لأول مرة بالمنطقة.. مكب النفايات بالصجعة مزرعة للطاقة الشمسية
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
دبي: «الخليج»
كشفت مجموعة بيئة، الرائدة في قطاع الاستدامة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، عن عزم التحالف الثلاثي تحويل مكب النفايات بمنطقة الصجعة في الشارقة، ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى مزرعة للطاقة الشمسية.
جاء الإعلان من جناح الإمارات في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28»، بحضور كل من خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، وعبد الله عبد الرحمن الشامسي، مدير عام هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين.
وتهدف المبادرة النوعية إلى تحويل مكبات النفايات إلى مزارع للطاقة الشمسية، وبالتالي دعم جهود تحويل النفايات كلياً، بعيداً عن المكبات وتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة.
وبدأت استراتيجية مجموعة بيئة المتكاملة لإدارة النفايات تُؤتي ثمارها، حيث وصلت بنسبة تحويل النفايات بعيداً عن المكبات في الشارقة إلى 90% وهي الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، وساهم تدشين محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة الأولى من نوعها في الدولة قبل أكثر من عام، في الوصول إلى هذا الإنجاز.
ويجدر الذكر أن مجموعة بيئة في طريقها نحو تمكين الإمارة لتكون أول مدينة بالمنطقة تُحول فيها النفايات بالكامل، بعيداً عن المكبات، وبالتالي النهوض بمستوى جودة حياة الناس، ومع تحقيق هذا الهدف، سيتم إغلاق المكبات الكائنة بمنطقة الصجعة بالشارقة نهائياً، وسيعمل التحالف الثلاثي على تحويلها إلى مزارع للطاقة الشمسية وفقاً للمعايير العالمية وقوانين البيئة، ومعايير السلامة الفنية.
ويهدف المشروع الجديد إلى توليد طاقة نظيفة ومستدامة، وتحسين استخدام الأراضي، وتوفير نهج مفيد على الصعيدين، الاقتصادي والبيئي.
وأعرب خالد الحريمل، عن تفاؤله بالمشروع الجديد قائلاً: «نستمد رؤيتنا في جعل الشارقة عاصمة للاستدامة من توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، فهي مثال نسير بنهجه وصولاً للمستهدفات البيئية والتنموية من أجل تحسين جودة حياة المجتمع. كما تتكامل رؤيتنا للاستدامة وتنسجم مع ريادتنا في قطاع التقنيات الخضراء، ومن هذا المنطلق فإننا نعمل على طرح أفكار مبتكرة ونوعية من أجل تعزيز الطاقة النظيفة، وفتح الآفاق لغد مشرق، خاصة على صعيد تحويل النفايات بالكامل بعيداً عن المكبات».
وأضاف: «تعمل مجموعة بيئة وفقاً لمنظومة دقيقة وشاملة لجمع النفايات وإعادة تدويرها، واستعادة المواد، وتحويل النفايات إلى طاقة، وهي جهود ستساهم في الوصول إلى هدف تحويل النفايات كلياً، بعيداً عن المكبات بإمارة الشارقة، ومن ثم إغلاق تلك المواقع. ويمثل هذا المشروع الذي يهدف إلى تحويل المكب إلى مزرعة للطاقة الشمسية حلاً مثالياً لإعادة استخدام المكبات، إضافة إلى تعزيز منظومة إدارة النفايات، بينما يكرس في الوقت ذاته قدرات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الطاقة المتجددة من خلال البنية التحتية المتطورة في هذا القطاع الحيوي. وإضافة إلى تعزيز خفض الكربون ضمن إدارة النفايات، فإن هذه المبادرة النوعية ستسرع عمليات التحول إلى الطاقة الخضراء، ودعم أهداف العمل المناخي والاستدامة».
وواصل: «أود التنويه إلى أننا نُعول كثيراً على تلك الشراكة مع شركة «مصدر»، وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، للدفع بأهداف الإمارات العربية المتحدة قُدماً، نحو مستقبل مشرق للطاقة النظيفة وتحويل النفايات كلياً، بعيداً عن المكبات».
وسيحول المشروع أكثر من 68 هكتاراً من الأراضي إلى مزارع للطاقة الشمسية، وبسعة إنتاج طاقة إجمالية تبلغ 120 ميغاوات، من خلال تبنّي نهج مبتكر وغير مسبوق لإعادة استخدام مكبات النفايات. وتفصيلاً، سيتم تثبيت لوحات الخلايا الشمسية الكهروضوئية فوق مكب النفايات الكائن بمُجمع بيئة لإدارة النفايات في منطقة الصجعة، بإمارة الشارقة.
