صدى البلد:
2025-05-25@19:13:51 GMT

نجاة عبد الرحمن تكتب: المناخ والنزاعات المسلحة

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT

لم تعد التهديدات العسكرية التقليدية وحدها هي التي تستحوذ على اهتمام المجتمع الدولي، بل اتسع نطاق التهديدات الأمنية ليشمل في الآونة الأخيرة تغير المناخ باعتباره تهديداً أمنياً عالمياً يمكن أن تتجاوز تداعياته وتأثيراته ما قد تنتجه الحروب التقليدية بين الدول، نتيجة للتحولات والتغيرات التي طرأت على أجندة الأمن العالمي خلال العقود الماضية

وتزامن انطلاق مؤتمر "كوب28" في دولة الإمارات، مع حالة من الغليان غير المسبوق، سواءً على صعيد القضايا المرتبطة بتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة -وهو ما عبّر عنه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في يونيو الماضي، بأن "عصر الاحتباس الحراري قد انتهى وحل عصر الغليان العالمي"

نتيجة تزايد حدة النزاعات المسلحة والحروب في منطقة الشرق الأوسط والعالم، منها المواجهات العسكرية التي شهدتها السودان، منذ بداية عام 2023 والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فضلاً عن استمرار التداعيات الناجمة عن الحرب الأوكرانية الروسية.

أثارت تلك الحروب التساؤلات حول تأثير الحروب على المناخ، في حقيقة الأمر يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية المتسارعة إلى تصاعد النزاعات والحروب الداخلية، خاصةً في المناطق الأكثر حرارة وجفافاً، مما يؤدي إلى ندرة الغذاء والمياه، وينجم عنه تأجيج الصراعات القبلية والحروب الأهلية. وتُعد منطقة الساحل وغرب إفريقيا من بين أكثر المناطق المُعرضة للتأثيرات من هذا النوع.

ولا شك في أن ارتفاع وتيرة الحروب بأشكالها المختلفة سواءً بين الدول وبعضها أو الحروب الأهلية، تقود لتفاقم الأزمات ومن بينها الذي يرتبط بتغير المناخ. من هنا، يمكن أن تؤدي الحروب والصراعات المسلحة إلى تفاقم أزمات المناخ، وقد يكون اندلاعها نتيجة للظواهر المناخية المتطرفة.

ولا ننكر ان حالة العسكرة التي تسيطر على التفاعلات الدولية، وعودة الحروب التقليدية بين الدول، مع استمرار وتجدد الصراعات المسلحة في الشرق الأوسط؛ اثر في أزمات المناخ، حيث أصبحت العِلاقة بين الحروب والمناخ تحتل مساحة أكبر مما كانت عليه في العقود الماضية، وهو ما يستدعي الوقوف على تأثير الحروب في المناخ

فالحد من القدرة على التكيف المناخي: تؤدي الحروب والصراعات المسلحة إلى ضعف قدرة المجتمعات المحلية على التكيف مع التغيرات المناخية والحد منها، وهذا ما أكده تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في يوليو 2020، الذي توصل إلى أنه من بين الــ25 دولة الأكثر عُرضة لتغير المناخ، توجد 14 دولة غارقة في الصراعات.

ويُرجح أن تؤدي الحرب الأوكرانية الروسية و العدوان على غزة، إلى تقويض قدرة البلدين على الاستجابة للتغيرات المناخية في مرحلة ما بعد الحرب، بعدما تسببت الأداة العسكرية في تدمير البنية التحتية الحيوية، ومنشآت الطاقة، والإضرار بالمساحات الخضراء وغيرها من التأثيرات السلبية. ولعل الفيضانات التي حدثت في ليبيا في سبتمبر الماضي و الزلزال الذي تعرضت له سوريا في فبراير الماضي، وانتج عنهما من تأثيرات، يشير إلى عدم جاهزية الدول التي تشهد صراعات مسلحة للتعامل مع التغيرات المناخية.

