التمويه الأخضر، إزالة الكربون، الحياد المناخي... مفاتيح لفهم تحديات قمة المناخ كوب28
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
إعداد: أمين زرواطي تابِع إعلان اقرأ المزيد
ينطلق الخميس في دبي مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب28) والذي سيستمر حتى 12 ديسمبر/كانون الأول، بحضور الأطراف الموقِّعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيُّر المناخي.
ويأتي هذا الاجتماع الدولي الجديد ليضاف إلى سلسلة من القمم الأخرى التي أظهرت العديد من الدول من خلالها رغبة في مواجهة ظاهرة التغير المناخي والتدهور البيئي، الذي ساهم حسب عدة مختصين في الظواهر المناخية العنيفة التي ضربت عدة مناطق خلال السنوات الأخيرة.
In just 2 days, the ???? will come together and deliver bold steps towards climate action.
Visit → https://t.co/aiQI4KIzN0#COP28 #UniteActDeliver #ClimateAction pic.twitter.com/nNBOtXssii
ولعل من أبرز التحديات التي تواجه المشاركين في مؤتمر دبي هو الاستجابة إلى عدد من الأولويات التي أشار إليها سلطان الجابر مدير شركة النفط الحكومية العملاقة (أدنوك) الذي أثار تعيينه لرئاسة القمة جدلا بين المدافعين عن البيئة، ولخّصها بشكل أساسي في تسريع الانتقال نحو اقتصاد صافي الانبعاثات وإعادة تشكيل التمويل المتعلق بالمناخ.
اقرأ أيضانشطاء بيئيون ينتقدون تعيين الإمارات مدير شركة بترول أبوظبي رئيسا لقمة المناخ "كوب 28"
كما ستكون هذه القمة أول تقييم عالمي للتقدم المحرز منذ اتفاق باريس في 2015، الذي وضع هدفا للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية. ويقول علماء مناخ إن تحقيق هذا الهدف يعتمد على التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
كما أشار الجابر خلال حوار أدلى به لوكالة الأنباء الفرنسية في بروكسل في يوليو/تموز الماضي، إلى أن على المؤتمر الدعوة لزيادة قدرة الطاقة المتجددة عالميا بثلاثة أضعاف لتبلغ 11 ألف غيغاوات ومضاعفة فعالية الطاقة وإنتاج الهدروجين إلى 180 مليون طن سنويا بحلول 2030.
لفهم أهداف هذه القمة والتحديات التي تواجه العالم والبشرية بالنظر لآثار التغير المناخي، نتوقف عند مصطلحات ومفاهيم ستكون في صلب نقاشات كوب28، من ذلك: الوقود الأحفوري، التمويه أو الغسل الأخضر Greenwashing، الاحتباس الحراري، إزالة الكربون، الحياد المناخي، التنوع البيولوجي، التنمية المستدامة، والتقييم العالمي GlobalStocktake.
لتسليط مزيد من الضوء على هذه النقاط، حاورنا خالد سليمان صحافي مختص بآثار تغير المناخ والقضايا البيئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومؤلف كتاب "حرّاس المياه.. الجفاف والتغير المناخي في العراق"، وهو يشارك في قمة المناخ 28 بصفته صحافيا دوليا متخصصا.
فرانس24: كيف يمكن تعريف الغسل أو التمويه الأخضر؟خالد سليمان: الغسل الأخضر أو Greenwashing هو مشكلة وظاهرة نشهدها اليوم. فكثير من الشركات العالمية باتت تستخدم الشعارات الخضراء من أجل الترويج لبضاعتها ولتحقيق الأرباح، بدل أن تخدم هذه العناوين الخضراء القضية البيئية والمناخ العالمي والنظم البيئية المحلية والعالمية، بل على العكس هي تساهم في التدهور البيئي، لأن هذه الشركات في الأساس لا تلتزم بالشروط والقوانين والعوامل التي من شأنها خفض الأضرار والخسائر الناجمة عن التغير المناخي والتدهور البيئي. فلذلك، تم إطلاق هذه التسمية أي الغسل الأخضر على هذه الممارسات. هناك مؤسسات وأطراف كثيرة مهتمة بمناقشة هذا الموضوع في مؤتمر المناخ كوب28.
