أكد الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أنه تم إطلاق القمر الصناعي مصر سات 2 بالتعاون مع الصين.

وأضاف صدقي، خلال مداخلة على القناة الأولى، أن هذا القمر له أهمية استراتيجية كبيرة، وأن هذا تم بناء على التعاون مع الصين، وأنه تم إطلاقة من مدينة 

ولفت إلى أن هناك تعاون استراتيجي بين مصر والصين في مجال الفضاء، وأن هذا القمر له فائدة في المجال الزراعي ويخدم المشروعات التنموية أيضًا.

وأشار إلى أن القمر الصناعي المصري هو تحت السيطرة المصرية،  مصر تتطلع لتعميق الشراكة الاستراتيجية مع الصين، وأنه خلال شهرين سيكون هناك مهمة فضائية جديدة، تم بأيادي مصر. 

وأعلنت وكالة الفضاء المصرية في ضوء الشراكة الاستراتيجية التي تجمع حكومتي جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية والتعاون المثمر والبناء بين البلدين الصديقين أنه تم إطلاق القمر الصناعي "مصر سات ٢" من قاعدة إطلاق تيوتشان بمدينة تيا أكوان في تمام الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الرابع من ديسمبر ٢٠٢٣ بتوقيت الصين، وذلك في إطار اتفاقية التعاون الفني والاقتصادي بين الجانبين.

وقال الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، إن القمر الصناعي مصر سات (2) ، يعمل على تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة، وموضحًا حجم الاستفادة المحققة للوكالة من خلاله والمتمثلة في مشاركة فريق مصري مع الجانب الصيني في مراحل تصميم وتجميع واختبار وإطلاق قمر صناعي من طراز المينى MiniSat للاستشعار من البعد، وكذا نجاح الفريق المصري في تصميم وتصنيع مكون محلي خاص بوحدة اتصالات اختبارية، فضلا عن مشاركة الفريق المصري في تجميع نماذج القمر بمركز التجميع والاختبارات؛ مما يُكسب هذا المركز الثقة التي تحفز دول المنطقة على استخدام هذا المركز في تجميع واختبار أقمار صناعية مماثلة، بالإضافة إلى مشاركة الجانب المصري في جميع الاختبارات الوظيفية والبيئية لنماذج القمر الثلاثة، وسوف يشارك الخبراء المصريون في عملية إطلاق واختبار القمر في المدار.

ونوه إلى أن خطة الوكالة المصرية في إنشاء كوكبة من الأقمار الصناعية سوف تُسهم في تعزيز دور مصر الريادي في أفريقيا في مجال تكنولوجيا وعلوم الفضاء، وكذا تفعيل دور وكالة الفضاء الأفريقية من خلال مشاركة الدول الأفريقية المختلفة في مشروع فضائي يخدم أهداف التنمية الأفريقية ٢٠٦٣، فضلا عن تفعيل دور وكالة الفضاء المصرية كهيئة اقتصادية من خلال تقديم خدمات متخصصة في مجال تصميم وتجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية وخدمات التصوير عالي الدقة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

ثقافة "أبو العُريف" واختبار المناعة المعرفية في عصر الشائعات

في عصرٍ تفيض فيه الشائعات على منصات التواصل الاجتماعي، وتسبق فيه المعلومةُ الزائفة الحقائق بخطوات، تبرز ظاهرة "أبو العريف" كأحد أكثر مظاهر الخلل المعرفي انتشارًا.

شخصٌ لا صلة له بالعمل الإعلامي، ولا يشغل منصبًا رسميًا، ولا يرتبط بمصدر قريب من دوائر صناعة القرار، لكنه يكتب بمنتهى الثقة: يعلن عن اسم المرشح لمنصبٍ من المناصب، ويحدد موعد اتخاذ القرار، ويشرح أدوار المرشحين الذين لم تُعلَن أسماؤهم بعد، ويحلل ملامح المرحلة المقبلة، وكأنه كان يجلس في كواليس الاجتماعات المغلقة!

