجرح 16 آخرين فيها، فقد أعطى مؤشرا قويا على صلابة المقاومة بعد أكثر من 620 يوما على العدوان على القطاع. وقد ترافق هذا مع التقارير العديدة التي تشير إلى حالة الإنهاك التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي، وتوصية الكثير من القادة العسكريين بمن فيهم رؤساء أركان سابقين مثل غادي أيزنكوت، وهيرتسي هاليفي، وإيهود باراك بوقف الحرب.

السلوك الإسرائيلي:
الفجوة ما زالت قائمة، وأن الوصول إليها قد يأخذ وقتا، وأن الصفقة قد تأخذ شكلا مؤقتا، أو شكلا جزئيا، أو شكلَ التنفيذِ على مراحل، مع وجود احتمالات لنقض الاحتلال لعهوده متى رأى مصلحة في ذلك، أو تفسير الاتفاق كما يحلو له. وهو ما يعني أنّ المقاومة تحتاج إلى مزيد من الضبط للضمانات والشروط وآليات التنفيذ
ربما تدفع هذه المعطيات نتنياهو إلى خفض سقف توقعاته من غزة، ومحاولة تفعيل دينامية أكثر انسجاما مع الرغبات الأمريكية ومع حلفائه الغربيين. وربما يتم السعي لتفعيل صيغة معدلة لمقترح ويتكوف، مع محاولة تحسين الشروط الإسرائيلية مقارنة باتفاق الهدنة السابق. وستبقى "العُقَد" المرتبطة بإنهاء الحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، ونزع أسلحة المقاومة، وإخراج حماس من المشهد السياسي الفلسطيني، عناصر ضغط ومساومة وابتزاز حتى اللحظة الأخيرة، وحتى استنفاد الجانب الإسرائيلي أسهمه وسهامه.

سلوك المقاومة:

في المقابل، ليس لدى المقاومة، بعد كل هذه التضحيات، وبعد أن أصبحت تمثل آمال الشعب الفلسطيني وحالة إلهام عالمية، من بدائل سوى الاستمرار في الصمود والمقاومة، ولا يمكنها توقيع اتفاقٍ يكون مكافأة نتنياهو على جرائمه، ولكنها ستلجأ للضغط باتجاه إنزاله عن الشجرة؛ ولذلك من المتوقع أن تسعى حماس وقوى المقاومة إلى:

- تصعيد المقاومة وزيادة تكاليف الاحتلال وتحويله إلى عملية فاشلة تتصاعد خسائرها مع الزمن، وتيئيس الاحتلال من تحقيق أهدافه.

- إفشال الحلول البديلة مثل عصابات أبو شباب وغيرها، وتقوية التماسك المجتمعي.

- إفشال "هندسة التجويع" وآلية الإذلال المفروضة في نظام المساعدات.

- التصلُّب في الثوابت والمرونة فيما دون ذلك، مع جعل إنهاء الحرب وخروج الاحتلال من القطاع، وتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني، وجعل اليوم التالي في قطاع غزة شأنا فلسطينيا داخليا، معالم يتم الاسترشاد بها في أي صفقة قادمة.

* * *

هذا يعني أنّ الفجوة ما زالت قائمة، وأن الوصول إليها قد يأخذ وقتا، وأن الصفقة قد تأخذ شكلا مؤقتا، أو شكلا جزئيا، أو شكلَ التنفيذِ على مراحل، مع وجود احتمالات لنقض الاحتلال لعهوده متى رأى مصلحة في ذلك، أو تفسير الاتفاق كما يحلو له. وهو ما يعني أنّ المقاومة تحتاج إلى مزيد من الضبط للضمانات والشروط وآليات التنفيذ، ومزيد من التدقيق في النصوص، كما يعني إبقاء اليد على الزناد.

x.com/mohsenmsaleh1

مقالات مشابهة

  • الضغوط باتجاه إنجاز صفقة في غزة
  • تعلن الهيئة العامة للأراضي فرع جهران بأنه تقدم إليها الأخ عدنان محمد عامر بطلب تسجيل بصيرة بإسمه
  • والي القضارف يشهد تخريج الدفعة الرابعة من مستنفري الولاية
  • محافظ جدة يشهد حفل تخريج الدفعة الثالثة من برنامج “البحر الأحمر للتدريب المهني”
  • قوات الاحتلال تواصل عدوانها على طولكرم ومخيميها لليوم الـ 151 على التوالي
  • تعلن الهيئة العامة للأراضي بأن الأخ عدنان محمد عامر تقدم بطلب تسجيل بصيرة باسمه
  • 3 شهداء وإصابات خلال هجوم لمستوطنين على بلدة كفر مالك شرق رام الله
  • برصاص المستوطنين.. استشهاد 3 فلسطينيين شمال رام الله
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة طمون في طوباس – فيديو
  • الاحتلال يعدم مسنة فلسطينية بالقدس ويصعد عدوانه في الضفة