عبد الحي كتاني: ترجمتُ 130 كتاباً لتعريف الإندونيسيين بتعاليم الإسلام
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
"العمانية": قال المترجم الإندونيسي د.عبد الحي كتاني إنه بدأ منذ صغره تعلم قراءة القرآن الكريم وكيفية نطق آياته وحفظها عن ظهر قلب، لكنه لم يكن يعرف معاني مفرداته، لذلك حرص على تعلم اللغة العربية التي نزل بها القرآن، لمعرفة المعاني والتعاليم الإلهية والأحكام والإرشادات الواردة فيه.
وأضاف كتاني الفائز بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها الثامنة (فئة الإنجاز): "التحقتُ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، وبعد تخرجي فيها واصلت دراستي حتى حصلت على الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
وأكد كتاني الذي يعمل أستاذاً مساعداً في كلية الدراسات العليا بجامعة ابن خلدون/ بوغور (قسم الماجستير في التربية الإسلامية)، أن ترجمة الكتب ساعدته على تعلم اللغة العربية، إذ كان يترجم ويصحح ويعرض ما يكتبه على الآخرين، فإذا فهموا ما كتبه اطمأن إلى نجاحه في ذلك.
وأوضح أنه عرض عدداً من الكتب التي ترجمها على أكاديميين ومترجمين، فأشاروا عليه بإرسالها إلى إندونيسيا للنشر. وهكذا بدأ السير في هذا الطريق واختيار ما يراه مناسباً من الكتب للترجمة.
ولفت إلى أن المسلمين يشكلون حوالي 87 في المائة من سكان إندونيسيا البالغ تعدادهم 275 مليون نسمة، وهم في حاجة إلى معرفة تعاليم دينهم المكتوبة بالعربية، لذلك فإن نقل الكتب من اللغة العربية إلى لغتهم الأم ضروريّ لتحقيق ذلك. ومن هنا، "لا غرو في أن أغلب الكتب العربية المترجمة إلى الإندونيسية متعلقة بتعاليم الإسلام، بصورة مباشرة أو غير مباشرة".
وأوضح كتاني أن الترجمة في التعاليم الإسلامية تعني الترجمة في العلوم الإسلامية، وأن تلك العلوم لها مصطلحاتها الخاصة التي تختلف من علم لآخر. وفي هذه الاختلافات والمصطلحات "تكمن دقائق كل علم، التي لا يستطيع الولوج والغوص فيها إلا من تسلح بمعرفة مبادئها".
وأشار إلى أن الكلمات والجمل في العلوم الإسلامية قد تبدو لغير المتخصصين أو لغير العارفين بها "كأنها لغز من الألغاز يعسر حله"؛ ما يجعل الترجمة التي يقوم بها المترجمون غير المؤهلين الذين يتجرأون في التعامل مع هذه النوعية من النصوص "تجنية للنصوص وليست خدمة لها، نفعها قليل وضررها كبير".
وبيّن كتاني أن هدفه من الترجمة من العربية إلى الإندونيسية تعريف القراء بالأحكام الإسلامية وتفسير آيات القرآن والأحاديث النبوية وتعاليم الإسلام، لذلك اختار كتباً في الفقه والحديث والتفسير والفتاوى، مثل: "فتاوى معاصرة" و"كيف نتعامل مع القرآن العظيم" ليوسف القرضاوي، و"الأحكام السلطانية" لأبي الحسن الماوردي، و"أسباب نزول القرآن" للسيوطي، و"التوبة" و"زاد الهجرة" لابن قيم الجوزي، و"الإسلام والتعددية" للدكتور محمد عمارة. وتم نشر هذه الكتب في إندونيسيا.
وأضاف كتاني الذي يعمل في مجلس العلماء الإندونيسي (قسم الفتوى)، أن دراساته العليا في العلوم الإسلامية سهّلت له إنجاز الترجمة لأكثر من 130 كتاباً في المجالات المختلفة، معرباً عن سعادته بأن الكتب التي ترجمها لقيت قبولاً من الشعب الإندونيسي لأنها تمسّ حاجاتهم الحقيقية، وليست فقط لإشباع ترفهم العقلي والمعرفي.
وأشار إلى أن المبادرة التي اتخذها في ترجمة تلك الكتب أسهمت في دفع كثير من المشتغلين بالحقل المعرفي الإسلامي لاتخاذ الخطوة نفسها، حيث ترجموا كتباً عديدة، بل غدت الترجمة من العربية إلى الإندونيسية كأنها "موضة" للإندونيسيين الذين درسوا في الجامعات الإسلامية، لا سيما في الدول العربية.
ولفت إلى أن الكتب المترجمة إلى الإندونيسية كانت قليلة نسبياً في منتصف التسعينات، أما الآن، فمعظم الكتب الإسلامية تمت ترجمتها، حتى الكتب التي تتألف من المجلدات، كـ"فتح الباري" و"حلية الأولياء" و"شرح المهذب" و"سير أعلام النبلاء".
وقال كتاني إنه شعر بالفرح حين سمع بفوزه بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، واصفاً الجائزة بأنها "مبادرة عزيزة من دولة عزيزة وبتفكير عزيز ورشيد".
