القرية التراثية تزدهي بفعاليات متنوعة في عيد الاتحاد الـ52
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أبوظبي - وام
تشهد القرية التراثية على كاسر الأمواج في أبوظبي فعاليات وأنشطة تراثية وترفيهية وثقافية متنوعة، ينظمها نادي تراث الإمارات بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بمناسبة عيد الاتحاد الـ 52 وتستمر حتى يوم غد السبت.
وتوافد الزوار والسياح منذ السابع والعشرين من نوفمبر الماضي على القرية التي استقبلتهم بمجموعة واسعة من الفعاليات، تجمع بين الأنشطة الترفيهية والمسابقات التراثية والأهازيج والمنتجات الفلكلورية، حيث تعرف الجمهور على أهمية المحافظة على التراث والتعريف به.
وعبر فعاليات يومية، يتعرف الزوار والسياح على الحرف اليدوية التقليدية التي تمثل عنصراً مهماً من عناصر التراث الإماراتي وتبرز المهارات المتوارثة في الصناعات الشعبية التي تعتمد على مواد مستمدة من البيئات المحلية، من أجل إثراء الحياة اليومية في مجتمع الإمارات قديماً بالأدوات المعيشية والمنتجات المختلفة، وذلك من الورش المتنوعة التي تقدمها الخبيرات التراثيات، ومنها ورش السدو، والتلي، وسف الخوص، وصناعة البراقع.
كما يقام في القرية معرض تراثي يسلط الضوء على جماليات الحرف اليدوية الإماراتية، ويحتوي على عدد من الأركان المتخصصة، منها ركن يعرّف بالطب التقليدي وأركان تعرض المنتجات المرتبطة بالطقوس الاجتماعية إضافة إلى العديد من المنتجات التراثية المتنوعة.
وتحضر الثقافة الإماراتية، والتاريخ، والشعر النبطي، ضمن الفعاليات التي ينظمها النادي بالتعاون مع اللجنة، وذلك من خلال معرض الإصدارات في القرية التراثية الذي يتيح للزوار التعرف على ملامح من حضارة دولة الإمارات، وتاريخها الاجتماعي، وتراثها الغني والمتنوع، عبر مجموعة منتقاة من الكتب والدوريات ودواوين الشعر التي تثري الفعاليات في هذه المناسبة الوطنية في جانبها المعرفي.
كما يوثق معرض الصور المصاحب للفعاليات، جوانب من جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” من أجل قيام الاتحاد.
وفي جانب الموروث البحري يتيح معرض “بيت البحر” تجربة حية للتعرف على الحياة البحرية للآباء والأجداد في الصيد والغوص والحرف المرتبطة بالبحر، وذلك من خلال معروضات متنوعة تضم نماذج للقوارب التراثية، وأدوات الصيد والغوص وفلق المحار، كما يقدم معارف تراثية مختلفة للزائرين عبر الورش البحرية التي تعرض جوانب من التراث البحري الغني لدولة الإمارات.
وتقام يومياً عروض للمحامل التراثية على امتداد كورنيش أبوظبي، وتأتي العروض استعداداً لانطلاق فعاليات «سباق عيد الاتحاد لقوارب التجديف التراثية فئة 40 قدماً» الذي ينظمه النادي بالتعاون مع اللجنة يوم غد السبت، ويتم السباق عبر 4 أشواط تحمل ألوان علم دولة الإمارات العربية المتحدة الأحمر والأخضر والأبيض والأسود بمشاركة 1037 بحاراً، في 61 قارباً، وذلك لمسافة 4 أميال بحرية تنتهي أمام المنصة الرئيسة بالقرية التراثية.
وضمن الأنشطة الترفيهية ذات البعد التعليمي المقدمة للأطفال يقام نشاط الرسم التلوين الذي يتعرف الأطفال من خلاله على أهمية المحافظة على البيئة والمخلوقات التي تعيش فيها، وذلك في إطار نشر الوعي بأهمية البيئة وفي ظل الاهتمام الرسمي والمجتمعي بهذه القضية وهو ما يتجلى في استضافة دولة الإمارات لقمة المناخ “ COP28 ” وإعلان عام 2023 عاماً للاستدامة.
كما تشمل فعاليات نادي تراث الإمارات بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، سوقاً شعبياً يضم محلات للأسر المنتجة.
