أشاد الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بالإقبال الكثيف للمصريين الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري أبدى وعيًا عميقًا وحكمة بالغة بمشاركته الواسعة والملتزمة في هذه العملية الديمقراطية المهمة.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن مصر قد ولدت من جديد بفضل هذا الوعي، فقد أثبت الشعب المصري للعالم بقرار التصويت واختياره للرئيس عبد الفتاح السيسي رغم التحديات الاقتصادية التي فرضتها الأزمات العالمية، أنه شعب واعٍ وحكيم، وأنه شعب لا يتأثر بالدعايات المضللة والمؤامرات التي تحاك ضدَّه وضد الدولة المصرية، بل يؤمن إيمانًا راسخًا بضرورة الحفاظ على وحدة الصف وتحدي كل من يريد زعزعة استقرار البلاد وتقويض أمنها.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الشعب المصري يثبت في كل مراحل تاريخه أنه شعب حضاري، وأنه شعب مؤمن يدرك واجباته الوطنية، وأنه شعب قد أثبت في كل المواقف وفي كل التحديات مدى حبه لوطنه مصر، ومدى استعداده للبذل والتضحية من أجلها.

واعتبر المفتي أن هذه المشاركة الراقية هي تأييد ودعم مطلق للجمهورية الجديدة، جمهورية المواطنة، القائمة على العلم والوعي الرشيد.

وفي رده على سؤال عن العقبات التي تواجه تجديد الخطاب الديني باعتباره ملمحًا ضروريًّا من المواطنة والجمهورية الجديدة، أشاد فضيلته بالجهود المبذولة في هذا الإطار من جميع مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن أعداء الوطن دائمًا ما يقللون من جميع الجهود المبذولة في أي مجال من المجالات سواء دينية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية.

وقال مفتي الجمهورية: إننا رأينا دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني على أنها تكليف لنا كسائر المؤسسات الدينية الرسمية، وقد لبَّت دار الإفتاء دعوته، فهي دعوة منطلقة من الحفاظ على الثوابت لمعالجة قضايانا المعاصرة في ضوء فهم سديد للنصوص الشرعية، مشيرًا إلى أن التجديد مقصدٌ شرعي أصيل، وليست دعوات حادثة، فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك التجديد وظيفةٌ دينيةٌ شرعية تكفَّل سبحانه وتعالى بتقييد مَن يقوم بها على الدوام، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يجدد لها أمر دينها».

وشدَّد مفتي الجمهورية على أن الخطاب الديني بات في حاجة ماسة إلى التجديد، وبخاصة في القضايا والموضوعات التي هي بمثابة قاسم مشترك بين شعوب الأرض قاطبة، مثل الرحمة والدعوة إلى مكارم الأخلاق، والمساهمة في سعادة إنسان العصر، وكذلك مواجهة الكوارث التي أنتجها الخطاب الديني المتطرف.

وأكد مفتي الجمهورية أن تراثنا الإسلامي في المقام الأول هو مجموعة القيم الإنسانية والحضارية التي انبثقت أنوارها من القرآن الكريم والسنَّة المطهرة، بل المتتبِع لمنهج الفقهاء يلحظ الاهتمام البالغ بالرحمة حتى بالحيوان، فنجدهم أجازوا الوقف على الحيوانات الضالة التي لا مأوى لها كالكلاب والقطط، من أجل رعايتها وتطبيبها وتقديم الطعام إليها.

وأوضح المفتي أن مسئولية الفرد تجاه وطنه لا تقتصر على مجرد وضع ورقة في صندوق الانتخابات لاختيار الأفضل، بل عليه العمل والجد والمثابرة لتحقيق رفعة الوطن، فمسئولية الفرد هي مسئولية فردية، وهي أساس للمسئولية الجماعية، مشيرًا إلى أنَّ حديث السفينة فيه تأسيس لمبدأ الضبط الاجتماعي، لأنه إذا غاب تحوَّل المجتمع إلى العشوائية والتخبُّط، وهو يرسِّخ كذلك مبدأ المسئولية المشتركة عند الفرد في شتَّى شئونه ومراحله، بما يُعْلي من قيمة المسئولية الفردية، ويؤكِّد أنها أساس للمسئولية الجماعية، ويدل على ضرورة قيام كل فرد بدَوره على أكمل وجه من عمل واجتهاد لرفعة الوطن.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإعلامي حمدي رزق الانتخابات الرئاسية الخطاب الديني الرئيس السيسي الشعب المصري تجديد الخطاب الديني مصر مفتي الجمهورية مفتی الجمهوریة الخطاب الدینی

إقرأ أيضاً:

مجلس جامعة طنطا يناقش آليات دعم المبادرة الرئاسية تحالف وتنمية

انعقد اليوم الاجتماع الدوري لمجلس جامعة طنطا عن شهر يونيو برئاسة الدكتور محمد حسين رئيس جامعة طنطا، بحضور الدكتور فؤاد هراس رئيس جامعة طنطا الأسبق، والدكتور عبد الحكيم عبد الخالق رئيس الجامعة الأسبق، والدكتور محمود سليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور حاتم أمين نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وعمداء الكليات، والمستشار القانوني للجامعة، وأمين عام الجامعة.