وأكد أن هذه الجائزة "ستُحدث أثراً كبيراً عند المترجمين"، فإن شريحة من القراء لا تهتم بمعرفة اسم المترجم، بل إن اسمه قد يغيب أحياناً عن غلاف الكتاب، وأحياناً لا يعرف الناس شيئاً عن المترجم وسيرته، مع أنه يؤدي دوراً كبيراً في نقل المعارف والعلوم من لغة إلى أخرى، ومع أنه تصدى لحمل الأمانة الخاصة بإيصال ما وضعه المؤلف للقراء بلغات أخرى، آملاً أن تستمر الجائزة وتُحدث تغييراً وتأثيراً كبيراً على الأمة الإسلامية.
وأكد كتاني أن المترجم عموماً مدعوّ لتقوية عزيمته في هذا المجال، متحدثاً عن تجربته الشخصية بقوله: "لقد دربت الكثير من المترجمين؛ أكلف الواحد منهم بصفحة أو صفحات عدة ليترجمها، وبمرور الوقت أسند إليه جزءاً أو أكثر كي يشعر بالإنجاز، وبعد أن ننتهي من ترجمة الكتاب ننتقل إلى مرحلة المراجعة والتصحيح والعودة إلى المعاجم والمصادر ذات الصلة، وبعد الاطمئنان إلى أن الترجمة تمت بشكل صحيح يتم عرضها على دار نشر مناسبة، ويكون للدار رأي في ذلك أيضاً".
وكشف كتاني أنه يقوم حالياً بترجمة معاني مفردات القرآن الكريم مع هوامش توضح معاني أسماء الله الحسنى، إلى جانب مساهمته في تعليم اللغة العربية من خلال المعاهد الإسلامية التي تمارس أعمالها بجهود ذاتية للقائمين عليها بهدف تعليم الأجيال الجديدة، إذ لا توجد جهة رسمية ترعى تلك المعاهد.
وقال في هذا السياق: "سأواصل تعليم اللغة العربية والتعاليم الإسلامية لتصل إلى أكبر شريحة من الناطقين بالإندونيسية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلى الإندونیسیة اللغة العربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد اجتماع مدريد.. بيان مشترك لوزراء المجموعة العربية الإسلامية بشأن غزة
مدريد – أصدرأعضاء اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة بشأن التطورات في قطاع غزة بيانا مشتركا عقب الاجتماع الموسع مع مجموعة مدريد وعددٍ من الدول الأوروبية.
وأكد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية التعاون معا لإنجاح المؤتمر الدولي الرفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وذلك عبر تقديم التزامات واضحة وخطوات ودعم ملموس سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني.
وشدد أعضاء اللجنة على أهمية تنفيذ حل الدولتين على أساس القرارات الدولية ذات الصلة وبما يكفل الحق الأصيل للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية، مثمنين في ذات السياق جهود مجموعة مدريد والدول الأوروبية في دعم هذه المساعي الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والدائم.
وبحث اجتماع مجموعة مدريد تطورات الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية والجهود الدولية الرامية إلى إيقاف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع، ,ناقش التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي سيُعقد في مقر الأمم المتحدة خلال شهر يونيو المقبل برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية.
وضمت اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة الذي شارك في اجتماع مجموعة مدريد برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وزراء خارجية (قطر و فلسطين والأردن ومصر) والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ونائب وزير الخارجية التركي.
وأعرب أعضاء اللجنة عن تطلعهم لنجاح جهود الوساطة القطرية المصرية الأمريكية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، مؤكدين على أهمية إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح جميع المعابر بشكل فوري ودون شروط، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لتلبية احتياجات سكان القطاع.
وأعرب أعضاء اللجنة الوزارية عن إدانتهم للانتهاكات المتكررة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، مؤكدين على أهمية التصدي لكافة التعديات الإسرائيلية علو القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وجدد أعضاء اللجنة دعمهم لجهود التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة وفقاً للخطة العربية لإعادة الإعمار التي تم اعتمادها في القمة العربية غير العادية بالقاهرة، ودعمهم للمؤتمر الدولي الذي تعتزم مصر استضافته في القاهرة بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة حول إعادة إعمار قطاع غزة.
ونوّه أعضاء اللجنة بالإصلاحات التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية، مجددةً دعمها الثابت لجميع ما يحقق مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وكل ما يضمن أمنه واستقراره وازدهاره.
ويشهد قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا غير مسبوق، أدى إلى استشهاد أكثر من 53 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة عشرات الآلاف، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
كما تسبب الحصار المشدد في نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، مما أدى إلى تفشي المجاعة وتدهور الأوضاع الإنسانية. في الضفة الغربية، تصاعدت الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والمخيمات، مما أدى إلى استشهاد واعتقال المئات.
ويُعد اجتماع مدريد جزءًا من سلسلة تحركات دبلوماسية تهدف إلى تعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، خاصة بعد إعلان دول أوروبية مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا في 2024 الاعتراف بفلسطين كدولة.
المصدر: RT