تأثير النعاس على الوضوء والصلاة.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها مضمونة:" يغلبني النعاس أحيانًا في الصلاة؛ فما حكم الصلاة والوضوء في هذه الحالة؟".
لترد دار الإفتاء ، موضحة: أن النوم اليسير أو النُّعَاس لا يَنْقُض الوضوء ولا تبْطُل به الصلاة باتفاق الفقهاء؛ وإنما الذي يَنْقُض الوضوء ويُبْطِل الصلاة هو النوم المستغرق الذي يصل إلى القَلْب ولا يَبْقى معه إدراك، بحيث لا يَشْعُر المصلِّي بمَنْ حوله؛ لأنَّه في هذه الحالة يكون مظنة وقوع الحدث الذي ينقض الوضوء.
والنُّعَاسُ -كما يُعرِّفه أهل اللغة-: فتورٌ يصيبُ الجسم، وهو أول درجات النوم؛ فيُسَمّى الشعور بالنوم والرغبة فيه نُعَاسًا، ولكنه لا يصل إلى القلب، بخلاف النوم؛ فإنَّ فيه استرخاء البدن، والغَلَبة على العقل، وسقوط الحواس. انظر: "فقه اللغة وسر العربية" للثعالبي (ص: 125، ط. إحياء التراث العربي).
جاء في "المعجم الوسيط" (2/ 934، ط. دار الدعوة): [فترت حواه فقارب النوم فهو ناعس.. (النُّعَاسُ) فتور في الحواس، والوسن من غير نوم، وأول النوم] اهـ.
تأثير النعاس على الوضوء والصلاة
النوم اليسير أو النُّعَاس لا يَنْقُض الوضوء ولا يُبْطِل الصلاة باتفاق الفقهاء؛ وإنما الذي يَنْقُض الوضوء ويُبْطِل الصلاة هو النوم الذي فيه الغَلَبَة على العقل بحيث لا يَشْعُر المصلِّي بمَنْ حوله؛ قال العلامة ابن عابدين في "رد المحتار" (1/ 143، ط. دار الفكر) نَقْلًا عن "فتاوى قاضي خان": [النُّعَاسُ لا يَنْقُض الوضوء، وهو قليل نوم لا يشتبه عليه أكثر ما يقال عنده] اهـ.
وقال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع" (1/ 31، ط. دار الكتب العلمية): عند الكلام عن نواقض الوضوء [(ومنها): النوم مضطجعًا في الصلاة أو في غيرها بلا خلاف بين الفقهاء.. والدليل عليه ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم نام في صلاته حتى غط ونفخ، ثم قال: «لَا وضُوءَ عَلَى مَن نَامَ قَائِمًا، أو قَاعِدًا، أو رَاكِعًا، أو سَاجِدًا، إنَّمَا الوضُوء عَلَى مَن نَامَ مُضطَّجِعًا، فإنَّهُ إذَا نَامَ مُضطَّجِعًا استَرْخَت مَفَاصِلُهُ». نص على الحكم، وعَلَّل باسترخاء المفاصل.. فأَمَّا النوم في غير هاتين الحالتين.. فإن كان في الصلاة لا يكون حدثًا سواء غَلَبه النوم، أو تَعمَّد في "ظاهر الرواية". وروي عن أبي يوسف أنَّه قال سألت أبا حنيفة عن النوم في الصلاة فقال لا ينقض الوضوء، ولا أدري أسألته عن العمد، أو الغلبة] اهـ.
قال الشيخ الخرشي عند شرحه لقول الشيخ خليل في "مختصره" (1/ 154، ط. دار الفكر): [(ص) وبسببه، وهو زوال عَقْلٍ، وإن بنومٍ ثَقُل، ولو قَصُر، لا خَفَّ]؛ قال: [وإن كان استتاره بنَومٍ ثقيل، ولو كان قصيرًا على المشهور، وعلامة النوم الثقيل: سقوط شيء مِن يده، أو انحلال حَبْوته، أو سيلان ريقه، أو بُعْده عن الأصوات المتصلة به، لا إنَّ خَفَّ النوم، فلا ينقض؛ لانتفاء مظنة الحدث ولو طال] اهـ.
