الجيل : 2023 عام عودة الحياة للأحزاب السياسية المصرية
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
صرح أحمد محسن قاسم ، مدير مركز الجيل للدراسات السياسية والإستراتيجية وأمين التنظيم بحزب الجيل الديمقراطي بأن عام 2023 شهد إعادة الحراك للحياة السياسية عموما والحزبية بكافة توجهاتها ومستوياتها على وجه الخصوص ، وهو الحراك الذي لم يكن يتوقعه أشد المتفائلين من المهتمين بالشأن العام .
وأضاف "قاسم"، في تصريحات له، أنه في مستهل عام 2023 كانت الأحزاب السياسية المصرية تقوم بإعداد نفسها من داخلها، من خلال الكوادر المؤهلة والمتخصصة وكذلك إعداد الأوراق والأطروحات على المحاور السياسية والإقتصادية والإجتماعية للإشتراك في الحوار الوطني الذى دعى إليه الرئيس السيسي، فقد كان الحوار الوطني عنصر جذب إيجابي مؤثرا للغاية في جذب الكوادر للأحزاب السياسية بعد فترة طويلة لم يكن في الحياة السياسية والحزبية عنصر جذب- ومازال- سوى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
واستكمل، أن فعاليات وجلسات الحوار الوطني قد صنعت حالة نشاط استطاعت من خلاله الأحزاب الوقوف على نقاط القوة والضعف التنظيمية لديها والتعامل مع تلك النقاط بالدعم أو بالمعالجة وذلك من خلال التنوع السياسي والحزبي والأكاديمي المتخصص الذي شهدته تلك الجلسات وعززته المساحات الواسعة من الحرية والإختلاف التي كفلتها الأمانة الفنية للحوار الوطني ومجلس الأمناء وكذلك اليات التكامل بين الآراء السياسية والمتخصصة التي كفلتها الأمانة الفنية من خلال اليات الجلسات العامة والجلسات المتخصصة جنبا الى جنب ، لبناء المخرجات بناءا صحيحا وقابل للتنفيذ.
وقال مدير مركز الجيل للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الحوار الوطني الذى أطلقته الدولة ساهم في إعادة بناء المنطلقات الفكرية والسياسية على المستوى القيادي بالأحزاب أو بمسمى أخر على المستوى النخبوي في الحياة العامة بمصر، وكذلك اكتشاف كوادر جديدة متخصصة من داخل الأحزاب ومن خارجها ، وهو الدور الذي يجب أن يستمر للحوار الوطني لإثراء الحياة السياسية من خلال مأسسة الحوار الوطني في كيان مستقل يقوم بصياغة التوجهات لتكون من اليات دعم وإتخاذ القرار في الشأن المصري.
واستكمل أمين تنظيم حزب الجيل الديمقراطي: أما على المستوى الجماهيري والشعبي فقد جاءت الانتخابات الرئاسية 2023 لتقوم بدور تكاملي مع الحوار الوطني في إعادة تنشيط الأحزاب وفتح المساحات لعملها الجماهيري على الأرض ، من خلال المؤتمرات الحاشدة التي نظمتها أمانات محافظات الأحزاب لدعم المرشحين ، وهو ما مكن قيادات الصف الثاني والثالث بالإحزاب من المشاركة السياسية الفعالة على مرحلتين أولهما مرحلة الدعاية للمرشحين من خلال تنظيم المؤتمرات بالجهود الذاتية للأحزاب والذي ساهمت في ثقل المهارات التنظيمية والإدارية والدعائية والعمل الجماعي للكوادر الحزبية على أساس جغرافي محلي.
وأضاف : أما في المرحلة الثانية من العمل الجماهيري والتي تمثلت في الحشد الحزبي للإنتخابات والتي ساهمت في تحقيق نسبة الإقبال الغير مسبوقة من الناخبين التي شهدتها الانتخابات الرئاسية 2023 ، وهو ما يحسب نجاح للأحزاب جماهيريا وعلى المستوى الشعبي وزاد من جاذبية الكثير من الأحزاب في محيطات نشاطها الجغرافي ويستدل عليه بالنسب الكبيرة والأعداد في طلبات الإنضمام للأحزاب التي روجت لنفسها خلال الحدث السياسي الأكبر.
