جنودنا في فخ .. تقرير أمريكي يدعو الى شجاعة الانسحاب من العراق وسوريا
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
شفق نيوز/ دعت صحيفة "ذا هيل" الامريكية الى سحب القوات الامريكية الصغيرة المتمركزة بشكل مكشوف في كل من العراق وسوريا في ظل احتمالات التصعيد الاقليمي الذي سيعرض ارواحهم لخطر أكبر، والاقتداء بما فعله الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، عندما سحب القوات الامريكية من بيروت بعد مقتل المئات منهم بتفجير مقرهم العسكري، ونقلهم من البر إلى السفن في عرض البحر.
واعتبر التقرير الأمريكي، الذي نشر باللغة الإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، ان المصالح الامنية الأمريكية تتحقق بأفضل وجه عندما يتمكن الجيش الأمريكي من تطبيق القوة الحاسمة من خلال بدء العمليات في الوقت والمكان الذي يختاره، مشيرا الى ان الجنود المنتشرين في العراق وسوريا، لا يمكنهم خوض "معركة عادلة"، داعيا الى تطبيق "المنطق السليم" بدلا من تعريض الأعداد الصغيرة من الجنود المتمركزين في قواعد نائية ومكشوفة لإطلاق نار من الميليشيات المدعومة من إيران.
وبعدما ذكر التقرير بوقوع أكثر من 73 هجوما على القوات الامريكية في العراق وسوريا خلال الأسابيع الماضية، واصابة اكثر من 60 منهم، ونجاتهم من اصطدام طائرة مسيرة مفخخة بمبنى لهم في احدى القواعد في العراق لكنها لم تنفجر، قال التقرير إن الهدف من هذا الهجوم لم يكن تهديد او ازعاج أفراد الخدمة العسكرية الامريكية، وإنما قتلهم.
وبرغم أن التقرير لفت إلى الغارات الجوية الانتقامية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد الميليشيات ردا على تلك الهجمات، اكد على انه يجب على الولايات المتحدة ان تحتفظ بحق الرد وبقوة عندما تكون القوات الامريكية معرضة للخطر، لكنه حذر من أن مثل هذه العمليات لن تمنع وقوع المزيد من الهجمات على المواقع الامريكية الهشة، بل على العكس من ذلك، فإن هذه الهجمات قد تتزايد في حجمها و وتيرتها.
ورأى التقرير ان "العديد من الامريكيين سوف يشعرون بالحيرة عندما يدركون أن نحو 2500 جندي امريكي ما زالوا في العراق وان 900 آخرين ما زالوا متمركزين في سوريا"، مضيفا أن انتشارهم هذا هو في إطار بقايا لمهمة مكافحة تنظيم داعش التي انتهت تقنيا بالقضاء إقليميا على ما يسمى بـ"الخلافة" في العراق في العام 2017 وفي سوريا في العام 2019.
وتابع قائلا ان القوات الامريكية حاليا منتشرة في أنحاء العراق كافة، وتتمركز في قاعدة التنف في سوريا، وذلك في سياق مهمة محددة ظاهريا من أجل تقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية التي تعمل على ضمان "الهزيمة الدائمة" للتنظيم الإرهابي.
لكن التقرير اعتبر أن قوة الجيش الامريكي تنجح عندما تصبح مهمته واضحة، وعندما يتم نشر موارده بشكل مدروس، مع ضمان الالتزام القوي بتحقيق النصر من خلال المشاركة المدنية القوية وانخراط الكونغرس، مضيفا أنه عندما يجري إهمال القوات المسلحة ولا يكون هناك التزام قوي وغير واضح لتحقيق النصر، فان الجنود الامريكيين، وحلفاءهم، يكونون عرضة للخطر.
وذكر التقرير الامريكي بالذكرى السنوية الـ40 التي مرت مؤخرا لتفجير مقرات قوات المارينز الامريكية في بيروت عندما فجر انتحاري شاحنة مفخخة مما أسفر عن مقتل 241 من الجنود الأمريكيين، مشيرا إلى ان مهمة القوات الامريكية لم تكن محددة بوضوح وقتها، وكانت ملزمة بقواعد الاشتباك في وقت السلم بالحفاظ على "وضع المحايد"، لكنها كانت تتعرض لنيران القناصة وقذائف الهاون منذ اللحظة التي جرى إنزالها فيها من البحر على البر.
وأشاد التقرير بموقف الرئيس ريغان وقتها عندما أعاد تمركز قوات المارينز على السفن البحرية، وسحب الجنود بهدوء من حرب اهلية دموية ومتعددة الاطراف، اذ انه بذلك صحح المسار وانقذ المزيد من ارواح الأمريكيين ومواردهم، واصفا ما قام به ريغان بأنه طبق الوعي الاستراتيجي والثبات السياسي في قراره بانتشال الجنود الاميركيين من خطر لا ضرورة له.