وقال الإمام النووي في "الروضة" (1/ 74، ط. المكتب الإسلامي): [وليس في معناه النُّعَاسُ، وحديث النَّفْس، فإنهما لا ينقضان بحال] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة في "المغني" (1/ 129، ط. مكتبة القاهرة): [ومَن لم يغلب على عقله فلا وضوء عليه.. وإن شك هل نام أم لا، أو خطر بباله شيء لا يدري أرؤيا أو حديث نفس؛ فلا وضوء عليه] اهـ.
الدليل على أن النعاس لا يؤثر على الوضوء والصلاة
استدل الفقهاء في هذه المسألة بعدة أدلة؛ منها: ما رواه الإمام البخاري في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أَنَّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا نَعَسَ أَحَدُكُم وَهُو يُصَلِّى فَلْيَرْقُد حَتَّى يَذهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فإنَّ أَحَدَكُم إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ لَا يَدْرِي لَعَلَّه يستَغفِر فَيَسُبَّ نَفْسَهُ».
فالحديث دليلٌ على أَنَّ الوضوء والصلاة لا ينتقضان بالنُّعَاس أو الغَفْوَة؛ قال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الاستذكار" (2/ 86، ط. دار الكتب العلمية): [يُستدل من هذا الحديث بأن النُّعَاس وهو النوم اليسير لا ينقض الصلاة، وإذا لم ينقض الصلاة لم ينقض الوضوء] اهـ.
ودلالة الحديث على عدم انتقاض الوضوء مع أَنَّ فيه الأمر بالرقود جاءت من دلالة المفهوم؛ حيث جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرقاد عند غلبة النوم، هو ما ينتقض به الوضوء، أما النُّعَاس والنوم القليل فلا ينقض؛ قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (3/ 111، ط. دار إحياء التراث العربي): [بيان استنباط الأحكام: الأول: أن فيه الأمر بقطع الصلاة عند غلبة النوم عليه، وأن وضوءه ينتقض حينئذ. الثاني: أنَّ النعاس إذا كان أقل من ذلك يعفى عنه، فلا ينتقض وضوؤه] اهـ.
وجاء في "شرح صحيح البخاري لابن بطال" (1/ 319، ط. مكتبة الرشد): [لا ينبغي للمصلى أن يقرب الصلاة مع شاغل له عنها، أو حائل بينه وبينها، لتكون همّه لا همّ له غيرها، وأن مَن استثقل نومه فعليه الوضوء، وهذا يدل أن النوم اليسير بخلاف ذلك] اهـ.
ويُؤكِّد ذلك ما وردت به روايات أخرى للحديث بزيادة: «فَلْيَنَمْ»؛ قال العلامة القَسْطَلَّاني في "إرشاد الساري" (1/ 285، ط. المطبعة الكبرى الأميرية): [وفي رواية الأصيلي وابن عساكر إذا نعس أحدكم في الصلاة (فلينم) أي: فليتجوز في الصلاة ويتمّها وينم (حتى يعلم ما يقرأ) أي: الذين يقرؤه] اهـ.
وقد حكى بعضهم الإجماع في ذلك؛ قال الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (1/ 314، ط. دار المعرفة): [وقد أجمعوا على أَنَّ النوم القليل لا ينقض الوضوء] اهـ.
الخلاصة
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنَّ الوضوء يُنْقَض وتَبْطُل الصلاة بالنَّوم المستغرق الذي يصل إلى القَلْب ولا يَبْقى معه إدراك؛ لأنَّه مظنة الحدث؛ وأمَّا النُّعَاس محلّ السؤال والذي يكون معه الإنسان سامِعًا لكلام مَن حوله فلا يُنْقِض الوضوء ولا يُبْطِل الصلاة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لا ی ن ق ض الوضوء ی ب ط ل الصلاة ینقض الوضوء قال الإمام فی الصلاة ولا ی ب الذی ی
إقرأ أيضاً:
حكم المبادرة بشراء صكوك هدي التمتع مِن المدينة المنورة.. الإفتاء توضح
ما حكم المبادرة بشراء صكوك هدي التمتع مِن المدينة المنورة؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية.