وتُعد المؤسسات العسكرية من بين أكثر المساهمين في تغير المناخ؛ نظراً للاستخدام الكثيف للوقود الأحفوري سواءً في العمليات العسكرية أم التدريب، وفقا لتقرير صادر عام 2022 عن منظمة علماء من أجل المسؤولية العالمية، ومرصد الصراعات والبيئة، فإن البصمة الكربونية العسكرية تُقدر بنحو 5.5% من الانبعاثات العالمية، ما يعني أن جيوش العالم لو كانت دولة، فإنها ستحتل المرتبة الرابعة عالمياً في انبعاثات الكربون. ويمكن أن تكون مساهمة الجيوش في انبعاثات الكربون أكثر من ذلك، في ضوء اعتبارين رئيسين: يدور الأول حول مبدأ أن الجيوش غير ملزمة بالإفصاح عن انبعاثاتها أو خفضها، في حين ينطلق الاعتبار الثاني من فكرة أن القوات المسلحة للدول حتى ولو أعلنت انبعاثاتها، فقد تكون البيانات المعلنة جزئية أو غير مكتملة. ويبدو أن هذه البصمة آخذه في الارتفاع، خاصةً في ظل استمرار الحرب الأوكرانية، وإطالة أمد الحرب في غزة، بجانب استمرار دورات الصراع المسلح في مناطق مختلفة من العالم.

ويمكن أن تُجّبر الحروب والصراعات المسلحة الدول على إعادة ترتيب أولوياتها، وتقديرها لحجم التهديدات والمخاطر، بحيث تمنح التهديدات الناجمة عن اندلاع الحروب باعتبارها قصيرة الأجل الأولوية مقارنة بالتهديدات المتعلقة بتغير المناخ. انطلاقاً من تلك الرؤية، ستؤثر الحروب بالسلب في الاستجابة الفعالة للتهديدات المناخية، وذلك في ضوء جملة من الاعتبارات من بينها توجه الدول لزيادة الإنفاق الدفاعي ومخصصات الجيوش على حساب المخصصات التي يمكن أن توجه للعمل المناخي. وهذا ما انعكس بصورة مباشرة على الإنفاق العسكري العالمي عام 2022، الذي وصل إلى 2.24 تريليون دولار، كما شهدت أوروبا أكبر زيادة سنوية في إنفاقها الدفاعي منذ ثلاثة عقود. من ناحية أخرى، قد تدفع الحروب وما ينتج عنها من أزمات اقتصادية، الدول الغنية لإعادة النظر في تمويل المبادرات المناخية للدول الفقيرة أو على أقل تقدير ستؤثر في وفاء الدول المتقدمة بالتعهدات المالية - 100 مليار دولار سنوياً- للدول الفقيرة المتضررة من تفاقم الكوارث الناجمة عن تغير المناخ. حتى في اليوم التالي للحرب، سيكثف المجتمع الدُّوَليّ والدول التي تعرضت للحرب جهودهم لإعادة الإعمار والتعافي، ما قد يؤدي إلى تراجع الاهتمام بقضايا مواجهة التغيرات المناخية، وهو ما ستفرضه الأولويات في هذا التوقيت.

ويمكن أن تنعكس حالة الاستقطاب الدُّوَليّ الناجم عن المنافسة الجيوسياسية المتصاعدة وتباين وجهات النظر الدولية بشأن ارتفاع وتيرة الحروب وحالة العسكرة، على الجهود الدولية للتعاطي مع التغيرات المناخية. وفي هذا الإطار، ظل التنافس بين الصين والولايات المتحدة عائقاً أمام تبني سياسة تعاونية للحيلولة دون تفاقم تأثيرات تغير المناخ، خاصةً أن البلدين يُعدان أكثر دولتين ملوثتين للبيئة في العالم. وعلى الرغم من الاتفاق بين بكين وواشنطن في منتصف نوفمبر 2023 على تعزيز التعاون بينهما، فإن ثَبات الاتفاق أو تحويله إلى ممارسة فعليه يمكن أن يصطدم بحالة المنافسة الجيوسياسية بين القوتين. من ناحية أخرى، يُرجح أن تؤثر حرب غزة في التعاون بين إسرائيل والدول العربية في قضايا المناخ. ففي نوفمبر 2022، اتفقت الإمارات والأردن وإسرائيل على التعاون في مشروعات الطاقة النظيفة وتحلية المياه المستدامة، بينما أدى اندلاع حرب غزة دفع الأردن إلى إعلان أنها لن توقع اتفاقية المياه والطاقة مع إسرائيل. ما يعني أن الحروب قد تكون سبباً مباشراً في تعزيز الفجوة الدولية في الاستجابة للتغيرات المناخية.