ولهذا، قال التقرير "دعونا نتعلم من هذا الدرس. لقد حان الوقت الآن لاستعادة زمام المبادرة وحرمان خصومنا من الهدف من خلال سحب قواتنا من العراق وسوريا"، مضيفا أنه "ايا كانت الأوامر التي يفترض أنها تبرر مهامهم، فلابد من مقارنتها بحقيقة أنه في حالة وقوع ضرر جسيم لهم، فقد لا يكون هناك مفر من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا"، محذرا من أن "مثل هذا الصراع لن يخدم المصالح الامريكية والإسرائيلية".
وتابع قائلا ان نشر الولايات المتحدة لمجموعتي "ايزنهاور" و"فورد كارير سترايك"، وهي غواصة نووية من طراز "اوهايو" المسلحة بـ 154 صاروخ كروز "توماهوك"، الى جانب السفن الحربية الاخرى في المنطقة، تشكل دليلا لا لبس فيه على القدرة الامريكية على اظهار القوة الساحقة والدفاع عن مصالح واشنطن ومساعدة الحلفاء.
وختم التقرير بالتذكير بأن الجنود الامريكيين موجودون في قواعد هشة ومعزولة في العراق وسوريا، ويتعرضون لإطلاق النار، وهم هناك منذ ما قبل الازمة الحالية، ولا يزال انتشارهم غير محدد الأهداف الفورية، وهو وضع يقيد حريتهم في العمل، في حين ان الجيش الامريكي يجب ان يتم نشره من اجل القتال وتحقيق النصر، وليس وضعه "كطعم في فخ من صنعنا". ولهذا، دعا التقرير صناع السياسة في واشنطن الى "التحلي بالشجاعة اللازمة لتطوير طريقة تفكيرهم، والاستفادة من نقاط القوة وتجنب الكوارث غير الضرورية".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق سوريا الجيش الأمريكي القوات الامریکیة العراق وسوریا فی العراق
إقرأ أيضاً:
الأسهم الآسيوية تستقر وسط رهانات على خفض الفائدة الامريكية
ظلت معظم أسواق الأسهم الآسيوية في حالة هدوء خلال تداولات اليوم الخميس، متتبعة الارتفاعات الطفيفة في بورصة وول ستريت وسط توقعات متزايدة بخفض مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، بينما قادت الأسهم اليابانية المكاسب مسجلة ارتفاعات قوية بدعم من أسهم التكنولوجيا وصانعي الرقائق.
ورغم الترقب الحذر في بقية الأسواق، خالفت الأسهم اليابانية الاتجاه العام، وقفز مؤشرا نيكي 225 وتوبكس بنسبة 1.6%، بدعم قوي من أسهم التكنولوجيا والرقائق.
وفي المقابل، بقيت الأسواق الآسيوية الأخرى أكثر تحفظاً، إذ يواصل المستثمرون مراقبة مؤشرات النمو الإقليمي والتطورات الجيوسياسية التي قد تؤثر على شهية المخاطرة.
كما أثرت المخاوف المتعلقة بالسياسات المالية الامريكية والتغييرات المرتقبة في قيادة الفيدرالي العام المقبل على المعنويات، مع استمرار حالة عدم اليقين الناجمة عن نقص بعض البيانات الاقتصادية نتيجة الاضطرابات السابقة بسبب الإغلاق الحكومي.
وارتفع مؤشر شنجهاي شينز CSI 300 الصيني بنسبة 0.3%، بينما ظل مؤشر شنجهاي المركّب شبه مستقر.
أما مؤشر هانج سنج في هونج كونج فصعد بنحو 0.2%، فيما ارتفع مؤشر نيفتي 50 الهندي بنسبة 0.3%.
وكانت كوريا الجنوبية بين أكبر المتراجعين، حيث انخفض مؤشر كوسبي بنسبة 0.6% كما تراجع مؤشر ستريتس تايمز في سنغافورة بنسبة 0.2%.
وفي أستراليا، أظهرت بيانات الميزان التجاري لشهر أكتوبر اتساع الفائض التجاري بأقل من التوقعات، مع تباطؤ ملحوظ في الصادرات نتيجة ضعف الطلب الخارجي على السلع الأساسية التي تعتمد عليها البلاد، ورغم ذلك، ارتفع مؤشر S&P/ASX 200 الأسترالي بنسبة 0.2%.
وتلقى المزاج الاستثماري دعماً من ترسيخ توقعات خفض الفائدة الأسبوع المقبل، بعد صدور بيانات اقتصادية أميركية أضعف من المتوقع. فقد أظهر تقرير التوظيف بالقطاع الخاص (ADP) تباطؤاً في وتيرة التوظيف، بينما أشار مؤشر ISM لقطاع الخدمات إلى تراجع في نشاط قطاع الخدمات.
ويُسعِّر المتعاملون حالياً احتمالات تقارب 90% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع بنك الفيدرالي يوم 10 ديسمبر، وينتظر المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)غدا الجمعة، لما قد تحمله من تأثير إضافي على توقعات السياسة النقديّة الأمريكية.