بقرة السودان (تتضرع) بين السواقي والجناين بعد أن تعافت من الطاعون الدقلوقحتي
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة السودان عن بقرة السودان تتضرع بين السواقي والجناين بعد أن تعافت من الطاعون الدقلوقحتي، انتهت بالأمس قمة حبال بلا بقر بأثيوبيا. فصاحب زريبة البقر الوهمية أبي أحمد وإرضاء لحاكم دولة الخمارات ابن زايل آل شيطان أتى بما لا يصدقه .،بحسب ما نشر النيلين، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات بقرة السودان (تتضرع) بين السواقي والجناين بعد أن تعافت من الطاعون الدقلوقحتي، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
انتهت بالأمس قمة (حبال بلا بقر) بأثيوبيا. فصاحب زريبة البقر الوهمية (أبي أحمد) وإرضاء لحاكم دولة الخمارات ابن زايل آل شيطان أتى بما لا يصدقه العقل.
ليذهب الكينى في نفس الإتجاه. وفي نفس الوقت تنتظر دقلوقحت المجتمعة في إثيوبيا بفارق الصبر عسى ولعل تقع بقرة السودان فريسة مرة ثانية في حبالها.
ولكن هيهات. فقد قطع الشعب بسكين جيشه الحمش جميع الحبال العميلة. فبقرة السودان (تتضرع) بين السواقي والجناين بعد أن تعافت من الطاعون الدقلوقحتي بمصل الأشاوس.
وتمهيدا لتوسيع المزرعة لبقرة الوطن. ها هي مصر الشقيقة تعقد يوم غد قمة الإعمار للدولة السودانية. ومن بشريات الأخبار أن البرهان حضور. وتلك صفعة قوية لمروجي كذبة الإختباء بالبدروم. إضافة لحضور قطر وتركيا للقمة. عليه لتشرب دقلوقحت من مياه سد النهضة كدرا وطينا.
وخلاصة الأمر نبشر الشعب السوداني أن انتظار دقلوقحت لمهديها المنتظر (حميدتي) ليخرج في آخر زمان الحرب من سردابه (القبر) ليملأ الأرض (دقلوقراطية) بعد أن ملأها البرهان (بوتا وكيزانا) سوف يطول ويطول. ومن هنا نعلن بأن ساعة إعمار ما دمرته حرب دقلوقحت قد بدأت. فشمروا السواعد (وللأوطان في دم كل حر *** يد سلفت ودين مستحق). ولتكن جلالة الإعمار: (نحن جند الله…. جند الوطن).
عيساويالأربعاء ٢٠٢٣/٧/١٢
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
محنة التعريفات الجزئية الملتبسة..
مهدي رابح
حسبو محمد عبد الرحمن، القيادي في المؤتمر الوطني، نائب رئيس الحركة الإسلامية ونائب رئيس الجمهورية واللواء في جهاز الأمن.. كل ذلك سابقاً طبعاً، وحاليا احد قيادات الدعم السريع وعقولها المدبرة.
هذه الشخصية المفصلية في الأزمة الحالية لن تجد لسيرتها أثرا تقريبا في الخطاب السائد من كلا طرفي الحرب، بل لن تجد لها أثرا حتي في الخطاب الذي يناهض استمرارها ويسعى لإيقافها..
والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا؟
في تقديري لأن ذلك يتناقض مع السرديات التبسيطية السائدة حاليا، ويكشف حجم التعقيد الذي تتسم به ازمتنا وصعوبة تعريفها تعريفا صحيحا، بكافة مستوياتها..
وبذلك أعني، وفي المستوى الأول، أن الحرب الحالية هي دون شك صناعة إسلاموية بامتياز بدأت منذ استيلاء الاسلامويين على الحكم بانقلاب عسكري عام 1989م، وبناءهم لنظام سياسي قائم على الاستبداد والقمع والفساد والافلات من العقاب، ثم نهبهم لثروات السودان وتدمير وتسييس مؤسساته وعلي راسها القطاع الامني والعسكري والعمل علي زرع الفتنة بين مكونات المجتمع المختلفة بتزكية الدوافع الاثنية والجهوية، وانشائهم لقوي مسلحة موازية أبرزها الدعم السريع نفسه.
