تحالف دولي أطلقته الإمارات.. تزويد 200 مليون موظف بالمهارات الخضراء
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
دبي: «الخليج»
أكدت عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن التغيّر المناخي يمثل تحدياً عالمياً يواجه جميع الحكومات، نظراً لتأثيره في مختلف القطاعات المجتمعية والاقتصادية، ويمس وظائف معظم موظفي القطاع الحكومي البالغ عددهم 200 مليون موظف حول العالم، مشيرة إلى أن اكتساب المهارات الجديدة هو المفتاح لمعالجة فجوة المهارات الحكومية الخضراء للمضي قدماً في الممارسات المستدامة للوصول إلى هدفنا بحكومات خضراء في جميع عملياتها، وقطاعاتها.
جاء ذلك خلال طاولة مستديرة بعنوان: «بناء حكومات قادرة على التعامل مع تغير المناخ»، التي نظمها مكتب التطوير الحكومي والمستقبل بالشراكة مع صندوق بيزوس للأرض و(Apolitical)، ومجموعة القيادة المناخية للمدن (C40) ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 28» الذي تستضيفه دولة الإمارات.
وتعهد ممثلو سبع جهات ومنظمات حكومية، من الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، وكندا، خلال اجتماع الطاولة المستديرة، بالعمل على بذل المزيد من الجهود لتطوير قدرات موظفيها على المهارات الخضراء، بما يتيح لهم تصميم البرامج والسياسات والمبادرات اللازمة لمعالجة تداعيات التغيّر المناخي.
وأعلن على هامش الطاولة المستديرة عن إطلاق التحالف الحكومي الدولي للمهارات الخضراء بالتعاون بين حكومة الإمارات ممثلة في مكتب التطوير الحكومي والمستقبل وشركة (Apolitical)، إدراكاً للدور الحاسم الذي يلعبه الموظفون الحكوميون في تشكيل وتنفيذ سياسة المناخ، حيث أظهرت بيانات استبيان أجرته شركة «Apolitical» أن 8 من كل 10 موظفين حكوميين في العالم، لا يملكون الأدوات أو التدريب اللازم لاتخاذ الإجراءات المناخية المطلوبة.
ومن المتوقع أن يسهم التحالف في تزويد 200 مليون موظف حكومي في العالم، بالمهارات اللازمة لدفع الاستدامة البيئية، والقدرة على التكيف مع تغيّر المناخ.
وقالت عهود الرومي: «يمثل التحالف منصة عالمية للتعاون المشترك لسد الفجوة في المهارات الخضراء على مستوى العالم، من خلال تمكين الحكومات الأعضاء في التحالف من دمج المهارات المناخية والبيئية في برامج تعليم الإدارة الحكومية، لتوسيع نطاق المهارات الخضراء بين موظفي القطاع الحكومي في العالم، وتسهيل تبادل أفضل الممارسات وأساليب التعلم المبتكرة».
وأضافت: «تدرك حكومة دولة الإمارات المسؤولية التي يتحملها كل موظف حكومي تجاه العمل المناخي، ونتفهم الحاجة إلى الاستثمار في المهارات الخضراء كمفتاح لإطلاق العمل المناخي الفعال. لذا أطلقنا هذا العام مسار الاستدامة في مبادرة (جاهز) لتعزيز جاهزية الموظفين الحكوميين بمهارات المستقبل».
وأكدت أن منصة «جاهز» منحت أكثر من 250 ألف شارة في المهارات الخضراء، ما أدى لتحويل موظفي الحكومة إلى شريك في العمل المناخي الفعال، مشيرة إلى أن إطلاق التحالف الدولي للمهارات الخضراء، يعد شهادة على التزامنا باستدامة موظفينا وحكومتنا، ودعت الحكومات إلى الانضمام للتحالف.
وناقش المشاركون أهمية تشجيع الحكومات على قيادة الجهود لتحقيق الاستدامة ومعالجة تداعيات التغير المناخي، إضافة إلى بناء حكومات عالمية مرنة قادرة على التعامل مع التغيّر المناخي.
واستعرضت الطاولة المستديرة تجارب عدد من الحكومات الرائدة في التدريب الحكومي على تطوير المهارات الخضراء لموظفيها، إضافة للتعهد المشترك ببناء القدرات المناخية من قبل عدد الحكومات بينها دولة الإمارات والبرازيل وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وغيرها.
من جهته، تناول أندرو ستير الرئيس التنفيذي لصندوق بيزوس للأرض، الحاجة الملحّة لبناء حكومات قادرة على التعامل مع تغيّر المناخ باعتبارها أداة رئيسية لدفع العمل المناخي في ظل هذه الظروف الحرجة، موضحاً أهمية تشجيع المؤسسات غير الحكومية على دعم الحكومات في توسيع نطاق التدريب على المناخ والبيئة، منوهاً بأنه لأول مرة ضمن مؤتمر الأطراف، يحتل رأس المال البشري أهمية كبيرة، نظراً لدوره في صنع قرارات تعالج تحديات التغيّر المناخي.
