السعودية وحرب غزة .. موقف متواطئ لا علاقة له بحسابات المصالح
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
ويذهب هؤلاء إلى أن أي موقف تتخذه السعودية غير موقفها الحالي سيكون بمثابة مجازفة وتعريض مصالحها للخطر.
ووفقا لهؤلاء، فإن السعودية تدفع المليارات مقابل الحماية الأمنية والعسكرية الأمريكية لها، في حين أن أمريكا هي نفسها الحامية للكيان الصهيوني، وهذا يضع الرياض في موقف حرج.
والحقيقة هي أن الأمر ليس على هذا النحو، وأن هناك مصالح مشتركة بين الرياض وتل أبيب فيما يتعلق بالحرب على المقاومة الفلسطينية، وأن الموقف المتخذ يراعي هذا الأمر وليس المصالح التي يتحدث عنها البعض.
لتوضيح ذلك، يمكن التأكيد على السعودية قادرة على اتخاذ مواقف تتعلق بالقضية الفلسطينية خارج الحسابات المتعلقة بالمصالح. على سبيل المثال، لا شيء قد يترتب على إفراج الرياض عن قادة حماس المعتقلين داخل سجونها.
قبل أيام أثيرت قضية معتقلي الحركة في السجون الليبية، فما كان من السلطات الليبية إلا أن تجاوبت مع الأمر وأفرجت عنهم، رغم صدور أحكام قضائية بحقهم. بينما تصم السعودية آذنها عن مطالب الإفراج مع أنها صدرت من كبار قيادة الحركة، كخالد مشعل الذي أكد أن وضعهم في معتقلات المملكة مزرٍ.
الأمر الآخر، مازالت السعودية تضع حماس والجهاد الإسلامي على قوائم الإرهاب. هذا الأمر لم يتغير رغم الإرهاب الذي تمارسه قوات الاحتلال في غزة منذ قرابة شهرين. لا شيء يمكن أن يترتب على رفع الحركة سعوديا من تلك القوائم. على النقيض من ذلك، يمكن لهذا القرار أن يرفع عنها حرج التعامل مع دول تستقبل وتستضيف قيادة حماس، كقطر وغيرها.
ويوم أمس قال عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، إن "المطلوب من السعودية رفع حركتي حماس والجهاد الإسلامي من قائمة الإرهاب ووضع الكيان الإسرائيلي فيها".
غير أن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن السعودية تخوض حربا ضد حماس والجهاد الإسلامي لا تقل ضراوة عن الحرب التي تخوضها إسرائيل، وإن اختلفت في شكلها، وذلك في سياق حربها الدائمة على جماعة الإخوان المسلمين. تشاركها في هذه الحرب، وبإصرار أكبر، دولة الإمارات العربية المتحدة.
لقد تصاعدت وتيرة الحرب السعودية على الإخوان في عهد بن سلمان أكثر من أي وقت مضى. يعتقد محللون أن الرؤية الجديدة لابن سلمان صعدت من هذه الحرب، كونها قائمة من بين أمور أخرى على التخفف من الطابع الديني للمملكة، بما يقتضيه ذلك من تنصل من علائقها السابقة وتحالفاتها السالفة، والمواجهة مع الخصوم السياسيين الذين يرى في مقدمتهم الإخوان المسلمين.
والخلاصة هي أن الموقف السعودي من الحرب في غزة، ومن حركات المقاومة، ومن القضية الفلسطينية ككل، لا علاقة له بحسابات المصلحة، وأن بمقدور الرياض ـ لو أرادت ـ اتخاذ مواقف مختلفة، ولديها أوراقها للرد على أي ضغوطات.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: السعودية فلسطين المحتلة الكيان الصهيوني
إقرأ أيضاً:
بوتين: روسيا تريد إنهاء الحرب التي شنها الغرب
صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مقتنع بأن نظيره الأمريكي دونالد ترامب يريد إنهاء سريعا للصراع في أوكرانيا، موجها إنتقادات إلى سلطات كييف التي تسعى إلى عرقلة تحقيق حل سلمي.
«بوتني» و«مودى» يتفقان على ربط روسيا والهند بالواليات املتحدة والصني روسيا تحذّر من ردّ “قاسٍ” إذا صادَر الاتحاد الأوروبي أصولها المجمدة
وأشار بوتين إلى أن المصالح السياسية والاقتصادية تلعب أيضا دورا في جهود ترامب لتسوية الصراع في أوكرانيا.
وأكد الزعيم الروسي في مقابلة مع "إنديا توداي" أن "روسيا تريد إنهاء الحرب التي شنها الغرب ضدها بأيدي أوكرانيا"، مشيرا إلى أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ليست بداية الحرب بل محاولة لإنهائها.
كما أوضح أن روسيا تحاول حل الوضع في أوكرانيا سلميا منذ ثماني سنوات.
وأضاف الرئيس الروسي أن فلاديمير زيلينسكي كان يعلن عن سعيه للسلام، لكنه في النهاية بدأ يضع مصالح المجموعات القومية المتطرفة فوق مصالح شعب أوكرانيا، مؤكدا أن الأفضل للسلطات في كييف هو أن تدرك أن المفاوضات هي أفضل طريقة لحل المشكلات.
وشدد بوتين على أن روسيا من خلال انضمام شبه جزيرة القرم لها سارعت إلى مساعدة من رفضوا الانقلاب في كييف، لافتا إلى أن موسكو ستظل دائما تحمي مصالحها وشعبها. كما نوه إلى أن بلاده لم تكن بحاجة لضم ميناء سيفاستوبول فهو كان روسيا على أي حال.
وأكد بوتين على ضرورة ايجاد طريقة لضمان أمن أوكرانيا بشكل لا يهدد أمن روسيا.