جهود رئيس جامعة طنطا 

في مستهل الاجتماع، أعرب الدكتور محمد حسين عن عميق تعازيه لأسر شهداء حادث الطريق الإقليمي الأليم، داعين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، كما هنأ المجلس الشعب المصري والقيادة السياسية بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، مؤكداً على الدعم الكامل للجامعة للقيادة السياسية في خطواتها الواثقة نحو بناء الجمهورية الجديدة وتحقيق التنمية الشاملة، مثمنا القرار الصادر من الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بشأن إعفاء أبناء الشهداء من المصروفات الدراسية، وتخفيض 50% لأسر المصابين، مؤكداً على أن هذا القرار يعكس التقدير العميق لتضحيات أبناء الوطن ويؤكد على الالتزام بدعم أسرهم.

دعم الخدمات بجامعة طنطا 

أكد رئيس جامعة طنطا على أن المنظور المؤسسي لجامعة طنطا يتوافق بشكل كامل مع مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ومستهدفات رؤية مصر 2030، وأن الجامعة ماضية في طريقها لتحقيق التميز الأكاديمي والبحثي وخدمة المجتمع بكافة فئاته، مشيرا إلى حرص الجامعة على دعم المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، مؤكداً على تسخير كافة إمكانيات الجامعة البشرية والمادية لخدمة أهداف هذه المبادرة الوطنية الهامة. وفي هذا السياق، قدم رئيس الجامعة عرض تقديمي مفصل عن خطة جامعة طنطا الاستراتيجية، تضمن آليات التنفيذ والأولويات المستهدفة التي تراعي المنظور القومي والإقليمي، وذلك في ضوء قيادة الجامعة لتحالف جامعات إقليم الدلتا، مما يعكس دورها الريادي في المنطقة.

جهود أعضاء هيئة التدريس 

كما أشاد د. حسين بالجهود المتواصلة والمخلصة التي يبذلها أعضاء هيئة التدريس ومعاونوهم والعاملون بالجامعة، مؤكداً أن هذه الجهود قد أثمرت عن تحسن ملحوظ في التصنيف الدولي للجامعة، وقد انعكس هذا التحسن إيجاباً على زيادة اعداد الطلاب الوافدين بالجامعة بنسبة 34% لتصل الى 2918 طالبا، مما أدى إلى زيادة ملموسة في الحصيلة الدولارية للجامعة، والتي بلغت قرابة 9 مليون دولار خلال العام الدراسي الحالي، وهو ما يمثل نقلة نوعية في الموارد الذاتية للجامعة.

تبادل الخبرات 

واستكمالا لجهود الجامعة في تعزيز الشراكات الدولية، استعرض رئيس الجامعة تفاصيل زيارة وفد جامعة طنطا لجامعة كانتابريا الإسبانية، مؤكداً على الدور المحوري لمثل هذه الزيارات في فتح آفاق جديدة للتعاون الأكاديمي والبحثي وتعزيز فرص الجامعة في إبرام شراكات دولية فعالة. وفي سياق متصل، أشار رئيس الجامعة إلى استقبال الجامعة لـ 55 طالبًا من جنسيات مختلفة من جامعة برادفورد البريطانية، ضمن برنامج التبادل الطلابي التدريبي المتميز بين كلية الهندسة والجانب البريطاني، مما يثري الخبرات الأكاديمية والعملية للطلاب.

الخدمات التعليمية 

وفي اطار تطوير الخدمات التعليمية والصحية، قدمت الدكتورة فاتن أبو طالب، عميد كلية طب الأسنان، عرضاً تقديمياً شاملاً عن جهود أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطاقم الإداري بالكلية في الحصول على موافقة المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية على التشغيل التجريبي لمستشفى طب الأسنان الجامعي، وهذا ما يؤكد حرص الجامعة على تقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية والتدريب العملي لطلابها.

طباعة شارك اخبار جامعة طنطا مجلس عمداء الكليات دعم المبادرات الشبابية تبادل الخبرات الباحثين أعضاء هيئة التدريس

مقالات مشابهة

  • اللجنة الرئاسية تواجَه بـ لاءاتحزب الله وموفد سعودي في بيروت ليلاً
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الخرطوم تعود بهدوء الحسم وذكاء الخطاب
  • هل أصبح الخطاب الغربي مقبولًا في ظل المعايير المزدوجة؟
  • مفتي الجمهورية: الأزهر هبة إلهية ومنارة حضارية تجسد رسالة الإسلام الوسطية
  • مشروع دستور غينيا يثير الجدل بتحديد الولاية الرئاسية
  • المفتي دريان في دمشق... إعادة وصل ما انقطع ورسائل تتجاوز الطابع الديني
  • مفتي القاعدة السابق يروي أسباب خروجه من التنظيم
  • ثاني وزير في الكاميرون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
  • مجلس جامعة طنطا يناقش آليات دعم المبادرة الرئاسية تحالف وتنمية
  • الحرية المصري: 30 يونيو ملحمة شعبية أنقذت الدولة وحددت ملامح بناء الجمهورية الجديدة