وهو ما يفسر الوجود القوى للاسلامويين في صفوف الأخير وان كان أقل تأثيرا من وجودهم في الجانب الآخر، اي اصطفافا مع الجيش.
أي أن هذه الحرب هي صناعة إسلاموية لم تبدأ باطلاقهم الرصاصة الأولي في 15 ابريل 2023 ولن تنتهي غدا صباحا.
المستوي الثاني هو أن أحد عناصر هذه الحرب الاساسية هي تقاطع المصالح المادية و الصراع على الثروات بين مجموعات محدودة من النافذين. فهي نتاج لانفجار التناقضات والتنافس المتصاعد داخل الكارتيل الاحتكاري اللصوصي، الذي انقلب على ثورة ديسمبر بانقلاب أكتوبر 2021… والذي ضم بجانب بعض الانتهازيين من المدنيين، قيادات الجيش والدعم السريع والاسلامويين وبعض الحركات المسلحة، التي انضمت لهذا لكارتيل بعد الثورة..
اما المستوى الثالث فهو التدخل الخارجي، وبالاخص لدول الجوار الإقليمي، والذي اتخذ طابعا سافرا ظهرت ملامحه منذ عام 2019م، وما نتج عنه من مجزرة بشعة ضد المعتصمين أمام القيادة العامة وما تلي ذلك من انقلاب ثم تمويل ودعم طرفي الحرب حتى اليوم.. فهو صراع غير معلن بين قوى إقليمية تسعى استراتيجيا للسيطرة على السودان عبر وكلائها – ابرزها بالطبع قيادات الجيش والدعم السريع – من أجل تأمين نصيبها من تدفق مياه النيل وتعظيمه أو وضع يدها على منافذ تطل على البحر الأحمر أو على الثروات الطبيعية الهائلة التي تعج بها هذه البلاد المكلومة، او بالمقابل، وفي حال بع الدول الجارة، منع الدول المنافسة لبلوغ الأهداف المذكورة أعلاه.
إن التعريف الصحيح للأزمة يساهم في إيجاد الحلول الصائبة والمستدامة، أي تلك التي تتجاوز الوقف المؤقت والهش للقتال إلى آفاق بناء الدولة.. تلك الدولة التي لم تحظى بها الشعوب السودانية اصلا منذ الاستقلال، اي الدولة التي توفر الأمن والاستقرار والحرية والكرامة لكافة أفرادها بالتساوي.
وذلك يتطلب أن نحدد كل العناصر التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق ذلك – أي الوصول إلى سلام مستدام يمهد لبناء الدولة المنشودة – علي رأسهم الاسلامويين كعنصر مشترك ثابت، لكن أيضا قيادات الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة وتجار الحرب من جهة ومن الجهة الأخرى القوي الاقليمية التي تتحمل وزر هذه المأساة بنفس القدر.
ان اي مقاربة للحل لا تتضمن كيفية التعامل مع العناصر الأخرى لمعادلة الدمار التي تحدث في السودان يعني تطاول أمد الحرب وتعمّق آثارها الإنسانية المروِّعة .
بإستعارة مقولة غرامشي الشهيرة يمكننا أن نختم بالقول إن
“السودان القديم انتهى والسودان الجديد تأخّر في الظهور … وما بين العتمة والضوء تولد الوحوش.”
وهي في حقيقة الأمر وجوه أو رؤوس متعددة لوحش واحد، ظل يتغذى علي الجهل والفقر والعنف والفساد والظلم الاجتماعي لمدى ستة عقود. ولن يقضي عليه قطع رأس واحدة لأنه سينمو في مكانه رأس جديد كما التنين في الأسطورة السومرية القديمة.