وتواجه مكبات النفايات المغلقة غالباً، مشاكل في إعادة التطوير بجميع أنحاء العالم، بسبب المتطلبات الصارمة لمراقبة البيئة وإصلاحها، بينما يضمن مشروع تحويل المكب إلى مزارع للطاقة الشمسية تلبية احتياجات الإمارة وزيادة وفورات الطاقة، بينما يعيد الحياة الاجتماعية والإيكولوجية إلى المنطقة، ويعزز إمكاناتها الطبيعية من خلال غطاء نباتي.
وستتم زراعة المنطقة المغطاة بنباتات محلية، لتضيف مزيداً من القيمة الجمالية للمشروع، ولتحسين المظهر العام، وسيحتضن المشروع أيضاً مركزاً للابتكار والتعلم، لتثقيف الزوار حول ميزات وفوائد وأهمية الطاقة الشمسية، والبيئة.
وقال عبدالله عبدالرحمن الشامسي مدير عام هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة: «سعداء اليوم بالإعلان عن مشروع تحويل مكب النفايات في منطقة الصجعة إلى مزرعة للطاقة الشمسية بالتعاون مع مجموعة بيئة وشركة مصدر»،
وأشار إلى أن هذا الإعلان يأتي ضمن رؤية الهيئة نحو تنويع مصادر الطاقة وإنتاج الطاقة من مصادر نظيفة، ومتجددة، انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، من أجل الحفاظ على مقدراتنا الطبيعية للأجيال القادمة.
وأضاف أن إمارة الشارقة تسير في الاتجاه الصحيح في ظل توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة، من أجل مستقبل واعد لأبناء الإمارة، وبما يحقق مستهدفاتها البيئية، ويؤّمن مصادر مستدامة للطاقة.
وتعهدت 118 دولة خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب28»، بزيادة الطاقة المتجددة في العالم بثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، بهدف خفض حصة الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة العالمي، كما قادت دولة الإمارات العربية المتحدة جهود خفض الكربون في قطاع الطاقة، لكونها إحدى الدول الداعمة للتعهد.
وتخطط دولة الإمارات للوصول بنسبة الطاقة النظيفة إلى 30% ضمن مزيج الطاقة بحلول 2030، والذي سيشمل 14 غيغاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، ودعمت مجموعة بيئة انتقال الإمارات إلى مصادر الطاقة البديلة، من خلال حلول الطاقة النظيفة الرائدة والنوعية ذات الفوائد المتنوعة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، في مؤتمر «كوب 28»، أعلنت مجموعة بيئة عن شراكتها مع «تشينوك هيدروجين»، و«إير ووترت» لتطوير أول محطة تجارية لإنتاج للهيدروجين الأخضر الممتاز، وستنتج المنشأة الواعدة الهيدروجين الأخضر الممتاز من النفايات الصلبة، في عملية سلبية الكربون بأقل تكاليف إنتاج في العالم.
فيما افتتحت شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة، وهي مشروع مشترك آخر بين مجموعة بيئة وشركة مصدر، العام الماضي، محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، وهي الأول إلى طاقة في الإمارات العربية المتحدة. وتعمل المحطة حالياً بكامل طاقتها التشغيلية حيث تعالج 300 ألف طن من النفايات سنوياً، وإنتاج 30 ميغاوات من الطاقة النظيفة، وإزاحة 450 ألف طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات کهرباء ومیاه وغاز الشارقة الإمارات العربیة المتحدة النفایات إلى طاقة الطاقة النظیفة تحویل النفایات مکب النفایات مجموعة بیئة من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
موقع “الفاية” يتقدم بثبات في مسار إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو
تواصل دولة الإمارات عبر إمارة الشارقة دعم ملف الترشيح الدولي “المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية” إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” وذلك في مرحلة جديدة من مسيرتها الثقافية والعلمية وتزامناً مع ترقّب المجتمع الدولي لإعلان القائمة الجديدة للمواقع المدرجة.
ويأتي ذلك تأكيداً على التزام الإمارات بحماية الإرث الثقافي الإنساني وتعزيز مكانة المواقع الأثرية التي تسهم في إعادة رسم ملامح التاريخ البشري القديم إذ يمثل موقع “الفاية” الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة شهادة حية على قدرة الإنسان الأول على البقاء والتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية ويحتضن أقدم سجل متصل للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية يعود تاريخه إلى أكثر من 210 آلاف عام ما يمنحه قيمة استثنائية على المستوى العالمي في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا.
