الصفدي أمام مجلس الأمن: حروب ستتفجر بعد غزة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
سرايا - قال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن إسرائيل اعتبرت صمت مجلس الأمن الدولي، تغطية لجرائمها حيال الفلسطينيين.
وأضاف الصفدي، في أعمال الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، أن إسرائيل سرقة حياة 3750 طفلًا فلسطينيًا منذ اجتماع مجلس الأمن في 25 الشهر الماضي؛ ليصل عدد الأطفال الشهداء إلى 6150، وبخلاف من زال مدفونًا تحت الأنقاض.
ونوه إلى استشهاد 61 طفلًا في الضفة الغربية منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وآخرهم آدم سامر الغول صاحب (8) أعوام، وباسل سليمان أبو الوفا 15 عامًا.
وبين، أن بعض الأطفال استشهدوا نتيجة الفسفور الأبيض، وبعضهم قتلهم المرض بسبب منع إسرائيل وصول الأدوية، وآخرون ارتقوا في ركام بيوت درمتها قنابل إسرائيل الدقيقة، "دمهم نور.. دمهم حق".
ولفت إلى أنها تلك العدوانية الإسرائيلية الانتقامية الفجة، والتي لا زال البعض يبررها بأنها "الدفاع عن النفس"، في تجاوز آخر للقانون الدولي الذي ينص حاسمًا بـ"أن لا حق للمحتل في الدفاع عن النفس".
ونوه إلى أن الانتقامية الإسرائيلية أودت بحياة 15 ألف من أبناء قطاع غزة، والتي لم تسمح بدخول الا 4757 شاحنة مساعدات، الذي يغطي 3 أيام ونصف خلال 38 يومًا.
وأكمل: 33 يومًا مضت منذ أن قدمت إليكم مع زملاء آخرون، لطلب القرار الذي يقضي بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحتل، ولم يصدر القرار ولم يتوقف العدوان بل زاد همجية ودموية ووحشية.
وأكد أن المجازر تغذي غرائز عنصريين إسرائيليين اعتادوا على انكار إنسانية الفلسطينيين، وجعلوا منابرهم الوزارية والبرلمانية منصات كراهية، تنطلق منها سياسات قتل الفلسطينيين وتشريدهم وتجويعهم وانتهاك حرمة مقدساتهم واستباح حقهم في الحياة والكرامة والحرية.
وشدد على أن من يريد حماية شعبه لا يسرق حياة آخر، ويسلح المستوطنين ويحمي إرهابهم، فمن يريد آمن شعبه لا يستعمر أرض شعب آخر ويسجن أطفاله دون رحمة ومحاكمة.
وتطرق إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية هو سبب الصراع وهو أساس الشر، وزواله هو سبيل الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين ولشعوب المنطقة.
ويتابع: يكذب من يقول لكم إن الصراع ديني يحاول عبثًا تزوير التاريخ والراهن الذي يتحدى بشاعته التي يفاقمها الاحتلال بدم الأبرياء ومعانتهم.
وطلب الصفدي فرض وقف النار لينتهي العدوان ويطلب من المجتمع الدولي زوال الاحتلال لينتهي الصراع.
"التنمر أداة منعدم الحجة وفاقد المنطق وهشيش الطرح، لا تذعنوا لتنمر من اعتمد البطش منهجا، فيهاجم أمين عام الأمم المتحدة مرة، واليونيسيف وهيئة الأمم المتحدة للمرأة مرة أخرى، وكل من يقول لا للقتل ولا للتجويع ولا للحصار ولا لخرق القانون الدولي"، وفق وزير الخارجية.
وأوضح أن العرب قدموا طرحا كاملا لسلام كامل ينعم في ظله الفلسطينيون والإسرائيليون بالأمن، مشيرا إلى أن المبادرة العربية تعود للعام 2002.
وتساءل "ماذا قدمت إسرائيل التي رفضت مبادرتنا لتحقيق السلام لتجلب السلام لشعبها وللفلسطينيين، ماذا فعلت غير تكريس الاحتلال؟".
