محمد فيّاض لـ24: الشعر والنثر بحران بينهما برزخ لا يلتقيان
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
أكد الشاعر السوري الدكتور محمد فياض أن أهم ما يميّز القصيدة هو ما يمسّ واقع الشاعر؛ فلا ينبغي أن يكون الشاعر في وادٍ وواقعه في واد آخر، وأن الشعر والنثر بحران بينهما برزخ لا يلتقيان إلا من حيث أنهما صنعة أدبية، ومضيفاً أن للبيئة تأثيراً كبير ً بلا ريب؛ من النواحي كلها؛ العاطفية والاجتماعية والمادية والمعنوية؛ وأكثر أشعاري منبعثة من واقع عشته (معاينة أو معاناة)، فالشاعر ابن بيئته.
وأضاف في تصريح خاص لـ24، حول رأيه بقصيدة النثر، حيث أنه يكتب الشعر الفصيح والغنائي: "الشعر والنثر بحران بينهما برزخ لا يلتقيان إلا من حيث أنهما صنعة أدبية؛ وإلا فلكلٍّ سماته وخصائصه؛ لذلك لا أرضى أن يُخلَط بينهما! قائلاً: "لا أحبِّذ تسمية النثر بالقصيدة؛ وإلا فهي لا تدخل عندي في باب (قصيدة) ولا في باب الشعر أصلًا إلا مجازًا!
ولا أرى تسمية النثر بـ(قصيدة) إلا عجزًا أو تجاوزًا لما هو معهود في هذا الفن".
وقال: "كنت أنصح مَن يستشيرني فيما يكتب (رجلًا أو امرأة) أنَّ موهبته (النثر) مثلًا وليس الشعر؛ فأقول له: لا تزهد بها ولا تكلّف نفسك ما لم تُؤتَ فتخسر الأمرَين معًا، وقد سمع النصيحة بعضهم فأبدع؛ وأعرض بعضهم فضاع ولم يوفَّق لفنٍّ منهما".
وعن أبرزسمات القصيدة المميزة برأيه يضيف: "هي القصيدة التي تتميز بأمور أهمها، قناعة الشاعر بما يكتب، وصدقه فيما يكتب، وإخلاصه لما يكتب (لغة وبلاغة وإبداعًا)،
هذا من حيث التميّز الحقّ، أما من حيث التميّز البلاغي واللغوي فقط؛ فلا يشترَط الأمران الأولان، وأهم ما يميّز القصيدة عندي هي ما يمسّ واقع الشاعر؛ فما ينبغي أن يكون الشاعر في وادٍ وواقعه في واد آخر".
وينصح الدكتور محمد فيّاض أصحاب المواهب الشعرية قائلا: "لا بد من متابعة القراءة في هذا الفن، وعدم الانقطاع عنه ما استطاع الشاعر، وأنصحه بالجمع بين مطالعة الشعر القديم والحديث؛ وأن لا يقتصر على نوع واحد من الشعر، وكذلك أنصحه بقراءة كتب الأدب؛ فهي تنمّي موهبته بشكل بديع، وقبل ذلك كله القرآن الكريم.
ومن وهبه الله هذه المنّة عليه أن يكون أول أخلاقه التواضع؛ من حيث عَرْض شعره على الكبار من أهل هذه الصنعة؛ وأن يكون له مرجعية في ذلك حتى يشتد عوده.
وأن لا يتعجّل في النشر قبل أن يعيد النظر مرّات فيما يكتب،
وأن يترك ما يكتب فترة ثم يعود إليه؛ ليجد نفسه أمام إبداع أفضل مما كتب من قبل."
وبالنسبة لأهم الموضوعات التي يتطرق لها فيَاض في أشعاره يقول: "أحب كتابة الوجدانيات والحِكَم، ثم موضوعات عامّة؛ كالتعليق على أمر أعجبني من أي نوع كان؛ في شخصية أو طعام أو شراب أو لباس، حتى في فنون الدعابة مع ما يعرِض لي في حياتي، وما أشبه ذلك، ثم المديح الصادق الذي ليس فيه شطط ولا خروج عن الحقيقة.
