افتتحت يوم الجمعة الماضي المكتبة الخاصة للدكتور محسن بن حمود الكندي بقرية الثابتي بولاية إبراء التي تضم آلاف الكتب والعناوين والمراجع البحثية والوثائق والأطروحات الأكاديمية. وجاء افتتاحها تزامنا مع انعقاد مجلس الشيخ محمد بن عبدالله الخليلي الشعري الذي أقيم هذا الشهر بولاية إبراء بدعوة من مكتبة إبراء العامة، بمشاركة عدد كبير من الشعراء والأدباء والمثقفين ومحبي العلم والمعرفة والكتاب.

المكتبات منابع للحياة

وبعد التجوال في جنبات المكتبة ألقى الشيخ محمد بن عبدالله الخليلي كلمة موجزة أكد من خلالها على أهمية المكتبات الأهلية والخاصة التي تثري الجانب الثقافي في سلطنة عمان، موضحا أن المكتبات هي منابع للحياة ومع زيادة هذه المكتبات في المدن زاد فيها العلم والبركة والنهضة والتقدم والتطور الذي يتطور معها العلم والبحث والدراسة والتعليم وهذا بالفعل مشروع مبارك والمكتبات هي المورد الرئيس ومصدر كبير لأهل العلم والمعرفة.

محافل الثقافة والفكر

من جانبه قال المكرم الدكتور محمد بن سعيد الحجري عضو مجلس الدولة: إننا في هذه الجلسة التاريخية أمام حضورين الأول هو حضور مجلس الشيخ عبدالله بن علي الخليلي الشعري الذي يعتبر واحدا من أعرق المجالس الشعرية في هذا الوطن والذي هو من المجالس الأدبية في وطننا أدبا وفكرا وثقافة وعلما منذ أن أسسه الشاعر الكبير عبدالله بن علي الخليلي، أما الحضور الثاني فهو افتتاح هذه المكتبة الخاصة للدكتور محسن الكندي الذي هو قامة ثقافية علمية فكرية في هذا الوطن، وهو من أكثر أبناء الوطن ثراء وإنتاجا وتوليدا للأفكار في التاريخ الثقافي والنقد الأدبي أو في تاريخ الحواضر العمانية وممن نعدهم اليوم مرجعا من مراجع الثقافة والعلم والفكر والأدب في هذا الوطن العزيز، مبشرا بأن المكتبة ستكون واحدة من محافل الثقافة والفكر والأدب في هذه المحافظة العزيزة والوطن العزيز.

مشروع ثقافي خاص

وتعد هذه المكتبة مشروعا ثقافيا خاصا يشكل ريادة تاريخية في ولاية إبراء الولاية العريقة التي خرج منها فقهاء وشعراء ومؤلفون سجلت مدونات حضورهم فيها عبر مراحل متعددة من التاريخ.

وقد تأسس هذا المشروع كطموح ذاتي بمبادرة من الدكتور محسن الكندي بدءا من تكوينه الأول الذي عرف فيه القراءة والكتاب ليؤرخ لعلاقاته الحميمة بالكتاب وقراءاته المستفيضة لمصادر المعرفة، منذ أن امتلك أول كتاب أهداه إياه والده فقرأه وأعجب بما فيه من لغة ومعرفة وسرد لأغوار الحراك العلمي، ثم من صلته المباشرة بهذا الكتاب في مدرسة القرآن والمدرسة النظامية ومن ثم الجامعات التي درس فيها وتتلمذ فيها على أعمدة الأدب والفكر. فالكتاب لدى مؤسس هذه المكتبة رفيق حياة وطريق موصل إليها وقد دفعه إلى تفتح الذهن والوعي المبكر بقضايا الواقع والكيان والهوية إنه زاده اليومي الذي عشقه منذ نعومة أظافره.

المكتبة.. الحلم الذي تحقق

جاء تأسيس هذه المكتبة الخاصة تحقيقا لحلم المؤسس الذي يرى أن المكتبات مهما كانت مزاحمتها للتقنيات الحديثة تعد المصدر الأول الذي لا يمكن أن يمحوه الزمن لهذا جمع ما امتلكه من هذه الكتب في مكان واحد لتكون طريق نور وتنوير لكل متعطش للقراءة، وفيها أعداد لا بأس بها من كتب الفقه والتاريخ والأدب تناهز 4 آلاف كتاب في هذه الحقول وحدها زد على ذلك أعدادا أخرى في كافة تخصصات العلوم الإنسانية.