ماذا عن الوقود الأحفوري؟يتكون الوقود الأحفوري من الغاز والنفط والفحم. ساهمت هذه العناصر الرئيسية الثلاثة منذ الثورة الصناعية وإلى غاية اليوم بشكل كبير في المزيد من توليد الكربون في الغلاف الجوي، ولم يتم لحد الآن خفض الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم، بل بالعكس زاد إنتاج الشركات ومعه تفاقمت الظاهرة. فبالتالي، من المفترض أن يتم التوصل في مؤتمر المناخ 28 إلى اتفاق دولي من شأنه أن يضع حدا لحرق الوقود الأحفوري. إذا لم يتم وضع حد لهذه الظاهرة فسوف يستمر تركيز وتكثيف الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التدهور المناخي والبيئي في نفس الوقت.
ما هي ظاهرة الاحتباس الحراري؟تنجم ظاهرة الاحتباس الحراري بالتأكيد عن حرق الوقود الأحفوري. إذا تم وضع حد لحرق الوقود الأحفوري فسوف تقل الظاهرة، لكن بدون وضع حد لذلك فسيستمر الاحتباس الحراري على الأرض ما سيؤدي إلى مزيد من التدهور في النظم البيئية، التي تحمي التنوع الأحيائي ومصادر المياه، والتي تساهم أيضا في التساقطات المطرية وإلى ما ذلك من العوامل التي تحافظ على المناخ والبيئة.
ما الذي تعنيه عملية إزالة الكربون؟ألاحظ أنه وبسبب كمية الكربون الموجودة في الغلاف الجوي حاليا (تخطى تركيز ثاني أكسيد الكربون في مايو/أيار 2022 عتبة الـ420 جزءا في المليون)، فحتى ولو تم خفض الوقود الأحفوري إلى الصفر فسوف نلامس زيادة بـ 1.5 درجة حرارة مئوية خلال الثلاثين عاما القادمة. فبالتالي، فإن كل المساعي اليوم تدخل ضمن المجهود العالمي لخفض حرق الوقود الأحفوري من أجل خفض الاحتباس الحراري، لكن إلى الآن ليست هناك وثيقة عالمية تلزم الدول بوضع حد لحرق الوقود الأحفوري. وتتم إزالة الكربون عبر وضع حد لحرق الوقود الأحفوري، ومن جانب آخر وضع حد لإزالة الغابات والغطاء النباتي وهما كفيلان بامتصاص والتقاط الكربون.
ضف إلى ذلك أنه وفيما يستمر حرق الوقود الأحفوري بالتزامن مع عملية إزالة الكربون فإن الاحتباس الحراري يستمر في الزيادة. يتم سنويا إزالة الغابات في ربوع العالم بما يعادل مساحة بلجيكا (30530.00 كيلومتر مربع) وهذه مساحة كبيرة جدا، إذا استمر الوضع بهذه الوتيرة فسوف نفقد المزيد من الغابات ما سيؤدي إلى تفاقم المشكلة البيئية.
اقرأ أيضاالمتحدثة باسم مصنع إزالة ثاني أكسيد الكربون في إيسلندا: "مشروعنا قابل للتطبيق في كل دول العالم"
إضافة لذلك، يمكن الإشارة إلى أن الحكومات في العالم تركز اليوم على دور التكنولوجيا الحديثة في إزالة الكربون، وهذا يتمثل في إنشاء أشجار اصطناعية وهي عبارة عن ماكينات عملاقة تقوم بالتقاط الكربون من الجو وتخزينه في جوف الأرض. لكن هذا الحل ليس مناسبا في ظل وجود حلول قائمة على الطبيعة، لأن الحلول الاصطناعية لن تؤدي إلى إزالة الكربون بنتيجة مرضية. ألاحظ أن الحلول القائمة على الطبيعة هي من الفقرات المهمة المدرجة للنقاش في مؤتمر كوب28.