وعن تأثير البيئة المحيطة عليه يوضح: "كان للبيئة وما زال تأثير كبير بلا ريب؛ من النواحي كلها؛ العاطفية والاجتماعية والمادية والمعنوية؛ وأكثأشعاري منبعثة من واقع عشته (معاينة أو معاناة)، فالشاعر ابن بيئته؛ وأكثر أشعاري من هذا النوع؛ خاصة حينما شرعت في السفر؛ فكان لتأثيره النصيب الأكبر في ذلك، أما من حيث النشأة والتكوين؛ فالشخصية التي كان لها الفضل الأكبر في صقل موهبتي الشعرية، أولهم من حيث التشجيع والإعجاب والثناء هو أبي رحمه الله، وأخي الشقيق وهو شاعر كذلك، ومن الناحية العلمية والأدبية فهو أستاذي (الدكتور محمد علي سلطاني) رحمه الله؛ كان له الفضل الأكبر في تشجيعي وتنمية موهبتي؛ من حيث اهتمامه وتقديره وتعاهده شعري أول ما عرضته عليه، وأهمّ ما كان يميّز هذا الأستاذ الكبير هو تواضعه لطلابه؛ في توجيههم الصحيح القويم.
أقول هذا لأني أول ما عرضت بيت شعر نظمته وأنا ابن 15 ربيعًا على أستاذٍ لنا؛ فكان تفاعله معي غير مرضيّ؛ ولولا لطف الله لكرهت الشعر والأدب من تلك الساعة؛ لكن لله في ذلك حكمة فله الحمد.
ثم أصدقائي الذين كانوا معي في الدراسة؛ والمذاكرة معهم في الأدب والشعر، وما يكون في ذلك من مسامرات وتبادل آراء في هذا الشأن".
يشار إلى أن للشاعر فياض أكثر من 6 مؤلفات مخطوطات بانتظار الطباعة والنشر يوما ما .
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة سوريا أن یکون ما یکتب فی واد من حیث فی ذلک
إقرأ أيضاً:
زعيما تايلاند وكمبوديا يلتقيان في ماليزيا لإجراء محادثات لإنهاء الأعمال العدائية
كمبوديا"أ.ف.ب": ذكرت الحكومة التايلاندية أن زعيمي تايلاند وكمبوديا سيلتقيان في ماليزيا غدًا الاثنين لإجراء محادثات لإنهاء الأعمال العدائية.
وذكر جيرايو هوانجساب، المتحدث باسم مكتب القائم بأعمال رئيس وزراء تايلاند، إن القائم بأعمال رئيس الوزراء فومتام ويتشاياتشي سيحضر محادثات الغد استجابة لدعوة من رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم لبحث جهود السلام في المنطقة.
وأضاف المتحدث أن نظيره الكمبودي هون مانيت سيحضر أيضا المحادثات، على الرغم من أن الجانب الكمبودي لم يؤكد ذلك على الفور.
الى ذلك، تبادلت كمبوديا وتايلاند القصف المدفعي لليوم الرابع على التوالي اليوم الأحد، مع الإعلان عن استعدادهما للبحث في وقفٍ لإطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة.
وتخوض الدولتان الواقعتان في جنوب شرق آسيا الاشتباك الأعنف بينهما في إطار نزاع على الأراضي متواصل منذ منذ حوالى 15 عاما. وأسفر تبادل إطلاق النار وعمليات القصف والغارات الجوية عن مقتل 34 شخصا على الأقل كما تسبّب في نزوح نحو 200 ألف شخص.
وأكد الجانبان اللذان تواصل معهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّهما يريدان بدء محادثات، ولكنّ القتال استؤنف في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، في ظل تبادل الاتهامات بهذا الشأن.
واندلعت التوترات في البداية بين البلدين صباح الخميس الماضي، بسبب معابد قديمة متنازع عليها منذ فترة طويلة قبل أن تنتشر المعارك على طول الحدود الريفية التي تتميز بالغابات البرية والأراضي الزراعية حيث يزرع السكان المحليون المطاط والأرز.
قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مايلي سوشياتا، إنّ تايلاند هاجمت معبدَين متنازعا عليهما في شمال غرب البلاد فجر اليوم الاحد.
وأضافت في بيان أن بانكوك ارتكبت "أعمالا عدائية ومنسّقة"، مندّدة بـ"الأكاذيب والذرائع الكاذبة" التي استخدمها الجيش التايلاندي لتبرير "الغزو غير القانوني".
من جانبها، أشارت وزارة الخارجية التايلاندية إلى أنّ الجيش الكمبودي أطلق "نيران مدفعية ثقيلة" مستهدفا "منازل مدنيين" في مقاطعة سورين.
