جريدة الوطن:
2025-05-28@08:31:47 GMT

«أضاعوني».. مجموعة قصصية للكاتبة هند أبو الشعر

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

«أضاعوني».. مجموعة قصصية للكاتبة هند أبو الشعر

عمّان ـ العُمانية: تُعيد الكاتبة والمؤرّخة الدكتورة هِند أبو الشعر رَصْف الحكايات، وترتيب الحنين إلى الماضي على رفوفِ الزمنِ، مُشعلةً فينا الحنينَ إلى أزْمان مَضَت من خلالِ مجموعتِها القصصيَّة الصادرة عن (الآن ناشرون وموزعون) في الأردُن تحت عنوان (أضَاعوني).

الكاتبة أبو الشّعر التي تمتلك مهارات الإبْداع والتجلّي أخذَتْنا في هذه المجموعة إلى محطاتٍ مُهمةٍ من تاريخنا الّذي ضاعَ في مَفاصل الزمن ولم يَعد من يهتمّ بهِ أو يلتقِطَ حكاياتِه، فقدّمتْ من خلالِ هذه المجموعة قِصصاً خفيفةَ الظلّ تُعيد توثيقَ علاقتنا بما مَضى، أو كُنا نعتقد أنَّه مضى، فمنذُ أبو فِراس الحمدانيّ في قصَّةِ (أضاعوني) مرورًا بالجَدّ الذي حَمَل على ظهرهِ كلَّ الآلام والخيبات في قصةِ (البيْت)، وصولًا إلى (حوار.

. حوار.. وحوار) وهي تفتحُ الجروحَ الغائِرة وتُعيد كيّها، تارةً من أجلِ الشفاءِ من داءِ الحنينِ، وتارةً من أجلِ الخوفِ من استشراءِ الداءِ، في استباقِ لما هو قادم.
المجموعة القصصيَّة التي اشتمَلت على العديدِ من القصصِ هي: أضاعوني، البيْت، التوقف عن العدّ، الحيطان لها آذان، الفُتات، ضَبَاب.. محضُ ضباب، العيون الباهِتة، قطط.. قطط، لا.. لا.. لا!، الجائِحة، طلبُ صداقة، والّتي انطلقت بـ(أضاعوني)، تكشِف عن وعيٍ كبيرٍ يحملُه المؤرّخ الذي يَتقيّد بقواعد الكتابة التاريخية وصرامة البحث لكنه لا يخلو من موقف مُنحاز أحيانًا لا يمتلك إظهاره في البحث التاريخي، و سُرعان ما يظهر ويتجلّى بوضوح عند الانفلات من قواعد الكتابة الصارمة والذهاب إلى الأدب الذي يحرّر الكاتب من كلّ القيود. مجموعة (أضاعوني) القصصية هي رأي وموقف وحضور واثِق في الحياةِ لكاتبةٍ أنجزتْ العشَرات من الأبحاثِ التاريخيةِ الصارمةِ، ورُغم أنها تكتبُ ضِمن معايير الكتابة التاريخية إلّا أنَّ القارئ يشتم رائحة موقفها الثقافي المُنجز ورؤيتها للأشياء من خلال الكتابة التاريخية رُغم الالتزام بقواعد البحث العلمي.
صرخَ أبو فِراس الحمدانيّ في وجوهنا، توقفْنا، كُنّا نحمل سيوفنا بأغمادِها، ونرفع المشاعِل، تردَّد صوتهُ في الكونِ كلهِ، كانت جُدران قلعةَ حلبَ عالية تصلُ إلى السماءِ ونحن نحتَمي بِها، تجمْهَرنا في القاعةِ الكبيرةِ، كُنّا نتشاور في أمرِ تسليمِ القلعة بأصواتٍ مهزومةٍ، والليلُ يجتاح الفضاء ويسدُّ الطرقات، صمتْنا كُلنا بوجوهٍ مخذولةٍ، وصرخَ فينا من جديدٍ:

– أضَاعوني!
كانَ صوتَهُ يتردَّدُ في أعلى جُدرانِ القلعة، لم نقل شيئًا، فقط تحركت أقدامُ البعض نحو الخلف قليلًا، وبأيدينا تتراقصُ حركات المشاعل، وتنعكسُ على الجدرانِ مثلَ فرسانٍ مشلولة الأطراف، دفَعَنا الفتى، خرجَ من بيْننا مثل سَهْمٍ مجنونٍ، كانَ أطوَل من نخلةٍ، وأصلبَ من رُمحٍ، اندفعَ نحوهُ وصاحَ بصوتٍ هزَّ صمتنا الخائف:
– أضعتَ نفسكَ أيُّها العمّ.. وأضَعتنا معك!
كعادتها تُعيد نفخَ الحياةِ في الحكايةِ التاريخيةِ لتغدو متماهيةً معَ حالتِنا وترسم فيها لوحةً تعبِّر عن موقِفَها.
وترى الباحثة نوارة جاسم الفواعرة في دراسةٍ لها عن القصةِ القصيرةِ عند هند أبو الشعر أنها تحيَّزت بشكلٍ ملحوظٍ إلى المرأةِ، فجعلتْ شخصيَّاتها الرئيسة شخصيَّات أُنثوية، تحمِل الحدَث وتَعرضَه على المتلقِّي، ولكنَّ تحيّزها كان تحيزًا مبررًا عند الباحثة إذْ إنَّ القاصّة تطالب بإنصافِ المرأةِ، وتَخفيف وطأةَ الظُّلم الثنائيّ الّذي تتعرض لهُ، بكوْنِها إنساناً بالدرجةِ الأولى، وبكونِها أُنثى بالدرجةِ الثانيةِ، وأنها بنَت قِصَصَها على جماليةِ الربطِ بين الثنائيات الضديَّة، فقد كان هناك تَذبذُب ملحوظ ما بينَ استرجاعِ الماضي و الحاضِر، وبين سوْداوِيّة الحياة وإشراقة الأمَل، والموْت والحَياة، والغنى والفَقر، والغِياب والحضُور. وأنها ابتعدَتْ في مجموعاتها عن النَّمطية والتَّقليد للقِصّة العربيَّة، واتجهت نحوَ أساليب الحداثَة و التَّجديد.
ومنَ الجَدير ذِكره أنَّ هند أبو الشعر كاتبة وأكاديمية ومؤرّخة أردنية، تكتبُ القصةَ القصيرةَ، والنصوص، والمقالات الصحفيَّة، والدراسات التاريخية، وهي أستاذة جامعيَّة، شاركتْ في العديدِ من المؤتمراتِ والندواتِ التاريخية والأدبية في الأردن والبلاد العربية، وأشرفتْ على العديدِ من الرسائلِ الجامعيةِ وشاركتْ في عشراتِ المناقشاتِ لرسائلِ الماجستير والدكتوراة في الجامعات الأردنية والعربية، لها 86 كتابًا منشورًا بين القصص والدراسات التاريخية والكتب الوثائقيَّة، حصلتْ على وِسام المَلِك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميُّز والإبداع عام 2016م، كما حصلتْ على جائزةِ الدولةِ التقديريةِ عام 2021م عن مُجمل أعمالِها في حقْلِ العلومِ الاجتماعيةِ وتاريخِ الأردُن.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: أبو الشعر

إقرأ أيضاً:

حال التأهل أمام فلسطين.. ليبيا ضمن مجموعة نارية رفقة قطر وتونس في «كأس العرب 2025»

بخطى ثابتة نحو النسخة الجديدة من كأس العرب 2025، كشف الاتحاد العربي لكرة القدم عن نتائج قرعة البطولة التي حملت في طياتها الكثير من الإثارة والتشويق، خاصة مع وقوع المنتخب الليبي في واحدة من أقوى مجموعات البطولة –المجموعة الأولى– إلى جانب كل من قطر (المستضيف)، تونس، وجنوب أفريقيا أو سوريا، وليبيا أو فلسطين.

مجموعة أولى… نارية بكل المقاييس

المنتخب الليبي يجد نفسه أمام امتحان حقيقي، إذ أوقعته القرعة في مواجهة ثلاثة منتخبات قوية:

قطر: صاحبة الأرض والجمهور، وصاحبة تجربة تنظيمية مميزة من خلال استضافة كأس العالم 2022، فضلاً عن التطور اللافت في مستوى المنتخب.

تونس: أحد عمالقة الكرة الإفريقية، يتمتع بخبرة واسعة ومشاركات منتظمة في كأس العالم وكأس إفريقيا.

مواجهة فلسطين في الملحق: منتخب لا يُستهان به، أثبت قدراته القتالية والتنظيمية في أكثر من مناسبة، ويملك حافزًا كبيرًا لإثبات حضوره عربيًا.

ليبيا بين واقع التحديات وآمال العودة

رغم صعوبة المجموعة، تتطلع الأنظار في الشارع الرياضي الليبي إلى رؤية “فرسان المتوسط” وهم يعودون إلى الواجهة بقوة.
غير أن الرياح لا تسير كما تشتهي السفن، فقد أصدر الاتحاد الليبي لكرة القدم بيانًا رسميًا أعلن فيه إلغاء إقامة أي مباريات ودية للمنتخب الوطني خلال فترة التوقف الدولي الحالية، رغم الترتيب المسبق لخوض مباريات مع منتخبات مثل كوسوفو وأرمينيا.

بيان الاتحاد الليبي… قراءة في المضمون

بيان الاتحاد أكد أن القرار جاء بناءً على طلب الجهاز الفني، الذي فضّل التركيز على الاستعدادات المحلية، نظرًا للظروف الراهنة التي تمر بها المسابقات المحلية، والحرص على تنظيمها بما يخدم مصلحة الكرة الليبية ككل.
كما شدد البيان على ضرورة التوازن بين استحقاقات المنتخب الأول واستعدادات الأندية الليبية للمشاركات القارية المقبلة، خاصة في ظل ضغط الروزنامة.

فرصة للتأمل وإعادة البناء

ورغم هذا التوقف المؤقت، لا يُخفي الاتحاد الليبي رغبته الصريحة في تحقيق مشاركة مشرّفة في كأس العرب 2025، وهو ما أكده البيان بالإشارة إلى أن المنتخب الوطني سيواصل تحضيراته للاستحقاقات القادمة فور تحسن الظروف، مع الإبقاء على التنسيق المستمر مع الجهات المنظمة للبطولة.

الطريق ليس سهلاً… لكنه ليس مستحيلاً

المنتخب الليبي يدخل كأس العرب 2025 من بوابة التحدي، ليس فقط لمواجهة خصومه في المجموعة الأولى، بل أيضًا لمواجهة التحديات الداخلية التي تعيق اكتمال جاهزيته.

ومع ذلك، فإن كرة القدم لا تعترف دائمًا بالأسماء والتاريخ، بل بروح القتال والإصرار. وإذا ما أحسنت ليبيا الاستعداد واستثمرت في طاقاتها الشابة، فإن الحلم العربي قد يبدأ من مواجهة فلسطين في الملحق، مرورًا بهذه المجموعة الصعبة.

الجمهور ينتظر، واللاعبون على المحك، والبطولة تلوّح في الأفق… فهل يُعيد “فرسان المتوسط” رسم البهجة على وجوه الليبيين؟

مقالات مشابهة

  • تمدد تعليق رحلاتها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى 15 يونيو
  • وزير الطاقة الإماراتي: الطلب النفطي سيفاجئ العالم إذا تخلف الاستثمار
  • اليمن في مجموعة نارية بكأس العرب اذا فازت على جزر القمر.. تعرف على نتائج القرعة
  • تقديرا لجهودها.. وزير الاتصالات يكرم مجموعة «طلال أبو غزالة للتدريب المهني»
  • «إي آند» تمكّن 284 مواطناً إماراتياً في تقنية الذكاء الاصطناعي
  • حال التأهل أمام فلسطين.. ليبيا ضمن مجموعة نارية رفقة قطر وتونس في «كأس العرب 2025»
  • قرعة كأس العرب .. النشامى في مجموعة مصر والإمارات
  • منتخب الناشئين في مجموعة السنغال وكرواتيا وكوستاريكا بـ «مونديال 2025»
  • منتخب مصر في مجموعة إنجلترا بكأس العالم للناشئين
  • قرعة كأس العرب 2025.. الأخضر في مجموعة المغرب