ما هو الحياد المناخي؟نقصد بالحياد المناخي أنه بقدر ما تولّد شركة ما من شركات العالم أو أية دولة من الدول من الغازات الدفيئة مثل الكربون وغازات الميثان والغازات التي تساهم في الاحتباس الحراري، فيجب عليها أن تساهم بنفس القدر في التقاط الكربون أو تخزينه، من خلال التشجير والسياسات المستدامة والاعتماد على الطاقة المتجددة، تحسين النظم البيئية، وما شابه.
ما معنى التنوع البيولوجي أو الأحيائي؟بالنسبة إلى موضوع التنوع البيولوجي أو الأحيائي، فهو من أهم الفقرات المدرجة على جدول أعمال قمة كوب28، لماذا؟ لأننا نتحدث كبشرية بشكل عام وصحافيين ومؤسسات ومراكز علمية بشكل خاص منذ سنوات عن الانقراض السادس وهو واقع وهو على الطريق. خلال الخمسمئة سنة الماضية تم فقدان ملايين من الأنواع، وحسب الدراسات الأكاديمية فقد تم فقدان 78 ألف نوع من الأنواع وكل نوع طبعا يعد بالملايين، فما بالك بالأرقام الأخيرة التي تتحدث عن المليارات وليس فقط الملايين.
يجب الإشارة أيضا إلى أن الأنواع أي الكائنات الحية تساهم مساهمة كبيرة في إنتاج الغذاء وفي تغذية النظم البيئية وتخصيب التربة وما شابه. فالتربة مسؤولة عن توفير غذائنا من حبوب وبقوليات وخضار وكل شيء، لكن تدهور التربة وفقدان الكائنات الحية التي تعيش فيها يعد خسارة كبيرة في المصادر الغذائية، فمثلا: ديدان التربة أو دودة الأرض مسؤولة عن إنتاج 6.5 بالمئة من الحبوب والبقوليات في العالم، الذي يعتمد غالبية سكانه على الحبوب من قمح وشعير وأرز، لكنها تتعرض اليوم إلى الفقدان جراء سياسات الإفراط في استخدام التربة والكميات الهائلة من المبيدات الحشرية والمواد المخصّبة للأرض، تؤدي كل هذه الممارسات إلى فقدان التنوع الأحيائي في التربة على الأرض وفي جوفها أيضا.
ولو شكلت ديدان الأرض بلداً غنياً، لاحتلت المركز الرابع على مستوى العالم في انتاج الغذاء. انها عملية حسابية دققت فيها صحيفة غارديان البريطانية استناداً الى دراسة جديدة عن الدور الجوهري الذي تلعبه هذه الكائنات الصغيرة الناعمة في اطعام سكان العالمhttps://t.co/CYQBedFnOD
— Khaled Sulaiman (@ksulaiman) November 28, 2023 ما هي التنمية المستدامة؟يتم الحديث كثيرا عن التنمية المستدامة وهي عبارة عن 17 نقطة بما فيها التنوع البيولوجي، حماية النظم البيئية، العدالة المناخية، خفض تأثيرات التغير المناخي على النساء والأطفال والمجتمعات المتضررة، وتقوية دور المجتمعات المحلية. وهي تعني عدم الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية وهي ممارسات تستمر لغاية اليوم ما يؤدي إلى نتائج مدمرة على النظم البيئية. كما يمكن القول بأن التنمية المستدامة هي جوهر جميع المؤتمرات العالمية وخاصة قمم المناخ 28 و27 و26 وحتى مؤتمر باريس عام 2015، وقبله منذ بداية المؤتمرات.
لكن إلى الآن لم يتم شرح مفهوم التنمية المستدامة بشكل كاف وواف لإيصال الرسالة إلى المجتمعات. يمكن لنا كإعلاميين وصحافيين أن نتحدث بلغة أخرى نتجاوز فيها المصطلحات التي وضعتها الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى، يجب أن نوصل الرسالة إلى المجتمع وأن نقوم بدور توعوي بخصوص هذا المفهوم، رغم وجود أصوات تقول إن دور الصحافة ليس دورا توعويا، لكن نعم تساهم الصحافة بشكل كبير في توعية الناس بخصوص الموارد والنظم البيئية واستخدامها استخداما بناء وليس مفرطا.
