أكبر ثانوية فرنسية مسلمة تحت مجهر السلطات بعد عقدين من تأسيسها
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
بعد 20 عاما على تأسيسها في خضم حظر ارتداء الحجاب في المدارس العامة، باتت ثانوية ابن رشد، وهي أول ثانوية مسلمة تعاقدية في فرنسا، تحت المجهر مع بحث الدولة وقف تمويلها نتيجة عدم ثقتها المتزايدة بها.
تجتمع “لجنة استشارية للتعليم الخاص” غدا الاثنين في المحافظة لدراسة العقد المبرم عام 2008 والذي بموجبه تدفع وزارة التربية أجور معلمي هذه المدرسة الثانوية الواقعة في ليل (شمال) فيما تدفع المحافظة أجور بقية الموظفين.
منذ عام 2019، ترفض السلطات المحلية دفع الدعم المنصوص عليه في العقد مع الدولة، منتقدة الثانوية خصوصا لتلقيها هبة قطرية بقيمة 950 ألف يورو عام 2014.
يقول كزافييه تاكيه، مدير مكتب المحافظ كزافييه برتران، “نعتقد أن العقد لم يحترم”. وكانت المحافظة دعت وزارة التعليم للتحقق مما إذا كانت قطر قد وضعت شروطا للهبة.
وجرى تسليط الضوء على المنحة القطرية أيضا في تقرير حديث صادر عن محكمة المحاسبات الإقليمية ينتقد بشكل عام المدرسة الثانوية بسبب افتقارها إلى الشفافية في ما يتعلق بالجهات المانحة لها.
كما أشارت المحكمة إلى إخلالات إدارية، وذكرت كتابا يدعو إلى عقوبة الإعدام في حال الردة، ودعوة أحد كتب مادة الأخلاق الإسلامية للفصل بين الجنسين.
ولم ترغب المحافظة في التعليق على هذه المسائل.
تمت الإشارة ضمنيا إلى العلاقة التاريخية بين ثانوية ابن رشد ومنظمة مسلمي فرنسا (اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا سابقا)، المنبثقة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية.
لكن مدير المؤسسة إريك دوفور، وهو مدرس سابق في مدرسة كاثوليكية خاصة، يؤكد أن “هذه الروابط قديمة ولكنها لا تتدخل أبدا في عمل المؤسسة”.
وبخصوص الاتهامات بالتلقين العقائدي للأطفال، تجيب أستاذة الأخلاق هالة خموسي “نحن نفعل العكس تماما “، مضيفة “ندعوهم إلى التفكير بأنفسهم، ونمنحهم الأدوات اللازمة للتحليل واتخاذ القرار بأنفسهم”.
وتؤكد المعلمة أن الطلاب لم يحصلوا على الكتاب المشار إليه، وهو خيار يرى دوفور أنه غير موفق.
وأكدت وزارة التربية في تقرير لها عام 2020 أن “لا شيء” يوحي “بأن ممارسات التدريس (…) لا تحترم قيم الجمهورية”.
مع أكثر من 800 طالب، تظل ابن رشد أكبر المؤسسات المسلمة الست التعاقدية في فرنسا، علما أن وزارة التربية تدعم فقط مدرستها الثانوية، ولا تدعم مدرستها المتوسطة.
تعود فكرة إنشاء ثانوية مسلمة إلى عام 1994، عندما تم استبعاد 19 طالبة من مدرسة ثانوية عامة في ليل لرفضهن خلع حجابهن في الفصل تطبيقا لمنشور يحظر ارتداء “الرموز الدينية الواضحة”.
افتتحت مدرسة ابن رشد الثانوية في أيلول/سبتمبر 2003 مع حوالى خمسة عشر طالبا في مبنى المسجد الواقع في حي ليل-سود الشعبي، بدعم من اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
والهدف هو تكوين “نخبة مسلمة”، بحسب برنار غودار، وهو موظف حكومي كبير سابق ومتخصص في الإسلام. ويضيف “لقد اتبعوا نموذج المؤسسات الكاثوليكية الخاصة الفرنسية، التي تهدف إلى التميز”.
وبنسبة نجاح تبلغ 98% في شهادة البكالوريا، تظل المؤسسة في أعلى التصنيفات سنة 2023، استنادا إلى معطيات وزارة التعليم.
منذ عام 2012، أصبح للمؤسسة مقرها الخاص: يتقاسم غرفة المعلمين معلمون من ديانات مختلفة، بينهم بعض المحجبات.
خلال فترات الاستراحة، يمكن للطلاب الذهاب إلى غرفة الصلاة – لكن لا تقطع الدروس في أوقات الصلاة.
