قناة السويس..مخاطر الحرب وتهديدات الحوثي
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
قناة السويس ومخاطر الحرب وتهديدات الحوثي
الخسائر الراهنة التي يمكن أن تتعرض لها قناة السويس لا تزال محدودة ومتواضعة.
ارتفع منسوب القلق لدى الشركات الإسرائيلية وتكلفة التأمين عليها، مع التسبب في طول رحلاتها، وهو ما يعني مزيد من التكلفة.
هدد الحوثيين بالاستيلاء على مزيد من السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية عقابا على جرائم الاحتلال في قطاع غزة واستهداف المدنيين الفلسطينيين.
أعلنت شركة الشحن البحري الإسرائيلية "زيم"، تحويل سفنها عن قناة السويس بدعوى زيادة المخاطر والأوضاع الأمنية في بحر العرب والبحر الأحمر ومع تجدد الحرب على غزة تتزايد المخاطر.
إذا زادت المخاطر واتسعت رقعة استهداف الحوثيين لسفن إسرائيلية وتصاعدت المواجهة بين قوات أميركا بالمنطقة والحوثي، أو بين قوات الاحتلال والجماعة اليمنية، فستزيد المخاطر على قناة السويس.
* * *
مع انطلاق عاصفة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي بتنا أمام خريطة ملاحية جديدة في منطقة البحر الأحمر، وما يرتبط بأدوات تلك الخريطة من مشروعات ملاحية واستراتيجية مهمة للتجارة العالمية مثل مضيق باب المندب وقناة السويس، وربما تمتد الخريطة لدائرة أوسع لتشمل المحيط الهندي وخليج العرب ومضيق هرمز.
في اليمن، انتقلت جماعة الحوثي من مرحلة التهديد باستهداف السفن الإسرائيلية العابرة للبحر الأحمر، وتلك التي تمر قبالة السواحل اليمنية إلى مرحلة الفعل والتنفيذ، وبالفعل استولت يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على السفينة "غالكسي ليدر" الإسرائيلية وعليها آلاف السيارات.
وهددت الجماعة بالاستيلاء على المزيد من السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية عقابا على جرائم جيش الاحتلال في قطاع غزة واستهداف المدنيين الفلسطينيين.
وهددت كذلك بتوسيع الهجمات على الممرات الملاحية في منطقة بحر العرب، وكذلك في الدول الأفريقية، وهو ما رفع منسوب القلق لدى الشركات الإسرائيلية وتكلفة التأمين عليها، مع التسبب في طول رحلاتها، وهو ما يعني مزيد من التكلفة.
لم تكتف الجماعة بذلك بل هاجمت مدناً وموانئ إسرائيلية تقع على سواحل البحر الأحمر وتمثل مواقع استراتيجية لتجارة دولة الاحتلال مثل مدينة وميناء إيلات. كما استهدفت صواريخها ومسيراتها مدينة تل أبيب.
أعقب هذه الخطوات تعرض سفينة حاويات مملوكة لملياردير إسرائيلي، الأسبوع الماضي، لهجوم بطائرة مسيرة في المحيط الهندي.
ويوم الاثنين الماضي صعّد الحوثيون من عملياته العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث أطلق صاروخين باليستيين على المدمرة "يو إس إس ميسون"، الأميركية، بعد اعتقال المدمرة 5 أشخاص حاولوا اختطاف سفينة مملوكة لإسرائيلي هو إيال عوفر في خليج عدن.
وأول من أمس الأربعاء أعلنت شركة الشحن البحري الإسرائيلية "زيم"، تحويل سفنها عن قناة السويس، بدعوى زيادة المخاطر والأوضاع الأمنية في بحر العرب والبحر الأحمر. ومع تجدد الحرب على غزة تتزايد المخاطر.
كل تلك التطورات وغيرها يمكن أن تؤثر سلبا على الملاحة البحرية والتجارة الدولية المارة عبر المضايق في المنطقة، وفي مقدمتها باب المندب على البحر الأحمر الذي يمر به سنويا نحو 25 ألف سفينة، أو 7% من التجارة البحرية العالمية، وكذا على مضيقي هرمز على خليج العرب.