فيما عبّرت آنا توني، الأمين العام للتغيّر المناخي في وزارة التغير المناخي والبيئة في البرازيل، عن التزام بلدها بقيادة العمل المناخي باعتبارها نموذجاً عالمياً يحتذى في التعهد بجعل التدريب على الاستدامة والمناخ متاحاً على نطاق واسع، لجميع الموظفين الحكوميين على المستويين، الفيدرالي والمحلي.
وقال روبين سكوت الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة (Apolitical)، إن الحاجة إلى سد «فجوة المهارات الخضراء» الحكومية أمر ملحّ وضروري، ويتضح ذلك من خلال نتائج المسح العالمي للمهارات الحكومية الخضراء لعام 2023، والذي أشار إلى أن 65% من موظفي القطاع الحكومي يقولون إنهم لم يتلقوا أي تدريب في مجال المناخ، فيما يؤكد 73% إنهم سيستفيدون من هذا التدريب عند توفره.
وتناولت مداخلات من المشاركين في الطاولة المستديرة، مواضع عدة، بينها مبادرة لتقديم التدريب على المناخ والاستدامة لجميع الموظفين الحكوميين الجدد، قدمها ممثل حكومة ويسترن كيب، وتحدث ممثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن أهمية بناء قدرات الموظفين الحكوميين لدفع جهود العمل المناخي، فيما ركز ممثل مكتب الكومنولث والتنمية الخارجية بالمملكة المتحدة على ضرورة إشراك الموظفين الدبلوماسيين في العمل المتعلق بمهارات المناخ والطبيعة.
وتحدث عمداء مدينة كولومبيا الأمريكية ومدينة هاليفاكس الكندية، عن ضرورة إشراك جميع موظفي القطاع الحكومي في التدريب المناخي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الموظفین الحکومیین الطاولة المستدیرة المهارات الخضراء التغی ر المناخی العمل المناخی
إقرأ أيضاً:
حاتم الجبلي: الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص اتجاه عالمي لتخفيف العبء عن الدول
كشف الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة الأسبق، أهمية القطاع الخاص ودوره في المنظومة الصحية على مستوى العالم، قائلاً:"الحكومات في العالم كله الآن لم تعد قادرة على تغطية تكلفة البنية التحتية الصحية الأساسية، وبالتالي تلجأ إلى الشراكة مع القطاع الخاص."
وخلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON، ضرب الجبلي مثالًا بنماذج ناجحة تبنت نظام الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، قائلاً:"تركيا مثل واضح وناجح، حين أقرت نموذج الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص (PPP)، حيث يتولى القطاع الخاص الإنفاق على البنية التحتية، وتمنحه الحكومة العائد مقابل نسب معينة. هذا النموذج يقلل العبء الضخم الذي تتحمله الحكومات في بناء مراكز طبية متقدمة ومكلفة جدًا، وفي المقابل يضمن القطاع الخاص دخلًا ثابتًا من الحكومة عبر التأمين الصحي الحكومي."
وحول تجربته في الاستثمار في القطاع الخاص عبر المعامل، مراكز الأشعة، ومستشفى دار الفؤاد، وردًا على سؤال الإعلامية لميس الحديدي حول أهم ما يحتاجه المستثمر للاستثمار في القطاع الطبي في مصر، أجاب الجبلي:"أهم ما يهم المستثمر هو سرعة حل المشكلات القضائية، وهي نقطة في غاية الأهمية، فالمستثمر يريد أن يضمن عدم بقائه لعشرات السنين في نزاع قضائي، والنقطة الثانية هي عدم التدخل في تركيبة الاستثمار."
وتابع:"الدولة كانت قد اتخذت قرارًا بأن أي بيع لحصة تزيد عن 25% من منشأة طبية يتطلب موافقة وزارة الصحة، وكان لهذا القرار ظرف معين، في ضوء فترة سابقة لمنع الاحتكار. أما الآن، فيجب فتح الباب ومنح مزايا حقيقية للمستثمر.
أردف :"نجحت في جذب أربع صناديق استثمارية من أوروبا، ودخلوا في شراكة معي في شركة الأشعة."
وشدد الجبلي، على أن مصر تمتلك ميزة تنافسية كبيرة في المنظومة الصحية بفضل الكوادر الطبية من أطباء، صيادلة، وأطباء أسنان، قائلاً:"هذه الميزات متوفرة في مصر، وهناك دول كثيرة لا تملك هذه الإمكانيات وتضطر إلى استقدام الأجانب، وهو أمر مكلف جدًا.
وتابع:"مصر، إلى جانب ذلك، تمتلك أثرًا طبيًا كبيرًا في المنطقة العربية.وقد يقول البعض إن هذا كان في الماضي، لكنني أؤكد أن الطبيب، والمهندس، والمحاسب المصري لا يزال مطلوبًا بقوة، ويتحدث لغة يفهمها الجميع، إلى جانب المجهود الكبير المبذول."