ما هو التقييم العالمي وما أهميته؟المؤتمر الوحيد من ضمن كافة مؤتمرات الأطراف، أنشأ مؤتمر باريس كوب21 مجموعة عمل وضعت جملة من الواجبات التي يجب أن تقوم بها الدول، تحديدا منها التي وقعت على اتفاقية باريس، بوضع تقييم عالمي وتقييم محلي فيما يخص المناخ والتغير المناخي. يجب على كل دولة أن تقوم بتطبيق وتنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر باريس، على أن تقدم كل دولة خلال كل أربع أو خمس سنوات تقريرا إلى منظمة الأمم المتحدة تشرح فيها ما قامت به من أجل تحسين البيئة والنظم البيئية، وكافة النقاط التي تمت الإشارة إليها فيما يتعلق بموضوع التنمية المستدامة أيضا.
من دون وجود هذا التقييم العالمي لمسارات تغير المناخ وتقييم التغيرات التي حصلت خلال السنوات الأخيرة، لا يمكن لنا فعل أي شيء. فمثلا، بالنسبة إلى استخدام الطاقات المتجددة، فيجب الإجابة حول الدور التي تضطلع به المجتمعات المحلية في اتخاذ القرارات، وأيضا حول موضوع تحسين التنوع الأحيائي، حماية التنوع البيولوجي وتحسين التربة، ومسألة المحافظة على الغطاء النباتي والنظم البيئية والمصادر المائية، وكل المصادر المتجددة تحديدا المياه والتربة والهواء، فمن دون هذا التقييم لا يمكن فعل أي شيء. وعادة ما يتم اتخاذ القرارات في مؤتمرات الأطراف بناء على التقييم الذي تم محليا وعالميا.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج مناخ قمة المناخ 28 الإمارات العربية المتحدة التغير المناخي تلوث بيئة للمزيد الاحتباس الحراري وقود طاقة غابات الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة حماس فلسطين الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا التنمیة المستدامة الاحتباس الحراری التنوع البیولوجی التغیر المناخی إزالة الکربون النظم البیئیة فی مؤتمر وضع حد
إقرأ أيضاً:
غريتا ثونبرغ سويدية حاربت التغير المناخي منذ طفولتها
غريتا ثونبرغ ناشطة بيئية سويدية، وُلدت عام 2003 بمدينة ستوكهولم، وأسست حركة "جُمَع من أجل المستقبل"، وتدعو للضغط على قادة العالم من أجل معالجة قضية التغير المناخي.
اشتهرت بمواقفها المنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأبحرت في الأول من يونيو/حزيران 2025 باتجاه القطاع رفضا للإبادة الجماعية التي يتعرض لها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المولد والنشأةوُلدت غريتا ثونبرغ يوم 3 يناير/كانون الثاني 2003 في العاصمة السويدية ستوكهولم، وتنحدر من عائلة فنية، فوالدها سفانتي ممثل ومخرج سينمائي، ووالدتها مالينا إرنمان مغنية في الأوبرا، وجدها لأبيها الراحل أولوف ثونبرغ كان ممثلا سينمائيا مشهورا.
في الـ11 من عمرها أصيبت بنوبة اكتئاب حادة استمرت 8 أشهر، رافقها فقدان الشهية العصبي، وقد شخص الأطباء إصابتها وشقيقتها بياتا باضطراب الوسواس القهري واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والصمت الاختياري، فضلا عن إصابتها بـ"متلازمة أسبرغر" (Asperger syndrome)، وهي اضطراب في النمو العصبي يؤدي إلى صعوبات كبيرة في التفاعل الاجتماعي والتواصل غير اللفظي.
أنهت غريتا ثونبرغ تعليمها الثانوي في مدارس السويد عام 2023.
النشاط البيئي
قبل الانتخابات السويدية العامة عام 2018، تغيبت غريتا ثونبرغ عن المدرسة 3 أسابيع، وجلست أمام برلمان بلادها أثناء ساعات الدوام المدرسي حاملة لافتة كتب عليها "إضراب مدرسي من أجل المناخ".
