قال مسؤول عسكري أميركي إن حوالي 7 قذائف مورتر سقطت في مجمع السفارة الأميركية في بغداد خلال هجوم وقع في وقت مبكر اليوم الجمعة، مما يكشف أن الهجوم كان "أكبر بكثير مما كان يعتقد"، وفقا لرويترز.

وذكر المسؤول، الذي تحدث لرويترز مشترطا عدم الكشف عن هويته، أن الهجوم تسبب في أضرار طفيفة جدا لكن دون وقوع إصابات.

وفيما يتعلق بنفس الاعتداء، قال مسؤول في البنتاغون للحرة إن وزارة الدفاع الأميركية لا تزال تقيم الهجوم بالصواريخ الذي تعرضت له السفارة الأميركية في بغداد .

واستهدفت عدّة صواريخ فجر الجمعة مجمع السفارة الواقع في المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية.

ولم يتم تبني هذا الهجوم بعد، لكنّه الأوّل على السفارة الأميركية في بغداد منذ أن بدأت فصائل متحالفة مع إيران منتصف أكتوبر شنّ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا تزامنا مع حرب إسرائيل على حماس بعد هجومها في السابع من أكتوبر.

ودعا متحدّث باسم السفارة الأميركية في بغداد الجمعة الحكومة العراقية إلى "حماية" الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف في بيان الجمعة "تدلّ المؤشرات على أن الهجمات نفذتها ميليشيات موالية لإيران، تنشط بحرية في العراق".

وفي أعقاب الهجوم، اعتبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن مهاجمي البعثات الدبلوماسية "يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه"، داعيا القوات الأمنية إلى "ملاحقة" مرتكبي "الاعتداء".

وقال السوداني في بيان أصدره مكتبه إن "استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف".

وتواجه حكومة السوداني، التي وصلت إلى الحكم بدعم أحزاب وتيارات مقربة من إيران، منذ بدء الهجمات على المصالح الأميركية في العراق امتحاناً صعباً للحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن.

وشدّد السوداني في بيانه على أن "قواتنا الأمنية والأجهزة الحكومية والتنفيذية...ستواصل حماية البعثات الدبلوماسية وصيانة المعاهدات الدولية والالتزام بتأمينها".

وأكّد مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية فرهاد علاء الدين أن "الحكومة العراقية مصمّمة على الحفاظ على استقرار وأمن الدولة"، مضيفاً أنه "لن يتمّ التسامح مع أية محاولة لزعزعة استقرار البلاد".

وفي وقت سابق، أكّد مسؤول عسكري أميركي، رداً على سؤال من فرانس برس، أن "هجوماً بعدة صواريخ أطلق على قوات التحالف الدولي والقوات الأميركية" في محيط قاعدة يونيون 3 ومجمّع السفارة الأميركية في بغداد.

وأضاف أنه "لم يتم تسجيل إصابات أو أضرار بالبنى التحتية".

لكن في وقتٍ لاحق، أفاد جهاز الأمن الوطني العراقي لوكالة الأنباء العراقية بأن "أضراراً مادية في العجلات والأبنية" لحقت بمقرّه الواقع في المنطقة نفسها، بسبب هذا الهجوم.

وتعكس تلك الهجمات مخاوف من تصعيد إقليمي ومخاطر تداعيات الحرب بين حركة حماس الفلسطينية واسرائيل في قطاع غزة، على المنطقة.

وأحصت واشنطن حتى الآن 78 هجوماً ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر، أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم للحركة داخل أراضي الدولة العبرية في السابع من الشهر، وفق حصيلة أفاد بها المسؤول العسكري الأميركي.

ردّ أميركي

وندّدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بالهجوم على السفارة الأميركية، معتبرةً في بيان نشر على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) أنه "لا يسع العراق تحمّلُ أن يُجرَّ إلى صراعٍ أوسع نطاقاً، الأمر الذي من شأنه أن يهدّد الاستقرار الذي تحقق بعد جهدٍ جهيدٍ والإنجازات التي تحققت حتى الآن".

وتبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضمّ فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي معظم تلك الهجمات التي تقول إنها تأتي رداً على الدعم الأميركي لإسرائيل.

ورداً على  تلك الهجمات، شنّت واشنطن عدة ضربات في العراق على مسلحين في فصائل متحالفة مع إيران.

وفي الثالث من ديسمبر، شنّ التحالف الدولي ضربة جوية "دفاعاً عن النفس" ضدّ "خمسة مسلحين كانوا يستعدون لإطلاق طائرة مسيرة هجومية في اتجاه واحد"، ما أدّى إلى مقتل المسلحين الخمسة، وفق بيان للقيادة المركزية الأميركية.

وأواخر نوفمبر، استهدفت ضربات أميركية مرتين مسلحين في فصائل موالية لإيران في العراق، ما أسفر عن مقتل تسعة مسلحين.

وقصفت واشنطن ثلاث مرات مواقع مرتبطة بإيران في سوريا.

وأكّد رئيس الوزراء العراقي خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت، "موقف العراق الرافض لأي اعتداء تتعرض له الأراضي العراقية"، حسب بيان صادر عن مكتبه.

وأسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر عن نحو 1200 قتيل في إسرائيل غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال حسب السلطات الإسرائيلية.

وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس، وشنّت قصفا مكثفا على قطاع غزة وباشرت عمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر.

وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة الصغير المحاصر والمدمر جراء القصف الإسرائيلي لتبلغ الخميس 17487 قتيلا نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السفارة الأمیرکیة فی بغداد التحالف الدولی فی العراق

إقرأ أيضاً:

نيوزويك: 7 خيارات للرد الإيراني بعد الهجمات الأميركية

استعرض تقرير نشرته مجلة نيوزويك خيارات الرد الإيراني بعد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على 3 منشآت نووية إيرانية أمس الأحد.

وأكد أن إيران تعيش لحظة مفصلية، وسط تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنفيذ هجمات جديدة إذا ردت طهران عسكريا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إيطالية: هدوء إيران ليس سلاما وعلى إسرائيل الاستعداد لما هو أخطرlist 2 of 2ليبيراسيون: ضرب إيران.. هل أتى عصر الافتراس؟end of list

وأعد التقرير ماثيو توستيفين، وهو محرر أول في المجلة، وأمير دفتري مراسل نيوزويك المقيم في لندن.

1. المحادثات النووية

لا يزال خيار استئناف المحادثات مطروحا لدى إيران على الرغم من رفضها له الجمعة بسبب استمرار القصف الإسرائيلي، حسب التقرير.

ووفق التقرير، يرفض ترامب تماما السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، بينما ترفض طهران التخلي عنه وتؤكد استخدامه لأغراض سلمية فقط.

2. حشد الدعم الدبلوماسي

ورجح التقرير، أن تسعى إيران إلى حشد دعم دبلوماسي دولي ضد الولايات المتحدة، خاصة بعد أن وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم بأنه انتهاك للقانون الدولي، مستندا إلى ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

ولفت التقرير إلى أن روسيا والصين أدانتا الهجوم، ولكنّ تأثير ذلك سيظل محدودا ما لم يتبعه إجراءات ملموسة، وتُعقد المسألة قدرة الولايات المتحدة على استخدام الفيتو لعرقلة أي تحرك دولي في مجلس الأمن.

3. الهجوم العسكري

وأشار التقرير إلى أن إيران قد تنظر في استهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط والتي تضم ما بين 40 و50 ألف جندي.

وأوضح أن للولايات المتحدة قواعد عسكرية في البحرين ومصر والعراق والأردن والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

ويرى التقرير أن مثل هذا التصعيد سيكون محفوفا بالمخاطر، إذ قد يؤدي إلى رد عسكري أميركي أكبر، كما قد يؤدي الهجوم على أراض عربية لأزمة دبلوماسية إضافية لطهران في وقت حساس.

4. تعطيل إمدادات النفط العالمية

وناقش التقرير إمكانية إغلاق طهران مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من صادرات النفط العالمية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط وصدامات بحرية مع الولايات المتحدة.

إعلان

وأضاف أن مثل هذا القرار قد يضر بالدول الصديقة لإيران -مثل الصين وبعض دول الخليج- ويتطلب موازنة دقيقة بين المكاسب المحتملة والخسائر السياسية والاقتصادية المترتبة عليه.

5. استخدام القوات الحليفة بالمنطقة

وذكر التقرير أن حلفاء إيران، مثل جماعة الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني، قد يحاولون شن هجمات لدعمها، ولكنهم أضعفوا بفعل ضربات إسرائيلية وأميركية سابقة.

أفراد الطوارئ يتفقدون موقع سقوط صاروخ إيراني في إسرائيل، 22 يونيو/حزيران 2025 (رويترز)

6. تنفيذ عمليات سرية وهجمات إلكترونية

وجاء في التقرير، إن الرد الإيراني قد يشمل هجمات ميدانية من مجموعات تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، مع احتمال رد انتقامي شديد إذا ثبت تورطها.

وأوضح أن إيران قد تلجأ لاستخدام وحدات سيبرانية مثل مؤسسة "مابنا"، التي شنت سابقا هجمات إلكترونية على بنوك وشبكات أميركية وإسرائيلية.

7. تسريع البرنامج النووي

وأكد التقرير أن إيران قد ترى أن امتلاك سلاح نووي هو السبيل الوحيد لحماية نفسها، وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت بمنشآتها، فإن طهران تمتلك المعرفة والخبرة اللازمة لإعادة بناء برنامجها النووي.

وقد يمنحها امتلاك قنبلة نووية حصانة نسبية، حسب التقرير، ولكنه سيؤدي إلى سباق تسلح إقليمي خطِر، وقد يغيّر توازن القوى في الشرق الأوسط جذريا.

مقالات مشابهة

  • لماذا التزمت المليشيات العراقية الصمت إزاء الضربة الأميركية لإيران؟
  • تطورات أمنية في العراق عقب بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • القوات الأميركية تُسقط 5 مسيّرات في العراق
  • بغداد.. فتح الأجواء العراقية في المنطقة الجنوبية أمام الرحلات الجوية
  • عودة تدريجية لحركة الطيران في مطار بغداد وفتح الأجواء الجنوبية العراقية
  • بغداد.. هجوم بمسيّرة مجهولة على قاعدة “التاجي” العسكرية
  • مسؤول أميركي: لا ضحايا بهجوم إيران على قاعدة العديد
  • هجوم "غامض" على قاعدة عسكرية جنوبي العراق
  • الصين: الهجمات الأميركية على إيران "سابقة سيئة"
  • نيوزويك: 7 خيارات للرد الإيراني بعد الهجمات الأميركية