(CNN)-- مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الثالث، تستمر التقارير عن جرائم الكراهية وحوادث التحيز التي تستهدف اليهود والمسلمين والعرب في الارتفاع في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

كشفت بيانات جديدة صادرة عن رابطة مكافحة التشهير (ADL) ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) عن ارتفاع كبير في حوادث معاداة السامية المبلغ عنها والتحيز ضد العرب والمسلمين.

وقالت رابطة مكافحة التشهير إنها سجلت 2031 حادثة معادية للسامية في الشهرين التاليين لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، بما في ذلك تقارير عن اعتداءات جسدية وتخريب و"مسيرات مناهضة لإسرائيل تضمنت خطابات معادية للسامية بشكل كلاسيكي ومعادية للصهيونية و/أو داعمة للإرهاب".

وقالت المنظمة إنها تلقت تقارير عن 465 حادثة معادية للسامية خلال نفس فترة الشهرين من عام 2022.

وقالت رابطة مكافحة التشهير إن البيانات الجديدة، التي صدرت يوم الاثنين، تعكس زيادة بنسبة تزيد عن 330% في حوادث معاداة السامية المبلغ عنها مقارنة بالإطار الزمني لعام 2022.

وقال جيك هايمان، المتحدث باسم رابطة مكافحة التشهير: "هذا أمر تاريخي، ولكن يمكن ربطه مباشرة بالحرب بين إسرائيل وحماس، حيث أشارت غالبية الحوادث إلى الصراع بشكل أو بآخر".

وقال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إنه رصد ارتفاعا مثيرا للقلق في طلبات المساعدة والتقارير عن التحيز ضد العرب والمسلمين. وبعد تسجيل ارتفاع "غير مسبوق" في حوادث التحيز خلال الشهر الأول من الحرب، قالت أكبر مجموعة للدفاع عن المسلمين في البلاد إن 2171 طلبًا للمساعدة وتقارير عن التحيز تم تقديمها إلى مقرها الوطني وفروعها في جميع أنحاء البلاد منذ 7 أكتوبر.

وقالت المجموعة إن تلك التقارير تشمل حوادث جرائم الكراهية وخطاب الكراهية، بالإضافة إلى التمييز في مكان العمل والحوادث التي توصف بأنها “انتهاكات لحق الفرد في حرية التعبير."

وفي بيان تمت مشاركته مع شبكة CNN ، قال كوري سايلور، مدير الأبحاث والمناصرة في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، إن الزيادة في التحيز ضد العرب والمسلمين كانت "مذهلة".

وقال سايلور: "من بيرلينغتون إلى شيكاغو وأماكن أخرى، يعاني الأمريكيون الأبرياء من عواقب هذه الموجة من التعصب"، وأضاف: "إلى أن توقف أمتنا العنف في الخارج وترفض التعصب هنا في الداخل، فإننا نخشى أن تستمر كل من الإسلاموفوبيا والعنصرية المعادية للفلسطينيين في الخروج عن نطاق السيطرة".

أدت الزيادة في الحوادث التي تم الإبلاغ عنها بدوافع الكراهية والتحيز إلى تعزيز مناخ الخوف لدى العديد من اليهود والمسلمين والعرب الذين يعيشون في أمريكا.

ورغم أن الحرب تبعد آلاف الأميال، إلا أن اليهود في جميع أنحاء البلاد قالوا لشبكة CNN إنهم يغيرون الطريقة التي يحتفلون بها بالحانوكا هذا العام. قرر البعض كسر التقاليد المستمرة منذ سنوات وأزالوا الشمعدان من نوافذهم. وأصبح آخرون أكثر تحديًا واختاروا الإعلان بجرأة عن هويتهم اليهودية رغم تصاعد معاداة السامية.

وبعد إطلاق النار على ثلاث طلاب جامعيين فلسطينيين في فيرمونت الشهر الماضي، قال أقاربهم لشبكة CNN إنهم يعتقدون أن الشباب "سيكونون أكثر أمانًا في الولايات المتحدة من رام الله التي تحتلها إسرائيل، حيث نشأوا كأصدقاء طفولة".

الآن، يتساءل أحباؤهم عما إذا كان شاب يبلغ من العمر 20 عامًا سيتمكن من المشي مرة أخرى وما إذا كان سيتم التحقيق في إطلاق النار باعتباره جريمة كراهية.

مع استمرار تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس، يحذر خبراء التطرف من ضرورة بذل المزيد من الجهود لمواجهة ومكافحة تصاعد التعصب في الولايات المتحدة.

وقال هايمان: "لقد رأينا في الماضي أنه عندما يندلع صراع في الشرق الأوسط، فإن حوادث الكراهية ذات الدوافع المتحيزة، سواء كانت حوادث معادية للسامية أو جرائم كراهية ضد المسلمين، تميل إلى الارتفاع هنا في الولايات المتحدة"، وتابع إنه "تذكير مثير للقلق بأن الحرب التي تقع في النصف الثاني من العالم لها تأثير عالمي".

