صوت بلا صورة يتوعد اسرائيل.. من خلف الكوفية؟
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
تحاول إسرائيل أن تجد لأبي عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صورة وهوية، تعيدانه إلى أرض الواقع وتحدان من شهرته.
إقرأ المزيدالمتحدث العسكري لحماس يخوض حربه ضد إسرائيل بكنية من التاريخ، وبكوفية فلسطينية حمراء تغطي وجهه، وصوت يلاحق إسرائيل، متوعدا إياها، تارة بالوقوف على ساق واحدة، وتارة أخرى يذكرها بما يزعجها، بلعنة العقد الثامن، وبأنها لن تدوم أكثر من 80 عاما.
لا ينقل المتحدث باسم كتائب القسام فقط وجهة نظر حماس، بل يزيد عليها بغموض شخصيته وعباراته النارية وأسلوبه الخاص ما زاد من شهرته على مر السنين إلى درجة أن تهتف باسمه الجموع دون غيره من قادة وزعماء الحركة، كما حدث في أكثر من مناسبة مؤخرا.
"أبو عبيدة"، كان ظهر أول مرة متحدثا باسم كتائب القسام في عام 2006. ومنذ البداية لم يظهر بوجه مكشوف بل خلف كوفيه حمراء، مقتديا بالقائد الميداني عماد عقل الذي قتله الإسرائيليون في عام 1993.
الجيش الإسرائيلي حاول أن يكشف اللثام عن وجه "الشبح" الذي يقاتله إعلاميا بضراوة، فأعلن أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية في 25 أكتوبر 2023 أن شخصا يدعى "حذيفة كحلوت"، هو من يتستر وراء الكوفية الحمراء، وكنية أبو عبيدة.
تصريح أدرعي لم يستطع إزالة "الهالة" عن الصوت الذي ينتظره الفلسطينيون على أحر من الجمر. ربما لأن هذه الشخصية ترسخت في الأذهان ولم تعد هناك حاجة إلى صورة للصوت وهوية رسمية!
وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت حاولت منذ عام 2014 نزع لثام "أبي عبيدة"، ونشرت صورة ألصقتها به، وزعمت أن اسمه الحقيقي "حذيفة سمير عبد الله كحلوت".
كتائب عز الدين القسام في ذلك الوقت نفت صحة ما نشر من صورة واسم، وأفيد بأن عددا قليلا يعرف من يكون "أبي عبيدة"، وأن هويته الحقيقية لن تكشف أبدا في وسائل الإعلام.
ربما لا تزال تل أبيب في حيرة من أمرها حيال الشبح الذي يقاتلها بـ"صوته"، ويبدو ذلك جليا في أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العربية لم يجد إلا نفس الرواية الشحيحة التي ظهرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن شخصية "أبو عبيدة" وما كانت إلا اسما من دون بيانات وافية.
الأساطير على ما يبدو، خطيرة في النزاعات الكبرى، وهذا ما يزعج تل أبيب التي تحاول من دون جدوى حتى الآن أن تتخلص من "أبي عبيدة" أو على الأقل أن تبدد الهالة التي ازدادت بريقا مع "طوفان الأقصى"، و"سيوف إسرائيل الحديدية".
تلك الهالة السحرية ودورها الهام وخاصة في الحرب النفسية، وجدت انعكاسها صيف عام 2021 في حادثة ظهر فيها طفل فلسطيني مقدسي، لم يتعد عمره الخمس سنوات في مقطع فيديو، وهو يقف على أعتاب المسجد الأقصى حاملا لعبة من سلاح ويخاطب الجنود الإسرائيليين بالعبرية محاولا إخافتهم بقوله إن "أبو عبيدة في الطريق"!
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الحرب على غزة حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام المتحدث باسم أبو عبیدة
إقرأ أيضاً:
ماكرون يتوعد إيران بعد اتهام فرنسييْن بالتجسس لصالح إسرائيل
توعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس إيران بـ"إجراءات انتقامية" إذا أبقت على تهمة "التجسس لصالح إسرائيل" الموجهة إلى فرنسيين اثنين مسجونين في طهران.
وحذر ماكرون -الذي أعلن نيته مناقشة الأمر قريبا مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان– قائلا "الرد لن يتأخر"، مشيرا إلى أن الاتهام "استفزاز لفرنسا وإساءة وخيار عدواني غير مقبول"، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد نددت فرنسا في وقت سابق اليوم مجددا باحتجاز اثنين من مواطنيها في إيران منذ 3 سنوات، وذلك بعد تقرير أفاد بتوجيه 3 اتهامات إليهما تبلغ عقوبة كل منها الإعدام لدى ثبوت الإدانة، ويتصدرها التجسس لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي غربي اليوم أن السلطات الإيرانية وجهت إلى الفرنسييْن سيسيل كولر (40 عاما) وجاك باريس (72 عاما) المحتجزين في إيران تهم "التجسس لحساب الموساد والتآمر لقلب النظام والإفساد في الأرض".
وقال مصدر دبلوماسي إنه إذا تأكد هذا التقرير فإن التهمة "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق"، مضيفا أن الاثنين بريئان، وفق قوله.
وحتى الآن كانت إيران تقول إن الفرنسييْن متهمان بالتجسس، من دون تحديد البلد الذي تتهمهما بالتجسس لحسابه، ولم تؤكد طهران بعد إذا كانت قد وُجهت تهم جديدة إليهما.
وكانت تقارير أفادت بتعرض سجن إيفين حيث كان الفرنسيان محتجزين حتى فترة قصيرة لقصف إسرائيلي في 23 يونيو/حزيران الماضي أسفر عن مقتل 79 شخصا، بحسب طهران التي أعلنت أنها نقلت بعضا من السجناء منه، دون الكشف عن هوياتهم.
يذكر أن فرنسا رفعت في مايو/أيار الماضي قضية في محكمة العدل الدولية ضد إيران تتهمها بانتهاك الحق في الحماية القنصلية، في محاولة للضغط على طهران بشأن احتجاز كولر وباريس المقبوض عليهما منذ مايو/أيار 2022.
إعلانوتشهد العلاقات بين إيران وفرنسا توترا شديدا، في حين تأخذ طهران على الدول الغربية عدم إدانتها الضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع عسكرية ونووية في يونيو/حزيران الماضي.