وقالت الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”: “لا مانع شرعًا من المبادرة بشراء صكوك هدي التمتع مِن المدينة المنورة”.
وأوضحت أن غاية الصك هي توكيل الغير في الذبح، والذبح للمتمتع يكون عقب التحلل مِن العمرة، ولا مانع شرعًا مِن تقدم التوكيل بالذبح على الإحرام بعمرة التمتع.
وحج التمتع هو: أن يُقَدِّم العمرةَ على الحج ويتحلل بينهما؛ واسمه «تَمَتُّعٌ»، لأن الحاج يتمتع فيه بمحظورات الإحرام بين الحج والعمرة، ومن يؤدي مناسك الحج متمتعا فعليه ذبح الهدي.
متى يبدأ حج التمتع؟
حج التمتع هو إحرام المسلم للعمرة في أشهر الحج، وبعد التحلل منها يحرم للحج، وسبب تسميته بهذا الاسم، السبب الأول: هو أن الأصل أن يحرم المسلم من ميقاته بالعمرة، ثم يرجع إليه، ليحرم بالحج، إلا أنه بالتمتع يحرم بهما مرة واحدة، فيكون بذلك قد تمتع بإسقاط أحد السفرين عنه، ولذلك جعل الدم جابرا لما فاته، ولذلك لا يجب الدم على الحاج المتمتع الذي يسكن مكة، لأن السفر أو الميقات ليسا واجبين في حقه، فهو يحرم من بيته.
السبب الثاني: هو أن الحاج المتمتع يتمتع بالنساء والطيب، وكل ما لا يجوز للمحرم فعله في وقت الحل بين العمرة والحج؛ قال تعالى: «فمن تمتع بالعمرة إلى الحج» وتدل الآية على أن هناك تمتعا بينهما، والتمتع في لغة العرب يطلق على: التلذذ والانتفاع بالشيء.
الدليل على حج التمتعثبتت مشروعية حج التمتع في قوله تعالى: «فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي»، ومن السنة ما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها-، حيث خرجت مع النبي في حجة الوداع، ومنهم من نوى عمرة، ومنهم من نوى العمرة والحج معا، ومنهم من نوى الحج فقط. في الحديث عنها قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحج وعمرة، ومنا من أهل بالحج».
أركان حج التمتعيجمع الحاج المتمتع بين أعمال العمرة والحج بإحرامين، يكون الأول من ميقاته بقصد العمرة، ويكون الثاني من مكة بقصد الحج، فتشتمل أركانه على أركان العمرة والحج معا، حيث إن على المسلم بعد الإحرام الأول: الطواف والسعي للعمرة، وبعد الإحرام الثاني تجب عليه أعمال الحج جميعها كالحاج المفرد.
شروط حج التمتع
أن يجمع بين العمرة والحج في العام نفسه، وفي السفر نفسه.
أن يقدم العمرة على الحج، أو يؤديها، أو يؤدي بعضها في أشهر الحج.
أن يحرم بالحج بعد التحلل من العمرة.
أن لا يكون الحاج مقيما في مكة.
كيفية حج التمتعحج التمتع له صورتان، الأولى: أن يسوق الهدي معه، والثانية: أن لا يسوق الهدي معه.
أما في الصورة الأولى فيكون حجه كحج القارن، إذ إنه يطوف، ويسعى حين وصوله إلى مكة، ولا يتحلل من عمرته، ويبقى محرما إلى يوم التروية، فيحرم بالحج، ثم ينحر هديه في يوم النحر، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ولجعلتها عمرة».