أمريكاالإسلاموفوبياالجيش الإسرائيليحركة حماسغزةمعاداة الساميةنشر الجمعة، 15 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإسلاموفوبيا الجيش الإسرائيلي حركة حماس غزة معاداة السامية رابطة مکافحة التشهیر الولایات المتحدة معادیة للسامیة معاداة السامیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تلكُم أمريكا

 

الطليعة الشحرية

السُّمعة والثقة قوام أي مُنتج في خضم هذا الحشد الضخم من المنتجات المتشابهة والمقلدة، فماذا يحدث عند انهيار تلك الثقة؟ هل سيشتري المُستهلك منتجًا قادرًا على اغتياله؟

قفزت الحرب الهجينة قفزة نوعية بعد اختراق أجهزة الاتصالات "البيجر" واللاسلكية لعناصر من حزب الله، التي راح ضحيتها العديد من المدنيين. استخدم نتنياهو في محاولته الفاشلة لتوسيع الحرب وتوسيع الجبهات المشتعلة تكتيكات هجينة غير تقليدية وغير المألوفة، انتهى به الأمر إلى تسديد لكمة قاضية لحليفته الأولى الولايات المتحدة الأمريكية سوق التكنولوجيا.

قد تستخدم الأنظمة في هجماتها الإلكترونية التكتيكات الهجينة كنشر المعلومات الكاذبة والضغط الاقتصادي والدعاية والتخريب وتستعمل في هذه الحروب القوات غير النظامية، مثل الجنود الذين يرتدون زيًا عسكريًا بلا رتب.

أثار اختراق أجهزة الاتصالات اللاسلكية و"البيجر"، التي تحمل علامة تجارية لشركات آسيوية، بحثًا مُكثفًا عن مسار هذه الأجهزة، مما كشف عن سوق غامضة لهذه الأجهزة، وسلطت ردود فعل الشركات التي ارتبطت أسماؤها بالأجهزة المفخخة، الضوء على صعوبة تحديد طريقة وتوقيت تفخيخها وتحويلها إلى أسلحة.

ألقت شركة "جولد أبوللو"- ومقرها تايوان- المسؤولية على شركة في أوروبا استخدمت العلامة التجارية للشركة التايوانية، بينما أفادت شركة "آيكوم" اليابانية أنها لا تستطيع تحديد ما إذا كانت أجهزة الاتصال اللاسلكية التي تحمل اسمها أصلية؛ لأنَّ السوق مليئة بالمنتجات المقلدة.

إنَّ سهولة اختراق سلاسل التوريد وتفخيخ الأجهزة تكشف عن مستوى من الخيانات والاختراقات غير المسبوقة لحزب الله وإيران، ويثير التساؤلات عن الخفايا التي لفت سلسلة من الاغتيالات السابقة لقادة في الحرس الثوري وسقوط طائرة الرئيس الإيراني واغتيال إسماعيل هنية، والغارة الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية التي تسببت باغتيال إبراهيم عقيل قائد وحدة الرضوان والذي تخفى طوال 40 عامًا.

هل كل تلك الحوادث ناجمة عن اختراق وتفخيخ سلاسل التوريد لمدة خمسة أشهر؟ وإن فرضنا جدلًا بأن الكيان اللقيط يمكنه العيش في مُحيط لا ولن يتقبله، فكيف لم يستطع معرفة توقيت الطوفان في 7 أكتوبر؟ المسألة أكثر تعقيدًا والخيانات وصلت إلى رأس الهرم.

لم يكن اختراق سلاسل التوريد هو الأول إذ سبقه هجوم سيبراني من عملاء أمريكيا وإسرائيل عُرف بهجوم "ستوكسنت". استهدف الهجوم البرنامج النووي الإيراني، وظنَّ الجواسيس أنهم قادرون على إلحاق أضرار جسيمة بقدرة إيران وإبطاء برنامجها النووي، ولكن سرعان ما عادت إيران إلى تطوير برنامجها النووي لتصبح قدراته أكبر.

قد يُنظر إلى موضوع الهجمات الإلكترونية على أنها سلوك إجرامي وقد تستخدم الهجمات للتجسس على الحكومات والشركات، إلّا أنَّ تفخيخ الأجهزة الإلكترونية بكميات من المواد المتفجرة والتحكم بها عن بعد هو قفزة إرهابية قذرة وبحصانة غربية وأمريكية. وعلى الرغم من استنكار ذوي الضمير أساليب الحرب الهجينة للكيان المحتل إلا أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة تدعو الجميع لضبط النفس.

الشرق الأوسط هو أحد أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم، لأننا نستهلك ونستورد كل شيء، بدءا من المتطلبات الضرورية للحياة كالغذاء والتعليم، وانتهاءً بالترفيه، فنحن غير قادرين على إنتاج وسائل ترفيهيه تتناسب مع ثقافتنا ومُعتقدتنا.

 تحول الشرق الأوسط إلى أضخم آلة نسخ في العالم لديها القدرة على نسخ القوالب الغربية المُعدة بعناية فائقة مغمسة بالحريات العصرية، الاختراق لم يكن وليد اللحظة لقد تم الاختراق منذ ما يزيد على قرن من الزمن.

كشفت أحداث بيروت سهولة اختراق سلسلة التوريد والتلاعب بها، ناهيك عن أنَّ كل الأجهزة المحمولة من هواتف وكمبيوترات الحديثة تحتوي خاصية تتبع، فيسهل الرصد وتحديد الموقع والاغتيال، دون الحاجة إلى رصاصة أو سلاح.

ألا يجدر بأكبر سوق مستهلك يمتلك مُقدرات تحويل القوة المالية الضخمة لإنشاء شبكات توصيل وخوادم إنترنت وأقمار صناعية خاصة لا يسهل التحكم بها أو التلاعب بها؟ فالحروب القادمة مصدرها وقوتها هي المعلومات.

فيما مضى حاولت أوكرانيا باقتراحها على منظمتي الإنترنت الدوليتين مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة المعروفة باختصار (ICANN) ومركز تنسيق شبكة الإنترنت المعروفة بـ (RIPE NCC) إزالة المجالات الروسية من الإنترنت وإزالة خوادم الجذر الخاصة بهما.

لو تمَّ إنشاء منظمة إنترنت وشبكات إنترنت بأقمار صناعية وخوادم جذرية لقارتي آسيا وأفريقيا، سيخلق بذلك قوة وتدفقاً بالمعلومات لا يسهل التلاعب بها بسهولة.

إن عمليات الاختراق والهجوم عبر البرامج الثابتة ليس بجديد؛ حيث يعمل المهاجمون على إدخال برمجية خبيثة على الحاسوب أو الهاتف المحمول، وهذا ما يتطلّب ثواني قليلة وأشهر تلك البرامج "بيجاسوس" الإسرائيلي، والتي ذهب ضحيتها العديد الصحفيين والنشطاء. واليوم تتوسع عمليات الاختراق لتصل إلى سلاسل التوريد واغتال العشرات وفي أماكن متفرقة بنفس التوقيت.

لا يمكن لعاقل أن ينفي أن الحروب القادمة هي حروب إلكترونية وسيبرانية، فماذا نحن صانعون؟

جميعنا يحمل قنبلة موقوتة وجميعنا مخترقون ومكشوفون على شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي ويسهل إيجاد موقعنا، فكلنا نحمل جهاز اتصال وجهازا لوحيا محمولا بلد المنشأ أمريكيا أو أوروبا، فماذا إذا ما انفجر في وجه أحدهم هاتفه واقتلعت عينيه، فمن الملام؟ وفي حال تسميم غذائك والتلاعب بشرابك فما العمل؟

كل ما صنعه نتنياهو بمُغامرته الهجينة هو اغتيال لسمعة وثقة المستهلك بالصناعة التكنولوجية العالمية والتي تُهيمن عليها الولايات المتحدة الأمريكية والشركات الغربية، فكل الأجهزة الكهربائية قد يتم التلاعب بها إما بتنصيب تطبيق خبيث أو التلاعب بسلاسل التوريد والتفخيخ.

سددت إسرائيل الضربة القاضية للأسواق الغربية وعلينا اقتناص الفرص وتعزيز وضخ رؤوس أموال في أسواق آسيا التكنولوجية؛ فالتنين الصيني قادم لا محالة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • زوجة العاهل الأردني: الحرب في غزة تجر العالم نحو الفوضى
  • احتجاجات في متاجر آبل بجميع أنحاء العالم مع إطلاق آيفون 16
  • أمريكا تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان فوراً
  • مجزرة إسرائيلية غادرة على مدرسة تؤوي نازحين في غزة
  • إسرائيل تلكُم أمريكا
  • ذا هيل: هذه التكاليف الخفية لتورط أمريكا في حرب أوكرانيا
  • تقارير: إسرائيل عملت لمدة 15 عامًا لاختراق سلاسل التوريد لحزب الله
  • مصر تبلغ أمريكا بموقف حاسم بشأن اليمن والوحدة والمرجعيات.. وتحدد الدول التي ستكون ضمن الترتيبات القادمة في البحر الأحمر
  • بعد اختفائها المفاجئ من هي صاحبة شركة أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان
  • ترامب يقع في فخ معاداة السامية.. ويّنذر إسرائيل بـ"الإبادة"