ومع كل حالة ترقّب سياسي أو اجتماعي، يصبح هذا النمط أكثر حضورًا، فيختبر وعينا، ويضع مناعتنا المعرفية أمام تحدٍّ جديد:

هل نملك أدوات التمييز بين الحقيقة والوهم؟

وهل أصبحنا أسرى لثقافة العارف الزائف؟

رغم افتقاده لأي صفة رسمية أو مهنية تخوّله الإدلاء بمثل هذه "المعلومات"، إلا أن منشوراته تنتشر، ويتفاعل معها الآلاف، بل ويقتبسها آخرون كأنها وثائق مسرّبة، لتتحول بسرعة إلى "حقيقة شعبية" تسبق أحيانًا المعلومات والبيانات الرسمية نفسها.

فما الذي يدفع شخصًا عاديًا إلى لعب دور "أبو العريف" العليم ببواطن الأمور؟ ولماذا يجد كثيرون أنفسهم أسرى لهذا النمط من السرد، رغم افتقاره إلى مصدر صحيح؟

في علم النفس التحليلي، يُصنَّف هذا السلوك ضمن آليات التعويض، وتُعرف هذه الحالة بـ"وهم المعرفة"، حيث يخلط الشخص بين ظنونه ومعلومات مؤكدة أو غير مؤكدة. وغالبًا ما يتعزز هذا الوهم بمتابعة شائعات أو أخبار غير مؤكدة، متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويربط خيوطًا متفرقة بطريقة تمنحه شعورًا زائفًا بأنه يمتلك "الصورة الكاملة".

بمعنى: الشخص الذي يشعر بأنه مهمَّش سياسيًا أو معرفيًا، أو أنه لا يملك تأثيرًا حقيقيًا في مجريات الأمور، قد يلجأ إلى ترويج "معلومة لم ولن يتحقق من صحتها" كنوعٍ من فرض الذات.

هذا الوهم يمنح الفرد شعورًا بالقوة والسيطرة المعرفية، ويجعل من الطبيعي بالنسبة له أن يكتب منشورًا يبدأ بجملة مثل: "وصلتني معلومات مؤكدة من مصدر موثوق جدًا.. ."، حتى وإن كان المصدر مجرد تدوينة من حساب وهمي أو مجهول، قرأها، أو همسة سمعها في دردشة جانبية.

وفي ظل سيولة الشائعات، وصعوبة الرد على كل من يهرف بما لا يعرف، تتيح هذه الحالة مجالًا واسعًا للخيال والتكهنات، فيندفع بعض الأفراد لملء هذا الفراغ بمحتوى يقدّمونه على أنه معلومات حصرية، تعويضًا لحالة الشك والضبابية.

بعيدًا عن وهم المعرفة، هناك دافع نفسي أكثر تعقيدًا: الحاجة إلى الشعور بالقوة. فالشخص الذي ينشر شائعة بلا مصدر، ويعرض نفسه كمطّلع، لا يبحث فقط عن إثبات وجهة نظر، بل يسعى أحيانًا إلى إثبات "مكانة" يتطلع إليها. يريد أن يكون مرجعًا، مصدرًا، أو حتى جزءًا من مشهد لا ينتمي إليه فعليًا.

هنا، تتحول المعلومة — حتى وإن كانت مكذوبة — إلى وسيلة لتحقيق شعور زائف بالسلطة. لا يمتلك هذا الشخص نفوذًا سياسيًا، ولا موقعًا إعلاميًا مؤثرًا، لكنه يجد في "امتلاك السبق" فرصة لتعويض هذا الغياب.

وكلما زاد التفاعل مع منشوره، شعر أنه يؤثّر ويقود ويُستشار. وأي تفاعل، سواء تعليق أو مشاركة، يعزّز داخله وهم الأهمية، ويؤدي إلى تحفيز مركز المكافأة في الدماغ.

وعندما يتفاعل الجمهور بالسخرية أو النقد، يُفسَّر داخليًا باعتراف ضمني بقيمة ما يُقال، وخاصة إذا تفاعل مع منشوراته صاحب منصب مرموق أو مكانة في المجتمع.

وفي ظل غثاء السيل المتدفّق من مئات الحسابات والصفحات، تصبح الشائعات أحيانًا مرآة لرغبات مكبوتة أكثر من كونها تعبيرًا عن وقائع.

هذا النمط من التماهي النفسي لا يعبّر فقط عن سلوك فردي، بل يعكس حاجة مجتمعية أوسع للانتماء، للمعرفة، وللمشاركة في تشكيل الرواية.

وأحيانًا، لا يُنشر الخبر لإقناع الآخرين، بل لإقناع الذات: "أنا مهم، أنا أعلم، أنا في قلب المشهد".

