غزة.. كارثة صحية وتفشٍ للأمراض جراء تكدس النازحين
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيواجه قطاع غزة كارثة صحية وشيكة وتفشياً للأمراض المعدية جراء تكدس النازحين بمناطق مكتظة ونفاد كافة تطعيمات الأطفال من القطاع، فيما أكدت الأمم المتحدة أن نظام الرعاية الصحية في القطاع ينهار أو انهار وسط ارتفاع كبير بحالات الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع لهيئة الأمم المتحدة، أمس، إن قطاع غزة يواجه كارثة صحية عامة بعد انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض جراء التكدس السكاني.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينجز: «نعلم جميعاً أن نظام الرعاية الصحية ينهار أو انهار».
ودقت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية، ناقوس الخطر في ما يتعلق بانتشار الأمراض المعدية في غزة، حيث تسبب النزوح الداخلي لنحو 85% من السكان في اكتظاظ الملاجئ وغيرها من مرافق المعيشة المؤقتة.
وأضافت هاستينجز: «الناس في غزة يضطرون للانتظار في طوابير بالساعات لمجرد الوصول إلى المرحاض، يمكنكم أن تتخيلوا ظروف الصرف الصحي».
وأشارت إلى أن ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، موجودون الآن في رفح في الطرف الجنوبي من القطاع هرباً من القصف الإسرائيلي، مؤكدة أن «هذا لا يؤدي إلا إلى أزمة صحية».
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، نفاد كافة تطعيمات الأطفال من القطاع.
وقالت الوزارة، في بيان، إن تطعيمات الأطفال نفدت بالكامل من قطاع غزة، مؤكدةً أن «نفاد تطعيمات الأطفال ستكون له انعكاسات صحية كارثية على الأطفال وانتشار الأمراض وخاصة بين النازحين في مراكز الإيواء المكتظة».
وطالبت الوزارة المؤسسات الأممية بسرعة التدخل لتوفير التطعيمات اللازمة وضمان وصولها لكافة مناطق قطاع غزة لمنع الكارثة.
ويواجه القطاع الصحي في غزة ظروفاً قاسية بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
كما تعطلت المستشفيات بشكل كامل في مناطق مدينة غزة وشمالي القطاع بسبب استهدافها ومنع وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إليها، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية، ارتفاعاً كبيراً في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال وحشرات الرأس والأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض سريعة الانتشار.
وقالت المنظمة في بيان إن تفتيش وعرقلة سيارات الإسعاف والاعتداء على موظفي الصحة في قطاع غزة مع استمرار الهجمات أمر «غير معقول».
وأوضح البيان أن فريقاً من منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أتم مهمة محفوفة بالمخاطر تتمثل في إيصال الإمدادات الطبية إلى المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وتقييم الوضع في المستشفى ونقل الحالات الحرجة إلى أحد مستشفيات جنوب القطاع.
ولفت إلى أنه تم في إطار المهمة إيصال مستلزمات طبية تكفي لعلاج 1500 مريض، ونقل 19 مريضاً في حالة حرجة إلى مركز ناصر الطبي في جنوب غزة حتى يتمكنوا من الحصول على رعاية أفضل.
وأشار إلى أن القافلة الأممية بما فيها فريق منظمة الصحة العالمية تعرضت للتفتيش في حواجز عسكرية أثناء توجهها إلى شمال غزة، فضلاً عن إجبار كوادر الإسعاف للابتعاد عن سيارات الإسعاف بحجة التأكد من هوياتهم.
وأردف أن الفرق تأخرت في المهمة بسبب احتجاز اثنين من موظفي الهلال الأحمر الفلسطيني لأكثر من ساعة.
وأشار البيان إلى أنه مع دخول الفرق إلى غزة، تعرضت شاحنة المساعدات التي تحمل الإمدادات الطبية وإحدى سيارات الإسعاف للرصاص.
ولفت إلى أن القافلة بعد نقلها مرضى من المستشفى الأهلي المعمداني، تعرضت مرة أخرى للتفتيش في نفس الحاجز العسكري لدى عودتها لجنوب غزة.