وهذا يبين أن التحلل يكون بشرط إفراد العمرة وسوق الهدي، وإذا أراد المتمتع سوق الهدي فإنه يحرم، ثم يسوقه معه، ويبدأ حج التمتع منذ لحظة الإحرام من الميقات للعمرة، وعند وصول المتمتع إلى مكة فإنه يطوف ويسعى، ثم يحلق أو يقصر، ويكون بذلك قد تحلل من عمرته.
ويقطع التلبية عند بدء الطواف، ويبقى متحللا وهو في مكة، وفي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة؛ وهو يوم التروية، ويحرم من المسجد الحرام -ندبا-، ويشترط له أن يحرم من الحرم، لأنه يعامل معاملة المقيم في مكة، ويفعل كما يفعل الحاج المفرد.
والأفضل للمتمتع أن يحرم قبل يوم التروية، لما فيه من المسارعة إلى الخير، وزيادة المشقة بزيادة مدة الإحرام، فيكون الأجر أكبر، ويكون عليه دم التمتع؛ فإذا حلق في يوم النحر فقد تحلل من إحرامه بالحج والعمرة؛ لأن ذلك يكون كالسلام من الصلاة، وليس على أهل مكة عند جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة تمتع أو قران، وإنما لهم فقط الإفراد، وذهب الحنفية إلى كراهة القران لأهل مكة فقط.
حج التمتع بالتفصيل1- تبدأ من الميقات:
- تَجرّد من الثياب، واغتسل كما تغتسل من الجنابة -إن تيسر لك- وتطيب بأطيب ما تجده من دهن عود أو غيره في رأسك ولحيتك، ولا يضر بقاء ذلك بعد الإحرام، ولكن لا تطيِّب ثياب الإحرام.
- البس ثياب الإحرام (إزارًا ورداءً)، ولف الرداء على كتفيك، ولا تخرج الكتف الأيمن إلا في الطواف بجميع أنواعه (هذا للرجل). (أما المرأة) فتحرم في ملابسها العادية التي ليس فيها زينة ولا شهرة، ولا تلزم بلون معين.
- صلِّ الصلاة المكتوبة إذا حان وقتها، وصل ركعتين سنة الإحرام (وإن لم تصلها فلا حرج).بعدها: إذا ركبت السيارة انْوِ الدخول في النسك، ثم قُلْ -حسب نسكك-:
1- إن كنت تريد العمرة فقط: (لبيك عمرة).
2- وإن كنت تريد الحج فقط -الإفراد-: (لبيك حجًّا).
3- وإن كنت تريد الحج والعمرة بأفعالهما -التمتع-: (لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج).
4- وإن كنت تريد الحج والعمرة بأفعال الحج -القارن-: (لبيك عمرة وحجًّا).ولا يلزم تكرار هذه الألفاظ ثلاثًا، بل مرة واحدة تكفي.
ثم تبدأ بـ التلبية:
- "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك". يجهر الرجل بهذه التلبية، وأما المرأة فتقولها سرًّا.
- ويلبي كل محرم وحده، ويستمر بهذه التلبية حتى يصل إلى البيت الحرام.-
وأما الدعاء: "اللهم إني أريد العمرة، فيسرها لي وتقبلها مني، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، فلا يلزم دعاء بعينه، بل يدعو بما أراد. وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لم ترد في هذا الموضع.
وكذلك "اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار".
- يشرع في الطريق: أن تكبر الله كلما صعدت مرتفعًا، وأن تسبح كلما هبطت واديًا. ثم ترجع للتلبية العامة: "لبيك اللهم لبيك... إلخ". حتى تصل إلى البيت الحرام.
2- توجه إلى المسجد الحرام لـ الطواف:
عند رؤيتك للبيت كبِّر وقل: "اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة وأمنًا، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبِرًّا".
- اقطع التلبية وتوجه إلى البيت الحرام.
