القدس المحتلة-سانا

في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الشعب الفلسطيني، وجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة المحاصر، يحيي الفلسطينيون والعالم غداً اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، تزامناً مع اليوم الذي اتخذت فيه قرارها رقم 181 لعام 1947 المعروف بقرار التقسيم الجائر الذي زرع الكيان الإسرائيلي الغاصب على أرض فلسطين، بعد تشريد مئات الآلاف من أهلها خارج وطنهم في نكبة مستمرة.

وأعلنت الأمم المتحدة أنها أقرت هذا اليوم بهدف تركيز المجتمع الدولي اهتمامه على حقيقة أن الشعب الفلسطيني لم يحصل حتى الآن على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته المنظمة الدولية، وهي الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هجرهم الاحتلال منها، وفي الـ 29 من تشرين الثاني عام 2012 انضمت فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفة (دولة مراقبة غير عضو)، وفي الـ 30 من أيلول عام 2015، رفع علم فلسطين أمام مقار ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم.

وفي هذه الذكرى أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، في ثلاث رسائل إلى الأمين العام للمنظمة الدولية، ورئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة، مواصلة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مشيراً إلى أن حياة 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة معرضة للخطر بسبب الكارثة الإنسانية جراء عدوان الاحتلال عليه منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إلى جانب محاولته تهجير أهالي القطاع قسرا من أراضيهم، وتصعيد اعتداءات قواته ومستوطنيه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

ولفت منصور إلى استشهاد أكثر من 15 ألفاً في القطاع، منهم ما لا يقل عن 6150 طفلاً و4000 امرأة، وهذه الأرقام الصادمة أقل من التقديرات الحقيقية، حيث إنها لا تشمل آلاف العالقين تحت الأنقاض، فضلا عن إصابة أكثر من 36 ألفاً معظمهم نساء وأطفال، المئات منهم مصابون بتشوهات وإعاقات دائمة، إضافة إلى استشهاد أكثر من 240 فلسطينياً منهم 55 طفلاً، وإصابة ما يزيد على 3000 واعتقال 3200 وتهجير 1150 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بدء العدوان على القطاع، مطالباً المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وبقية فلسطين المحتلة، ووضع حد لنظام الفصل العنصري، وإنهاء الاحتلال الذي يهدد وجود الشعب الفلسطيني في وطنه.

مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية مهند العكلوك، أوضح أن التضامن العالمي مع فلسطين يأتي هذا العام وشعبها يتعرض لجريمة إبادة جماعية، يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وجميع المدن والقرى والمخيمات، تشمل قصف البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وقتل الأطفال والنساء وكبار السن، والطواقم الطبية والصحافة والدفاع المدني، إضافة إلى حصار قاتل على القطاع يشمل قطع الماء والكهرباء والدواء والوقود والغذاء.

وبين العكلوك أن سياسة الاستعمار والفصل العنصري في الضفة الغربية مستمرة، حيث يتصاعد إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال من اقتحامات يومية، وجرائم قتل وإعدامات ميدانية، واعتقالات تعسفية، لافتاً إلى استمرار محاولات الاحتلال لتهويد مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين الأبدية، إضافة إلى منعه وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، بينما يقتحمه المستوطنون يومياً.

المقاومة الفلسطينية دعت في هذا اليوم أحرار العالم إلى تصعيد كل أشكال الحراك الجماهيري والفعاليات والمسيرات التضامنية مع قطاع غزة في كل المدن والعواصم، ورفع الصوت عالياً رفضاً وتنديداً بالعدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال، والضغط على حكومات الدول لتجريم الاحتلال ووقف اعتداءاته، وتشكيل رأي عام عالمي داعم لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

وفي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تعقد اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف في الجمعية العامة جلسة خاصة احتفالاً بهذا اليوم، كما تقام فعاليات ثقافية ومهرجانات سياسية وجماهيرية تضامنية، من قبل حركات تضامن ولجان سياسية وأحرار العالم، إضافة إلى فعاليات تقيمها سفارات فلسطين، وأنشطة للحكومات والمجتمعات الأهلية، تشمل إصدار رسائل خاصة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وعقد اجتماعات وتوزيع مطبوعات ومواد إعلامية، وعرض أفلام توضح مأساة الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال.

جمعة الجاسم- عاليا عيسى

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی الأمم المتحدة إضافة إلى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

اخترق الـسي آي إيه.. كراكا الهاكر المراهق الذي هزّ أميركا دفاعا عن فلسطين

في عام 2018، أصدرت السلطة القضائية في إنجلترا وويلز حكما بالسجن لمدة عامين على كين جامبل البالغ من العمر 18 ربيعا، والتهمة هي تنظيم مجموعة من الهجمات السيبرانية التي أدت إلى اختراق حسابات مجموعة من الشخصيات الحساسة والبارزة في الحكومة الأميركية، ومن بينهم، جون برينان رئيس المخابرات الأميركية آنذاك وزوجته، فضلا عن مارك جوليانو نائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي وأعضاء أسرته بالكامل.

ولكن، الاختراق الذي قام به جامبل لم يكن اختراقا عاديا يعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كان هجمة سيبرانية منظمة ومكونة من عدة قطع متحركة، انتهت باختراق حسابات مجموعة متنوعة من كبار الموظفين في الولايات المتحدة، فضلا عن الوصول إلى منازلهم واختراق شبكاتها وأجهزة التلفاز الخاصة بها لعرض رسائل استفزازية.

