جريدة الوطن:
2025-07-01@04:09:44 GMT

حقوق الطبيعة

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

حقوق الطبيعة

يبدو أنَّ الوعي المُجتمعي بحقوق الطبيعة في أغلب دوَل الشرق الأوسط متدنٍّ حدَّ دقِّ نواقيس الخطر.
أرجو أن لا تستغربَ، أخي القارئ، من العنوان أعلاه نظرًا لأنَّ التَّمادي في خرق حقوق الطبيعة عَبْرَ أغلب دوَلنا يعكس جهلًا واضحًا وخطيرة ذلك أنَّه شعور متدنٍّ بالمسؤوليَّة.
لقَدْ وعيتُ شخصيًّا وعاصرتُ عمليَّات تجريف أجمل بساتين النخيل والحمضيَّات الغنَّاء الَّتي كانت «تزوق» مدينة بغداد وتلطِّف أجواءها وكنتُ أتألَّم بسبب عمليَّات «إعدام» النخلات الباسقات عَبْرَ أحياء بغداد وسواها من مُدُن العراق من أجْلِ إيجاد مناطق خالية لِيتمَّ توزيعها قطعًا أرضيَّة لِمَنْ له حاجة لشرائها وبنائها دارًا في المستقبل.

وهذه عمليَّة خطيرة أدَّت إلى فقدان بغداد وسواها من مُدُن العراق الكبرى أحلى مزاياها حواضرَ.
أمَّا ما يتركه الإنسان من تلوُّث في مياه الأنهار كدجلة والفرات وروافدهما فيُشكِّل «خطيئة» جماعيَّة تعكس ضالَّة الوعي بأهمِّية الطبيعة: فترى المعامل والمشاغل، بل وحتَّى البلديَّات تربيه بمخلَّفاتها إلى هذه الأنهار العظيمة الَّتي بنى الإنسان على ضفافها أقدم حضارات البَشَريَّة، من السومريَّة والأكاديَّة والبابليَّة إلى الأشوريَّة، من بَيْنِ سواها من الحضارات الأولى.
ولا بُدَّ للمرء من الإشارة هنا إلى عمليَّات «الصَّيد الجائر» للحيوانات، كالغزلان والطيور الحُرَّة والأسماك وذلك (باستعمال المفرقعات) لِتطفوَ الأسماك ميتة أو مسمومة على أسطح الأنهار والبحيرات الجميلة. هذا النَّوع من الصَّيد الجائر لَمْ يصل يجري في مُعْظم دوَل الشَّرق الأوسط دُونَ رادع أو مراقبة من أيَّة جهة مسؤولة.
إنَّ حركة الإعمار وتوسُّعها على حساب المناطق والأحزمة الخضراء تُشكِّل خطرًا داهمًا، ليس فقط على الطبيعة الخلَّابة، ولكنَّها كذلك تُشكِّل خطرًا داهمًا على الإنسان والحيوان وعلى صحَّتهما كذلك.
وإذا كانت هذه بعضًا من جوانب «تجاوز» الإنسان على الطبيعة في العديد من بُلدان الشَّرق الأوسط، فإنَّ ما كشفت عَنْه فِرق الأُمم المُتَّحدة عَبْرَ عمليَّات دفن المخلَّفات النوويَّة والكيميائيَّة السَّامة عَبْرَ صحاري العراق، خلال عمليَّات البحث السَّابقة عن أسلحة الدَّمار الشامل، إنَّما تُشكِّل عدوانًا سافرًا على الطبيعة الحاضنة للإنسان في أغلب الدوَل الَّتي تسمح باستخدام أراضيها ومياهها لدفنِ المخلَّفات الصناعيَّة أو العسكريَّة أو الكيميائيَّة في أراضيها من أجْل شيء نزير من المال.
وعَلَيْه، حريٌّ بنا أن ندافعَ عن «حقوق الطبيعة» بنَفْس القوَّة الَّتي ندافع بها عن «حقوق المرأة» و»حقوق الإنسان» بل وحتَّى «حقوق الحيوان».