ما يعنى انه يمكن أن تؤثر الحروب في الأجندة الدولية والتحول العالمي في مجال الطاقة النظيفة، وهو ما أفرزته الحرب الروسية في أوكرانيا. فمع توظيف موسكو ورقة الغاز الطبيعي كسلاح في حربها مع الغرب، ولمواجهة نقص الغاز الروسي في السوق الأوروبية، لجأ عدد من الدول داخل الاتحاد الأوروبي لتمديد أو إعادة فتح محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وذلك بعد إغلاقها استجابة لسياسات التحول للطاقة النظيفة. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي الارتفاع غير المسبوق في أسعار الطاقة عقب الحرب الأوكرانية، إلى تعزيز جهود الاستثمار في تطوير حقول النفط والغاز الطبيعي، وجميعها أهداف لا تصب في صالح التحول إلى الطاقة النظيفة بعيداً عن الوقود الأحفوري.

تسببت الحروب في تلويث البيئة بصورة كبيرة، خاصةً الحروب التي تندلع داخل المدن، نتيجة إلقاء القنابل والعبوات والقذائف إلى إحداث إضرار كبيرة بالبيئة، نتيجة ما تحدثه من تدمير للحقول والغابات والتربة الزراعية وغيرها من التأثيرات البيئة.

وهذا ما أكدته، نائبة وزير البيئة الأوكراني، فكتوريا كيرييفا، على هامش "كوب28"، يوم 4 ديسمبر الجاري، حيث قالت إن الحرب مسؤولة عن 150 مليون طن من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

من ناحية أخرى، ومع استمرار الحرب في غزة يُرجح أن يزداد تلوث البيئة أكثر، فخلال الخمسة والأربعين يوماً الأولى للحرب أسقطت إسرائيل أكثر من 22 ألف قنبلة على القطاع، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في 10 ديسمبر الجاري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة الحرب الأوکرانیة الصراعات المسلحة من ناحیة أخرى تغیر المناخ الحروب فی یمکن أن وهو ما من بین

إقرأ أيضاً:

إيمان كمال تكتب:عادل إمام..حلم لا يشيخ

-خاف من "الزمن" لكن الزعامة التي صنعها أصبحت حالة متفردة لا يمكن تكرارها

 

-لم يخطط ليصبح الزعيم لكنه حافظ على النجاح والنجومية وحب الجمهور

 

-"دسوقي أفندي"..الانقلاب الأول الذي منحه فرصة الانطلاق بعد اعتذار محمد عوض والهجرسي

 

- غامر بحياته في مواجهة طيور الظلام في أسيوط فمنح شعبية هائلة بجدارة

 

- يخاطب بأدواره بشرًا يبحثون عن شخص يُسعدهم، يُخفّف عنهم شدة الأيام وقسوة الأزمات

 

 

سأل الكاتب والصحفي عادل حمودة الفنان عادل إمام عن ما الذي يخفيه؟ فأجاب:الزمن كان ذلك في سنوات لم يكن فيها الزعيم قد بلغ الخمسين بعد، لا يزال يعتلي عرش النجومية بلا منازع. ورغم ذلك، لم يكن عادل إمام غافلًا عن مرور الوقت.

 

 

 

 كان حلمه أن يرحل وسط الضوء، في "لوكيشن" تصوير، كما رحل النجم القدير محمود المليجي. أن تكون اللحظة الأخيرة داخل المساحة التي منحته الحياة، وجعلته يمنح الحياة لغيره، أن يودّع الدنيا من حضن الكاميرا لا من عزلة الشيخوخة.

 

 

 

 

لكن ربما لم يتحقق الحلم كما أراد، بابتعاده عن الفن واعلان ذلك رسميا قبل عامين في حفل الجوى آوورد بالرياض، لرغبته في التفرغ لعائلته وأحفاده.

 

 

هذا الابتعاد لم يبعده عن جمهوره فلا يزال حاضرا بمئات الشخصيات التي قدمها، فالزعامة التي صنعها لم تكن ظرفا زمنيا، بل حالة متفردة لم يستطع أحد أن يكررها.