ودعت وقتئذ الحكومة السويدية للعمل على الحد من انبعاثات الكربون وفقا لاتفاقية باريس، التي تنص على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري كي يقل عن درجتين مئويتين.
تحركت غريتا في البداية بشكل فردي، وقالت "لقد حاولت جذب الناس ليكونوا معي، ولكن لا أحد كان مهتما، فاضطررت للقيام بالأمر بمفردي"، وبمرور الوقت ألهمت عشرات الآلاف من الطلبة في معظم دول العالم للاحتجاج ضد التغير المناخي، وأثارت قصتها اهتمام وسائل الإعلام الدولية.
لاحقا، قصرت إضرابها على أيام الجمعة فقط، وأطلقت عليه "جمع من أجل المستقبل". وفي 4 ديسمبر/كانون الأول 2018، ألقت خطابا في مؤتمر الأمم المتحدة الخاص باتفاقية التغير المناخي في مدينة بوزنان البولندية، وأعربت عن الحاجة الماسة إلى التحرك بأسرع ما يمكن لوقف الانبعاثات.
إعلانفي ديسمبر/كانون الأول 2018، شاركت مع عشرات الآلاف من مناصري البيئة في مظاهرة بالعاصمة البلجيكية بروكسل ، احتجاجا على سياسات المناخ، وللمطالبة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% بحلول عام 2030.
وفي 23 يناير/كانون الثاني 2019، سافرت عبر رحلة قطار استغرقت 32 ساعة إلى سويسرا لإلقاء كلمة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بشأن مواجهة التغير المناخي.
وفي 21 فبراير/شباط من العام نفسه طالبت في خطاب في مؤتمر اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية بضرورة تحقيق أهداف المناخ المقررة من قبل الاتحاد الأوروبي لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80% على الأقل حتى 2030.
في 17 أبريل/نيسان 2019 التقت البابا فرانشيسكو، بابا الفاتيكان السابق، بساحة القديس بطرس في روما وشكرت اهتمامه بأزمة المناخ ودفاعه عن البيئة.
وفي 23 سبتمبر/أيلول 2019، خاطبت قادة العالم المجتمعين في الأمم المتحدة، في قمة المناخ بالقول "كيف تجرؤون؟ لقد سرقتم أحلامي وطفولتي بكلماتكم الفارغة.. نحن في بداية انقراض جماعي"، وذلك بعدما عبرت الأطلسي على متن مركب شراعي خال من الانبعاثات في رحلة استمرت 15 يوما.
وأضافت في خطابها "تدّعون أنكم تحبون أبناءكم أكثر من أي شيء آخر، ولكنكم في الوقت نفسه تسرقون منهم مستقبلهم أمام أعينهم".
وفي اليوم نفسه رفعت مع 15 قاصرا دعوى قضائية لدى لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة ضد 5 دول قالت إنها "ملوثة".
ألقت خطابا في مؤتمر الأطراف الـ25، الذي انعقد في العاصمة الإسبانية مدريد من 2 إلى 13 ديسمبر/كانون الأول 2019، حذرت فيه من أخطار التقاعس عما يحدث للمناخ وتجاهل الأدلة العلمية بشأنه.
في أواخر 2019 أجبرت جائحة فيروس كورونا غريتا ثونبرغ على إيجاد وسائل جديدة لإيصال صوتها للعالم، فأطلقت برنامجا إذاعيا بعنوان "الإنسانية لم تفشل بعد".
في أبريل/نيسان 2020 أطلقت بالتعاون مع منظمة "هيومان آكت" الدانماركية حملة لدعم جهود منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في مكافحة جائحة كورونا وحماية الأطفال من تأثيراتها.
كما تحدثت عن قضايا التغير المناخي أمام برلمانات دول عدة، أبرزها إيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة، فضلا عن مشاركتها في احتجاجات عالمية حول هذا الأمر.
ترفض الناشطة السويدية السفر بالطائرات بسبب انبعاثات الكربون التي تنتجها، وتقول "من غير المعقول أن العديد من الشخصيات التي تتحدث عن المناخ تسافر على متن طائرة خاصة".
وأدى هذا الأمر إلى ظهور مصطلح جديد يعرف باسم "عار الطيران"، وهو ما خفض عدد الرحلات المحلية في السويد بنسبة 8%، ورفع عدد من يفضلون السفر بالقطار.
تضامنها مع غزة
عبرت غريتا ثونبرغ عن تضامنها مع قطاع غزة في وجه العدوان الذي أطلقته إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشاركت في مظاهرات منددة بالاحتلال ومؤيدة للفلسطينيين.
ووصفت الناشطة السويدية ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية، وقالت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 "اليوم نُضرب تضامنا مع فلسطين وغزة، ويتعين على العالم أن يرفع صوته، ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتحقيق العدالة والحرية للفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين".
إعلانورفعت لافتات نددت فيها بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وكتبت عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية بغزة".
وفي 5 يناير/كانون الثاني 2024 نشرت صورة لناشطي البيئة وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، وشعارات "الحرية لفلسطين" أثناء احتجاجاتهم ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
على خلفية مواقفها هاجمها الإعلام الإسرائيلي بقوة، ووجه لها اتهامات بمعاداة السامية، وهو ما دفع وزارة التعليم الإسرائيلية إلى إزالة اسمها من المناهج المعنية بالمناخ، وقالت الوزارة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إن "موقف غريتا لا يجعل منها بعد اليوم مصدر إلهام، ولم تعد نموذجا يحتذى للطلاب الإسرائيليين".
وضاعف الغضب الإسرائيلي وجود لافتة في الصورة التي نشرتها موقعة باسم "يهود من أجل حرية فلسطين"، فطالبها ناشطون داعمون لإسرائيل بالكشف عن وجه الملثم الذي يحمل اللافتة.
في 12 مايو/أيار 2024 اعتقلتها الشرطة السويدية لمشاركتها في احتجاج مؤيد للفلسطينيين خارج ساحة مالمو التي كانت تستضيف مسابقة الأغنية الأوروبية 2024.
وفي 4 سبتمبر/أيلول من نفس العام، قبض عليها في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن أثناء مشاركتها بمظاهرة داعمة لغزة.
وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انتقدت المرشحة الرئاسية الأميركية كمالا هاريس، واتهمتها بأن "يديها ملطختان بالدماء" بسبب دعمها للإبادة الجماعية في غزة.
وتعرضت غريتا لمضايقات في العاصمة الهولندية أمستردام أثناء إلقائها كلمة مؤيدة لفلسطين في مظاهرة احتجاجية حول التغير المناخي، إذ سحب منها شاب الميكروفون قائلا لها "أتينا لمناقشة أزمة المناخ وليس لطرح وجهات النظر السياسية".
ورد نشطاء حركة "عدالة المناخ" على الحادثة، ببيان قالوا فيه إن "الوقوف تضامنا مع الفلسطينيين وجميع المدنيين المتأثرين لم يكن أبدا في محل شك بالنسبة لنا".
ينتقد كثيرون نشاط غريتا ثونبرغ، ويقولون إنها "تتعمد المبالغة في تضخيم المخاطر الناجمة عن مسألة ارتفاع حرارة الأرض"، وهو ما عرّضها إلى الملاحقة والاعتقال.
ففي يناير/كانون الثاني 2023، قبضت عليها الشرطة الألمانية مع نشطاء آخرين في احتجاجات نظموها على خلفية هدم السلطات الألمانية قرية صغيرة لتوسيع منجم فحم.
وفي 6 أبريل/نيسان 2023، اعتقلتها الشرطة الهولندية في مظاهرة كبيرة في مدينة لاهاي ، للمطالبة بإنهاء جميع أشكال الدعم لاستخدام الوقود الأحفوري .
ويوم 19 يونيو/حزيران من العام نفسه قبضت عليها الشرطة السويدية في مظاهرة بيئية بميناء مالمو جنوب البلاد، وفرضت عليها غرامة مالية.