وقالت ليلى حميد العلوي، صاحبة مشروع للمأكولات الشعبية، إن فعاليات عيد الاتحاد في القرية التراثية فتحت المجال أمام الأسر المنتجة لتسويق منتجاتها، بما وفره نادي تراث الإمارات والمنظمين للاحتفالات من محلات في السوق الشعبي، فيما أكدت بشاير محمد، صاحبة مشروع للعود والطيب، إنها من خلال المشاركة في احتفالات عيد الاتحاد، تمكنت من الترويج لمنتجاتها وبيعها للزوار، وقدمت الشكر للمنظمين على تخصيص محلات للأسر المنتجة ضمن السوق الشعبي في موقع الاحتفالات.
وقدمت ليلى أحمد، صاحبة مشروع مختص بجميع أنواع المأكولات الإماراتية، شكرها للمنظمين لفتح المجال للأسر المنتجة للمشاركة في هذا العرس الوطني.
من جانبه، قال أحمد علي سالمين، إن الفعاليات التي ينظمها النادي بالتعاون مع اللجنة في عيد الاتحاد الـ 52 وضع في الحسبان مشاركة الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الرائدة ليسوقوا لمنتجاتهم.
وأعربت أميرة الكثيري، صاحبة مشغل متخصص في إنتاج تصاميم مستوحاة من التراث الإماراتي، عن سعادتها بالمشاركة في هذا العرس الوطني من خلال عرض أزياء من التراث الإماراتي، موجهة الشكر إلى المنظمين على جهودهم في تقديم أفكار متميزة في عيد الاتحاد من خلال تسليط الضوء على التراث لضمان استدامته من جيل إلى جيل.
كما يقدم مسرح السوق الشعبي فقرات يومية تستهدف مختلف الفئات العمرية لاسيما الأطفال، عبر العديد من الألعاب الشعبية، وعزف الربابة، وفقرة الساحر، والمسابقات المتنوعة، وفقرة الأسئلة الوطنية والتراثية، التي يصاحبها العديد من الجوائز، بالإضافة إلى السحوبات اليومية التي يدخل فيها كل الزوار وتتضمن هدايا قيمة.
وتم تخصيص ركن للأطفال ضمن الفعاليات، من خلال عدد من الفقرات المصممة لهم، حيث يتعلم الأطفال العديد من المصطلحات الإماراتية، والسنع، ويتفاعلون مع الشخصيات الكرتونية التي تجوب أرجاء القرية التراثية والسوق الشعبي ومنطقة الألعاب، ويتسابق الأطفال وذووهم لالتقاط صور تذكارية مع هذه الشخصيات وسط أجواء الاحتفالات الوطنية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي الإمارات عيد الاتحاد القریة التراثیة بالتعاون مع عید الاتحاد العدید من من خلال
إقرأ أيضاً:
محاولات يائسة لـ«سلطة بورتسودان» لتضليل المنابر الدولية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةندد خبراء ومحللون سياسيون، بمحاولات «سلطة بورتسودان» لاستغلال المنابر الدولية، من أجل صرف الأنظار بعيداً عن الأزمة الإنسانية الطاحنة التي يعيشها السودان، وذلك عبر ترويج ادعاءات باطلة ضد دولة الإمارات، مؤكدين أن اتهامات مندوب «سلطة بورتسودان» في مجلس الأمن ضد الإمارات مجرد أكاذيب لا تستند إلى أي دليل، وافتراءات تدحضها الحقائق على أرض الواقع.
وأكد هولاء في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن «سلطة بورتسودان» تحاول تضليل المجتمع الدولي باتهامات باطلة ضد الإمارات، بعدما لم تجد محاولات التضليل الإعلامي نفعاً، لافتين إلى أن الإمارات ستبقى سنداً للشعب السوداني، وستواصل جهودها الإنسانية والسياسية لإنهاء الأزمة السودانية.
معارك عبثية
وشددت عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة «قمم»، القيادية بتحالف السودان التأسيسي، لنا مهدي، على أن «سلطة بورتسودان» تتعمد جر السودان إلى معارك عبثية لا علاقة لها بمصلحة الشعب ولا بسيادة الدولة، وذلك عبر استخدام المنابر الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، لتصدير أزماتها الداخلية، وتوجيه الأنظار بعيداً عن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي تشهدها البلاد، مما أسفر عن واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
وقالت مهدي في تصريح لـ«الاتحاد»، إن «سلطة بورتسودان» منشغلة بالأحاديث عن مؤامرات خارجية بدلاً من انشغالها بالأوضاع المؤسفة التي تشهدها البلاد، وفي هذا الإطار تردد ادعاءات مغرضة تزعم أن الإمارات تعمل على زعزعة استقرار السودان، بينما الحقائق تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن سلطة الأمر الواقع في بورتسودان هي المسؤولة عن الانقلاب على الانتقال الديمقراطي، مما أشعل حرباً دامية خدمة لمصالحها الضيقة».
