دورية على الطرق السريعة.. واشنطن تتحدث عن مواجهتها للحوثيين بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
أكد مسؤول أميركي كبير أن التحالف الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة بمشاركة دول عربية وأجنبية، يمكنه ردع وإحباط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، لوكالة "بلومبرغ"، السبت، إن التحالف البحري الدولي الجديد سيكون بمثابة "دورية على الطرق السريعة" لحماية الشحن في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين المدعومين من إيران، على الرغم من أنه لن تتم مرافقة السفن بشكل فردي.
وأضاف رايدر في مقابلة عبر الهاتف، الجمعة، أن القوة، التي أُعلن عنها، الاثنين، ستقوم بدوريات في “البحر الأحمر وخليج عدن للرد على السفن التجارية ومساعدتها عند الضرورة".
وأشار إلى أنه لا يريد التقليل من حجم التحدي، لكنه قال إن الجهود ستكون كافية "لطمأنة قطاع الشحن العالمي والبحارة بأنهم يستطيعون عبور منطقة البحر الأحمر بأمان".
وأعلنت كبرى شركات شحن الحاويات والنفط في العالم أنها ستوجه سفنها بعيدا عن البحر الأحمر بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها ميليشيات الحوثي في الأسابيع الأخيرة، وأدت إلى اضطراب أسواق الشحن وساعدت في رفع أسعار النفط.
وهاجمت حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران سفنا في مسارات الشحن بالبحر الأحمر وأطلقت طائرات مسيرة وصواريخ صوب إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل ما يزيد على شهرين، مما يسلط الضوء على المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
وتقول حركة الحوثي التي تسيطر على أغلب اليمن إن الهجمات هي إظهار للدعم للفلسطينيين وتعهدت بمواصلتها لحين وقف إسرائيل لحملتها العسكرية.
وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن المتجهة إلى إسرائيل أو تلك المملوكة لرجال أعمال إسرائيليين، وتعهدت بمواصلة الهجمات ضد شركات الشحن التجارية على طول البحر الأحمر، الذي يمر عبره نحو 12% من التجارة البحرية العالمية، حتى بعد إنشاء التحالف، وحذرت من أنها ستستهدف السفن الحربية الأميركية إذا اختارت الولايات المتحدة شن ضربات عسكرية على سفن أو قواعد الجماعة.
وأفادت بلومبرغ أن الولايات المتحدة تدرس القيام بعمل عسكري ضد الحوثيين، رغم أنها لا تزال تفضل الحل الدبلوماسي. وأعلنت واشنطن أنها حصلت حتى الآن على دعم 20 حليفا غربيا وعربيا لتعزيز قوة الحماية البحرية التابعة لها.
وقال رايدر: "في الوقت الحالي، ما زلنا نرى التحالف ينمو. نتوقع أن يستمر في النمو".
وقال البيت الأبيض، الجمعة، إن إيران "متورطة بعمق" في التخطيط لهجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، مستشهدا بمعلومات استخباراتية تظهر أن طهران ساعدت في شن الهجمات.
وحتى نهاية هذا الأسبوع، انخفض عدد السفن التي تدخل البحر الأحمر بأكثر من 40% مقابل المتوسط اليومي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وفقا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
ناقلات نفط تختفي قبالة ماليزيا مع تزايد الرقابة على شحنات إيران
الاقتصاد نيوز - متابعة
تختفي الناقلات المشاركة في محور حيوي من تجارة النفط بين إيران والصين من أنظمة التتبع الرقمي، في وقت يدفع فيه التهديد بفرض عقوبات أميركية إلى تغييرات تكتيكية تهدف إلى الحفاظ على تدفق شحنات النفط الخام.
خلال الأشهر الأخيرة، بات عدد متزايد من السفن يُطفئ أجهزة الإرسال والاستقبال عند الاقتراب من المياه الواقعة قبالة شرق ماليزيا، والتي تُعد نقطة محورية لعمليات نقل النفط الإيراني من سفينة إلى أخرى تمهيداً لشحنه إلى الصين. في السابق، كانت هذه الأجهزة نادراً ما تُعطل، ما يسمح برصد السفن وهي ترسو بجانب بعضها البعض.
رغم أن تكتيك الاختفاء الرقمي ليس جديداً، إلا أنه يُستخدم الآن بشكل أكثر انتظاماً قبالة سواحل ماليزيا لتفادي التدقيق. ويقول البيت الأبيض إن تجارة النفط الإيرانية تدر إيرادات تُستخدم في دعم ميليشيات مدعومة من طهران، من بينها حماس، وتسعى واشنطن للحد من هذه التدفقات عبر فرض عقوبات على السفن والموانئ ومصافي التكرير.