 

وصار الحلم الذي أراده امتدادا لا نهاية له..  حلم لا يشيخ.

 

لِمَ هو الأكثر نجومية؟

السؤال الذي ما دام تردّد: ما السر وراء نجومية عادل إمام؟ أو لِمَ هو الأكثر نجومية؟

 

يجيب الكاتب الصحفي عادل حمودة في كتابه "عادل إمام الذي لا تعرفه: سنوات الصداقة وأسرار القطيعة" الصادر عن دار "ريشة" للنشر، بأن السر يكمن في بساطته كممثل.

 

 

 

هو لا يتكلّف ولا يتصنّع. يؤدي بأسلوب سهل، يخاطب بشرًا يبحثون عن شخص يُسعدهم، يُخفّف عنهم شدة الأيام وقسوة الأزمات... ولو لبعض الوقت.

 

 

 

ورغم اختلاف البعض حول تقييم موهبته — فهناك من يرى أنه حصل على أكثر مما يستحق، أو أن حظه فاق موهبته — إلا أن الحقيقة البسيطة تبقى: لا يمكن خداع المتفرج.

 

 

 

 

لن يشتري أحد تذكرة سينما أو مسرح بالإكراه.

يقول حمودة: "لم يحمل جرسًا ويتجوّل في الشوارع داعيًا الناس إلى مشاهدة أعماله... الناس هي التي كانت تركض وراء الأفلام والمسرحيات، لا العكس".

 

 

انقلابات فنية في حياة الزعيم

 

 

يتضمن الكتاب تفاصيل من مسيرة نجم كبير، كان الكاتب الصحفي عادل حمودة شاهدًا عليها منذ بداياته الأولى، منذ أن نطق بجملته الأولى على خشبة المسرح، وحتى وصوله إلى الزعامة التي كان حمودة أول من تنبأ بها.

 

 

مسيرة طويلة شهدت الكثير من التحولات والانقلابات الفنية، لكنها في النهاية رسّخت مكانته كزعيم للفن المصري والعربي لأكثر من ستة عقود ممتدة.

 

 

الإنقلاب الأول

 

 

يقول الكاتب الكبير محمود السعدني في كتابه "المضحكون الجدد" إن الفضل في ظهور جيل الكوميديانات الجدد يعود إلى مسرح التلفزيون، الذي فتح لهم الباب وأتاح لهم فرصة الظهور.

 

 

 

عادل إمام، الذي بدأ مسيرته الفنية وهو لا يزال طالبًا جامعيًا، لم يسأل عن جدول المحاضرات بقدر ما سأل عن فريق التمثيل. 

 

 

و كان شغوفًا بالمسرح من اللحظة الأولى، ونصحه صديقه المقرب صلاح السعدني بالبحث عن فرصة للانضمام إلى إحدى الفرق المسرحية. 

 

 

 

لكن نقطة التحول الأولى جاءت حين اختاره الكوميديان الكبير فؤاد المهندس لتقديم دور ثانوي في مسرحية "سري للغاية" عام 1960 — وهي من المسرحيات التي لم يُسلَّط عليها الضوء كثيرًا.

 

 

 

بعد ثلاث سنوات، شارك بدور لا يتجاوز الدقيقة في مسرحية "ثورة قرية" التي أعدها للعرض عزت العلايلي وأخرجها حسين كمال. وكانت أول جملة نطق بها على المسرح: "حلاوة عسلية بمليم ورقية"، حيث أدى دور بائع حلوى.

 

 

 

 

 

أما الانقلاب الحقيقي في مسيرته فجاء بالصدفة، بعد اعتذار كل من محمد عوض ونبيل الهجرسي عن دور "دسوقي أفندي"، سكرتير المحامي في مسرحية "أنا وهو وهي". رشّحه فؤاد المهندس، وعندما شاهده قال:

 

 

"مين الواد المفعوص ده؟... هو ده دسوقي أفندي!"

 

 

يعلق عادل حمودة على هذه اللحظة الحاسمة بقوله: "التقط عادل إمام الفرصة بيديه وأسنانه وعقله وكيانه. راح يرسم الشخصية التي اعتبرها فرصته لإثبات وجوده، أو نهايته قبل أن يبدأ".

