مصر والاتحاد الأوروبي يوقعان اتفاقًا لتعزيز الأمن المائي
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
وقع الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى، وفيرجينيوس سينكيفيسيوس مفوض الاتحاد الأوروبي للبيئة "إعلان الشراكة المائية بين مصر والاتحاد الأوروبي"، على هامش فعاليات مؤتمر المناخ COP28.
وصرح «سويلم» أن الهدف من إعلان الشراكة المائية بين مصر والاتحاد الأوروبي تعزيز الإدارة المستدامة للموارد المائية في مصر، وإنتهاج سياسات تستفيد من القدرات التكنولوجية والعلمية والإدارية في مصر والاتحاد الأوروبي، وبناء القدرات في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية بما يتماشى مع الخطة القومية للموارد المائية في مصر 2037، بما ينعكس على تعزيز الأمن المائي والتوسع في إعادة إستخدام المياه، مع الإلتزام بتحقيق أهداف "الصفقة الأوروبية الخضراء" ومبادرات الاتحاد الأوروبي الأخرى المعنية بتعزيز التنمية المستدامة وكذلك استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة الأهداف السادس والثالث عشر والرابع عشر، خاصة أن تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2023.
أبرز أن منطقة شمال أفريقيا وغرب آسيا شهدتا إرتفاعاً بنسبة 18% في الإجهاد المائي من عام 2015 إلى عام 2020، مما يعكس تزايد عدم التوازن بين الطلب على المياه العذبة وإجمالي موارد المياه العذبة المتجددة، بالتزامن مع ما يواجهه الاتحاد الأوروبي وبشكل متزايد من تأثيرات سلبية لتغير المناخ على موارد المياه وخاصة حالات الجفاف والفيضانات.
أوضح سويلم أبرز مجالات التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي تحت مظلة إعلان الشراكة المائية بين مصر والاتحاد الأوروبي من خلال العمل على إنشاء شراكة مائية تجمع أصحاب المصلحة المعنيين بالمياه بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الحكومية المصرية والأوروبية والشركات والمجتمع المدني، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات حول السياسات والأبحاث والابتكارات وفرص الأعمال في قطاع المياه في مصر والاتحاد الأوروبي في مجالات رفع كفاءة الرى وإعادة استخدام المياه ومعالجة المياه والتعامل مع ندرة المياه وإدارة الجفاف ومكافحة التصحر ومعالجة تدهور الأراضي.
الإتحاد الأوروبى الدعم الفنى لمصر لتصبح مركزاً إقليمياً للتدريبكما يقدم الإتحاد الأوروبى الدعم الفنى لمصر لتصبح مركزاً إقليمياً للتدريب ونقل الخبرات والمعارف في العديد من المجالات مثل ( صياغة استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ في قطاع المياه من خلال التحول لنظم الري الحديث والتعامل مع تحدى ارتفاع منسوب سطح البحر وإطلاق المبادرات التي تأخذ في الاعتبار العلاقة بين الماء والغذاء والطاقة، ورفع كفاءة الرى وإعادة استخدام المياه ومعالجة المياه وتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة وإرساء ممارسات حوكمة المياه لمراعاة معايير الاستدامة الدولية، مع التأكيد على الدور الهام لمبادرة AWARe و "المركز الأفريقي للمياه والتكيف المناخى" في توفير التدريب اللازم، مع تسهيل تبادل المعارف على المستوى الفني حول المياه بين مصر والاتحاد الأوروبي من خلال الزيارات والبعثات الدراسية وورش العمل والفعاليات المنظمة بشكل مشترك، مع السعي لإشراك الجهات الفاعلة في القطاع الخاص لتحسين مناخ الاستثمار في قطاع المياه ونشر أدوات التمويل المبتكرة وبناء القدرات في صياغة برامج ومشروعات استثمارية قابلة للتمويل.
