أيام قليلة قبيل الـكان.. الغلادياتور سفيان أمرابط يبعث الروح في نفوس المغاربة عقب استعادة نسخته المونديالية
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
قبل أسابيع مضت، ساد كثير من القلق والشك نفوس كثير من المتابعين المغاربة، بخصوص التراجع المريب في مستوى المقاتل المغربي "سفيان أمرابط" المعار أخيرا من نادي فيورنتينا الإيطالي إلى فريق مانشستر الإنجليزي، الذي كان حضوره مع الـ"مان يو"، غير مستقر، وفي كثير من المناسبات، لازم دكة البدلاء، بل وشغل مركزا لم يسبق أن وظف فيه من قبل (ظهير أيسر).
ومع توالي المباريات، شرع "أمرابط" في استعادة بريقه وتوهجه المعتاد، إلى أن استطاع إقناع مدرب الفريق "تين هاغ" بأحقيته في الرسمية، قبل أن يبصم مساء أمس الأحد على واحدة من أجود وأروع مقابلاته مع فريقه الإنجليزي الجديد، ذكرت الكثير من متابعيه ومحبيه بالمستوى الخرافي الذي بصم عليه الغلادياتور المغربي خلال مونديال قطر الأخير.
في ذات السياق، قدم "أمرابط" مساء أمس الأحد، خلال مواجهة الـ"ريدز"، مستويات عالية جدا، كان لها وقع السحر في نفوس كل المغاربة، سيما أن أداء "سفيان" المميز، كان حاسما وفعالا في عودة فريقه الـ"مان يو" بنتيجة التعادل (0-0) من قلب ملعب "أنفيلد" بمدينة ليفربول، وسط صدمة ودهشة كل عشاق الفريق الأحمر بمعية مدربه ولاعبيه الذين وقفوا عاجزين عن بلوغ مرمى الحارس "أونانا"، بالنظر الذي إلى القتالية العالية التي بصم عليها الأسد المغربي بمعية زملائه في فريق "مانشيستر".
هذا وقد عبر عدد كبير من النشطاء المغاربة، عن ارتياحهم الكبير عقب العودة الموقفة لـ"امرابط" الذي صار أساسيا ومهما في تشكيلة فريقه الأنجليزي، إلى جانب التألق الكبير لعدد كبير من العناصر الأساسية للمنتخب الوطني المغربي، الذي تنتظره بعد أيام قليلة مواجهات حارقة برسم نهائيات أمم إفريقيا بالكوت ديفوار، من أجل التأكيد على صحوته الأخيرة خلال مونديال قطر الأخير، الأمر الذي يجعل منه المرشح الأوفر حظا للتتويج بهذا اللقب القاري.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
المغرب يستضيف الكان.. هل يكسر أسود الأطلس لعنة نصف قرن؟
يستعيد المغاربة ذكرى آخر تتويج قاري قبل نحو خمسة عقود، حين رفع صوت “أسود الأطلس” للمرة الأخيرة في سماء كأس أمم إفريقيا عام 1976، وهو إنجاز ظل وحيدا رغم تعاقب أجيال قوية وموهوبة، وتتجه اليوم أنظار القارة السمراء إلى المغرب، البلد المضيف للنسخة المقبلة من البطولة، وسط آمال واسعة بأن تكون هذه النسخة موعدًا لكسر لعنة اللقب التي لازمت المنتخب منذ 49 عاما.
ويمنح تنظيم البطولة على الأرض المغربية أفضلية معنوية كبيرة، حيث سيكون اللاعبون مدعومين بجماهير اعتادت الوقوف خلف منتخبها في أصعب الظروف، وقد شكل غياب هذا العامل في نسخ عديدة سببا من أسباب التعثر السابق، بينما ترى الجماهير أن اللعب داخل الديار قد يكون نقطة التحول المنتظرة، خاصة مع توفر بنية تحتية حديثة باتت مفخرة للكرة المغربية.
ورغم امتلاك المغرب عبر تاريخه منتخبات قوية، فإن مسيرته في البطولة كانت تتعثر غالبا في الأدوار المتقدمة، بسبب غياب الاستقرار الفني أو ضعف البدائل الجاهزة أو سوء الحظ في اللحظات الحاسمة.
وكان قد راكم المنتخب إخفاقات متتالية خلقت ما يشبه “لعنة الكان”، في ظل ضغط جماهيري يتزايد مع كل مشاركة بحثا عن النجمة الثانية، غير أن الجيل الحالي يبدو مختلفا، سواء من حيث شخصية لاعبيه أو نوعية تشكيلته الأساسية والاحتياطية.
ويشمل المنتخب الحالي أسماء بارزة تنشط في كبرى الأندية العالمية، مثل أشرف حكيمي المتوج بدوري أبطال أوروبا والدوري الفرنسي، وبلال صيباري بطل هولندا مع بي إس في إيندهوفن، وآيوب الكعبي الذي خطف الأضواء بقميص أولمبياكوس في اليونان، إلى جانب لاعبين آخرين أثبتوا حضورهم في الدوريات الأوروبية الكبرى.
ويرافق هذا الجيل استمرار النهضة الكروية التي تعرفها المملكة في السنوات الأخيرة؛ إذ لم يعد المنتخب الأول وحده هو من يحقق حضورا دوليا قويا، بل برزت المنتخبات السنية بتتويجات غير مسبوقة، فقد حقق المنتخب الأولمبي برونزية تاريخية في أولمبياد باريس 2024، وتوج المنتخب المحلي بلقب “الشان”، فيما أحرز منتخب أقل من 20 عاما لقب كأس العالم، في إنجاز يعد الأبرز في تاريخ الكرة المغربية.
وتؤكد هذه النجاحات أن المشروع الكروي في المغرب يسير بثبات، ويمنح المنتخب الأول حافزا إضافيا لانتزاع لقب طال انتظاره.
ويأتي ذلك بدعم مباشر من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي ضخت استثمارات ضخمة في مراكز التكوين، وبنت ملاعب عالمية، ووفرت أفضل الظروف الفنية واللوجستية للمنتخب خلال المعسكرات والاستعدادات، في إطار رؤية متكاملة تهدف لصناعة منتخب قادر على إعادة صوت “أسود الأطلس” إلى منصة التتويج.