نحو موسيقى مستدامة.. انطلاق مؤتمر إكس بي بأنغام تبرز تنوع وجمال ثقافات المملكة
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
وسط حضور كبير ومشاركات من مختلف دول العالم، انطلقت في حي جاكس بمدينة الرياض، أمس، فعاليات النسخة الثالثة من مؤتمر "إكس بي لمستقبل الموسيقى 2023"، المؤتمر الموسيقي الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 300 متحدثاً من 30 دولة.
وفي كلمته بحفل افتتاح المؤتمر، رحب رمضان الحرتاني، الرئيس التنفيذي لشركة مدل بيست، بالضيوف والمشاركين الذين أتوا إلى حي جاكس الإبداعي في الدرعية التاريخية، عاصمة الثقافة، للمشاركة في مؤتمر "إكس بي لمستقبل الموسيقى"، الذي وصفه الحرتاني بأنه مركز للإبداع يوفر الأدوات والخبرات والمعرفة لبناء التعاون وتمكين المواهب على تحقيق النجاح في مسيراتها الفنية، كما يتيح المؤتمر للمهتمين بالموسيقى استكشاف التغيرات والتطورات التي تشهدها الصناعة باستمرار وفق برنامج صُمم خصيصاً من أجل إشراك الجمهور في تجارب تفاعلية تجمع بين الاستمتاع بالموسيقى والتعلم والتثقيف.
ولفت الحرتاني إلى أن برنامج إكس بي يتضمن ثماني مبادرات رائدة تسعى لتشكيل مستقبل صناعة الموسيقى عبر تمكين المواهب الفنية ورعاية المشروعات والشركات الموسيقية الناشئة، معرباً عن اعتزازه بالشراكة مع هيئة الموسيقى وجهودها المستمرة لدعم صناعة موسيقى مستدامة، وتقديره لإقامة المؤتمر في حي جاكس الذي يستضيف العديد من الفعاليات الموسيقية والأنشطة الفنية والثقافية طوال العام.
واختتم حفل افتتاح المؤتمر بفقرة غنائية فريدة قدمها فريق "عُمان ستريت" بمشاركة المطربة السعودية سلوى الأحمد التي غنت أربع أغنيات تعكس ثقافة المملكة ممثلة في أربعة مناطق متنوعة هي نجد وعسير والمنطقة الغربية والجنوب، حيث مزجت الأغنية الرابعة "اختلفنا" بحب الموسيقى، وذلك على أنغام موسيقى الفلكلور السعودي والإيقاع الغربي التي غنتها سلوى الأحمد بمشاركة المطرب نحاس.
وأكدت المطربة سلوى الأحمد، التي درست الموسيقى في المملكة وتغني بعدة لغات، إن المؤتمر يمثل منصة لتفاعل الثقافات، ولذلك جاء أداء الفريق اليوم ليمزج بين عناصر الثقافة السعودية بموسيقى من أربعة مناطق مختلفة كتجربة للتواصل بالموسيقى كلغة يفهمها كل الناس.
وقالت ندى الهلابي، المديرة الاستراتيجية في شركة مدل بيست ومديرة مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى، إن نجاح المؤتمر الحقيقي هو بناء ملتقى متطور يجمع الفنانين والمبدعين ورواد الأعمال وصناع القرار لمناقشة مستقبل صناعة الموسيقى وطرح الآراء ووجهات النظر حول تطورات المشهد الموسيقي والمشروعات الموسيقية المحلية والإقليمية والدولية، مع تبادل الخبرات والمعرفة بما يفيد المواهب الصاعدة ويمكن لهم التعلم من قصص النجاح في المملكة والمنطقة والعالم.
وأضافت أن المؤتمر يركز هذا العام على أربعة محاور رئيسية هي: المشهد والابتكار والمواهب والتأثير، حيث ستناقش أكثر من 150 جلسة وورشة عمل كيفية تعزيز مفاهيم الاستدامة والمساواة والإندماج في المشهد الموسيقى، ودعم الأفكار الإبداعية وروح الابتكار، وسبل تقديم المعرفة والدعم اللازم والإلهام للمواهب الشغوفة بالفنون والموسيقى، وتأثير كافة المكونات على مستقبل الصناعة.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول العديد من الحلقات النقاشية وورش العمل والندوات من بينها لقاء بعنوان "نحو مستقبل مستدام: دور صناعة الموسيقى في تعزيز العمل المناخي" بمشاركة سمو الأميرة مشاعل بنت سعود الشعلان، ناظرة وقف "مجتمع أيون" السعودي الخيري. كما شهدت ورش العمل تعلّم فن تأليف الإيقاعات بمشاركة المصنع الترفيهي والفني مرواس.