ورُشِّح الموقع رسمياً في 2024 ضمن فئة “المشهد الثقافي” ويخضع حالياً للتقييم من قبل “مركز التراث العالمي” التابع لليونسكو كأحد أبرز المواقع المهمة في دورة الترشيح الجديدة إلى جانب عدد محدود من المواقع حول العالم.
وتقود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سفيرة ملف الترشيح الدولي “المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية” جهود التعريف العالمي بهذا الترشيح حيث يعكس دورها جهداً وطنياً جماعياً يهدف إلى الارتقاء بالمكانة الدولية للموقع وترسيخ ريادة دولة الإمارات في مجالات الحفاظ على التراث الإنساني والدبلوماسية الثقافية، والتقدم العلمي.
وأكدت الشيخة بدور القاسمي أهمية الترشيح في إثراء التراث العالمي قائلة “ يقدم الفاية واحداً من أقدم السجلات المتكاملة للوجود البشري المبكر في شبه الجزيرة العربية قبل أكثر من 210 آلاف عام أرشيف حي يَعُمق فهمنا لهويتنا وجذورنا والطريقة التي تعلمنا بها فنون البقاء”.
وأضافت أن ترشيح الفاية لإدراجه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو يؤكد أهمية الحفاظ على هذه المواقع القديمة ليس فقط لقيمتها التاريخية بل أيضاً لما تحمله من قدرة على إعادة توجيه الأجيال الجديدة وتعزيز دورهم في بناء راهننا ومستقبلنا.. وأرى أن هذا الترشيح يشكّل فرصة للارتقاء بمكانة الفاية كإرث إنساني مشترك لجميع الشعوب.
وعلى مدار أكثر من 30 عاماً قادت هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع جامعة توبنغن الألمانية وجامعة أكسفورد بروكس البريطانية سلسلة من الأبحاث والتنقيبات في “الفاية” أسفرت عن اكتشاف 18 طبقة جيولوجية متعاقبة توثق كلٌ منها مرحلة زمنية مختلفة من النشاط البشري في الموقع.
وتُظهر الاكتشافات أن الفاية لم تكن ممراً عابراً للهجرات فقط بل وجهة استيطان بشري متكرر خلال الفترات المناخية الملائمة وذلك بفضل توفر المياه من الينابيع والوديان ووفرة الصوان لصناعة الأدوات والمأوى الطبيعي في الجبال ما جعل من الموقع بيئة حاضنة للاستقرار البشري في عصور ما قبل التاريخ.
واكتسب “الفاية” قيمة استثنائية عالمية من خلال هذه الجوانب الفريدة من الاكتشافات التي أكدت أهمية الموقع ودوره في تقديم سجل نادر ومتكامل لبقاء الإنسان وتغلبه على التحديات المناخية والبيئية التي واجهته.
من جانبه أكد سعادة عيسى يوسف مدير عام هيئة الشارقة للآثار أن حماية “الفاية” تستند إلى قانون الشارقة للتراث الثقافي رقم 4 لعام 2020 الذي يضمن صون الموقع للأجيال القادمة وعلى مدار أكثر من 30 عاماً من البحث الدقيق والتعاون مع نخبة من الخبراء الدوليين كشفت بعثتنا الوطنية بالتعاون مع خبراء دوليين عن 18 طبقة جيولوجية تعود إلى العصر الحجري توثق تاريخاً معقّداً لتطور الإنسان وتكيفه وبقائه هنا في إمارة الشارقة.
وأضاف “ومع تقدم ترشيح الفاية إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو من المهم التأكيد على أن جهودنا التعاونية جعلت من هذا المشروع جهداً عالمياً يربط الماضي بالحاضر ويُسهم في إثراء الأدبيات العالمية للاكتشافات الأثرية لذلك فإن هذا الموقع يحمل قيمة استثنائية على مستوى العالم وليس فقط لإمارة الشارقة ودولة الإمارات”.
وطورت دولة الإمارات خطة إدارة شاملة لحماية موقع “الفاية” والتي ستعمل على توجيه جهود الحفاظ على الموقع وإجراء البحوث وتنظيم حركة الزوار فيه من عام 2024 حتى 2030 وتتماشى هذه الخطة مع معايير مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو وتضمن الحفاظ على الموقع مع استمرار التنقيب والاستكشاف والبحث العلمي والتعليمي.وام