وفي فبراير/شباط 2024، مثلت أمام محكمة بريطانية، بتهمة "الإخلال بالنظام العام"، وذلك بعد أشهر قليلة من اتهامها بتعطيل اجتماع لمسؤولين تنفيذيين في قطاع النفط والغاز.
انتقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال في حديث بمنتدى الطاقة في موسكو يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 2019 إن "مطالبها غير واقعية"، وإنها "غير ملمة" بالموضوع المناخي.
وتعرضت أيضا لانتقادات عدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ففي 23 سبتمبر/ أيلول 2019، انتقد خطابها أمام قادة العالم المجتمعين في قمة الأمم المتحدة للمناخ، ونشر تغريدة ساخرة عنها في موقع إكس، كتب فيها "تبدو شابة سعيدة جدا تتطلع نحو مستقبل رائع ومبتسم. من الرائع جدا مشاهدتها".
كما وصف ترامب تتويج مجلة تايم الأميركية غريتا بلقب شخصية العام 2019، بـ"المهزلة"، وأضاف أن "على غريتا أن تتعلم التحكم بغضبها، وأن تهدأ وتشاهد فيلما قديما".
بعد مرور أقل من عام ردت ثونبرغ الصاع لترامب عندما ردت على تغريدة له نشرها وقال فيها "أوقفوا عد الأصوات" وذلك باستعمال تغريدته التي سخر فيها من حصولها على جائزة مجلة تايم.
إعلانووجهت الناشطة السويدية كلامها لترامب قائلة "أمر سخيف جدا، يجب عليه أن يتعلم التحكم بغضبه، ثم ينتقل إلى مشاهده فيلم قديم جميل مع صديق! استرخ يا ترامب، استرخ!"، وهي الكلمات نفسها التي استعملها ترامب للسخرية من اختيارها شخصية العام 2019 مع تغيير الأسماء.
وعاد ترامب لمهاجمتها مرة ثالثة بعدما اعتقلتها السلطات الإسرائيلية من على متن سفينة مادلين. وقال مؤتمر صحفي "إنها شخص غريب… شابة غاضبة… لا أعلم إن كان ذلك الغضب حقيقيا، من الصعب تصديق ذلك.. إنها بالتأكيد مختلفة"، وأضاف إنها "بحاجة إلى دورة للتعامل مع الغضب".
في الأول من يونيو/حزيران 2025 أبحرت غريتا ثونبرغ مع 12 ناشطا آخرين ضمن سفينة مادلين، التي كانت تحمل مساعدات إنسانية باتجاه قطاع غزة، لكن إسرائيل استولت عليها فجر التاسع من يونيو/حزيران، بينما كانت في المياه الدولية في طريقها إلى غزة.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي غريتا، ولاحقا نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية صورة لها على منصة "إكس" وهي على متن طائرة في طريقها إلى باريس نحو بلدها، بعد أن أبعدت قسرا.
الجوائز والتكريماتتقديرا لنشاطها في مجال التغير المناخي، حصلت غريتا ثونبرغ على جوائز دولية ومحلية، وصلت إلى حد تصدرها قائمة الترشيحات لجائزة نوبل للسلام عام 2019، ومن بين أبرز الجوائز التي حصلت عليها:
منحة منظمة "فرايشوست" الشبابية السويدية لنموذج دور الشباب لعام 2018. لقب شخصية العام 2019 من مجلة تايم الأميركية، وكانت أصغر شخصية تحصل على اللقب. لقب أهم امرأة بالسويد عام 2019. جائزة "رايت لايفليهود" التي يطلق عليها عادة "نوبل البديلة" عام 2019. جائزة سفير الضمير من منظمة العفو الدولية في مجال حقوق الإنسان عام 2019. وضعتها مجلة فوربس بقائمة أقوى 100 سيدة في العالم عام 2019. جائزة "كولبنكيان" للإنسانية عام 2020. اختارتها مجلة "نيتشر" ضمن أفضل 10 شخصيات عام 2019. حصلت على جائزة قدرها 100 ألف دولار أميركي من منظمة "هيومان آكت" الدانماركية عام 2020، وتبرعت بها لليونيسيف.