وأكدّت أنّ "أي وقف للأعمال القتالية مستحيل ما دامت كمبوديا تُظهر افتقارا صارخا لحسن النية وتستمر بشكل متكرّر في انتهاك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني".
كذلك، اتهم الجيش التايلاندي كمبوديا اليوم باستخدام "أسلحة بعيدة المدى".
في الاثناء، أخلت السلطات التايلاندية المزيد من المدارس والمستشفيات في إقليم بوري رام شمال شرق تايلاند، بعد سقوط قذائف على مسافة أبعد من الحدود مع كمبوديا.
ونصحت السلطات السكان المحليين بالانتقال بعيدا عن المناطق الخطيرة إلى منازل أقربائهم ومراكز إيواء في المدارس والمعابد البوذية، بعيدا عن المناطق الواقعة ضمن دائرة هجمات المدفعية والأسلحة الثقيلة، حسب صحيفة بانكوك بوست التايلاندية اليوم الأحد.
وأرسلت العديد من المنظمات ومؤسسات الإنقاذ الحكومية مركبات لنقل النازحين، الذين ليس لديهم مركبات خاصة. ونقل رجال الإنقاذ أيضا الأشخاص ذوي الإعاقات والمواطنين المسنين والأطفال والمرضى طريحي الفراش من منازلهم ومستشفياتهم.
في الأيام الأخيرة، اندلعت اشتباكات في المناطق الساحلية للدولتين على خليج تايلاند، على بعد حوالى 250 كيلومترا جنوب غرب خطوط المواجهة الرئيسية.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تحدث مع الزعيم الكمبودي هون مانيت ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومثام ويتشاياتشاي، مضيفا أن الجانبين اتفقا على الاجتماع و"التوصل بسرعة" إلى وقف لإطلاق النار.
ورحّب ترامب بـ"محادثتين جيدتين للغاية" وأعرب منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال" عن أمله في أن تتفق "الدولتان الجارتان على مدى سنوات عديدة مقبلة".
وأعلنت بانكوك في وقت سابق من اليوم أنّها توافق من حيث المبدأ على الدخول في وقف لإطلاق النار مع كمبوديا.
وأكدت الخارجية التايلاندية حصول اتصال هاتفي بين ترامب وويتشاياشاي، مضيفة على منصة اكس "مع ذلك، تود تايلاند أن ترى نية صادقة من الجانب الكمبودي".
وأصدر رئيس الحكومة هون مانيت تعليمات لوزير خارجيته براك سوخون للتنسيق مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو من أجل "إنهاء" الصراع.
وتجري تايلاند وكمبوديا محادثات مع البيت الأبيض بشأن الرسوم الجمركية الباهظة التي ستفرضها الولايات المتحدة ابتداء من الأول من أغسطس، والتي ستؤثر على الاقتصادين اللذين يعتمدان على التصدير.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "من غير المناسب" العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن قضية التجارة قبل "توقف" القتال.
كذلك، حثّت الأمم المتحدة الدولتين امس على التوصل "فورا" لوقف لإطلاق النار.
وصلت العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين اللتين تربطهما علاقات ثقافية واقتصادية غنية، إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وأسفرت الاشتباكات الجارية عن مقتل 21 شخصا على الجانب التايلاندي، بينهم ثمانية عسكريين، بينما أفادت كمبوديا عن مقتل 13 شخصا بينهم خمسة عسكريين.
وأجلي أكثر من 138 ألف تايلاندي من المناطق ذات المخاطر المرتفعة، وفقا لبانكوك، كما تم إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من الجانب الكمبودي من الحدود، وفقا لبنوم بنه.
يختلف البلدان على ترسيم حدودهما المشتركة، التي حُددت خلال فترة الهند الصينية الفرنسية. وقبل القتال الحالي، كانت أعنف اشتباكات مرتبطة بهذا النزاع هي تلك التي جرت حول معبد برياه فيهيار بين العامين 2008 و2011، وأسفرت عن مقتل 28 شخصا على الأقل ونزوح عشرات الآلاف.
أصدرت محكمة الأمم المتحدة حكما لصالح كمبوديا مرّتين، في العامي 1962 و2013، بشأن ملكية معبد برياه فيهيار المُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمنطقة المحيطة به.