وخاطب الدول الحاضرة قائلا: كلكم تطلبون حل الدولتين الذي يعني، إنهاء الاحتلال، وثمة سبيل وحيد للسلام باعتراف مجلس الأمن في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وينوه إلى أن الصراع سيبقى بغير حصول الفلسطينيين على حقهم، وستتفجر بعد غزة حروب، "للحرية باب في كل زمان وفي كل مكان، واحبطت إسرائيل جهود السلام على مدار 30 عامًا".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: مجلس الأمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدبلوماسي العاري.. من هو المبعوث الأممي توم فليتشر الذي يقف في وجه إسرائيل؟
في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، برز اسم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر، كأحد أبرز الأصوات الدولية المطالبة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.
من هو توم فليتشر؟
توم فليتشر هو دبلوماسي بريطاني مخضرم، وُلد عام 1975، وتلقى تعليمه في جامعة أوكسفورد حيث حصل على درجة الماجستير في التاريخ الحديث.
وبدأ مسيرته الدبلوماسية في وزارة الخارجية البريطانية، وشغل مناصب متعددة في نيروبي وباريس، وكان مستشارًا للسياسة الخارجية لثلاثة رؤساء وزراء بريطانيين: توني بلير، وغوردون براون، وديفيد كاميرون.
في عام 2011، عين سفيرا لبريطانيا في لبنان، حيث عرف بأسلوبه غير التقليدي في العمل الدبلوماسي، مما أكسبه لقب "الدبلوماسي العاري"، وهو أيضا عنوان كتابه الذي نشر عام 2016.
وبعد انتهاء مهمته في لبنان، شغل منصب عميد كلية هيرتفورد في جامعة أوكسفورد من 2020 حتى 2024.
توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في #الأمم_المتحدة: 14 ألف رضيع مهددون بالموت في #غزة خلال الـ 48 ساعة المقبلة مالم نوصل الطعام إليهم pic.twitter.com/H5W6vJdBfO — Anadolu العربية (@aa_arabic) May 22, 2025
تعيينه في الأمم المتحدة
في تشرين الأول / أكتوبر 2024، عين فليتشر وكيلًا للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقًا للإغاثة في حالات الطوارئ، خلفًا لمارتن غريفيث، حيث جاء تعيينه في وقت تواجه فيه الأمم المتحدة تحديات كبيرة في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة حول العالم، خاصة في مناطق النزاع مثل غزة والسودان.
موقفه من الأزمة في غزة
منذ توليه المنصب، كان فليتشر من أبرز المنتقدين لقيود الاحتلال الإسرائيلي المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة، في أيار/ مايو 2025، حذر في جلسة لمجلس الأمن من أن "نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة"، ودعا إلى "رفع الحصار فورًا" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
كما انتقد فليتشر خطة "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تهدف إلى توزيع المساعدات عبر شركات خاصة، واصفًا إياها بأنها "محاولة لتهميش دور الأمم المتحدة" و"استخدام المساعدات كسلاح سياسي".
وأثارت تصريحات فليتشر ردود فعل غاضبة من الجانب الإسرائيلي، حيث اتهمه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة بـ"تسييس العمل الإنساني" و"التحيز".
من جهته، دافع فليتشر عن موقفه، مؤكدا أن "واجب الأمم المتحدة هو تسليط الضوء على الأزمات الإنسانية أينما كانت، دون تحيز أو خوف".
وفي سياق مختلف يعرف فليتشر بنشاطه الأكاديمي والثقافي وبالإضافة إلى عمله الدبلوماسي، فقد أسس "مؤسسة الفرصة" لدعم الشباب وتمكينهم، وقدم سلسلة وثائقية عبر بي بي سي بعنوان "المعركة من أجل الديمقراطية الليبرالية"، كما نشر عدة كتب تناولت موضوعات الدبلوماسية والتغيير الاجتماعي.
ويعتبر فليتشر من الأصوات القليلة في الأمم المتحدة التي تتحدث بصراحة عن الأزمات الإنسانية، مما يجعله شخصية محورية في الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف معاناة المدنيين في مناطق النزاع، وخاصة في غزة.