وما يميزها امتلاك صاحب المكتبة من مخطوطات ووثائق ومصورات نادرة هي حصيلة رحلته العلمية وعمله الأكاديمي في جامعة السلطان قابوس وسائر الجامعات التي درس فيها، وفيها كذلك كتب نادرة في النقد الأدبي والأدب العماني الحديث الذي تخصص فيه الدكتور محسن الكندي ودرسه في الجامعة والمجمل العام أن المكتبة حصيلة درس وتدريس وملاحقة الكتاب في معارض الكتب ودور العلم في العالم العربي بأسره.

مكتبة متميزة

فالمكتبة بهذه الحصيلة نجزم أنها مميزة بمثل ما يميزها مبناها التراثي ونقوشها الفاخرة وهي تضاف إلى المنجز المعرفي والعلمي للدكتور محسن الكندي الذي يتمثل في مؤلفاته التسعة عشر وأبحاثه الأكاديمية التي قدمها في المؤتمرات والندوات العلمية داخل البلاد وخارجها، كما أنها تمثل زادا معرفيا لطالما استفاد منه الباحثون وهو اليوم كذلك بين أيديهم في هذه المكتبة العلمية.

حصيلة ما كتب وحبّر

والجدير ذكره في هذا المقام أن الدكتور محسن الكندي مثل نقطة مهمة في ثقافتنا العمانية من خلال ما كتب وحبر خلال السنوات الثلاثين الماضية نتج عنه مؤلفات نذكر منها على سبيل المثال كتب الشيبة محمد بن عبدالله السالمي بأجزائه الأربعة الذي فاز بجائزة السلطان قابوس للعلوم والثقافة في دورتها الأولى عام 2013 ونال على إثرها وسام السلطان قابوس -طيب الله ثراه- من الدرجة الأولى وكتاب عبدالله الطائي (حياة ووثائق) الذي صدر عن رابطة الأدباء في الكويت وعبدالله الطائي (ريادة الأدب العماني الحديث)، والصحافة العمانية المهاجرة والشعر العماني في القرن العشرين بجزأيه الأول والثاني والسطر الأول بأجزائه الأربعة ومناخات جبل الشيبة، والشيخ إبراهيم بن أحمد الكندي عالم النحو والأصول، وفجر الثقافة العمانية بجزئيه الأول والثاني، وسيضاف إلى ذلك كتابان بصدد صدورهما وهما: مدونة شعراء عمان، والتاريخ الاجتماعي بولاية إبراء.

مشروع حياة

والمكتبة مشروع حياة تواصل مع مراحل المؤسس الدكتور محسن الكندي العلمية والتعليمية وتتواكب مع توجهات المؤسس لخدمة المجتمع ودعم البحث العلمي خاصة أنها تقع في حاضرة عمانية مهمة في ولاية إبراء التي توجد بها جامعة الشرقية وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية وستعضد الحراك الثقافي في الولاية.

فالمكتبات منارة للأجيال الجديدة المتعطشة لمعرفة مسارات الواقع الاجتماعي وما خلفه الأجداد والأسلاف من ميراث علمي ظل طيلة العقود الأخيرة في أدراج الملاك والخزائن الخاصة وهما مهمان في فهم حركة الشخصية العمانية المحلية التي ما فتئت تعبر رحال العلم بخطى واثقة ورؤى عميقة تواكب بها مثيلاتها العربيات التي قدمت آثارا طبعت ونشرت وصنفت وهي اليوم مصادر لأجيالنا الحاضرة والقادمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه المکتبة فی هذا فی هذه

إقرأ أيضاً:

أكثر من 10 ملايين ريال لتنفيذ مشروعات خدمية وتطويرية بإبراء

العُمانية: ينفذ مكتب محافظ شمال الشرقية ممثلًا في بلدية شمال الشرقية، عددًا من المشروعات الخدمية والتطويرية في ولاية إبراء بمختلف المجالات والقطاعات بتكلفة تقدر بأكثر من 10 ملايين ريال عُماني.

