تل أبيب تكثف غاراتها جنوباً.. وحماس تحملها رفض تمديد وقف إطلاق النار

تكدس الجثث وانهيار تام للقطاع الصحى وتوقف دخول المساعدات عبر منفذ رفح

 

عادت اليوم مشاهد الموت والوداع والفقد إلى غزة بعد تجدد عدوان الاحتلال الذى استهدف المنازل والمدنيين والأطفال، استأنف الاحتلال الصهيونى مجازره فى اليوم الـ56 من الحرب وصعدت تل ابيب عمليتها العسكرية على القطاع بعد انتهاء هدنة دامت أسبوعا دون أى أنباء عن تمديدها

وشنت طائراتها المقاتلة غارات على أنحاء مختلفة من غزة، مما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء والمصابين خاصة فى مدارس الإيواء التابعة للأمم المتحدة.

فيما دوت صفارات الإنذار فى الجليل الأعلى بشمال فلسطين وانفجر صاروخ اعتراضى إسرائيلى فى أجواء بلدة كفر شوبا جنوبى لبنان.

 وشهدت الساعات الأخيرة انتهاء عملية تبادل الأسرى بإفراج إسرائيل عن 30 فلسطينيا من بينهم 8 نساء من أراضى الـ48 وكذلك 22 طفلا، وذلك بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية من غزة سراح 8 إسرائيليين.

أعلنت وزارة الصحة فى غزة، استشهاد 75 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات فى سلسلة غارات متتالية.

وتوزع الشهداء على جنوب ووسط قطاع غزة، بما فى ذلك حى الشجاعية بمدينة غزة، وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، أن الواقع الصحى فى شمال القطاع مؤلم وكارثى ومستشفيات الجنوب مستنزفة، موضحا أن الهدنة لم تسعف المنظومة الصحية ونخشى فقدان العديد من الأرواح تحت القصف المسعور.

وأشار إلى أن الجرحى يفترشون الأرض فى أقسام الطوارئ وأمام غرف العمليات نتيجة العدد الكبير من الإصابات.

وتوقف دخول شاحنات المساعدات والوقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بين مصر وغزة عقب استئناف إسرائيل حملتها العسكرية بعد هدنة استمرت أسبوعا.

وقال الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، إن المساعدات الطبية التى دخلت غزة خلال الهدنة لا تكفى إلا ليوم واحد والدفعة الأولى من المساعدات الطبية كانت أكفانا وفحوصا لمرض كورونا وأكد أن القطاع الصحى فى غزة خرج عن الخدمة بكل معنى الكلمة، وشدد على أن رفح مدينة منكوبة ونناشد كل ضمير حى لإخراج الجرحى والتخفيف عن مستشفيات القطاع.

وقال: «نحن بحاجة إلى أسرة وفرشات للمرضى لأنهم يفترشون الأرض، لدينا جثث ملقاة على الأرض لأن الثلاجات فاضت عن طاقتها، الإصابات المعوية والجلدية تنتشر بكثافة بين النازحين ودخول فصل الشتاء ينذر بانتشار الأمراض الصدرية والتنفسية، ولا يوجد مكان آمن فى قطاع غزة بأسره بما فى ذلك المساجد والكنائس».

وانطلقت عشرات الرشقات الصاروخية من غزة تجاه مستوطنات الغلاف فيما أُطلقت صفارات الإنذار فى جنوب الداخل المحتل وسط أنباء عن سقوط صاروخ فى عسقلان.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس و«سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة «الجهاد» قصف مدنا ومستعمرات إسرائيلية ردا على الغارات الصهيونية المسعورة.

وحمّلت حركة حماس فى بيان لها إسرائيل مسئولية استئناف الحرب والعدوان على قطاع غزة، وقالت حماس، «إن إسرائيل تتحمل المسئولية بعد رفضها طوال ليل «الخميس» التعاون مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين».

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن حركة حماس لم توافق على إطلاق سراح مزيد من الأسرى فى انتهاك لشروط الهدنة، وأن إسرائيل ملتزمة بتحقيق أهدافها مع استئناف القتال.

