بايدن في حاجة لتغيير استراتيجيته في أوكرانيا
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
حث مايكل أوهانلون الذي يشغل كرسي فيل نايت لشؤون الدفاع والاستراتيجيا في معهد بروكينغز، والأستاذة المشاركة لمادة العلوم السياسية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا كيتلين تالمادج، الرئيس الأمريكي جو بايدن على تغيير جزء من استراتيجيته في أوكرانيا.
ليس على الولايات المتحدة أن تجعل هزيمة بوتين الشاملة مهما كان الثمن، هدفاً مركزياً.
وعلى طول الطريق، تجنبت أمريكا استفزاز روسيا، وتصعيدها للحرب إلى هجمات على أراضي ناتو أو استخدام أسلحة نووية. واليوم، تسيطر أوكرانيا على أكثر من 80% من أراضيها قبل 2014، كما تصمد في مواجهة روسيا في الجنوب والشرق. لكن الحرب لم تنته. أهداف متباعدة
تطمح روسيا إلى توسيع سيطرتها الإقليمية، وتريد إبقاء أوكرانيا في اضطراب دائم، وغير قادرة على الاندماج مع الغرب. بينما تريد أوكرانيا استعادة كل أراضيها، بما فيها شبه جزيرة القرم، ومواصلة علاقاتها الاقتصادية والأمنية في المستقبل خارج المدار الاستراتيجي لروسيا.
"Most Americans believe Ukraine has the moral high ground — but that is different from believing Ukraine will get everything it wants at the end of this fight."
Read more from @MichaelEOHanlon & @ProfTalmadge for @TheHillOpinion:https://t.co/uRZdr51GS5
وأضاف الكاتبان أن أهداف الجانبين متباعدة للغاية، حيث تبدو المفاوضات حالياً عديمة الجدوى، وبالنسبة إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مستحيلة سياسياً. في الوقت نفسه، يرجح أن يعتقد بوتين أنه يستطيع ببساطة انتظار تضاؤل الدعم الغربي حتى يستنفد أوكرانيا مهجورة.
سؤال أكثر عمليةيقول بايدن إن الولايات المتحدة ستساعد أوكرانيا "طالما لزم الأمر". يريد بعض الجمهوريين قطع كل التمويل الأمريكي، لكن يبدو أن لدى معظم الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء سؤال أكثر عملية: ما هي الأهداف الميدانية التي يمكن تحقيقها فعلاً، وما النتيجة الاستراتيجية التي قد تكون كافية لحماية المصالح الأمريكية؟
America shouldn't insist on a strategic defeat of Russiahttps://t.co/YH3hy9MnMf
— ProfTalmadge (@ProfTalmadge) December 13, 2023يعتقد معظم الأمريكيين أن أوكرانيا تتمتع بالأفضلية الأخلاقية، لكن هذا مختلف عن الاعتقاد بأن أوكرانيا ستحصل على كل ما تريده في نهاية هذه المعركة. ينصح الكاتبان إدارة بايدن بإعادة التفكير في جانبين من نهجها، مع مواصلة التزامها بحق أوكرانيا في البقاء وإعادة إعمارها أمةً، في نهاية المطاف.
شعار بلا جدوىأولاً، إن شعار "طالما لزم الأمر" لا يجدي نفعاً. لقد وصلت الحرب فعلياً إلى طريق مسدود طبلة 2023. ولن يكون تعزيز الفشل بما يفوق 50 مليار دولار سنوياً من أموال دافعي الضرائب منطقياً في مرحلة ما. على إدارة بايدن أن تعتبر أن أوكرانيا تستحق الآن فرصة جادة للمحاولة مرة أخرى لاستعادة الأراضي خلال 2024-2025 الزمني لأن العمليات التي تحاول أوكرانيا إطلاقها تمثل تحدياً لا يصدق، ولأن بناء الجيوش الحديثة يستغرق وقتاً، ولأنه سيكون من المروع رؤية بوتين يحقق أهدافه الإقليمية.
لكن بمجرد أن يكون لأمريكا رئيس منتخب جدي، بايدن أو ترامب أو غيرهما،سيتوجب عليه مراجعة استراتيجية للحرب في أوكرانيا على مدار 2025.
وإذا استمرت الحرب في طريق مسدود فمن المنطقي أن تعيد الولايات المتحدة التفكير في نهجها الأقصى بمساعدة أوكرانيا، ولا سبب لرفض قول ذلك الآن. وهذا لن يشجع بوتين الذي يتوقع فعلاً أن يحصل ذلك. ولا يعني هذا الأمر أن أمريكا قد تتخلى عن أوكرانيا في 2025. بل سيعني فقط أنها قد تضطر إلى تقليص أهدافها في ما يمكن تحقيقه في ساحة المعركة، وتقليص دعمها لأوكرانيا عند تلك المرحلة وفق ذلك.
هدف غامض آخرعلى الولايات المتحدة أن تتجنب التطلع إلى الهدف الغامض المتمثل في إلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا. ولا يقول الكاتبان هذا من منطلق تعاطف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما يكتبان.
من المؤكد أن روسيا عانت بالفعل من هزيمة استراتيجية على أحد المستويات. لقد أدى غزو بوتين إلى ناتو أكبر وأقوى وعقوبات اقتصادية قاسية، ونزوح أكثر من مليون روسي وسقوط ما لا يقل عن 300 ألف ضحية، ولا طريق واضحاً للخروج من هذه الحرب، التي قد تصبح حرباً أبدية.
لكن يرجح أن يظل بوتين ملتزماً بهذه الحرب بعد أن شارك فيها. فهو يتمتع بمقدار كبير من التسامح مع آلام الآخرين، وهو ما يعتبره بالتأكيد ثمناً مقبولاً لاستعادة أراض مختارة كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية. ومع العدد الأكبر لسكان روسيا، فقد يتمكن من الاستمرار في دفع هذا الثمن إلى أجل غير مسمى.
