مع انطلاق قمة المناخ.. هيومن رايتس تدعو لحث الإمارات على احترام حقوق الإنسان
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الخميس، إن على الأمم المتحدة حث الإمارات على التوقف عن قمع حقوق الإنسان وإلغاء خططها لتوسيع إنتاج الوقود الأحفوري مع استهلال الدول المفاوضات في مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ في دبي.
وأضافت المنظمة أنه "على الأمم المتحدة أن تضع بشكل عاجل معايير للمضيفين المستقبليين للمؤتمر، لضمان قدرة المجتمع المدني على المشاركة الفعلية في نقاشات المناخ العالمي بدون خوف من الانتقام.
وستستضيف الإمارات المؤتمر الـ 28 للأطراف (كوب 28) في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (الاتفاقية الإطارية)، من 30 نوفمبر/تشرين الثاني حتى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023 في دبي.
وقال ريتشارد بيرسهاوس، مدير قسم البيئة في هيومن رايتس ووتش إن "العديد من النشطاء المسافرين إلى كوب 28 قلقون بشدة على سلامتهم الشخصية في بلد مضيف سبق أن سجن أشخاصا بسبب منشوراتهم على منصات التواصل الاجتماعي وفعليا يجرّم التظاهر".
وتابع بيرسهاوس: "على هيئة الاتفاقية الإطارية إعادة النظر جديا في سماحها بعقد مفاوضات عالمية حول المناخ في بلد لا يمكن للمجتمع المدني فيه أن يطالب بأفعال طموحة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بدون خوف أو رقابة ذاتية".
وبينت هيومان رايتس أن "مخاوف النشطاء البيئيين من الانتقام ليست بدون أساس، وفي 28 نوفمبر/تشرين الثاني، تلقى مؤسس ومدير مشارك في منظمة "فير سكوير" جيمس لينش، رفض طلبه تأشيرة للمشاركة في كوب 28".
وأكدت "الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب" الإماراتية لـ"لينش" في رسالة إلكترونية أن طلبه قد رُفض، ولم يكن لينش قد تلقّى أي جديد من السلطات الإماراتية، وليس واضحا ما إذا كان سيُمنح حق الدخول.
وفي 2015، عندما كان لينش رئيس برنامج الأعمال وحقوق الإنسان بالوكالة في "منظمة العفو الدولية"، رُفض طلبه للدخول في مطار دبي بسبب عمله الحقوقي.
وفي الإمارات، المظاهرات عمليا غير قانونية وانتقاد الحكومة يشكل جريمة جنائية، بحسب المنظمة العالمية.
ووقّع المدير التنفيذي للاتفاقية الإطارية اتفاق استضافة كوب 28 مع حكومة الإمارات في 1 أغسطس/آب، وأعلن أنه "ستُتاح المساحة للنشطاء البيئيين ليتجمعوا سلميا وإيصال أصواتهم، لكن ليس من الواضح ما هو التفسير العملي لهذا الاتفاق، خصوصا أن التعبير الحر والتظاهر مقيدان بشدة في الإمارات، ولم يُنشر اتفاق الاستضافة بين هيئة الاتفاقية الإطارية والإمارات".
وقالت هيومن رايتس ووتش إن انعدام الشفافية وعدم قيام الأمم المتحدة بتوضيح مخاطر انتقاد الإمارات والتظاهر خلال كوب 28 يعرّضان النشطاء المشاركين في كوب 28 لمخاطر جسيمة.
وتابعت: "الإشارة الصريحة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في وثائق نتائج كوب 28 من شأنها أن تشكل خطوة أساسية في تفادي الآثار الأسوأ لأزمة المناخ، غير أن سجل الإمارات الحافل بعقود من الاعتداء على حرية التعبير، والتجمع، وتشكيل الجمعيات يثير مخاوف كبيرة بشأن قدرة المجتمع المدني، والنشطاء، والحقوقيين، والصحفيين في كوب 28 على المشاركة الفعالة والضغط لإقرار أفعال طموحة، بما في ذلك الدعوة إلى التخلص من الوقود الأحفوري".
وفي رسالة منتصفَ نوفمبر/تشرين الثاني، حث المفوض السامي لحقوق الإنسان جميع الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية على أن "يضعوا حقوق الإنسان في صلب جميع القرارات المناخية".
كما تواجه مفاوضات الاتفاقية الإطارية خطر أن تؤدي مصالح شركات الوقود الأحفوري في البلد المضيف إلى تقويضها.
وأعلنت الإمارات مؤخرا أنها توسع جميع أوجه عمليات الوقود الأحفوري، رغم الإجماع المتزايد على أنه إذا أرادت الحكومات تحقيق الأهداف العالمية للمناخ وحماية حقوق الإنسان عليها أن توقف أي تطوير في قطاع النفط، أو الغز، أو الفحم.