وفي زمن المنصات التي تفتح أبوابها لتأسيس حسابات وهمية بلا ضوابط، يتحول كل منشور يحظى بالتفاعل إلى "مكافأة" نفسية لصاحبه، تعزّز سلوكه وتدفعه لتكرار الأخطاء والخطايا. وهنا تبرز مفارقة لافتة: لا يهم إن كانت المعلومة صحيحة، المهم أنها أثارت ضجة، وولّدت نقاشًا، ووضعت صاحبها في مركز الصورة، ولو مؤقتًا.

وحتى بعد تكذيب الخبر رسميًا، قلّما يعتذر مُروّج الشائعة أو يعيد النظر في نفسه.

بل يلجأ غالبًا إلى إحدى آليات الدفاع النفسي: قد ينكر قائلًا إن "القرار تغيّر فجأة"، أو يلمّح إلى أن "الحقائق تُخفى عن الناس عمدًا".

وربما يُلقي باللوم على جهة أخرى: "أنا فقط نقلت"، أو يلتزم الصمت حتى تهدأ العاصفة، ويعاود الكرّة لاحقًا بشائعة جديدة.

هذه الآليات تحميه من الإحراج، وتُبقي على الصورة التي رسمها لنفسه أمام متابعيه، حتى لو كانت قائمة على سراب.

والأخطر من ذلك أن سلوك هذا الفرد لا يتوقف عنده، بل ينتقل للآخرين.

فحين يرى الجمهور أن من يروّج الشائعات يحظى بالاهتمام والتأثير، دون محاسبة أو تدقيق، يبدأ كثيرون في تقليده.

وهنا يجب أن نتوقف وندقّ ناقوس الخطر: فليس كل ما نسمعه يُقال، وليس كل ما يُقال يستحق النشر، وليس كل من يدّعي أنه عليم ببواطن الأمور جدير بالتصديق.

فالضرر لا يتوقف عند حدود الخطأ الفردي، بل يمتد إلى إرباك الوعي الجمعي، ويجعل التمييز بين المعلومة والتقدير والتمنّي مهمة شبه مستحيلة.

وتهتز الثقة بالمصادر الرسمية، لأن الشائعة، حين تُكذَّب، تُتَّهَم مؤسسات الدولة بالتعتيم، لا المُروّج بالكذب. وهكذا، يعيش الناس في واقع بديل، وتحت وقع "توقعات زائفة"، فينكسر التفاعل مع الحقائق حين تظهر.

إن ترويج شائعة بلا مصدر موثوق، حتى بدافع الفضول أو التسلية، يعني المشاركة في تشويش البيئة المعرفية، وربما دفع الرأي العام نحو استنتاجات خاطئة ذات كُلفة سياسية واجتماعية.

وربما آن الأوان لأن نسأل أنفسنا، قبل أن ننشر أي معلومة:

لماذا ننشرها؟

ما مصدرها؟

وماذا لو لم تكن صحيحة؟

في الإجابة على هذه الأسئلة، تبدأ أولى خطوات بناء مناعة مجتمعية ضد "ثقافة أبو العُريف".

فالمسؤولية الأخلاقية والمعرفية لم تعد ترفًا، بل أصبحت فرضًا.

ما نحتاجه اليوم ليس فقط نشر الحقيقة، بل أيضًا كبح الرغبة الجامحة في التظاهر بمعرفتها.

مقالات مشابهة

  • روسكوسموس: روسيا تخطط لبناء محطة طاقة نووية على القمر
  • الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية يشارك في المنتدى الدولي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأنجولا
  • ارتفاع أسعار الذهب اليوم عالميًا لأعلى مستوياتها خلال شهرين
  • ثقافة "أبو العُريف" واختبار المناعة المعرفية في عصر الشائعات
  • أول أردنية تُرشّح لرحلة فضائية.. سلام أبو الهيجاء تلامس النجوم
  • موعد انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تعلن مفاجأة عن الطقس
  • باق 72 ساعة| الحكومة تعلن مفاجأة بشأن مرتبات يونيو وصرف الزيادة في هذا الموعد
  • الصين تطلق قمرًا صناعيًا لرصد الكوارث الطبيعية
  • الصين تطلق قمرًا صناعيًّا لرصد الكوارث الطبيعية
  • الصين تطلق قمرًا اصطناعيًا لرصد الكوارث الطبيعية