وقالت زبيدة بنت سالم الشيذانية، المتحدث الرسمي بمكتب محافظ شمال الشرقية: جاءت المشروعات المنفذة في ولاية إبراء ضمن جملة المشروعات التي تنفذها بلدية شمال الشرقية في إطار الخطة العامة للمشروعات الخدمية والتطويرية في مجالات الطرق الداخلية والخدمات، والصيانة العامة، بالإضافة إلى المشروعات التطويرية والتنموية والمتمثلة في إنشاء الأسواق والمتنزهات وغيرها من المشروعات التي تقدم خدمة للمجتمع وأفراده.

وأشارت إلى أبرز المشروعات التي يتم تنفيذها في ولاية إبراء، كمشروعات الطرق الداخلية في عدد من القرى بالولاية، وصيانة وإصلاح الطرق المتضررة، وإقامة ملاعب أطفال، وبعض الأعمال الإضافية في مشروعات قائمة مثل الحدائق والمتنزهات والمماشي العامة بالولاية.

وأكدت الشيذانية بأن هذه المشروعات ستسهم في تطوير الولاية وتوفير مرافق خدمية للمواطن والمقيم وللزوار، فضلًا عن إبراز الجانب الجمالي والسياحي الذي تتمتع به ولاية إبراء، حيث تضم العديد من الأماكن الأثرية التاريخية والسياحية، كما ستسهم في تعزيز هذه المجالات مستقبلًا بما يخدم الجوانب التطويرية الخدمية العامة.

من جانبه قال المهندس محمد بن سالم التوبي، مدير دائرة المشاريع ببلدية شمال الشرقية حول تفاصيل المشاريع: تبلغ تكلفة المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها في ولاية إبراء 10 ملايين و105 آلاف و475 ريالًا عُمانيًّا، مقسمة على عدد من المشاريع الخدمية والتطويرية بالولاية بمبلغ إجمالي لها 620 ألفًا و700 ريال عُماني.

وحول مشاريع الطرق الداخلية وأعمال الصيانة في عدد من الطرق المتضررة، أضاف المهندس مدير دائرة المشروعات: تنفذ المحافظة عددًا من المشروعات بهذا القطاع، تتمثل في البدء في رصف طرق الربط بالولاية الحزمة الأولى والتي تشمل قرى "جديا - جفر غراب - الغبيرة" لمسافة أكثر من 12 كم حيث تقدر نسبة الإنجاز حتى الآن بـ5 بالمائة، بالإضافة إلى مشروع رصف طرق الربط بين قرى "كدير - المار - الفرعة – سيم حيم" بطول 17.650 كم وبلغت نسبة الإنجاز بالمشروع 10 بالمائة.

وأضاف التوبي أن من بين مشاريع الرصف، مشروع تصميم ورصف الطرق الداخلية بولايتي إبراء ووادي بني خالد بطول 10 كم حيث وصلت نسبة الإنجاز بالمشروع 45 بالمائة، بالإضافة إلى مشروعات تصميم ورصف الطرق الداخلية بعدد من قرى الولاية بأطوال تقارب 27 كم وبنسبة إنجاز بلغت 95 بالمائة، وكذلك صيانة بعض الطرق المتضررة في الولاية، حيث وصلت نسبة الإنجاز بهذا المشروع إلى قرابة 95 بالمائة.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يميّز أسبوع الموضة الرجالي في باريس هذا العام؟
  • حلقة القاهرة النقدية تناقش مشروع الدكتور يسري عبدالله.. الأحد
  • قطعة أثرية يمنية نادرة برأس ثور مهيب تعرض غدًا في مزاد ببرشلونة!
  • اختتام فعاليات أسبوع التقني الصغير بإبراء
  • أكثر من 10 ملايين ريال لتنفيذ مشروعات خدمية وتطويرية بإبراء
  • عرض تمثال أثري يمني من القرن الأول قبل الميلاد للبيع في إسبانيا
  • مستشفى الكندي يهنئ جلالة الملك وولي العهد بمناسبة ذكرى رأس السنة الهجرية
  • طريق النهضة: التعليم والثقافة كمشروع عملي
  • مدير مكتبة الإسكندرية يستقبل أطفال مستشفى 57357 لزيارة المكتبة
  • افتتاح الملتقى الأول للتوظيف والإبداع بكلية الفنون الجميلة تحت شعار: "من الإبداع إلى الاحتراف"