- إذا دخلت المسجد الحرام، قدم رجلك اليمنى وقل: "باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك". أو: "أعوذ بوجهك العظيم وسلطانك القديم من الشيطان الرجيم".
تقدم إلى الحجر الأسود لتبدأ الطواف منه.. استلم الحجر بيدك اليمنى وقبِّله، فإن شق التقبيل فاستلمه بيدك فقط، وإن شق بيدك فاستلمه بعصا أو غيرها ولا تقبلها، فإن شق الاستلام، فأشر إليه بيدك اليمنى ولا تقبلها.
- من الأفضل ألا تؤذي المعتمرين في حال الزحام، جاعلًا البيت على يسارك مضطبعًا بردائك (اجعل كتفك الأيمن مكشوفًا). وكلما وصلت الحجر الأسود أو حاذيته قل: "باسم الله، الله أكبر". أو: "الله أكبر" فقط.-
ارمل (أسرع قليلًا) في الأشواط الثلاثة الأولى، وامش على مهل في الأشواط الأربعة الباقية.
وهذا خاص بطواف القدوم فقط إن تيسر، وإلا فإنه يترك مع شدة الزحام.- ادعُ وقُلْ بين الركنين (الركن اليماني والحجر الأسود): "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".وكل مرة تمر فيها بالحجر الأسود قل: "باسم الله والله أكبر".
ولك أن تدعو الله بما تشاء في بقية الطواف، وأن تتضرع إليه أو أن تقرأ شيئًا من القرآن... إلخ. ولا يلزم دعاء بعينه لكل شوط.- عندما تكمل الأشواط السبعة، توجه إلى مقام إبراهيم واقرأ قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125].
وصلِّ ركعتين خلف المقام قريبًا منه -إن تيسر لك- أو بعيدًا في أي مكان من المسجد. تقرأ بعد الفاتحة "قل يا أيها الكافرون" في الركعة الأولى، وتقرأ بعد الفاتحة "قل هو الله أحد" في الركعة الثانية، وإن قرأت بغيرهما فلا بأس.
- اذهب إلى زمزم واشرب منها، واحمد الله.
3- اخرج إلى الصفا للسعي:
- اصعد عليه (وهو الأفضل) حتى ترى الكعبة واستقبلها وارفع يديك وهلل وكبر ثلاثًا، وقل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" ثلاث مرات.
ثم اقرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158].
وهذه تقرأ عند أول شوط فقط، ويفضل أن تبدأ بها قبل الأذكار الأخرى. ثم تدعو بما تحب من الدعاء في هذا الموضع وترفع يديك.ثم انزل باتجاه المروة، وهرول بين العلمين الأخضرين قائلًا: "رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم".
وتمشي المشي المعتاد في سعيك قبلهما وبعدهما. (أما المرأة فلا يشرع لها الإسراع).
وتدعو أثناء السعي بما تحب، وليس لكل شوط دعاء مخصوص.- إذا وصلت المروة فافعل كما فعلت على الصفا ما عدا قراءة الآية المذكورة، فإنها تقرأ عند الصفا في الشوط الأول فقط.
كرر السعي سبعة أشواط.(يحسب الذهاب شوطًا والرجوع شوطًا آخر).
4- الحلق أو التقصير:
- إذا أكملت السعي، احلق شعرك أو قصره والحلق أفضل (أما إذا كان قدومك مكة قريبًا من وقت الحج فالتقصير أفضل لتحلق بقية شعرك في الحج).
(أما المرأة فتقصر من كل ضفيرة قدر أنملة).- اخلع إحرامك والبس ثيابك.وبذلك تكون قد أديت عمرة كاملة إن أردتها مستقلة، أو أردتها للحج إن كنت متمتعًا.
وأما إن كنت مفردًا للحج أو قارنًا، فتنوي الطواف للقدوم -وهو سنة- والسعي للحج -وهو ركن-، ثم تبقي على إحرامك ولا تخلعه ولا تحلق ولا تقصر حتى يوم الثامن من ذي الحجة، فتأتي ببقية أعمال الحج.