وأضافت أن «هجوم سلطة بورتسودان على الإمارات ليس سوى محاولة يائسة للبحث عن عدو خارجي يمنحها ذريعة للبقاء في المشهد السياسي بعدما فقدت الشرعية الوطنية والأخلاقية»، مؤكدة أن السلطة غير الشرعية تهاجم بعض الدول العربية التي رفضت منحها غطاءً سياسياً لانقلابها، ودعمت في مراحل عدة مسار التحول المدني في السودان.
ونوهت مهدي بأن «سلطة بورتسودان» تحاول تصوير نفسها ضحية لتدخلات إقليمية، في حين أنها أول من فتح أبواب السودان أمام قوى تعمل على تمزيقه وتحويله إلى ساحة لتصفية الحسابات، مشيرةً إلى أن هذه السلطة لا تمثل البلاد في المحافل الدولية، وإنما تمثل سلطة انقلابية عاجزة تبحث عن «شرعية ضائعة» من خلال اختلاق خصومات خارجية.
وأكدت القيادية السياسية السودانية، أن «سلطة بورتسودان» تتعمد إنكار دعم الإمارات المتواصل للسودان، لافتة إلى أن القائمين على السلطة يعملون على ترسيخ حكم فردي قمعي، لا يعترف بمؤسسات الدولة ولا بتحول ديمقراطي.
وأشارت مهدي إلى أن ما يجري ليس معركة السودان، بل معركة «سلطة بورتسودان» ضد كل من رفض مشروعها السلطوي، وضد كل يد امتدت لمساعدة الشعب السوداني، ثم انسحبت حين تبين لها أن هذه السلطة لا تسعى إلى بناء دولة، وإنما تسعى إلى حكمها بالقوة والإقصاء وخطاب التخوين.
واعتبرت أن «سلطة بورتسودان» تُعد المسؤولة عن الكارثة التي يعيشها السودان حالياً، مؤكدة أن محاولات السلطة للزج بالدول العربية في صراعها لن تعفيها من الحساب، ولن تنقذ نظاماً فقد كل مقومات البقاء.
وفي السياق، قال أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، إن «سلطة بورتسودان» تعيش حالة فاضحة من التخبط السياسي والتناقض الدبلوماسي.
واستنكر عمران، في تصريح لـ «الاتحاد»، سعي «سلطة بورتسودان» ومحاولاتها البائسة لاستغلال المنابر الدولية ضد الإمارات بتقارير إعلامية غير موثوقة.
وشدد على أن هذا التخبط المتكرر في المواقف لا يمكن عزله عن السياق الأوسع للحرب الدائرة في السودان، والتي تخوضها «سلطة بورتسودان» من موقع فقدان السيطرة السياسية والميدانية على الأرض، مضيفاً أن التناقضات بين التصعيد الدبلوماسي والتراجع المتسرع تعكس حالة من العزلة الإقليمية المتزايدة، ومحاولة يائسة لاستعادة زمام المبادرة عبر إثارة قضايا خارجية لصرف الأنظار عن الفشل الداخلي.
وأشار عمران إلى أن استهداف الإمارات، المعروفة بدورها الإنساني والدبلوماسي في دعم الشعب السوداني، يعكس ضيق أفق السلطة في بورتسودان وسعيها لتأزيم العلاقات الخارجية كغطاء لفشلها في إدارة الأزمة داخلياً، بل الأخطر من ذلك، أن هذا النمط من التردد والازدواجية يضعف موقف السلطة في أي مفاوضات محتملة، ويقوض قدرتها على بناء تحالفات دولية موثوقة، في وقت بات فيه السودان في أمسِّ الحاجة إلى قيادة قادرة على اتخاذ قرارات مستقرة ومسؤولة.
حجم الصدمة
أوضح الباحث في العلاقات الدولية، محمد خلفان الصوافي، أن التخبط السياسي لـ«سلطة بورتسودان» نتيجة لفشل الادعاءات التي روجت لها ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، فزاد تخبطهم من حجم الصدمة، وبالتالي ما يحدث من ارتباك في اتخاذ القرارات يمثل نتيجة لتلك الصدمة.
وذكر الصوافي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تخبط «سلطة بورتسودان» كان واضحاً منذ بداية الأزمة التي افتعلتها ضد الإمارات، مشيراً إلى أن تبرئة الدولة من مزاعم السلطة في بورتسودان، يؤكد أن الهدف هو منع المساعدات عن الشعب، وتوظيف التداعيات الإنسانية لخدمة مصالحها السياسية.