يصف كين جامبل ما قام به بأنه أكبر اختراق على الإطلاق، ويؤكد في سجلات المحكمة الرسمية بأنه كان سعيدا بسبب نشوة التحدي والمغامرة التي كان يخوضها، فكيف تمكن من القيام بذلك؟

الاختراق الذي نفذه جامبل لم يكن اختراقا عاديا يعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كان هجمة سيبرانية منظمة (شترستوك) أكثر من مجرد اختراق

هجمات جامبل السيبرانية لم تكن هجمات معتادة تعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كانت هجمات منظمة ترتقي إلى مستوى المنظمات العالمية، إذ استطاع تقليد وخداع موظفي خدمة العملاء في كبرى الشركات الأميركية مثل "كومكاست" (Comcast) و"فيريزون" (Verizon) ثم إقناعهم بتسريب بيانات سرية ومهمة عن ضحاياه.

ورغم أن جامبل كان هو الوجه الإعلامي للاختراق والمجرم الرئيسي الذي تم الحكم عليه، إلا أنه لم يكن وحيدا، إذ أسس في بداية فترة نشاطه عبر الإنترنت مجموعة من المخترقين أطلق عليها "كراكا وذ آتيتود" (Cracka with Attitude) واختصارا "سي دبليو إيه" (CWA)، ومن ضمن النشطاء في هذه المجموعة كان "ديفولت" (Default)، وهو قرصان مراهق آخر تأثر كثيرا برحلة سنودن واستغل قدراته لتوصيل رسائل سياسية في المقام الأول.

هجمات جامبل و"ديفولت" لم تكن مجرد هجمات سيبرانية من أجل الاختراق فقط أو الابتزاز، بل امتدت إلى استفزاز الضحايا خاصة من الأجهزة الاستخباراتية الأميركية، إذ نشر جامبل عبر حسابه في "تويتر" آنذاك متحديا وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" (CIA) قائلا إنه وصل إلى كل شيء تملكه الوكالة وطالبا منهم رفع درجة التحدي، كما اختراق أجهزة التلفاز الخاصة بكل ضحاياه تاركا رسالة استفزازية عليها.

إعلان

كما ترك رسائل صوتية عديدة لزوجة وزير الأمن الداخلي، جيه جونسون مستفزا إياها، فضلا عن تغيير كلمات المرور لحسابات أسرة مارك جوليانو وإزعاجهم بمئات المكالمات المستمرة حتى تم وضعهم تحت حماية الشرطة.

وتجدر الإشارة إلى أن جامبل سرب بعض المعلومات التي وصل إليها عبر مواقع التسريبات الشهيرة والمعروفة مثل "ويكي ليكس" (Wikileaks) وغيرها، وهو الأمر الذي دفع القضاء لرفع حدة التهم الموجهة إليه لتصبح اختراق الحياة الخصوصية وترويع المواطنين.

الحكم النهائي

ارتكب جامبل هذه الجرائم عندما كان يبلغ من العمر 15 و16 عاما، ورغم صغر سنه، إلا أن هجماته كانت مدفوعة بنوايا سياسية، إذ ذكر في كافة هجماته تعليقات تطلب تحرير فلسطين وإيقاف العمليات الإرهابية فيها، إلى جانب التعرض لقضايا أخرى مختلفة ومتنوعة.

ولكن بسبب صغر سن جامبل، تمكن المحامي الخاص به وليام هارباغ من إقناع المحكمة بأنه لم يكن يدرك عواقب ما يقوم به، فبالنسبة له، كان الأمر كله عبارة عن لعبة ماتعة يخوض غمارها مع أصدقائه في محاولة منهم لجذب الانتباه.

لذا حصل على حكم مخفف بقضاء عامين في سجن الأطفال، وهو الحكم الذي انتهى في أغسطس/آب 2020، ثم عاود كين جامبل مجددا الاتصال بالإنترنت، في محاولة منه للحاق بما فاته، ولكن هذه المرة، دخل عالم الأمن السيبراني وأصبح أحد مدافعيه بدلا من أن يكون قرصانا يتربص بالضحايا.

مقالات مشابهة

  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني تُدين مجزرة الاحتلال في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 54510 شهداء و124901 مصاب
  • مظاهرات في مدن أوروبية تطالب بوقف جريمة الإبادة في غزة
  • «رئيس الوزراء الفلسطيني» يجدد دعوته إلى لوكسمبورج للاعتراف بدولة فلسطين
  • اخترق الـ CIA ..”كراكا” الهاكر المراهق الذي هزّ أميركا دفاعا عن فلسطين
  • وزير الخارجية السعودي: الفلسطينيون ينتهجون مسارًا إصلاحيًا رغم الظروف الصعبة.. وإسرائيل تُمارس العنف وتُضعف القضية
  • مؤتمر العمل الدولي.. المجموعة العربية تنظم يوما للتضامن مع فلسطين
  • اخترق الـسي آي إيه.. كراكا الهاكر المراهق الذي هزّ أميركا دفاعا عن فلسطين
  • امريكا ترفض ردّ “حماس” الذي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني
  • أكثر من 160 كاتبا إسرائيليا يطالبون بوقف العدوان على غزة.. حرب لا أخلاقية