قضية فلسطين.. العرب أغنياء.. هل هم أقوياء؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
لا يبدو العالم العربي، اليوم، في وضع يسمح لـ(22) دولة عربية ،بالتدخل في الحرب الدائرة على أرض فلسطين منذ شهرين، لأسباب كثيرة، قد يكون أهمها، أن السياسات التي تسير وفقها هذه الدول، بعيدة تماما عن التخطيط العسكري، و غياب مصطلح الأمن القومي العربي من أدبيات السياسة، رغم وجود الجيوش التي لا يعرف الكثير من قياداتها حدود فلسطين.
اختار العرب منذ عقدين أو ثلاثة، الرفاهية، وباتوا يظهرون حسا تنافسيا غريبا، تجاه نموذج الرفاهية الغربي، وباتت المهرجانات الفنية، ومعارض الفنون، البطولات الرياضية، وسوق النجوم، تستحوذ على اهتمام راسمي السياسيات في هذه البقعة من العالم، رغم وجود الكثير من المشاكل الاجتماعية، والسياسية، والإقتصادية، والتربوية، والخدمية، و الصحية، التي تحتاج حلولا مستعجلة.
تحضر قضية فلسطين في المناسبات، و يكرر الزعماء العرب، وإعلامهم المترف، عبارات ،حل الدولتين، والقدس الشرقية، والسلام والتنمية، وحق الجميع في العيش بسلام، يكررون ذلك رغم أن أحدا في الطرف المقابل، لم يعطهم أي شيء، مقابل التخلي عن الطموح لتحرير فلسطين ،و إعادة الحق العربي، لذلك يبدو العرب، كتاجر ينادي على بضاعة لا يملكها، ينادون بالسلام و لايملكونه، وبالقدس مجزأة ، ولا يملكونها، وحل الدولتين، ولا يملكونه.
يملك العرب اليوم انتظار أن يعرض عليهم أحد ما حلا، فهم لا يطرحون حلا بقدر ما يكررون ما يقوله الآخرون .
هل العرب قادرون على فعل شيء؟ نظريا الجواب نعم، فلدى العرب مقومات القرار، يمتلك العرب جيوشا متخمة بالدبابات و المدرعات و الطائرات، و ربما لديهم أكبر عدد من القوى البشرية العاملة في الجيوش، إذا تم جمعهم معا، ويملك العرب موارد إقتصادية هائلة من الخامات و الإنتاج الزراعي و الصناعي، ولديهم أيضا مركز حيوي في قلب العالم و يشرفونعلى أم الممرات البحرية، و لدى العرب فائض مالي تغص به البنوك الداخلية و الخارجية، و لديهم راي عام عربي يطمح ليرى أمته وهي تستعيد جدراتها التاريخية.
لدى العرب كل ذلك، فماذا ينقصهم ليكونوا أصحاب قرار في الحرب و السلام، من الواضح أن العرب يملكون مقومات القرار، لكنهم لايملكون القرار نفسه، فالقرار العربي مبعثر بين عواصم القرار الدولية، التي تستحوذ كل منها على جزء من قرار العرب، لذلك لابد من القول ، إن العرب أغنياء، لكنهم ليسوا أقوياء، فالقوة تأي من القرار ، و القوي من يملك قراره، حتى لايكون حالنا حل حارس القلعة، لديه مفاتيحها، لكنه ينتظر الأمر ليفتحها، فالقرار ليس له وإن كان المفتاح عنده.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
نيوزويك: ترامب يبدو مترددا في تحديد سياساته تجاه فنزويلا
قالت مجلة نيوزويك إن موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الأزمة في فنزويلا ورئيسها نيكولاس مادورو، ما زال يتأرجح بين التهديد باستخدام القوة والتفاوض المباشر، مما يظهر سياسة غير واضحة وفوضوية.
وذكرت المجلة -في تقرير بقلم دانيال ر. ديبريس- أن اجتماع مجلس الأمن القومي الذي ترأسه ترامب لتحديد التعامل مع فنزويلا، انتهى دون وضع مسار واضح لكيفية تصرف الولايات المتحدة مع "دكتاتور فنزويلا العنيد والضعيف" -حسب وصف ترامب- الذي تمكن من البقاء في السلطة رغم سنوات العقوبات الأميركية التي تهدف إلى الإطاحة به.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: تدمير ممنهج لمباني غزة وأوروبا تتأهب للدفاع عن نفسهاlist 2 of 2فورين أفيرز: العلاقة الاستثنائية بين أميركا وإسرائيل غير قابلة للاستمرارend of listورأى الكاتب أن الإدارة الأميركية تميل إلى تسويق فكرة الإطاحة بمادورو باعتبارها مكافحة لتهريب المخدرات، وتستخدم قضية تهريب المخدرات لتبرير عملية تغيير نظام غير شعبية أمام الشعب الأميركي، رغم أن فنزويلا ليست المصدر الرئيسي للكوكايين المتجه إلى الولايات المتحدة، مما يجعل المبرر ضعيفا.
ويثير المقال تساؤلات جوهرية حول جدوى تغيير النظام في فنزويلا، مؤكدا أن مادورو يمثل "حكما استبداديا ومسؤولا عن تدهور الاقتصاد وانتهاكات حقوق الإنسان"، لكن ما سيأتي بعده ليس مضمونا، رغم ما تبشر به زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو والمنفيون الفنزويليون المتطرفون في ميامي -حسب وصف الكاتب- من ديمقراطية وحرية تعبير وتعددية سياسية واقتصاد حر، بمجرد مغادرة مادورو وعصابته الإجرامية للبلاد، حسب رأيهم.
ويعيد الكاتب تذكير القارئ بالسيناريوهات السابقة في أفغانستان والعراق وليبيا، حيث وعدت الولايات المتحدة بتحقيق الديمقراطية والاستقرار بعد الإطاحة بأنظمة دكتاتورية، لكن النتائج كانت كارثية أو مخيبة للآمال على الأقل.
ويشير المقال إلى أن فنزويلا قد تكون مختلفة عن هذه الحالات السابقة، لأنها كانت دولة ديمقراطية جزئيا قبل صعود رئيسها السابق هوغو شافيز، ولا توجد فيها الانقسامات الطائفية أو الهيكلية المعقدة التي تعرقل بناء الدولة، مما يترك فرصة نسبية لإمكانية نجاح تحول ديمقراطي بعد رحيل مادورو، رغم أن التحديات تبقى كبيرة.
إعلانباختصار، يحذر المقال من أن سياسة الولايات المتحدة الحالية تتسم بالارتباك والتقلب، ويشدد على ضرورة التفكير العميق في التداعيات المستقبلية لأي محاولة لتغيير النظام، مع مراعاة ما قد يحدث لفنزويلا بعد رحيل مادورو، وليس التركيز فقط على الإطاحة به.