وفي رد على تحقيق "سنتر فور كلايمت ريبورتنغ" و"بي بي سي" توصل إلى أن الإمارات تخطط لاستخدام دورها مضيفة لمحادثات الأمم المتحدة حول المناخ كفرصة لعقد صفقات نفط وغاز مع دول أخرى، قالت الأمانة العامة للاتفاقية الإطارية إن الدول المضيفة لـ كوب "يُتوقع منها أن تتصرف بدون انحياز، أو إجحاف، أو محاباة، أو على أساس نزوات، أو مصالح شخصية، أو تفضيل، أو مراعاة".
وبما أن الدولة المضيفة لـ كوب هذا العام لا تبدو أنها تلبي هذه التوقعات، يصبح واجبا على هيئة الاتفاقية الإطارية التشديد على أن تتفادى إجراءات دورات كوب المستقبلية وضعا مشابها.
ولحفظ التزاماتها بحقوق الإنسان وإعادة الثقة بالعملية، على هيئة الاتفاقية الإطارية أن تضغط على الحكومة الإماراتية لتحترم حقوق الإنسان لجميع المشاركين في كوب 28، بما في ذلك حقهم بالتعبير الحر، على الإنترنت وخارجها، والتظاهر داخل موقع المؤتمر الرسمي وخارجه.
وعلى الأمم المتحدة أيضا أن تحث الإمارات على الإفراج، فورا وبدون شرط، عن جميع النشطاء والحقوقيين المحتجزين تعسفا، ومنهم أحمد منصور، كإشارة إلى نيتها تسهيل مفاوضات مناخية حازمة وتحترم الحقوق قبل كوب 28، وخلاله، وبعده. وعلى الأمم المتحدة التصدي للانتهاكات المنتشرة ضد العمال الأجانب في الإمارات، الذين ساعد الكثير منهم في تحضير وتسليم كوب 28، لكنهم يواجهون انتهاكات عمالية، منها رسوم التوظيف الباهظة، وسرقة الأجور، والتعرض الخطِر لدرجات حرارة مرتفعة.
ويشكل العمال الأجانب 88% من السكان، ويأتي العديد منهم من دول متأثرة بالتغييرات المناخية مثل بنغلاديش، وباكستان، ونيبال. كما وثّقت هيومن رايتس ووتش مؤخرا، ترتبط الانتهاكات التي يواجهها العمال الأجانب المقيمون في الإمارات بأضرار مناخية أوسع. تحظر الإمارات أيضا النقابات العمالية، ما يضعف قدرة العمال الأجانب على المطالبة بحماية عمالية أفضل.
وزادت المنظمة و"لـ(كوب) هذا العام والأعوام القادمة، على هيئة الاتفاقية الإطارية أن تنشر اتفاق الاستضافة لضمان وفائه بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، وعلى الأمم المتحدة أن تضع معايير لحقوق الإنسان لمضيفي كوب المستقبليين، بما في ذلك إعمال الحق في حرية التعبير والحق بالتجمع، اللذين يُعتبران شرطين أساسيين لضمان التوصل إلى نتائج طموحة لـ كوب.
وعلى الأمم المتحدة ضمان أن لا تقوض شركات الوقود الأحفوري مصداقية مفاوضات كوب المستقبلية ونتائجها.
قال بيرسهاوس: "تجاهلت الأمم المتحدة الحقيقة الصعبة المتمثلة باستضافة مفاوضات المناخ في بلد شديد القمع ومصمم على توسيع قطاع الوقود الأحفوري".
وختم بقوله: "أقل ما يمكن أن تفعله في هذه المرحلة، هو أن تحث السلطات الإماراتية على حفظ التزاماتها الحقوقية تجاه المشاركين في كوب 28 والحقوقيين وراء القضبان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأمم المتحدة الإمارات حقوق الإنسان دبي المجتمع المدني الأمم المتحدة الإمارات حقوق الإنسان دبي المجتمع المدني سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وعلى الأمم المتحدة على الأمم المتحدة هیومن رایتس ووتش الوقود الأحفوری العمال الأجانب حقوق الإنسان فی الإمارات فی کوب 28 لـ کوب
إقرأ أيضاً:
الإماراتية شيخة النويس أول امرأة تفوز بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة
فازت مرشحة الدولة شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة خلال الفترة من عام 2026 حتى عام 2029، لتسجل بذلك سابقة تاريخية كأول امرأة على مستوى العالم تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة في العام 1975، وعلى مدى أكثر من 50 عاماً، وذلك في إنجاز جديد يُرسّخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة الريادية على خريطة السياحة العالمية.