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

بعد أسبوع من استهداف الرادارات.. قصف بالصواريخ على مطار كركوك شمالي العراق

سقط صاروخان مساء الاثنين في الجزء العسكري من مطار كركوك الدولي في شمال العراق، ما تسبّب بإصابة عنصرَي أمن بجروح طفيفة، على ما أفاد مسؤول أمني رفيع وكالة فرانس برس.

وقال المسؤول "سقط صاروخان من نوع كاتيوشا محليّا الصنع (…) على الجانب العسكري من مطار كركوك وأدّى انفجار أحدهما إلى إصابة عنصرين أمنيين بجروح طفيفة” فيما لم ينفجر الثاني".

وأضاف أن صاروخا ثالثا سقط على منزل في حيّ العروبة في مدينة كركوك من دون أن يسفر عن خسائر بشرية.

ويضمّ الجزء العسكري من مطار كركوك الدولي مقارّ للجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي وهو تحالف فصائل عراقية موالية لطهران باتت منضوية في القوات الرسمية.

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مصدر أمني قوله إن صاروخين سقطا على قاعدة كركوك الجوية” وثالثا على منزل مواطن من دون تسجيل خسائر بالأرواح والمعدّات.

وقبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ بعد حرب استمرّت 12 يوما، استهدفت مسيّرات مجهولة الهوية أنظمة الرادارات في قاعدتَين عسكريتين في بغداد (وسط) والناصرية (جنوب).

واستهدف هجوم بمسيّرات استهدف محيط مطار بغداد الدولي، وآخر صاروخياً استهدف قاعدة عين الأسد الجوية غربي البلاد، دون تسجيل إصابات.

وأوضح وسائل إعلام عراقية أن "أنظمة الدفاع الجوي تصدت لطائرات مسيّرة هاجمت مواقع داخل محيط مطار بغداد الدولي".



وفي هجوم اخر، استهدف عدد من الطائرات المسيرة قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار"، ورادارا في قاعدة الإمام علي جنوبي البلاد.
 
وتعد قاعدة التاجي واحدة من أبرز المنشآت العسكرية في العراق، وتضم وحدات من القوات العراقية، وكانت سابقاً مقرا لتواجد قوات أجنبية ضمن التحالف الدولي.

ووجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة للتحقيق في اعتداءات طالت منظومة رادارات عسكرية في معسكر التاجي، شمال العاصمة بغداد، وآخر في قاعدة الإمام علي في محافظة ذي قار الجنوبية.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن السوداني قوله "تعاملنا مع الأحداث بما يعطي الأولوية لمصالح الشعب العراقي، وهو الموقف المطلوب".

وأضاف أن قواعد عسكرية عراقية تعرضت لاعتداء غادر وجبان بطائرات مسيرة انتحارية، ألحق أضراراً بمنظومتي الرادار بقاعدتي (التاجي) و(الإمام علي) في ذي قار... تعاملت قواتنا المسلحة ودفاعاتنا الجوية بشكل سريع مع باقي الهجمات التي استهدفت قواعد أخرى، وأسقطت الطائرات المعتدية".

مقالات مشابهة

  • أعربت عن قلقها من تقويض العجز لقدرة “النامية”.. المملكة تدعو لالتزام دولي بتمويل العمل المناخي
  • بعد أسبوع من استهداف الرادارات.. قصف بالصواريخ على مطار كركوك شمالي العراق
  • إشهار مركز ميدي للتنمية وحقوق الإنسان في مأرب وتشكيل هيئته الإدارية
  • في مجلس حقوق الإنسان.. المملكة تدعو لالتزام دولي عادل في تمويل العمل المناخي
  • صندوق التقاعد النرويجي يستبعد شركتين تزودان “جيش” العدو الصهيوني بأسلحة
  • العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان تحتج على عام من التعطيل الإداري لوصل الإيداع
  • صندوق التقاعد النرويجي يستبعد شركتين تزودان الجيش الإسرائيلي بأسلحة
  • حريق يلتهم فندق «قلب العالم» وسط بغداد
  • حقوق الإنسان في البصرة: مشروع التحلية وعد صيفي يتكرر منذ 7 سنوات
  • لجنة تحقيق توثّق شهادات ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في عتق وبيحان بشبوة شرقي اليمن