RT Arabic:
2025-06-21@21:50:03 GMT

ماذا ينتظر الأرجنتين؟

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

ماذا ينتظر الأرجنتين؟

بدأ الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي في الوفاء بوعوده، وعلينا جميعا مراقبة الوضع في هذا البلد بعناية، حيث سيتعين على معظم دول العالم قريبا اتخاذ إجراءات مماثلة.

لقد تم تخفيض قيمة العملة الأرجنتينية مؤخرا من 365 إلى 800 بيزو لكل دولار أمريكي. في "السوق السوداء" يبلغ سعر العملة في الوقت نفسه 1070 بيزو لكل دولار.

ويعتزم البنك المركزي الأرجنتيني خفض العملة الوطنية بنسبة 2% شهريا حتى الوصول بالسعر الرسمي إلى سعر "السوق السوداء".

إقرأ المزيد الأرجنتين.. إفلاس الديمقراطية فكرة ونموذجا

كذلك يلغي الرئيس الجديد دعم الكهرباء وغاز التدفئة والمياه وعدد من السلع الأخرى، فيما توقف العمل في البنية التحتية الحكومية مثل الطرق والجسور وخطوط الأنابيب وغيرها.

ما سيحدث بعد ذلك أصبح واضحا بالفعل، فالآثار بعيدة المدى، مثل غرق 6 محطات مترو الأنفاق في العاصمة الأوكرانية وغيرها من الحوادث، ستحدث لاحقا مع تآكل البنية التحتية، وبدون خافيير ميلي.

لكن الكوارث قصيرة المدى لن تستغرق طويلا حتى تطفو على السطح.

أولا، لن يتمكن ميلي من تجنب المزيد من نمو التضخم، الذي أوصله شخصيا إلى السلطة.

وكان لدى الأرجنتين ميزان تجاري خارجي سلبي لمدة 8 أشهر، بلغ في أكتوبر حوالي 0.5 مليار دولار، ومن المفترض أن يحفز انخفاض العملة الوطنية الصادرات من الناحية النظرية، ومع ذلك، فإن زعزعة الاستقرار العام للاقتصاد ستؤدي إلى تقويض النشاط الاقتصادي، وعلى الأرجح لن يستطيع ذلك المحفز للتصدير الظهور أو التأثير.

إلا أن الشيء الرئيسي هو أن الأرجنتين لديها ميزان مدفوعات سلبي كبير، حيث تدفع الأرجنتين الكثير من ديونها للغرب، وهنا لا يمكن أن يكون لتخفيض قيمة العملة الوطنية تأثير إيجابي. بل على العكس من ذلك، فإن انخفاض العملة الوطنية سيزيد من حصة نفقات الميزانية على خدمة الديون، لأن الديون ستظل مقومة بالدولار، وهو ما يدعو إلى التساؤل حول إمكانية خفض عجز الموازنة وضخ النقود، والذي سيؤدي بالتالي إلى تسريع التضخم.

أي أننا نرى على خلفية انخفاض إنفاق الميزانية على الاحتياجات الاجتماعية، فإن انخفاض قيمة البيزو يزيد من إنفاق الميزانية على خدمة الدين الخارجي، بمعنى أنه قد لا يكون هناك تخفيض في الموازنة العامة، وقد يستمر العجز والحاجة إلى طباعة النقود.

إقرأ المزيد انهيار اقتصادي عالمي في 2024 أو انقلاب بالولايات المتحدة في 2025

في الوقت نفسه، سيقوم ميلي بإجراء تجربة في الداروينية الاجتماعية على الأرجنتين، ما سيؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى المعيشة لغالبية السكان، وسيؤدي تخفيض قيمة العملة إلى قفزة في أسعار الواردات، أي زيادة في التضخم، والتي ستضرب جميع الأرجنتينيين دون استثناء، وسيتم في الوقت نفسه إلغاء الدعم وسترتفع معدلات البطالة بشكل حاد، وسيحرم جزء كبير من السكان من سبل عيشهم أو سيقعون في براثن الفقر المدقع، إلى حد المجاعة. وإذا قرر ميلي وقف التضخم، أي التوقف عن طباعة النقود، فإن الضربة التي سيتلقاها المواطنون ستكون أقوى.

أظن أننا سنشهد مظاهرات احتجاجية خلال شهر أو شهرين، وفي غضون ثلاثة أو أربعة أشهر إما أن يغير ميلي مساره، أو ستكون هناك مجاعة وأعمال شغب في البلاد.

وبطبيعة الحال، هناك عدد من التدابير التي ستكون أمرا لا مفر منه بالفعل. على سبيل المثال، تخفيض قيمة البيزو، ولكن الشيء الرئيسي في هذا الإجراء ليس خفض إنفاق الميزانية، ولكن القضاء على التشوهات في آليات السوق وتحفيز الصادرات. وكان لا بد من تنفيذ تخفيض قيمة العملة مع الحفاظ على الإعانات المقدمة للفقراء. ومن المستحيل أيضا خفض الإنفاق على البنية التحتية، حيث لن تذهب أي استثمارات إلى دولة ذات بنية تحتية مدمرة، وهو ما ينطبق أيضا على أعمال الشغب بسبب الغذاء والاستقرار السياسي. فآمال الأرجنتين في الاستثمار الأجنبي ليس من المقدر لها أن تتحقق، لا سيما في ضوء أزمة فرط الإنتاج العالمية التي نمر بها حاليا.

كل هذا سينتهي بالمجاعة والانخفاض الحاد في عدد السكان بسبب الهجرة الجماعية وانخفاض معدل المواليد وأعمال الشغب. وإذا كانت الأرجنتين محظوظة، فسوف تتحول إلى دكتاتورية يسارية بدعم اقتصادي من الصين من خلال اندلاع ثورة. وفي أسوأ الأحوال، ستتحول البلاد إلى الصومال، منطقة نزاعات بين عصابات، مع احتمال احتلال البرازيل لهذه المنطقة في وقت لاحق لاستعادة بعض النظام على الأقل.

في الواقع، فقد ضرب لنا ميلي بالأرجنتين مثالا على ما ستواجهه معظم دول العالم بعد انهيار هرم الديون العالمي، ولكن بعد ذلك ستتمكن الدول من رفض سداد ديونها وسيتعين عليها "فقط" موازنة التجارة الخارجية من خلال خفض قيمة عملاتها الوطنية. ستكون تلك صدمة، إلا أن ميلي قرر إعطاء الأرجنتين صدمة مزدوجة بالحفاظ على مدفوعات الديون للبنوك الغربية.

على أية حال، فإن الوضع الاقتصادي لمعظم دول العالم لا يختلف عن الأرجنتين إلا في درجة تدهور المشاكل. ثلثا دول العالم لديها ميزان حساب جاري سلبي (التجارة الخارجية + ميزان المدفوعات)، فيما تعاني أربعة أخماس دول العالم من عجز في ميزانياتها. ومع انهيار هرم الديون العالمية الذي بنته الولايات المتحدة الأمريكية، ستضطر كل هذه الدول إلى الخضوع لكل ما يفعله رئيس الأرجنتين الآن طوعا.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف ألكسندر نازاروف التضخم الدولار الأمريكي خافيير ميلي ركود اقتصادي مؤشرات اقتصادية العملة الوطنیة دول العالم

إقرأ أيضاً:

ضربة موجعة للترجي قبل مواجهة تشيلسي في كأس العالم للأندية.. ماذا حدث؟

تلقى نادي الترجي التونسي ضربة قوية قبل مواجهة الحسم أمام تشيلسي الإنجليزي، ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات في كأس العالم للأندية 2025، وذلك بعد تأكد غياب النجم الجزائري يوسف بلايلي بسبب الإيقاف.

خالد الغندور: الترجي يحقق أول انتصار للعرب ويفوز بدون صفقات كبيرةبلايلي يسطر أسمه بحروف من ذهب في تاريخ كأس العالم للأنديةقبل مباراة بورتو .. لاعبو الأهلي يتسوقون في أحد المولات بـ أمريكاشوبير لجماهير الأهلي: اللي بيكرهك مش هيسقفلك حتى لو كسبترسميًا.. تحديد أول المتأهلين لدور الـ16 ووداع فريقين بمونديال الأندية

ويغيب بلايلي عن قائمة الفريق المقبلة بعدما حصل على البطاقة الصفراء الثانية له في البطولة خلال مباراة لوس أنجلوس إف سي، التي أُقيمت السبت على ملعب “جيوديس بارك”، وانتهت بفوز الترجي بهدف دون رد.

تراكم البطاقات يطيح نجم الترجي خارج مواجهة تشيلسي

كان بلايلي قد حصل على الإنذار الأول في الجولة الافتتاحية أمام فلامينجو البرازيلي، قبل أن يتلقى البطاقة الثانية أمام لوس أنجلوس، ما يعني غيابه عن المواجهة المقبلة، وفقًا للوائح البطولة.

ويعد غياب بلايلي خسارة فنية كبيرة للترجي، خاصة بعد تألقه اللافت وتسجيله هدف الفوز الوحيد في شباك لوس أنجلوس، ليُنعش آمال فريقه في المنافسة على بطاقة التأهل لدور الـ16.

وحقق الترجي التونسي فوزا تاريخيا على فريق لوس أنجلوس الأمريكي بهدف نظيف في المباراة التي جمعت بينهم  ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الرابعة في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وسيخوض الترجي المواجهة المصيرية أمام تشيلسي دون أبرز عناصره الهجومية، في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين، حيث يحتاج الفريق التونسي لتحقيق نتيجة إيجابية لضمان العبور لدور الـ16.

وكان الترجي قد افتتح مشواره في البطولة بهزيمة أمام فلامينجو بهدفين دون رد، ما وضعه في موقف صعب نسبيًا قبل لقاء لوس أنجلوس ولكنه نجح في استعادة توازنه وحصد أول ثلاث نقاط في المجموعة، للحفاظ على آماله في التأهل إلى الدور المقبل. 

ترتيب المجموعة الثالثة بعد الجولة الثانية:

  •    فلامينجو (البرازيل) – 6 نقاط (تأهل رسميًا)
    •    تشيلسي (إنجلترا) – 3 نقاط
    •    الترجي (تونس) – 3 نقاط
    •    لوس أنجلوس (أمريكا)  0 نقاط (ودّع البطولة)

طباعة شارك الترجي التونسي تشيلسي الإنجليزي كأس العالم للأندية يوسف بلايلي بلايلي

مقالات مشابهة

  • تحذيرات من تسريب 16 مليار كلمة مرور ونشرها.. ماذا ينتظر حسابك؟
  • سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري.. ماذا يحدث الآن في العملة الأمريكية؟
  • كأس العالم للأندية .. الطقس يفعلها فى 4 مباريات| ماذا حدث؟
  • ضربة موجعة للترجي قبل مواجهة تشيلسي في كأس العالم للأندية.. ماذا حدث؟
  • مضيق هرمز.. سيناريو كارثي ينتظر العالم حال إغلاقه
  • محيي الدين: ربع سكان العالم يعيشون في دول تنفق على سداد فوائد الديون أكثر من التعليم
  • الفاتيكان يحث على معالجة أزمة الديون في الدول النامية
  • مبروكة تترأس اجتماعاً في مكتبها لمناقشة الديون المتراكمة على وزارتها
  • عميد متقاعد: حزب الله ينتظر فتوى شرعية من مشغله للانخراط في الحرب بين إسرائيل وإيران
  • ليبيا تستعيد حضورها في قمة المحيطات في نيس… لكن ما الذي ينتظر صياديها؟