رئيس النيابة العامة يتحدث عن "سياسة وقائية" في مواجهة جرائم غسل الأموال في المغرب
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
جدد الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، الحسن الداكي، اليوم الخميس بمراكش، تحذيراته من التهديد الذي تمثله جرائم غسل الأموال القائمة على تحويل الأموال غير المشروعة أو إخفاء طبيعتها بغرض دمجها في المسار المشروع للدورة المالية، على النسيج الاقتصادي والاجتماعي وتقويضا لكل رهانات التنمية المستدامة.
وقال الداكي، في افتتاح ندوة دولية تنظمها رئاسة النيابة العامة بدعم من منظمة الأمم المتحدة للهجرة، على هامش الاجتماع السنوي الثالث لجمعية النواب العموم العرب، على مدى يومين، إن “هذا النوع من الإجرام بات يرتبط بجرائم أصلية لا تقل عنها خطورة كجرائم تهريب المهاجرين التي تتسبب في مآسي إنسانية وتشكل أحيانا مدخلا لجريمة الاتجار بالبشر التي تجهز على كرامة الأفراد وإنسانيتهم من خلال تعريضهم بشكل بشع لأوضاع استغلالية شتى”.
وتابع بهذا الخصوص “نعيش اليوم في عالم متحرك لا حدود فيه لتدفق حركة الأموال والمعاملات التجارية والاقتصادية، وإذا كان الوضع نتيجة طبيعية لمستوى النمو الاقتصادي العالمي باعتباره أحد تجليات العولمة، فإنه بالمقابل أفرز ظواهر إجرامية خطيرة تتجاوز الحدود الجغرافية للدول وتعوق جهود التنمية والاستثمار”.
وأبرز رئيس النيابة العامة في هذا الصدد، أن الإجرام المالي عموما يتميز بنوع من التعقيد وصعوبة الإثبات، حيث تبقى جرائم غسل الأموال أكثر تعقيدا وتنفلت بطبيعتها من مجالات الإثبات الجنائي الكلاسيكي، بالنظر لتدخل عدة أطراف في ارتكابها واستعمال عدة أساليب وطرق لتمويه المصدر غير المشروع للأموال.
وأكد أن المملكة المغربية، ووعيا منها بالمخاطر والتحديات التي يطرحها هذا النوع من الإجرام، عملت على تبني سياسة جنائية تعتمد على الوقاية من هذه الجرائم وحماية ضحاياها وزجر مرتكبيها، مذكرا في هذا الصدد، بسن النصوص التشريعية الملائمة التي تحقق الردع واستحداث الآليات المؤسساتية الوطنية اللازمة لمكافحة جريمة غسل الأموال والوقاية منها، فضلا عن انخراط رئاسة النيابة العامة في تنزيل توصيات مجموعة العمل المالي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، على ضوء عملية التقييم المتبادل التي خضع لها المغرب، وتنزيل جميع الإجراءات الواردة في خطة العمل الموضوعة من قبل المجموعة.
وشدد الداكي، من جهة أخرى، على تعزيز التعاون والشراكة بين الدول باعتباره السبيل الأمثل للتصدي لمختلف الظواهر الإجرامية التي باتت تهدد أمن المجتمعات، وهو ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يؤكد عليه في العديد من خطبه السامية.
وتسعى الندوة، المنظمة حول موضوع “جهود النيابات العامة بالدول العربية في مكافحة جرائم الفساد: غسل الأموال، تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر – التحديات والإكراهات”، إلى تحقيق الاستفادة من آليات التعاون القضائي بين الدول العربية بغية تحقيق مكافحة فاعلة للجريمة بصورها كافة، وتشجيع الحوار القضائي وتعزيز التواصل بين النيابات العامة بالدول العربية من أجل عدالة جنائية فاعلة، وتعزيز قدرات أعضاء النيابة العامة لمكافحة الجريمة، لا سيما في مجال مكافحة جرائم الفساد.
كلمات دلالية أموال المغرب جرائم عامة غسل نيابةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أموال المغرب جرائم عامة غسل نيابة النیابة العامة غسل الأموال
إقرأ أيضاً:
بلدية مسقط تُنظّم برنامجًا تدريبيًا حول "إعداد محترفي مكافحة الآفات"
مسقط- الرؤية
نظّمت بلدية مسقط، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، برنامجًا تدريبيًا متخصصًا بعنوان "إعداد محترفي مكافحة الآفات" خلال الفترة من 18 مايو إلى 1 يونيو 2025، وذلك ضمن جهود البلدية المستمرة لتعزيز قدرات الكفاءات الوطنية في مجال مكافحة نواقل الأمراض ورفع مستوى الصحة العامة.
استهدف البرنامج تأهيل وتدريب الكوادر الفنية والعاملين في مجال مكافحة الآفات وفقًا لأحدث المعايير والممارسات الدولية، مع التركيز على الجوانب النظرية والتطبيقية المتعلقة بالتعرف على الآفات، وتقييم المخاطر، وتطبيق استراتيجيات المكافحة المتكاملة بأساليب فعّالة ومستدامة تراعي سلامة البيئة.
كما اشتمل البرنامج على سلسلة من المحاضرات العلمية وورش العمل الميدانية، شهدت مشاركة نخبة من الخبراء الدوليين من منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى كفاءات فنية متخصصة تمثل مختلف ولايات محافظة مسقط، مما شكل منصة تدريبية تفاعلية ومثرية.
وحول ذلك، قال سعادة أحمد بن محمد الحميدي، رئيس بلدية مسقط: "يأتي هذا التعاون مع منظمة الصحة العالمية في إطار حرص بلدية مسقط على توثيق الشراكة مع المؤسسات العالمية والاستفادة من خبراتها في مختلف المجالات، مما يتيح لنا تبني أفضل الممارسات العالمية في مجال الصحة العامة، لتعزيز قدرات ومعارف الكفاءات المحلية بما يساهم جليا في الجهود الوطنية الرامية إلى الوقاية من المخاطر الصحية والارتقاء بجودة الحياة. ونؤكد أننا ماضون قدما في الاستثمار في العنصر البشري الذي يمثل حجر الأساس في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة التي نصبوا إليها."
ويشار إلى أن هذا البرنامج يشكل نقلة نوعية في مساعي بلدية مسقط لبناء منظومة فعالة ومستدامة لمكافحة الآفات، بما ينسجم مع أهداف الصحة العامة والأولويات الوطنية، كما تؤكد البلدية التزامها الراسخ بتعزيز الشراكات مع المؤسسات العلمية والمنظمات الدولية، واستمرارها في تبادل الخبرات وتطوير البرامج التدريبية المتخصصة، بما يسهم في تعزيز قدرات الكوادر الوطنية وتطوير الخدمات البلدية وفق أعلى المعايير المهنية والعلمية.