نجوم مصاصة للدماء تفتح الباب لعلم فلك جديد
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة ليدز البريطانية من إماطة اللثام عن آلية عمل مجموعة من النجوم يسميها العلماء "النجوم مصاصة الدماء"، في إشارة إلى تغذيها على نجوم مجاورة لها على مدى الزمن.
ويتصرف النجم مصاص الدماء بنفس الطريقة التي يتصرف بها مصاص الدماء في الروايات، ومن هنا نبعت التسمية، ولكن بدلا من امتصاص الدم من الضحية يمتص هذا النجم الهيدروجين والبلازما من نجم آخر يدور حوله.
وعادة ما يبدأ هذا النوع من النجوم صغيرا في الحجم، لكن ما إن يدخل في مدار مع نجم آخر (يمثل الضحية) حتى يسحب مادته ويبدأ بالتضخم، أما بالنسبة للنجم الآخر فإنه قد يتحول إلى نجم قزم أبيض، أو ينفجر في شكل مستعر أعظم، مما يؤدي إلى تدمير كلا النجمين في هذه العملية.
بيانات غاياوبحسب الدراسة، التي نشرها هذا الفريق في دورية "مانثلي نوتيسز" التابعة للأكاديمية الملكية لعلم الفلك في بريطانيا، فقد استخدم العلماء بيانات قادمة من مرصد "غايا" الفضائي للتعلم عن طبيعة هذه النجوم العجيبة.
انطلق "غايا" في 2013، وهو أحد مشروعات وكالة الفضاء الأوروبية التي تعمل على إنشاء أدق خريطة ثلاثية الأبعاد لأكثر من مليار نجم في جميع أنحاء مجرتنا درب التبانة وخارجها، مع رصد حركاتها ولمعانها ودرجة حرارتها وتركيبها الكيميائي.
وبشكل خاص اهتم الباحثون بدراسة مجموعة من النجوم مصاصة الدماء التي تتبع فئة النجوم "ب" الطيفية، وهي نجوم زرقاء عملاقة تزيد في كتلتها عن الشمس بمعدل يبدأ من نحو ثلاثة أضعاف إلى 17 ضعفا، بعض نجوم الفئة ب يكون بيضاويا ويمتلك حلقات من الغاز تدور حوله وتشبه حلقات زحل.
نجوم ثلاثيةوكشفت الدراسة، بعد فحص لعدد من تلك النجوم على فترات زمنية متباينة (بين 6 أشهر و10سنوات) أن هذه النجوم لا توجد في أنظمة ثنائية فقط، بل ثلاثية، أي ثلاثة نجوم تتخذ مدارات حول بعضها البعض في نظام واحد.
شاهد فيديو يوضح أحد طرق دوران النجوم الثلاثية حول بعضها:
ويبدو للباحثين أن وجود نجم ثالث غير مرئي هو السبب بالأساس في تحويل بعض النجوم إلى "مصاصة دماء"، لأنه يتسبب جذبويا في تقريب النجمين الآخرين من بعضهما البعض على مسافة تسمح لأحدهما أن يبدأ في سحب المادة من الآخر.
ويفتح هذا الكشف الباب لتحويل انتباه العلماء إلى النجوم الثلاثية (التي تدور فيها ثلاثة نجوم حول بعضها البعض) وبناء علم فلك جديد أكثر تمعنا يتعلق بها، فقد كانت عادة مهملة في سياق دراسة تطور النجوم، وبشكل أكبر اهتم العلماء بالنجوم الثنائية وبنوا الكثير من النظريات حولها.
وبحسب بيان صحفي صادر من جامعة ليدز، فإنه يمكن أن يؤثر هذا الاكتشاف على مجالات أخرى في علم الفلك مثل الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية، والتي قد تندمج معا تحت تأثير جرم ثالث غير مرصود.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حرب النجوم| صراع نووي في الفضاء.. كوريا الشمالية تُحذّر من القبة الذهبية الأمريكية
في خطوة تُعيد أجواء الحرب الباردة إلى الواجهة، وجهت كوريا الشمالية انتقادات لاذعة إلى الولايات المتحدة، عقب إعلان الأخيرة عن خطط جديدة لإنشاء نظام دفاع صاروخي متقدم يُعرف باسم "القبة الذهبية". هذا النظام، الذي يستند إلى نشر صواريخ اعتراضية في الفضاء الخارجي، أثار قلقاً متصاعداً في الأوساط الدولية، واعتبرته بيونغ يانغ بمثابة تهديد مباشر للسلام العالمي.
تهديدات في الفضاء.. "حرب نووية محتملة"وصفت كوريا الشمالية المشروع الدفاعي الأمريكي بأنه "مبادرة تهديدية خطيرة للغاية"، مشيرة إلى أنه يسعى لتوسيع نطاق القوة العسكرية الأمريكية، لا لحماية أمنها القومي فقط، بل لفرض هيمنة هجومية عابرة للأرض والفضاء.
ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، فإن كوريا الشمالية ترى أن هذه الخطوة تعكس السياسة الأمريكية الأحادية القطب، وتصب في سياق دعم واشنطن لاستراتيجية الهيمنة عبر إنشاء بنية عسكرية متقدمة في الفضاء الخارجي، قد تُمهّد، على حد وصفها، لاندلاع حرب نووية خارج كوكب الأرض.
ربطت بيونغ يانغ بين هذه الخطة ومبدأ أمريكا أولاً، الذي تبنته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرة أن هذا التوجه لا يُبقي مجالاً للتوازن الدولي أو التعاون الجماعي، بل يسعى إلى فرض واقع جديد تكون فيه الولايات المتحدة المتحكمة الوحيدة في الفضاء العسكري.
وأضافت أن الولايات المتحدة تمضي قدماً في عسكرة الفضاء، ضاربة بعرض الحائط جميع التحذيرات والاتفاقيات الدولية الرامية إلى الحفاظ على الفضاء الخارجي كمنطقة سلمية مشتركة للبشرية.
أمن هش في بيئة عالمية متقلبةفي ظل هذا التصعيد، حذرت كوريا الشمالية من أن البيئة الأمنية العالمية أصبحت أكثر هشاشة وتقلباً، محملة واشنطن مسؤولية زعزعة الاستقرار الدولي. وأكدت أن "الأمن القومي والإقليمي لا يمكن ضمانه إلا من خلال توازن قوى لا مثيل له"، في إشارة إلى احتمال تصعيدها هي الأخرى من قدراتها الدفاعية لمواجهة أي تهديد قادم من الفضاء.
يبدو أن الفضاء الخارجي، الذي كان يُنظر إليه يوماً كمجال للتعاون العلمي والبحث المشترك، بدأ يتحول تدريجياً إلى ساحة مواجهة جديدة بين القوى الكبرى. تصريحات كوريا الشمالية تعكس مخاوف حقيقية من سباق تسلح فضائي، ليبقى السؤال المطروح.. هل سنشهد في المستقبل القريب حرباً تبدأ من خارج الغلاف الجوي؟