كما أضاف ، أن الانتخابات الرئاسية كذلك ساهمت في تعزيز اليات العمل المشترك داخل الأحزاب بين مستويات كوادرها المختلفة وذلك من خلال غرف العمليات التي عقدتها الأحزاب وتعاونت فيها الأمانات المركزية مع الأمانات الفرعية بعضهم البعض مما يعمل على زيادة التماسك والتفاهم بين عناصر الأحزاب كفريق عمل موحد الأهداف ، وأيضا بين الأحزاب والجهات الحكومية المنوط بها تنظيم العملية الانتخابية سواء الهيئة العليا للانتخابات أو المحليات أو حتى قوات التأمين بوزارة الداخلية.
واختتم أمين تنظيم الجيل الديمقراطي ومدير مركز الجيل للدراسات السياسية والإستراتيجية ، بأن العمل الحزبي ومساهمة الأفراد في الحياة السياسية هو من محددات قوى الدولة الشاملة الذي يضاف الى رصيدها في مواجهة التحديات ، وأشاد بالأليات التي اطلقتها الدولة لإعادة الحياة للأحزاب السياسية ونجاحها في أعادة هيكلة الحياة السياسية والدفع بها في سبيل الممارسة السياسية التنموية بعد أن غلبت عليها في العقود الماضية أنماط الممارسة الإحتجاجية والتي عانت منها الدولة المصرية بسبب إيدلوجيات مدسوسة على الواقع المصري تضر أكثر ما تنفع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حزب الجيل الديمقراطي عام 2023 الرئيس السيسي تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين الحياة السياسية الحیاة السیاسیة الحوار الوطنی على المستوى من خلال
إقرأ أيضاً:
العرب والأدلجة السياسية
بعد انحسار السيطرة المباشرة للاستعمار التقليدي، لم يغادر الغرب العالم العربي فعليًا، بل عاد بوجه أكثر خطورة عبر النفوذ السياسي والثقافي والاقتصادي. دخل العرب مرحلة من التفكك المُمنهج، حيث استخدم الغرب أدواته بذكاء شديد لإعادة تشكيل الوعي العربي، بما يخدم مصالحه ويُضعف القضايا المصيرية، وعلى رأسها قضية فلسطين.
لم يكن تدخل الغرب محصورًا في الاحتلال العسكري، بل شمل الغزو الفكري والثقافي، حيث زُرعت مفاهيم جديدة تُضعف الانتماء القومي والديني، وتُعيد تعريف الأولويات وفقًا للمصالح الغربية. ومن خلال دعم أنظمة سياسية موالية وتهميش التيارات الوطنية، أصبح القرار العربي مرتهنًا لإرادة الخارج.
ومع موجة “الربيع العربي”، ورغم ما حملته من آمال، سرعان ما تحوّلت إلى مشاريع تخدم أجندات خارجية، بتدخل مباشر وغير مباشر من قوى غربية، وظّفت الفوضى بما يخدم نفوذها ويُضعف وحدة الأمة.
ولعبت النعرات الطائفية والعرقية دورًا كبيرًا في تفتيت الصف العربي، من خلال تغذية صراعات داخلية مزّقت النسيج الاجتماعي والسياسي، حتى باتت بعض الدول ساحات نفوذ وصراع بالوكالة، بينما غابت القضايا المصيرية عن واجهة الاهتمام.
ولم يكن الإعلام والتعليم بمنأى عن هذا المخطط، فقد استُخدما لتشكيل الوعي وتوجيه الرأي العام العربي نحو اهتمامات سطحية، مع تهميش الهوية الجامعة، وتقزيم القضية الفلسطينية.
اليوم، لا مفرّ من الاعتراف بأن وعي الأمة قد تم التلاعب به، وأن استعادته تتطلب مراجعة شاملة للسياسات والمناهج والتحالفات. لا بدّ من استقلال القرار، وتعزيز الانتماء والهوية، وإعادة البوصلة إلى وجهتها الحقيقية، نحو وحدة الأمة ونصرة قضاياها.