ومن المقرر تحت مظلة "إعلان الشراكة المائية بين مصر والاتحاد الأوروبي"، عقد إجتماع سنوي رفيع المستوى لمتابعة ما تم إتخاذه من إجراءات لتعزيز الشراكة بين الجانبين، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة من كبار الخبراء الفنيين من وزارة الموارد المائية والري المصرية، والوزارات والمؤسسات المعنية في مصر والإتحاد الأوروبى لوضع ومتابعة برنامج عمل سنوي عملي يساهم في تحقيق أهدف هذا الإعلان المشترك، وعقد منتدى أعمال بالاتفاق المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي ويمكن عقده خلال إسبوع القاهرة للمياه لتعزيز ومتابعة إجراءات تنفيذ خطة العمل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الري مصر التعاون المائي المياه العذبة الاتحاد الأوروبی فی مصر
إقرأ أيضاً:
تحت رحمة المناخ| الأمن الغذائي الأوروبي في مهب التغيّر البيئي .. الكاكاو والقهوة والقمح في دائرة الخطر
بينما ينشغل العالم بالأزمات السياسية والاقتصادية، ثمة تهديد صامت يتسلل إلى موائدنا اليومية تغيُّر المناخ وفقدان التنوّع البيولوجي.
تقريرٌ جديد صادر عن "مؤسسة المناخ الأوروبية" يسلّط الضوء على تداعيات هذه الأزمة البيئية المتفاقمة على أمن الغذاء في أوروبا، محذّرًا من أن ستة من أهم المواد الغذائية التي تستوردها دول الاتحاد الأوروبي، أبرزها الكاكاو والقمح والقهوة، مهدّدة بشكل غير مسبوق.
تشير البيانات الواردة في التقرير إلى أن أكثر من نصف واردات الاتحاد الأوروبي من الأغذية الأساسية، مثل القمح والذرة والأرز والكاكاو والقهوة وفول الصويا، تأتي من دول تعاني من هشاشة بيئية وضعف في القدرة على التكيّف مع التغيرات المناخية.
وعلى وجه الخصوص، فإن واردات الكاكاو والقمح والذرة – التي تشكّل جزءًا كبيرًا من استهلاك السوق الأوروبية – تُستورد في ثلثيها من دول لا تزال تحتفظ بتنوّع بيولوجي نسبي، لكنه مهدّد بالتآكل. وتكمن الخطورة هنا في أن تلك الدول غالبًا ما تفتقر إلى الموارد المالية والمؤسسية لمواجهة تداعيات المناخ.
القهوة والكاكاو... مستقبل مجهول للمذاق العالميتُمثّل صناعة الشوكولاتة في الاتحاد الأوروبي أحد أبرز القطاعات المتأثرة. فالاتحاد يُعدّ أكبر منتج ومُصدِّر للشوكولاتة في العالم، وتُقدَّر قيمة هذه الصناعة بحوالي 44 مليار يورو. إلا أن المكوّن الرئيسي للشوكولاتة، الكاكاو، يأتي بنسبة 97% من دول ذات مرونة مناخية منخفضة أو متوسطة، مثل ساحل العاج وغانا والكاميرون ونيجيريا.
تشير كاميلا هيسلوب، المؤلفة الرئيسية للتقرير، إلى أن هذه التهديدات "ليست افتراضية أو بعيدة"، بل تنعكس بالفعل في تذبذب سلاسل التوريد، وضغوط على الأسعار، وتهديد لوظائف عديدة في قطاع الصناعات الغذائية.
المناخ والسكرلم تقتصر الضغوط البيئية على الكاكاو فحسب، بل طالت أيضًا أسعار مدخلات أخرى، مثل السكر، الذي شهد بدوره ارتفاعًا مدفوعًا بالتغير المناخي، مما تسبب فيما يشبه الضرر المزدوج لصُنّاع الشوكولاتة والمنتجات الغذائية الحسّاسة بيئيًّا.
ووفقًا لتحليل حديث صادر عن وحدة الطاقة والاستخبارات المناخية (ECIU)، فقد ارتفعت أسعار الشوكولاتة بنسبة 43% خلال السنوات الثلاث الماضية، ما أدّى إلى ظهور "علامات استفهام" واضحة على أرفف المتاجر الكبرى، حيث بات المستهلك يلاحظ تراجع الكميات وارتفاع الأسعار.
أزمة عالمية في طبقنا اليوميأصبح من الواضح أن تغيُّر المناخ لم يعد قضية بيئية فقط، بل تحوّل إلى تهديد حقيقي لأمن الغذاء والاقتصاد العالمي. وما لم تتخذ أوروبا خطوات جادّة لدعم الدول المورِّدة في بناء قدراتها المناخية والحفاظ على تنوّعها البيولوجي، فإن مستقبل العديد من المنتجات الأساسية، من فنجان القهوة الصباحي إلى قطعة الشوكولاتة، سيكون على المحك.