 

 

بحث في مخزن الفرقة عن ملابس قديمة مخططة، ارتدى طربوشًا كبسه على رأسه، وجلس لساعات على رصيف "محكمة نور الظلام" القريبة من منزله، يراقب سلوك كُتّاب المحامين، الذين يتصرفون كما لو كانوا أكثر دراية بالقانون من المحامين أنفسهم.

 

 

 

 ومن أحدهم التقط جملة "بلد شهادات، صحيح!" ورددها في المسرحية، فانتقلت إلى ألسنة الناس فيما بعد.

 

 

كان دورًا ثانويًا صغيرًا، لكنه أدّاه بكل ما يملك من اجتهاد وتركيز، حتى أصبح علامة فارقة في تاريخه الفني.

 

 

الانقلاب الثاني

 

 

منذ تلك اللحظة وحتى ثماني سنوات تالية، ظل عادل إمام يؤدي أدوارًا ثانوية في مسرحيات "أنا فين وأنتي فين"، "البيجاما الحمرا"، و"حالة حب".

 

 

 

لكنّ مرحلة الانتشار الحقيقي وتحقيق حلم النجومية بدأت عام 1971، حين وقعت المعجزة... أو ما يمكن اعتباره الانقلاب الثاني في مسيرته، عبر شخصية "بهجت الأباصيري" في مسرحية "مدرسة المشاغبين".

 

 

نجحت المسرحية نجاحًا غير مسبوق، وسجّلت رقمًا قياسيًا في نسب المشاهدة. سواء على المسرح أو عبر الفضائيات والإنترنت، يكاد لا يوجد إنسان عربي لم يسمع بها أو يشاهدها.

 

 

الانقلاب الثالث

 

 

في هذه المرحلة، أصبح عادل إمام نجمًا مسرحيًا، لكنه لم يتحول إلى نجم شعبي إلا في صيف 1988، بعد نجاحه الكبير في "مدرسة المشاغبين" التي أهلته ليخوض البطولة منفردًا في "شاهد ما شافش حاجة"، ثم في "الواد سيد الشغال".

 

 

كانت هذه المسرحية هي التي قرر عادل إمام السفر بها إلى أسيوط وعرضها هناك، تضامنًا مع فرقة فنية محلية في مواجهة التطرف والإرهاب.

 

 

لم يتردد عادل في المغامرة، لأنه كان يدرك أنها ستضيف إلى رصيده الفني وجماهيريته الكبيرة.

 

 

 

سافر عادل متفقًا مع وزارة الداخلية ووزير الداخلية آنذاك، زكي بدر، الذي قال له الزعيم:"أنا أعرف أن الموقف صعب وخطر، لكن لا بد من المغامرة، حتى بحياتنا، حتى لا ينتصر أنصار الظلام".

 

 

 

الناس في الصعيد لم تصدق أن نجمًا كبيرًا سيأتي إلى هناك، لكن ما ضاعف من حيوية المشهد هو جرأة عادل إمام في اختياره أسيوط — تلك المنطقة التي كانت تُعتبر منطقة رعب، وكان يمكن وضع علامة الموت إلى جانب اسمها".كان هذا المشهد بمثابة نقطة تحوّل منحته شعبية هائلة، بجدارة.

 

 

 

في النهاية يعترف عادل إمام في حوار جماعي له في روز اليوسف في منتصف التسعينات أنه لم يخطط يوما أن يصبح سوبر ستار، ويقول: "ابدا لم اخطط لذلك في حياتي الناس هى التي جعلتني كذلك وكل دوري انني حافظت على ذلك".

مقالات مشابهة

  • نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 53
  • مدينة الحجاج بمنفذ “حالة عمار”.. أول مشاهد العناية التي تلامس مشاعر الحجيج
  • إيمان كمال تكتب:عادل إمام..حلم لا يشيخ
  • نجاة شرطي مرور من حادث مميت.. فيديو
  • عصر الحروب الأبدية.. نهاية الانتصار العسكري!
  • مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب يعقد مؤتمر بعنوان "الإرهاب فى غرب إفريقيا"
  • كريم وزيري يكتب: أرباح الحروب التي لا نراها في نشرات الأخبار
  • إلهام أبو الفتح تكتب: سلامتك يابو زهرة
  • السعود تكتب عن العلم.. الزمان أطول من أهله
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني