محقق إسرائيلي يكشف ما قاله له السنوار منذ 30 عاما
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، مقابلة مع ضابط في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) كان مسؤولا عن التحقيق مع زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار، تحدث خلالها عن طبيعة شخصيته وتفاصيل أخرى مثيرة بشأن المعلومات التي أدلى بها في حينه.
يقول الضابط، البالغ من العمر 60 عاما ويعمل في الـ"شين بيت" منذ أكثر من 30 عاما، إنه كان مسؤول التحقيق مع السنوار عند اعتقاله في عام 1988.
وفي ذلك الوقت كان السنوار ناشطا بارزا في الجامعة الإسلامية في غزة، وتلميذا أو متدرّبا لدى زعيم الحركة الروحي الشيخ أحمد ياسين، وفقا للمحقق.
يبين المحقق، الذي لم يتم ذكر اسمه، أن عبد الله عزام، المتشدد الذي كان مصدر إلهام للعديد من المنظمات الإرهابية والمتطرفة حول العالم، اقترح أن ينضم السنوار إلى حركة جديدة تسمى "المجد"، هدفها اضطهاد "المارقين عن الدين" أو "الزنادقة".
بالطبع رحب السنوار بالفكرة وكان يتواصل مع باقي أعضاء الحركة سرا عبر رسائل توضع في دورات المياه بالجامعة الإسلامية ترشدهم إلى أماكن الأسلحة، وتتضمن تعليمات بشأن تحركاتهم المقبلة.
يقول الضابط إن السنوار كان ضمن مجموعة مكونة من أربعة أشخاص، من بينهم أيضا روحي مشتهى وهو شخصية بارزة في قيادة حماس وموجود في قطر حاليا.
حافظ الفريق الذي يصفه المحقق بـ"القاتل" على سرية تامة لتحركاته، لكنهم كانوا يبلغون أحمد ياسين بجميع عملياتهم.
على سبيل المثال، يكشف المحقق أنهم استجوبوا شخصا ما وسجلوا الاستجواب على شريط كاسيت وأرسلوه لياسين الذي استمع له وأبلغهم "الله لا يرجعه". ومن هنا فهموا أن هذا كان بمثابة الضوء الأخضر لقتله. وأضاف "لقد اختطفوا وقتلوا أربعة أو خمسة أشخاص" على الأقل في حينها.
ووفقا للصحيفة فقد اعترف وأدين السنوار بقتل أربعة فلسطينيين زُعم أنهم تعاونوا مع إسرائيل في عام 1989.
اعتقل السنوار عدة مرات، الأولى كانت في جنين بتهمة التحريض على النشاط القومي، والثانية بسبب قتله "للزنادقة" المفترضين.
وصفه بـ"مريض نفسي"يتذكر المحقق كيف كان يدلي السنوار بتفاصيل مرعبة بشأن الطريقة التي كان يقتل فيها ضحايا وخنقهم ورميهم في القبور بوحشية من دون أن يرف له جفن.
"كان يتحدث بلا مبالاة تامة.. أعتقد أنه مختل عقليا أو مريض نفسي".
يضيف المحقق أن السنوار كان "عديم المشاعر ومتطرفا وقاسيا ووقحا ويفتقر إلى الرحمة.. لا يتردد في عمل أي شيء وكان يبدو فرحا بارتكابه لجرائم القتل ويعتقد أن ضحاياه لا يستحقون الحياة".
يقول المحقق إن السنوار ظل في السجن لعدة أشهر وكنا قد نسيناه، حتى وقوع حادثة اختطاف جنديين إسرائيليين في عام 1989.
ويضيف: "أدركنا حينها أن هناك في قطاع غزة منظمة كبيرة لم نعرف عنها شيئا، وهي المسؤولة عن اختطاف الجنديين".
في تلك اللحظة كان القيادي البارز في حماس صلاح شحادة مسجونا أيضا مثل السنوار، لكن في قضية مختلفة.
جرى استجواب شحادة مجددا وقدم معلومات تدين السنوار ليتم بعدها إعادة التحقيق مع السنوار الذي علم أن شحادة قد أدلى بمعلومات عنه، وفقا للمحقق.
"سينفذ بجلده"يؤكد المحقق أن السنوار كان كثيرا ما يوجه تهديدات خلال التحقيقات معه. في أحدها وجه كلامه له قائلا: "أنت تعلم أنه في يوم من الأيام ستكون أنت الشخص الذي يتم التحقيق معه، وسأقف هنا بصفتي الحكومة، كمحقق. سأستجوبك".
"أتذكر تماما كيف قال ذلك لي، كوعد، وعيناه حمراوتان" يقول المحقق.
وبشأن مصيره، يعتقد المحقق أن السنوار "لن يتمكن من الهروب. إذا لم ينجح في القيام بذلك، فسوف يحاول عقد صفقة ما تشمل الرهائن من أجل النجاة".
ويختتم بالقول "لسوء الحظ، لا أعتقد أن إسرائيل سوف تتمكن من اعتقاله".
ويعتبر السنوار الشخصية الأبرز التي حملتها إسرائيل مسؤولية هجوم السابع من أكتوبر، ووصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأنه "رجل ميت يمشي"، قاصدا الهدف المتعلق بقتله.
وتقدر إسرائيل أن السنوار لا يزال في خانيونس، أو بالأحرى في أحد الأنفاق تحت المدينة، وفق صحيفتي "جورازليم بوست" و"تايمز أوف إسرائيل".
بالمقابل كشفت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" الأسبوع الماضي نقلا عن مصدر إسرائيلي إلى أن السنوار، غادر مدينة غزة في شمالي القطاع إلى مدينة خانيونس في الجنوب مع بداية الحرب.
وبحسب المصدر الذي لم تذكر الهيئة الإسرائيلية اسمه فقد تمكن السنوار من مغادرة غزة باستخدام "قافلة إنسانية غادرت المدينة".
وانتخب السنوار (61 عاما)، المولود في مخيم خان يونس للاجئين، زعيما لحركة حماس في غزة في عام 2017. ومنذ السابع من أكتوبر، تعتبر إسرائيل أن السنوار وغيره من القادة "يعيشون في الوقت الضائع"، بحسب قول وزير الدفاع يوآف غالانت الأسبوع الماضي.
وبرز السنوار على الساحة باعتباره رجلا ينفذ مهامه بلا رحمة، ورئيسا لجهاز الأمن والدعوة "مجد" الذي تعقب وقتل وعاقب فلسطينيين متهمين بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية قبل سجنه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التحقیق مع فی غزة فی عام
إقرأ أيضاً:
بعد قصف المستشفى الأوروبي بخان يونس.. هل اغتالت إسرائيل محمد السنوار؟
محمد السنوار.. تزايدت التكهنات حول مصير القائد العسكري البارز في حركة «حماس»، محمد السنوار، عقب غارة إسرائيلية عنيفة استهدفت مجمعًا تحت الأرض يُعتقد أنه كان يتحصن فيه، أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس، جنوب قطاع غزة.
من هو محمد السنوار؟- محمد السنوار، المكنّى «أبو إبراهيم»، هو شقيق يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي قُتل في أكتوبر 2024.
- من مواليد عام 1975 في مخيم خان يونس، وعضو بارز في مجلس الأركان العسكرية لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة.
- تولى قيادة كتائب القسام فعليًا بعد مقتل كل من محمد الضيف، مروان عيسى، ويحيى السنوار، بحسب تقارير إسرائيلية.
- مساء الثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية كثيفة استهدفت ما وصفه بـ«موقع قيادة تحت الأرض» أسفل المستشفى الأوروبي.
- استخدم سلاح الجو 9 قنابل خارقة للتحصينات، في محاولة لعزل وتدمير الأنفاق التي يُعتقد أن السنوار كان بداخلها.
- الهجوم أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 34 شهيدًا وأكثر من 40 جريحًا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
هل أكدت إسرائيل مقتل محمد السنوار؟لا. رغم تسريبات مكثفة من وسائل إعلام عبرية، لم تؤكد إسرائيل رسميًا تصفية السنوار.
قال مصدر أمني لموقع «واللا»: «نعتقد أنه كان في المجمع المستهدف، لكن لا يمكن الجزم بمقتله في هذه المرحلة».
وأضافت القناة 12 العبرية: «يوجد تفاؤل حذر بشأن نجاح العملية، ولكن تأكيد النتيجة قد يستغرق أيامًا».
يُذكر أن السنوار نادر الظهور، ويُلقّب في الأوساط الإسرائيلية بـ«رجل الظل» و«الميت الحي».
ما خلفية استهداف السنوار؟تتهم إسرائيل محمد السنوار بأنه العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر 2023 على غلاف غزة، وأنه يقود جهود إعادة تنظيم كتائب القسام.
وُصف بأنه أحد القادة القلائل الذين ما زالوا داخل القطاع بعد تصفية غالبية قيادة حماس.
لحظات مرعبة.. مشاهد من استهداف الاحتلال للمشفى الأوروبي ومحيطة بحزام ناري عنيف pic.twitter.com/YUWskcNe62
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 13, 2025
هل أخبرت إسرائيل الولايات المتحدة قبل تنفيذ الغارة؟بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، لم تُخطر إسرائيل واشنطن بسبب «طبيعة الفرصة المفاجئة» التي لم تسمح بالتنسيق المسبق.
نُفذت العملية بينما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلقي خطابًا في السعودية، ما أثار تساؤلات سياسية في الداخل الإسرائيلي.
ماذا تقول الأرقام عن استهداف البنية الطبية؟ووفق وزارة الصحة بغزة، تعرض 38 مستشفى و81 مركزًا صحيًا للتدمير أو التعطيل خلال الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
اقرأ أيضاًغارات إسرائيلية عنيفة تستهدف المستشفى الأوروبى شرق خان يونس
الأونروا: استخدام إسرائيل الغذاء كسلاح حرب في غزة «جريمة حرب»
استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي لخيمة للنازحين بخان يونس