والأهم على قناة السويس، وهي واحدة من أهمم الممرات الملاحية في العالم، حيث ينتقل من خلالها 10% من التجارة الدولية، وتعد واحدة من أبرز موارد النقد الأجنبي في مصر.
حتى الآن لا تزال التجارة العالمية شبه مستقرة في البحر الأحمر رغم تهديدات الحوثي، وبالتالي فإن الخسائر التي يمكن أن تتعرض لها القناة المصرية لا تزال محدودة ومتواضعة.
لكن في حال زيادة المخاطر واتساع رقعة استهداف الحوثيين للسفن الإسرائيلية أو التي ترفع العلم الإسرائيلي، وتصاعد المواجهة سواء بين القوات الأميركية في المنطقة والحوثي، أو بين قوات الاحتلال والجماعة اليمنية، فإن المخاطر ستزيد على قناة السويس.
ترتفع تلك المخاطر في حال تراجع أسعار النفط في الأسواق الدولية رغم زيادة المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وخفض تحالف أوبك+ ، وهو ما قد يدفع دول الخليج إلى استخدام ممر رأس الرجاء الصالح في عبور شاحنات النفط والغاز الكبرى بهدف خفض التكلفة، وهو ما حدث في مرات سابقة منها فترة تهاوي أسعار النفط في العام 2020.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اليمن الحوثيون الخليج تحالف أوبك طوفان الأقصى 7 أكتوبر قناة السويس باب المندب مضيق هرمز الحرب على غزة زیادة المخاطر البحر الأحمر قناة السویس وهو ما
إقرأ أيضاً:
رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفد مقاطعة جواندونج الصينية لبحث التعاون
استقبل وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وفدًا رفيع المستوى من مقاطعة "جواندونج" الصينية، برئاسة وانج ويجونج، حاكم المقاطعة، وحضور الوزير مفوض جياو ليوشينج، مستشار السفارة الصينية، وعدد من مسؤولي المقاطعة، والقيادات التنفيذية للهيئة، بالإضافة لعدد من ممثلي شركات صينية كبرى، وذلك لبحث التعاون المشترك في المجالات الصناعية واللوجستية والخدمية والمواني.
وفي مستهل الاجتماع، أوضح وليد جمال الدين، أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تحرص على تعميق التعاون مع الاستثمارات الصينية من المدن والمقاطعات الصينية المختلفة، وذلك للاستغلال الأمثل للشراكة الاستراتيجية الناجحة مع الشركات الصينية العاملة في المنطقة، وذلك بدعم من القيادة السياسية للدولتين.
ولفت جمال الدين إلى أن هذا التعاون يشمل كلًّا من المواني والمناطق الصناعية واللوجستية، مشيرًا إلى النجاح الذي حققته الشركات الصينية في الفترة السابقة، والتنوع الذي تتمتع به الاستثمارات الصينية في القطاعات المستهدف توطينها باستراتيجية الهيئة، مؤكدًا تطلعه للتعاون في مجالات أخرى ذات أهمية كبرى للاقتصاد المصري والعالمي، مثل السيارات والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا.
من جانبه، أعرب حاكم مقاطعة جواندونج، عن سعادته بالتعاون مع المنطقة الاقتصادية، مؤكدًا أهمية وجود ممثلي شركات من المقاطعة للتعرف على الفرص الاستثمارية في الهيئة، مثمنًا دور الهيئة في تهيئة مناخ جاذب للاستثمار للشركات الصينية، موضحًا أن المنطقة تمثل مركزًا عالميًّا للصناعة واللوجستيات، ونقطة انطلاق للصادرات المصرية للأسواق العالمية، خاصة في ظل ما تتمتع به من موقع استراتيجي واتفاقيات للتجارة الحرة والدولية، لافتًا إلى حرص بلاده على التعاون الكامل وتبادل الخبرات مع المنطقة الاقتصادية ودفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لآفاق أكثر اتساعًا.