تحايل لإخفاء مصدر شحنات النفط قالت مويو شو، كبيرة محللي النفط الخام لدى شركة “كبلر” (Kpler) بسنغافورة، إن “عمليات النقل من سفينة إلى أخرى استُخدمت كوسيلة لإخفاء مصدر الشحنات”. وأضافت: “اليوم، تُعطل السفن إشارات التتبع لفترات أطول، مما يُصعب تتبع هذه التدفقات وربطها بمصدرها الأصلي، وهو إيران”.
من الأمثلة الحديثة على هذه الممارسات، ناقلة النفط العملاقة “فاني” (Vani)، وهي سفينة غير خاضعة للعقوبات، بُنيت عام 2004 وتبلغ سعتها مليوني برميل. في 15 مايو، أرسلت “فاني” وهي فارغة إشارة بموقعها قبالة شرق ماليزيا، ثم اختفت تماماً من أنظمة التتبع قبل أن تعاود الظهور بعد خمسة أيام وهي محملة بالكامل في نفس المنطقة، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها “بلومبرغ”.
وخلال فترة اختفائها، أجرت “فاني” عملية نقل شحنة نفط في 18 مايو مع السفينة “نورا” (Nora)، وهي ناقلة خاضعة لعقوبات أميركية سبق أن شحنت نفطاً إيرانياً من محطة تصدير جزيرة خرج، بحسب شركتي “كبلر” و”فورتيكسا” (Vortexa). وتشير بيانات الشركتين إلى أن “فاني” ترسل الآن إشارات تفيد بأنها تتجه إلى ميناء تشينغداو في الصين.
طرق ملتوية لتجارة النفط شركة “أفاني لاينز” (Avani Lines)، التي تتخذ من جزر مارشال مقراً لها والمالكة المسجلة لناقلة “فاني”، ليس لديها رقم هاتف أو بريد إلكتروني مدرج على بوابة الشحن البحري التابعة لشركة “إس آند بي غلوبال” (S&P Global).
تُعد المصافي المستقلة في الصين أكبر مشتري للنفط الخام الإيراني، إذ تجذبها البراميل ذات الأسعار المخفضة لما توفره من حماية لهوامش أرباحها الضئيلة عادةً. ورغم أن البيانات الرسمية الصينية تُظهر أن البلاد لم تستورد أي نفط من الدولة العضو في “أوبك” منذ عام 2022، إلا أن أرقاماً صادرة عن جهات مستقلة توضح استمرار تدفقات قوية.
استوردت الصين نحو 1.46 مليون برميل يومياً من إيران الشهر الماضي، بانخفاض عن مستوى مارس، الذي كان الأعلى خلال خمسة أشهر، بحسب شركة “كبلر”. وكانت التدفقات قد بدأت بالتراجع أواخر العام الماضي لكنها تعافت لاحقاً.
ومن بين الحيل المستخدمة للحفاظ على استمرارية التجارة بين طهران وبكين، برزت ظاهرة “ناقلات الزومبي”، وهي ناقلات تتبنى هويات سفن تم تخريدها سابقاً لتبدو وكأنها تعمل بشكل قانوني.
مناورات لإخفاء مسارات السفن في أبريل، جرى تنفيذ ما لا يقل عن ست عمليات نقل شحنات نفط من سفينة لأخرى قبالة سواحل ماليزيا باستخدام ناقلات عطلت أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها، بما في ذلك عملية واحدة تمت مع “سيلين” (Celine)، وهي ناقلة خاضعة للعقوبات الأميركية سبق أن حملت نفطاً إيرانياً من جزيرة خرج، بحسب بيانات “كبلر”. وفي نفس الشهر من العام الماضي، لم تُسجل سوى حالة واحدة لسفينة أوقفت إشاراتها.
يمكن تحديد السفن التي تُجري عمليات نقل النفط عبر تحليل صور الأقمار الصناعية، لكن هذه العملية تتطلب جهداً كبيراً وتعتمد جودة الصور على الأحوال الجوية. كما أنها تستلزم مطابقة الناقلات المرصودة مع صور لسفن معروفة الهوية، وهي عملية تستغرق وقتاً أطول وتبقى عرضة للأخطاء البشرية.
وخلال عرض قدمته للعملاء في سنغافورة مطلع أبريل وحضرته “بلومبرغ نيوز”، قالت إيما لي، كبيرة محللي السوق في شركة الاستخبارات “فورتيكسا”: “بات من الصعب بشكل متزايد تتبع هذه التدفقات الخاضعة للعقوبات”.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام