العالم على وشك الفناء وبشكل أسرع مما رصده العلماء في وقت سابق، سنرى مشاهد تبدو كروايات الخيال العلمي، عاد علماء الفضاء والفلك مؤخرًا ليطرحوا سؤالًا أبديًا راود الإنسان منذ خلقه، وهو متى ينتهي العالم؟ لكن هذه المرة، لم يكن السؤال فلسفيًا ، بل قائمًا على معطيات فيزيائية حديثة وحسابات فلكية تفترض أن نهاية الكون أصبحت أوضح وأقرب مما كنا نعتقد.

فناء الكون

أعلن فريق بحثي من جامعة رادبود الهولندية بقيادة البروفيسور هينو فالكي أن الكون سيفنى خلال مدة أقصر بكثير من تقديرات سابقة توقعت عمر الكون.

ويكمن الفرق هنا في عامل جديد أدخله العلماء على المعادلة: إشعاع هوكينج، الذي يعد مفتاح جديد لفهم نهاية الكون، إذ غير قواعد اللعبة من خلال إعادة تقييم دور هذا الإشعاع.

غير كوكب الأرض.. مستعمرات بشرية محتملة بحلول 2035 فى هذا المكان48 ساعة تهز كوكب الأرض .. زلازل تضرب تركيا وكاليفورنيا واليابان وتثير رعب العالمالانفجارات الشمسية تضرب كوكب الأرض .. ما تأثيرها على درجات الحرارة؟قطع الاتصالات والكهرباء.. انفجارات شمسية تؤثر على كوكب الأرض خلال ساعات

واكتشف العلماء أنَّ الكون يتلاشى بأسرع بكثير مما كان يسود الاعتقاد، كما زعم العلماء أنهم تمكنوا من التحديد بدقة متى سيفنى الكون، وقالوا إن العالم سينتهي أقرب بكثير مما كان متوقعاً، وخلص فريق من الباحثين من جامعة رادبود في هولندا إلى أن جميع نجوم الكون ستُظلم في غضون "كوينفيجينتيليون" سنة، أي واحد متبوعاً بـ78 صفراً.

وترتبط العملية التي يعتقدون أنها تُسبب موت الكون بإشعاع "هوكينج"، حيث تُصدر الثقوب السوداء إشعاعاً أثناء "تبخرها" تدريجياً إلى العدم.

وكان يُعتقد أن هذه ظاهرة حصرية بالثقوب السوداء، لكن الباحثين أظهروا أن أشياء مثل النجوم النيوترونية والأقزام البيضاء يمكن أن تتبخر أيضاً بشكل مشابه للثقوب السوداء.

دورة حياة النجم

وتُمثل النجوم النيوترونية والأقزام البيضاء المرحلة الأخيرة من دورة حياة النجم. وتنفجر النجوم الضخمة متحولةً إلى مستعرات عظمى ثم تنهار إلى نجوم نيوترونية، بينما تتدهور النجوم الأصغر، مثل شمسنا، إلى أقزام بيضاء.

ويمكن لهذه النجوم "الميتة" أن تستمر لفترات طويلة للغاية، لكن وفقاً للباحثين، فإنها تتبدد تدريجياً وتنفجر بمجرد أن تصبح غير مستقرة للغاية.

ومعرفة المدة التي يستغرقها نجم نيوتروني أو قزم أبيض للموت تُساعد العلماء على فهم الحد الأقصى لعمر الكون، لأن هذه النجوم ستكون آخر النجوم التي تموت.

ولم تأخذ الدراسات السابقة إشعاع "هوكينج" في الاعتبار، وبالتالي بالغت في تقدير الحد الأقصى لعمر الكون، وفقاً للباحث الرئيسي هينو فالكي، أستاذ علم الفلك الراديوي وفيزياء الجسيمات الفلكية في جامعة رادبود.

وسعى فالكي وزملاؤه إلى تصحيح هذا الأمر بحساب المدة التي تستغرقها النجوم النيوترونية والأقزام البيضاء للتحلل عبر عملية شبيهة بإشعاع هوكينج، ووجدوا أن الأمر يستغرق "كوينفيجينتيليون" سنة.

وقال في بيان: "لذا فإن نهاية الكون تأتي أسرع بكثير مما كان متوقعاً، ولكن لحسن الحظ، لا يزال الأمر يستغرق وقتاً طويلاً جداً".

ثقب أسود

وفي عام 1975 قال الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكينج إن الجسيمات والإشعاعات يمكن أن تفلت من ثقب أسود، ووفقًا لهذه النظرية، فإن الثقوب السوداء لا تدوم إلى الأبد، بل تطلق إشعاعات تفقدها كتلتها تدريجيًا إلى أن تتلاشى تمامًا أو "تتبخر" من الوجود.

ما كشفه الباحثون الآن هو أن هذه الظاهرة لا تنطبق فقط على الثقوب السوداء، بل تشمل أيضًا نجومًا "ميتة" أخرى مثل النجوم النيوترونية والأقزام البيضاء، وهي الأجسام التي تمثل آخر مراحل حياة النجوم.

وبما أن هذه النجوم ستُعدّ آخر ما يبقى مضيئًا في الكون، فإن تفككها النهائي يعني نهاية كل ضوء وكل طاقة مرئية في الوجود، ليغرق الكون في ظلام وسكون مطلقين.

يتماشى هذا التصور مع واحدة من أشهر نظريات نهاية الكون: "الانقراض الحراري" أو "الموت الحراري" (Heat Death). وتشير هذه النظرية إلى أن الكون، مع التوسع المستمر، سيصل يومًا إلى حالة من التوازن الحراري الكامل، حيث لا مزيد من الطاقة يمكن استخدامها أو تحويلها، وتنعدم كل صور الحياة والحركة.

لكن الجديد في طرح فريق رادبود أن هذا الانقراض لن يحدث بسبب التوسع فقط، بل نتيجة تفكك تدريجي لأواخر النجوم عبر إشعاع هوكينج، حتى تلك التي كنا نعتقد أنها ستبقى مستقرة لمليارات البلايين من السنين.

طباعة شارك نهاية العالم موعد نهاية العالم كوكب الأرض نهاية كوكب الأرض ناسا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نهاية العالم موعد نهاية العالم كوكب الأرض نهاية كوكب الأرض ناسا نهایة الکون کوکب الأرض أن هذه

إقرأ أيضاً:

ليلى خالد... المرأة التي هزّت سماء العالم


محمد بن أنور البلوشي

 

حين يُذكر اسم ليلى خالد، لا يُذكر كاسمٍ عابرٍ في دفاتر التاريخ، بل كرمزٍ للثورة والصمود والجرأة الفائقة. هي ليست مجرد امرأة فلسطينية عادية؛ بل أيقونة نضالية قلبت مفاهيم القوة والضعف، واستطاعت في لحظة أن تجعل العالم كله يلتفت إلى قضية شعبها. ولدت ليلى خالد في مدينة حيفا عام 1944، تلك المدينة الساحلية الفلسطينية التي غادرتها مع عائلتها بعد النكبة عام 1948، حين طُرد آلاف الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم ليعيشوا مرارة اللجوء والحرمان.

منذ طفولتها، حملت ليلى في قلبها فلسطين كحلم لا يفارقها، كقصة تحكيها لنفسها قبل النوم، وكشمس تشرق في كل صباح تدعوها إلى الحرية. انخرطت في العمل الوطني مبكرًا، فانضمت إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رافعة شعار "لا بد للحق أن يعود مهما طال الزمن". كانت تؤمن أن النضال ليس حكرًا على الرجال، وأن للمرأة دورًا أساسيًا في المقاومة وصناعة التاريخ.

في عام 1969، نفذت ليلى خالد عملية اختطاف طائرة تابعة لشركة TWA" " الأمريكية، وكانت متجهة من روما إلى تل أبيب. في تلك اللحظة، أصبحت ليلى حديث الصحف والإذاعات العالمية. لم يكن الهدف من اختطاف الطائرة قتل الأبرياء، بل كان هدفًا سياسيًا بحتًا: لفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية، والتأكيد على أن الفلسطينيين شعب له قضية عادلة يجب ألا تُنسى. وقفت ليلى، في تلك اللحظة، تحمل سلاحها في الطائرة، لكنها كانت تحمل في قلبها رسالة شعبها قبل أي شيء آخر.

الغريب في قصة ليلى خالد هو اختفاء الطائرات الإسرائيلية في تلك الفترة. كانت إسرائيل قد تباهت بتفوقها الجوي وبقدرتها على السيطرة على السماء، لكن فجأة، في خضم العمليات الفدائية، بدأت بعض الطائرات تختفي من الرادارات، وتتأخر في العودة إلى قواعدها. ربط بعض المحللين تلك الظاهرة بالخوف النفسي والاضطراب الأمني الذي تسببت به عمليات المقاومة، خاصة بعدما أيقن الطيارون أن السماء لم تعد حكرًا لهم، وأن هناك مقاومين يستطيعون الوصول إلى قلب المطارات وخطف الطائرات نفسها.

بعد تلك العملية، تم اعتقال ليلى في لندن، لكنها أُفرج عنها بعد فترة قصيرة في صفقة تبادل أسرى. لم تتراجع ليلى عن مواقفها، بل ازدادت إيمانًا بعدالة قضيتها. عادت لتنفذ عملية اختطاف أخرى عام 1970، هذه المرة مع رفيقها النضالي باتريك أرغويلو، على متن طائرة شركة "إل عال" الإسرائيلية. لم تنجح تلك المحاولة بالكامل، إذ تم اعتقالها مرة أخرى، لكنها أصبحت أكثر شهرة، وصارت صورة وجهها بالكوفية رمزًا عالميًا للمقاومة والثورة.

تُجسد ليلى خالد حالة فريدة من الإصرار والإيمان. لم تكن تحب فلسطين حبًا عاديًا، بل عشقًا مقدسًا تجاوز كل الحدود، جعلها تضحّي بحياتها الشخصية وحريتها من أجل وطنها. في كل مقابلة صحفية أو حديث عام، كانت تكرر: "لن أعود إلى بيتي في حيفا إلا ومعي كل اللاجئين الفلسطينيين". هذه الجملة وحدها كانت كفيلة بأن تحفر اسمها في ذاكرة كل عربي وكل إنسان حر.

عاشت ليلى حياة مليئة بالتحديات والمطاردات، لكنها لم تنكسر. بمرور السنوات، صارت رمزًا نسويًا عالميًا، وصورةً حية للمرأة التي تكتب التاريخ لا بالحبر فقط، بل بالفعل والتضحية. حتى اليوم، ترى في عينيها بريق الأمل، تسمع في كلماتها نداء العودة، وتحس في قلبها ذلك النبض الفلسطيني الأصيل الذي لا يهدأ.

قصة ليلى خالد ليست مجرد فصل في كتاب المقاومة، بل مرآة تعكس عظمة الإنسان عندما يقف في وجه الظلم، كيفما كانت إمكانياته. هي دليل حي على أن الإيمان بالقضية يمكن أن يجعل من امرأة شابة، خرجت من مخيمات الشتات، صوتًا يزلزل العواصم ويجعل الطائرات تختفي من السماء خوفًا من جرأتها.

ليلى خالد علمتنا جميعًا درسًا أبديًا: أن الوطن ليس مجرد قطعة أرض، بل هو كرامة وهوية وحلم لا ينطفئ. وعلّمتنا أن المرأة قادرة على حمل السلاح والقلم معًا، قادرة على رسم خريطة الوطن بحروفها ودمائها، وأن الحق، مهما تآمر العالم عليه، لا يموت.

بهذه القصة، تبقى ليلى خالد أيقونة الأمل، وشمسًا لا تغيب عن سماء فلسطين.

 

مقالات مشابهة

  • اكتشاف كوكب جديد أكبر من الأرض وغني بالماء.. أين يوجد وهل يصلح للحياة؟
  • ليلى خالد... المرأة التي هزّت سماء العالم
  • أسرع السيارات حول العالم.. أرقام مذهلة وقدرات فائقة الأداء
  • مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين يعقد نهاية الشهر
  • المؤتمر الفرنسي السعودي بشأن حل الدولتين ينعقد نهاية يوليو في نيويورك
  • هل تدور الأرض أسرع ويتسارع الزمن في الأيام القادمة؟
  • «هل ينتصر البريميرليج؟».. نتائج أندية إنجلترا في نهائي كأس العالم للأندية قبل موقعة باريس
  • الذكاء الاصطناعي والمبرمجون.. دراسة تكشف "نتائج صادمة"
  • خبراء: الذكاء الاصطناعي يغير العالم أسرع مما يدركه معظم الناس
  • علماء الفلك يكتشفون مجرة أحفورية تبعد عن الأرض 3 مليارات سنة ضوئية