علاوة على ذلك، وسواء اكتسبت روسيا المزيد من الأراضي أم لا، يحقق بوتين هدفه المتمثل في زعزعة استقرار أوكرانيا وإفقارها بإبقاء الحرب في حالة مراوحة ومنع التكامل الأعمق مع الغرب.
النافذة لن تدوملا يجب أن يكون الهدف "هزيمة استراتيجية". يجب أن تتلخص الأهداف في ضمان استقرار أوروبا واستدامة أوكرانيا القوية، وكلاهما يتحقق على أفضل وجه بإنهاء الحرب عاجلاً لا آجلاً.
وسيتطلب تحقيق هذه الأهداف مقداراً كبيراً من المساعدة لأوكرانيا، حتى لو توجب على أمريكا في نهاية المطاف أن تشجع كييف على التخلي عن استعادة كل أراضيها. وسيتطلب هذا أيضاً إقامة روابط اقتصادية وأمنية قوية بين أوكرانيا والغرب.
ومع هذا النوع من الحديث الأكثر واقعية عن رؤية الولايات المتحدة للحرب في أوكرانيا، قد تحسن إدارة بايدن فرصها في إقناع الكونغرس الحذر بتقديم حزمة مساعدة كبيرة أخرى لكييف. الآن هو الوقت المناسب لمساعدة أوكرانيا في الإعداد للهجوم الذي لم يكن لديها الوقت، أو الموارد، أو البراعة الاستراتيجية لتنفيذه.
ولكن هذه النافذة لن تدوم، ولا يجب أن تدوم إلى الأبد، وليس على الولايات المتحدة أن تجعل هزيمة بوتين الشاملة مهما كان الثمن، هدفاً مركزياً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة إدارة بایدن فی أوکرانیا أوکرانیا فی
إقرأ أيضاً:
روسيا: فرصة لتسريع نهاية الحرب.. أوكرانيا تحذر من تبعات تأخير الأسلحة الأمريكية
البلاد (كييف)
في تطور جديد قد يغيّر مسار الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، أعلنت الولايات المتحدة تعليق بعض شحنات الأسلحة المقررة لأوكرانيا، الأمر الذي قوبل بترحيب روسي، وتحذيرات أوكرانية من تداعيات القرار على الميدان العسكري.
وفي أول رد رسمي من موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس (الأربعاء): إن خفض إمدادات الأسلحة لكييف يقرب نهاية “العملية العسكرية الخاصة”، وهو المصطلح الذي تستخدمه روسيا للإشارة إلى حربها المستمرة ضد أوكرانيا منذ فبراير 2022.
وأضاف بيسكوف للصحفيين:” كلما انخفض حجم الدعم العسكري لأوكرانيا، أصبحت نهاية العملية أقرب”، في إشارة واضحة إلى أن موسكو ترى في تعليق المساعدات الأمريكية فرصة لتغيير موازين القوى لصالحها.
على الجانب الآخر، عبّرت كييف عن قلقها البالغ من القرار الأمريكي، محذرة من أن أي تأخير في تسليم الأسلحة لن يؤدي سوى إلى “تشجيع روسيا على مواصلة هجماتها العسكرية وتصعيد عملياتها العدوانية”، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأوكرانية.
وذكرت الخارجية أنها استدعت القائم بالأعمال الأمريكي في كييف لطلب “توضيحات عاجلة” حول قرار البيت الأبيض، مشددة على أن دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لا يحتمل التأخير في ظل التصعيد الروسي الأخير.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني دميترو ليتفين: إن بلاده تعمل على استيضاح تفاصيل القرار الأمريكي، مضيفاً:” نأمل أن تتضح الصورة خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت الثلاثاء أنها ستعلّق إرسال أنواع محددة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت قد وعدت بها أوكرانيا سابقاً، في خطوة مفاجئة أثارت تساؤلات حول استمرار الدعم الغربي لكييف على نفس الوتيرة السابقة.
وبحسب مصادر عسكرية أوكرانية نقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية، فإن القدرات الدفاعية الأوكرانية تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي، خصوصاً في مجال الذخائر وأنظمة الدفاع الجوي.
وقال مصدر عسكري:” نعتمد اعتماداً كبيراً على الأسلحة الأمريكية. صحيح أن الدول الأوروبية تبذل جهوداً كبيرة، لكن من الصعب جداً الصمود في وجه الهجمات الروسية المكثفة بدون الذخيرة الأمريكية”.
وتأتي هذه التطورات في وقت كثّفت فيه روسيا ضرباتها الجوية ضد أوكرانيا، بما في ذلك هجمات واسعة بالطائرات المسيّرة والصواريخ على مدينة خاركيف، شمال شرقي البلاد.
ويرى مراقبون أن تعليق شحنات الأسلحة الأميركية قد يشكل ضربة مؤلمة لأوكرانيا في واحدة من أكثر مراحل الحرب حساسية، وسط تصعيد روسي واشتداد المعارك على عدة جبهات.
كما يُتوقع أن يزيد هذا القرار من تعقيد العلاقات بين واشنطن وكييف، ويطرح تساؤلات حول مدى استمرارية الالتزام الغربي بدعم أوكرانيا عسكرياً في ظل متغيرات السياسة الداخلية الأميركية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
في المقابل، تعتبر موسكو هذا التراجع الغربي بمثابة مؤشر على “إرهاق الغرب من استمرار الحرب”، وتعوّل على مثل هذه القرارات لتسريع تحقيق أهدافها العسكرية في أوكرانيا.