وأوضح أنه تم مرة أخرى إجبار عاملي الصحة الفلسطينيين إلى جانب المرضى للابتعاد عن سيارات الإسعاف بذريعة أغراض أمنية.
كما أشار إلى أن المرضى ذوي الحالات الحرجة ظلوا في سيارات الإسعاف، وتم تفتيشهم من قبل الجنود الإسرائيليين.
وأكد أن عرقلة سيارات الإسعاف والهجمات على العاملين في المجال الإنساني والصحي أمر «غير معقول».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل قطاع غزة تطعیمات الأطفال سیارات الإسعاف الأمم المتحدة قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
توقف المخابز المدعومة من الأمم المتحدة في غزة
عبدالله أبوضيف (غزة)
أخبار ذات صلةتوقفت مخابز مدعومة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في جنوب قطاع غزة عن العمل، أمس، بعد مرور 3 أيام فقط على استئناف نشاطها، وذلك بسبب نفاد كميات الدقيق المحدودة التي تم إدخالها مؤخراً في ظل استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر.
جدير بالذكر أن هذه المخابز عادت للعمل بشكل محدود بعد نحو شهرين من التوقف الكامل، في محاولة لتوفير الخبز في المناطق الجنوبية من القطاع.
وفي 6 أبريل الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي، في بيان، إغلاق جميع المخابز الـ25 التي يدعمها في غزة بسبب نقص الوقود والدقيق، بالتزامن مع تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، أمس، في منشور على حسابه الرسمي على منصة «إكس»، من أن العائلات الفلسطينية بقطاع غزة لا تزال على شفا المجاعة، وثمة حاجة إلى تدفق يومي ومستمر لشاحنات المساعدات في القطاع المحاصر.
وقال إن «السماح بدخول المساعدات إلى غزة هو الخطوة الأولى، وثمة حاجة إلى توفر إمكانية نقل وتوزيع الغذاء داخل القطاع بأمان ودون تأخير».
وشدد أن «العائلات الفلسطينية بقطاع غزة لا تزال على شفا المجاعة، وثمة حاجة إلى تدفق يومي ومستمر لشاحنات المساعدات».
وفي السياق، قال رئيس غرفة التجارة والصناعة في غزة، عائد أبو رمضان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الاحتياجات العاجلة بالقطاع تتمثل في توفير قطع الغيار اللازمة لتشغيل محطات تحلية المياه، ومواد التعقيم التي تُستخدم في تطهير مياه الشرب، إضافة إلى الخيام، إذ إن المتاح منها تضرر كثيراً بسبب تكرار النزوح.
وأضاف أن هناك حاجة ماسة إلى خلايا شمسية وبطاريات لتوفير الطاقة للمنازل والخيام والمستشفيات والمؤسسات العامة، مؤكداً أن أهالي غزة يحتاجون إلى كل شيء، من أبسط المستلزمات الحياتية إلى أعقدها، موضحاً أن الماء والغذاء يمثلان أولوية قصوى، في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشونها.
وأفاد أبو رمضان بأن غزة تحتاج إلى ما بين 500 و1000 شاحنة مساعدات يومياً، ولمدة شهر على الأقل، حتى تتوافر السلع الأساسية للسكان، ويعود التوازن من جديد إلى الأسواق، مؤكداً أن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي، إذ يجب السماح للقطاع الخاص باستيراد البضائع والسلع الأساسية، ولو بشكل محدود في ظل الأوضاع الراهنة.
وأشار إلى أن قطاع غزة، بعد نحو 80 يوماً من الإغلاق الكامل، أصبح خالياً من جميع المستلزمات، سواء الطعام أو الدواء أو الملابس أو الوقود أو مستلزمات النظافة الشخصية، مشدداً على أن الأهالي بحاجة إلى كل شيء، لكن الأولوية للطعام والوقود، خاصة الديزل والغاز اللازمين لتشغيل الأفران والمخابز، إضافة إلى الأدوية والخضروات والبقوليات.