(وكالات)
كلمات دلالية الحجاب فرنسا مدرسةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الحجاب فرنسا مدرسة فی فرنسا ابن رشد
إقرأ أيضاً:
هآرتس: حاخامة فرنسية تتلقى تهديدات بالقتل لانتقادها سياسة إسرائيل في غزة
قالت صحيفة هآرتس إن الحاخامة دلفين هورفيلور -وهي زعيمة جماعة إصلاحية في باريس- قوبلت بانتقادات لاذعة، لمعارضتها وزراء الحكومة الإسرائيلية اليمينيين المتطرفين الذين يدعون إلى "تجويع الأبرياء" في قطاع غزة.
وكتبت الحاخامة -حسب تقرير إليونور فيل للصحيفة- مقالا نشر الأسبوع الماضي حثت فيه على دعم "من يعلمون أن تجويع الأبرياء أو إدانة الأطفال لا يخفف الألم ولا ينتقم للموت"، موجهة بذلك النقد إلى أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية الذين برروا حرمان الفلسطينيين في غزة من المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية الحيوية باعتباره عملا حربيا مشروعا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: جامعة نيويورك تحجب شهادة تخرج طالب أدان فظائع غزةlist 2 of 2ذعر بواشنطن.. ناشونال إنترست: الحوثيون كادوا يُسقطون طائرة إف-35end of listوكتبت هورفيلور في مجلة "تنوعة" (حركة بالعبرية) -والتي ترأس تحريرها- أنه "بدون مستقبل للشعب الفلسطيني لا مستقبل للشعب الإسرائيلي أيضا"، فكان رد فعل العناصر المحافظة داخل المجتمع اليهودي عنيفا وفوريا، فواجهت الحاخامة سيلا من الإساءات عبر الإنترنت، بما في ذلك دعوات إلى إعدامها باعتبارها تهديدا للآخرين.
وقالت هآرتس إن موقف الحاخامة يمثل تحولا مذهلا، لأنها برزت كمتحدثة باسم الجالية اليهودية الفرنسية الأكبر في أوروبا بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول (طوفان الأقصى)، وكثيرا ما طُلب منها الدفاع عن إسرائيل في وسائل الإعلام الرئيسية حتى إنها اُستهدفت من قبل شخصيات سياسية مناهضة للصهيونية بسبب دفاعها عن إسرائيل.
إعلان عالقة في مرمى النيرانوقالت هورفيلور -وهي المديرة المشاركة للحركة اليهودية الليبرالية في فرنسا- لهآرتس إنها "صهيونية جدا بالنسبة للبعض، وليست صهيونية بما يكفي بالنسبة للآخرين، أنا عالقة في مرمى النيران".
وتابعت الحاخامة "هناك عرائض ضدي، و90% من الرسائل التي أتلقاها معادية للنساء، يعلقون على مظهري، ويصرون على أنه لا ينبغي للمرأة أن تتحدث، ولا ينبغي أن تكون في منصب ذي سلطة دينية".
وأضافت أن حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تخضع الآن لتدقيق الشرطة، نظرا لحجم التهديدات وطبيعتها.
ومع ذلك، أعربت بعض الشخصيات اليهودية البارزة عن تضامنها مع هورفيلور حسب الصحيفة، وقد نشرت الصحفية آن سنكلير والكاتبة ورسامة الكاريكاتير جوان سفار مقالات رأي في الأيام الأخيرة تعكس مخاوفهما من الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في غزة، وهما تواجهان الآن رد فعل مماثل.
وبالإضافة إلى ذلك، وقّع 42 مثقفا فرنسيا من اليهود وغيرهم مقال رأي نشر في صحيفة "لا تريبيون دو ديمانش" يدين الحكومة الإسرائيلية لتقويضها الديمقراطية وسيادة القانون، ولتعريضها المحتجزين للخطر، ولتوسيع المستوطنات، والتحضير العلني لضم الأراضي المحتلة.
وكتب مئير بن حيون المتحدث الفرنسي باسم حزب "عوتسما يهوديت" الإسرائيلي اليميني المتطرف أن هورفيلور وحلفاءها قد انتهكوا "التقليد اليهودي"، وحذر من أن "ثمن ذلك سيكون دماء مسفوحة"، ولكن هورفيلور قالت إنها واثقة من أن منتقديها لا يمثلون أغلبية اليهود الفرنسيين.
وقالت الحاخامة "تلقيت مئات الرسائل من يهود يشكرونني فيها على كسر حاجز الصمت، وعلى قول ما يحبون التعبير عنه من أنه يمكن للمرء أن يحب إسرائيل، وأن يكون صهيونيا، وفي الوقت نفسه يدين طريقة إدارة هذه الحرب".