وجاء الإعلان عن فوزها خلال الانتخابات، التي جرت اليوم بمقر المنظمة بالعاصمة الإسبانية مدريد، بمشاركة 35 دولة من الدول الأعضاء، وقد حظيت دولة الإمارات بإشادات دولية واسعة عقب انتهاء عملية التصويت تقديراً لجهودها المتواصلة ومساهمتها الفعّالة في تطوير المبادرات والمشاريع والاتفاقيات التي تعزز نمو القطاع السياحي إقليمياً وعالمياً، وتُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت شيخة النويس: «أشعر بالفخر والاعتزاز لاختياري لتولي مهام منصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، وأهدي هذا الفوز الثمين إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإلى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على دعمهم اللامحدود للمرأة الإماراتية ورؤيتهم السديدة لتعزيز مكانة الإمارات عالمياً في مختلف المجالات، بما فيها قطاع السياحة الذي يعد اليوم أحد المحركات الرئيسية لمسيرة التنمية المستدامة».
وتابعت «أهدي الفوز أيضاً إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي كانت وما زالت الداعم الأول لمسيرة المرأة الإماراتية والعربية. كما أهديه إلى شعب دولة الإمارات الحبيب، وإلى جميع دولنا وشعوبنا العربية الشقيقة، حيث يمثل هذا الفوز لحظة إنجاز إماراتية وعربية وسأعمل لترسيخه محطة مهمة في مسيرة تنمية السياحة على الصعيدين الإقليمي والعالمي».
وأضافت النويس: «يمثل هذا الفوز مسؤولية كبيرة وعظيمة وسأكرّس لها كل جهدي وإمكانياتي لمواصلة البناء على ما حققه زملائي من إنجازات منذ تأسيس المنظمة وحتى اليوم، وأعتز أيضاً بالثقة التي أولتها لي دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة ودعمها اللامحدود للمرأة الإماراتية، وسأحرص على أن أكون على قدر هذه الثقة الغالية، بما يعزز مكانة بلادي وريادتها على خريطة السياحة العالمية».
وأضافت: «أطمح إلى قيادة تحوُّل عالمي في قطاع السياحة، يرتكز على تبني نماذج سياحية تجديدية تعزز حماية الأنظمة البيئية، وتُسهم في فتح آفاق اقتصادية وتنموية أوسع وأكثر شمولاً وعدالة، بما يعود بالنفع على المجتمعات والبيئة في آنٍ واحد، وبما يُسهم في بناء مستقبل أفضل للسياحة المستدامة والمسؤولة»، مشيرة إلى أن ما نحتاج إليه الآن هو تسريع وتيرة العمل وابتكار المبادرات والمشاريع الهادفة إلى تطوير صناعة السياحة العالمية، والتي تُمثل مساهماً رئيسياً في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، خاصةً في ظل الظروف التي نمر بها من تغيرات مناخية وجيوسياسية.
وأوضحت أن رؤيتها لتعزيز تنافسية واستدامة قطاع السياحة العالمي تنطلق من خمسة محاور رئيسية تشمل: أولاً، تعزيز السياحة المسؤولة التي تضع في صميمها حماية الطبيعة والثقافة والإنسان والبيئة، وثانياً، بناء القدرات وتمكين الشباب والنساء والمجتمعات، وثالثاً، تسخير التكنولوجيا من أجل الخير لتحسين جودة الحياة مع الحفاظ على الخصوصية، ورابعاً، اعتماد حلول تمويل مبتكرة وتطوير نماذج سياحية تدعم النمو المستدام، وخامساً، ترسيخ مبادئ الحوكمة الذكية من خلال قيادة تتسم بالشفافية والمسؤولية والوضوح. وتميزت بمسيرة مهنية حافلة بالإنجازات امتدّت لأكثر من 15 عاماً في قطاع السياحة، وأدت دوراً محوراً في رسم ملامح مستقبل هذا القطاع، ودفع عجلة الابتكار والاستدامة وتنمية القوى العاملة.
قدمت، بصفتها أول امرأة تنضم إلى مجلس إدارة مجموعة فنادق دبي التابعة لغرفة تجارة وصناعة دبي، إسهامات كبيرة في تطوير سياسات القطاع وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص. كما يُبرز دورها كعضو في فرع الشرق الأوسط وأفريقيا للجمعية العالمية لمديري أصول الضيافة (HAMA) خبرتها الواسعة في إدارة استراتيجيات الاستثمار في قطاع الضيافة وإدارة الأصول.
وتخرجت شيخة النويس في جامعة زايد، حيث حصلت على بكالوريوس العلوم في إدارة الأعمال تخصص مالية عام 2006. كما حصدت العديد من الجوائز وأوسمة العلامة التجارية خلال السنوات الخمس الماضية، ومنها جائزة أفضل علامة فندقية في الشرق الأوسط ضمن جوائز بيزنس ترافيلر الشرق الأوسط لأعوام 2021 و2022 و2024، وجائزة أفضل سلسلة فنادق أعمال في الشرق الأوسط ضمن جوائز بيزنس ترافيلر المملكة المتحدة لعام 2022 و2023 و2024، وجائزة فوربس الشرق الأوسط: قائمة أفضل 100 شركة مستدامة في الشرق الأوسط - قادة الاستدامة لعام 2023.