كما كان الحضور على موعد جلسة،"ما وراء الموسيقى: سوني ميوزك الشرق الأوسط X حماقي"، حيث استضافت الفنان محمد حماقي، الحائز على جائزة (إم تي في) الأوروبية للموسيقى، وشارك فيها العضو المنتدب لشركة سوني ميوزيك الشرق الأوسط رامي محسن، وحسن غوانمة. كما أدار أحمد العماري (بالو)، المدير التنفيذي الإبداعي في مدل بيست، جلسة حوارية مع الموسيقي الأمريكي البارز إلتون ميلر، بعنوان "أسطورة منذ عام 1988: قصة الموسيقى الراقصة المنسية في ديترويت".
كما كان لهيئة الموسيقى مشاركاتها البارزة في اليوم الأول من المؤتمر، من خلال عدة جلسات نقاش تتناول قطاع الموسيقى في المملكة، وأبرزها جلسة "عام الشعر العربي: رحلة التطور من الإلقاء إلى الغناء".
وبادر مؤتمر إكس بي هذا العام إلى زيادة عدد الجلسات العلمية، وورش العمل بعد ملاحظة زيادة الإقبال والطلب عليها العام الماضي، حتى يتمكن الجميع من الحصول على فرصة للإبداع. وفي اليوم الأول للمؤتمر، قاد منسق الموسيقى العالمي والمنتج ساتوشي ورشة عمل في تعلم الارتجال المباشر والتركيب المعياري، وفي فاعلية مميزة تم إطلاق ورشة عمل لتعلم العزف على العود، والتي ستستمر خلال اليومين المقبلين حتى انتهاء المؤتمر.
ولأول مرة هذا العام، يفتح المؤتمر أبوابه للعائلات من خلال ورش عمل تعليمية للأطفال، مثل ورشتي عمل "تعلم النوتات الموسيقية مع مكان" و"تعلم كيفية العزف على العود للأطفال"، التي يقدمها المدربون ضياء الحسن ومحمد أ. كركشان وحسنين شيخ.
وتستمر فعاليات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام (7-8-9 ديسمبر)، حيث تنطلق برنامج ورش العمل وتجارب التعلم اليومية من الساعة 11 صباحاً إلى الساعة 7 مساء ، ثم ومع غروب الشمس تنطلق في الفترة المسائية مجموعة من الحفلات والعروض الغنائية المتنوعة تؤديها 27 فرقة موسيقية، ومن بينها تشارلز آفا، ومين 8، ودي جي بونيتا، وعون جوينات، ودانا، وماشين ايت مان، ونايت شيفت، وكيرلز، وعين شمس، وناسيل، وذلك من الساعة 8 مساء وحتى2 بعد منتصف الليل.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: صناعة الموسيقى مؤتمر إكس بي إکس بی
إقرأ أيضاً:
مؤتمر التخطيط السنوي يوصي بوضع آليات تنفيذية لدعم الابتكار
اختتم معهد التخطيط القومي مؤتمره الدولي السنوي التاسع تحت عنوان " الابتكار والتنمية المستدامة" بالتعاون مع كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا SIPA/Columbia، والذي عقد على مدار يومين 24-25 يونيو الجاري بالقاهرة.
جاء ذلك بمشاركة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ورئيس مجلس إدارة المعهد، ونخبة رفيعة المستوى من صانعي السياسات ومتخذي القرار والشخصيات العامة، وعدد من الخبراء المتخصصين والأكاديميين من مختلف الوزرات والهيئات والجامعات المصرية، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة بالابتكار والبحث العلمي.