وادعى مكتب نتنياهو فى بيان، أن حماس لم تطلق سراح جميع الأسرى كما هو متفق عليه، كما أطلقت صواريخ على إسرائيل.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسئول إسرائيلى أنه لا نية لوقف الحرب، وقال المسئول، الذى وصفته الهيئة بالبارز، «إن الحرب ستستمر فى الأيام المقبلة ولا نية لوقفها».

ونشر الاحتلال خريطة لقطاع غزة تحدد مواقع مختلفة سيطلب من الأهالى إخلاءها معتبراً مناطق شرق خان يونس منطقة قتال خطيرة.

وقال المتحدث باسم الاحتلال، أفيخاى أدرعى، فى منشور على «أكس» (تويتر سابقا): «تمهيدا للمراحل المقبلة من الحرب ننشر خريطة مناطق الإخلاء (البلوكات) فى قطاع غزة».

وأوضح «أدرعى» أنه تم تقسيم أرض القطاع إلى مناطق بحسب الأحياء المعروفة من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه لها عندما يطلب منهم ذلك.

وغرّد بالقول: «تمهيدًا للمراحل المقبلة من الحرب ننشر خريطة مناطق الإخلاء «البلوكات» فى قطاع غزة، تقسيم أرض القطاع على مناطق حسب التقسيم على الأحياء المعروفة من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه وفهم التعليمات والانتقال من أماكن معيّنة فى حال طلب منهم القيام بذلك تابعوا الخريطة بعناية».

وأعلن الاحتلال إصابة 5 من عناصره نتيجة سقوط قذيفة هاون صباح أمس فى غلاف غزة.

أكدت القاهرة والدوحة أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة على الرغم من استئناف إسرائيل هجماتها على القطاع غزة بانتهاء تلك الهدنة الإنسانية صباح الجمعة.

وعبرت قطر عن أسفها الشديد لاستئناف إسرائيل هجومها على غزة، وأكدت فى بيان الخارجية التزامها بالعمل مع الشركاء فى الوساطة وشددت على أن استمرار القصف على قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة يعقّد جهود الوساطة ويفاقم الكارثة الإنسانية فى القطاع.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إنه يأسف لاستئناف العمليات العسكرية فى غزة بعد انهيار الهدنة التى استمرت أسبوعا وكتب «جوتيريش» على منصة التواصل الاجتماعى «X»: «يؤسفنى بشدة أن العمليات العسكرية بدأت مرة أخرى فى غزة وما زلت آمل أن نتمكن من تمديد فترة الهدنة التى تم اعتمادها سابقاً». وأشار «جوتيريش» إلى أن استئناف الأعمال القتالية يظهر مدى أهمية ضمان وقف حقيقى لإطلاق النار لأغراض إنسانية.

وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، عن أسفها لانتهاء الهدنة فى قطاع غزة، منددة بالذين قرروا استئناف قتل الأطفال، وأوضح المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إدلر، للصحفيين فى جنيف عبر اتصال بالفيديو من غزة، عدم التحرك يعطى الضوء الأخضر لقتل الأطفال، مضيفا، من غير المعقول التفكير بأن هجمات جديدة على الشعب فى غزة قد تؤدى إلى أى شيء آخر سوى مذبحة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة عدوان الاحتلال الشهداء والمصابين فى قطاع غزة من غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

فيديو - بعد عام على الهدنة.. المطلة مدينة أشباح وسكان شمال إسرائيل يخشون صواريخ حزب الله

قال نائب عمدة المطلة آفي ناديف: "على الحكومة الإسرائيلية أن تبذل جهودًا أكبر من أجلنا. فسكّان الحدود الشمالية يُعدّون الدرع البشري لإسرائيل".

رغم مرور عام على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، لا تزال أجزاء من المناطق الحدودية الشمالية للدولة العبرية شبه خالية من سكانها، وسط توقف أعمال إعادة الإعمار، ومع تخوّف الكثيرين من العودة إلى قراهم بسبب رفض حزب الله نزع سلاحه واستمرار التهديدات بمواجهة جديدة قد تندلع في أي لحظة.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن الإسرائيلي إيلان روزنفلد، صاحب متجر في الشمال، قوله: " إن صواريخ حزب الله دمرت كل ما أملكه، كل ما ادخرته، كل ما بنيته، كل شيء احترق".

واستعرض روزنفلد، الذي أدار عمله في بلدة المطلة لمدة 40 عامًا للوكالة، حجم الدمار الذي لحق بمصدر رزقه، مضيفًا: "كل يوم أستيقظ ولا يبقى لي سوى الدموع."

وروزنفلد من بين عشرات الآلاف الذين نزحوا من ديارهم إثر اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023، وذلك عقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل.

تمرّ مركبات الأمم المتحدة بجانب مبانٍ دُمّرت جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان وذلك كما يُرى من بلدة المطلة شمال إسرائيل، يوم الأحد 30 نوفمبر 2025 Ariel Schalit/AP

وكان حوالي 64,000 إسرائيلي قد نزحوا قسرًا إلى فنادق ومساكن مؤقتة في الجنوب عندما بدأ حزب الله بقصف المناطق الشمالية بصواريخه في خريف 2023.

Related رفع الجاهزية الدفاعية في شمال إسرائيل.. وإقالات وتوبيخات بحق كبار ضباط الجيش"التهديد ما زال خلف الجدار".. فيديو - قلق في شمال إسرائيل من مواجهة وشيكة مع حزب اللهكاتس يهدد بتصعيد عسكري شامل ضد حزب الله: "لن نسمح بأي تهديد لشمال إسرائيل"

وتزعم الحكومة الإسرائيلية أن معظم النازحين قد عادوا إلى منازلهم في الشمال ويعملون على إعادة بناء حياتهم. إلا أن البعض لا يزال يتردد في العودة، خاصة مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية داخل لبنان.

وقد تحولت قرى مثل المطلة إلى مدن أشباح، نصفها فارغ، حيث يشكك سكان الشمال في قدرة الحكومة على حمايتهم وفقًا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس". ويقول روزنفلد: "الوضع الأمني يتدهور مرة أخرى. وأين مكاني في كل هذا؟ بالكاد أستطيع الصمود يوميًا."

في المقابل، أشار نائب عمدة المطلة، آفي ناديف، قائلاً: "الحكومة الإسرائيلية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لأجلنا. نحن سكان الحدود الشمالية نُعد الدرع البشري لإسرائيل".

كما نقلت الوكالة عن متحدث باسم وزير الإعمار في الشمال، زيف إلكين، اتهامه للسلطات المحلية بعدم استخدام الأموال المخصصة لإعادة الإعمار "بسبب اعتبارات سياسية ومعارضة ضيقة الأفق".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • خالد أبو المكارم: قطاع الكيماويات يستهدف 9.5 مليار دولار صادرات في 2025
  • ترامب يعارض بقاء الجيش الإسرائيلي عند "الخط الأصفر" ويطالب بانسحاب آخر
  • استئناف البحث عن جثة آخر أسير إسرائيلي في غزة.. وترامب يضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية
  • استشهاد فلسطينيين اثنين بنيران الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة
  • “أطباء بلا حدود”: الهدنة لم تُحسّن أوضاع القطاع الصحي في غزة
  • فيديو - بعد عام على الهدنة.. المطلة مدينة أشباح وسكان شمال إسرائيل يخشون صواريخ حزب الله
  • بعد مصرع «ياسر أبوشباب».. هل فشلت إسرائيل في صناعة ميليشيا محلية في قطاع غزة؟!
  • الاحتلال يخطر منشآت في القدس بالإخلاء والهدم
  • شهيدة وعدة مصابين بغزة والاحتلال يقصف مناطق شرقي بلدة دير البلح
  • إسرائيل تنسف مباني وتطلق النيران داخل الخط الأصفر بخان يونس