ناقش المؤتمر 14 ورقة بحثية متميزة و٥ عروض تقديمية في ٦ جلسات علمية وجلسة حوارية تناولت قضية الابتكار من زواياها المختلفة ارتكزت على الابتكار والبحث العلمي: الأبعاد التنموية والتجارب الدولية، والابتكار الأخضر لدعم التنمية المستدامة، وابتكارات التكنولوجيا المالية والتنمية المستدامة، والابتكار الاجتماعي والتنمية المستدامة، وتمويل الابتكار والتكنولوجيا المالية، ونقل التكنولوجيا الإنتاجية كمحفزات للتنمية المستدامة، وأخيراً، الابتكار والتكنولوجيات الناشئة، كما شهدت جلسات المؤتمر تنوع وتخصص وتميز الخبراء والمتخصصين المشاركين بها.
وقد أصدر المؤتمر مجموعة هامة من الرسائل والتوصيات التي تضع آليات تنفيذية لدعم الابتكار على المستوى الكلي، وتحدد متطلبات تهيئة بيئة أعمال مواتية، وكذلك التعريف بسبل تفعيل الأدوار والنظم السائدة في المنظومة الوطنية للابتكار، فضلا عن الآليات المناسبة لتوطين ثقافات وممارسات الابتكار المستدام على مستوى المنظمات.
وخلال استعراض رسائل المؤتمر بالجلسة الختامية أكد أ.د. أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي أن الابتكار قضية أمن قومي لمصر، بل إنه مكون أساسي من مكونات الأمن القومي، وهو ما يستلزم أن يحتل موقعًا متقدمًا في سلم أولويات الدولة المصرية على كافة المستويات خلال المرحلة المقبلة، مضيفا أن إدراج القاهرة الكبرى كمركز إقليمي للابتكار ضمن أفضل 100 مدينة عالمية في مؤشرات الابتكار يعد مؤشراً على تقدم ملحوظ يجب البناء عليه لتعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للابتكار في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ولفت رئيس معهد التخطيط القومي إلى ضرورة تكامل الابتكار مع رؤية مصر 2030 وهو ما يستلزم مواءمة السياسات والمبادرات الابتكارية مع محور "المعرفة والابتكار والبحث العلمي" ضمن البعد الاقتصادي لرؤية مصر 2030 لتعزيز التحول إلى اقتصاد معرفي يرتكز على الإنتاج القائم على التكنولوجيا والابتكار عالي القيمة.
وأشار العربي إلى ضرورة تعزيز الحوكمة المؤسسية والتشريعية للابتكار من خلال العمل على زيادة تفعيل الإطار التشريعي والتنظيمي الحالي، بما في ذلك قانون حوافز الابتكار رقم (23)، والسياسة الوطنية للابتكار المستدام، مؤكداً أن تشكيل المجلس الأعلى للابتكار برئاسة السيد رئيس الجمهورية يمثل خطوة محورية نحو تفعيل منظومة الابتكار على أسس مستدامة.
وأضاف العربي أن الاستدامة الحقيقية للابتكار والتنمية المستدامة تتطلب الاستمرار في بناء مؤسسات قوية لا تعتمد على الأفراد بل على النظم، بما يضمن استمرارية السياسات والمبادرات رغم تغير القيادات، موضحا أن الابتكار لا يقتصر على التكنولوجيا، بل يشمل نماذج العمل المستدامة، والابتكار الاجتماعي، والابتكار البيئي، مما يتطلب استمرارية تنسيق الجهود القطاعية والتخصصية في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات.
وتطرق خلال حديثه إلى أهمية تبنّي مبدأ الشمولية عبر دمج الشباب والجامعات الإقليمية في المنظومة الابتكارية باعتباره دعامة رئيسية للعدالة المعرفية والتنمية المتوازنة ويمثل التوجه الاستراتيجي لمستقبل مستدام، لافتاً إلى ضرورة إدماج البعد النوعي في منظومة الابتكار خاصة أنه لا يزال هناك خلل في التوازن بين الجنسين وهو ما يستدعي تبني سياسات أكثر حساسية للنوع الاجتماعي، وتشجيع المرأة على الانخراط في البحث والابتكار.
وفي ختام حديثه أكد العربي على ضرورة تعزيز التمويل العام والخاص للابتكار موضحا أنه بالرغم من أهمية التمويل الحكومي إلا أن التجارب الدولية تؤكد أن القطاع الخاص هو الشريك الأساسي في تمويل منظومة الابتكار وهو ما يستلزم تهيئة بيئة محفزة للاستثمار الخاص في البحث والتطوير وكذلك زيادة الإنفاق العام بما يتجاوز النسب الدستورية.