جريدة الوطن:
2024-06-12@04:37:09 GMT

بواكير الاهتمام الغربي بسلطنة عمان

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

بواكير الاهتمام الغربي بسلطنة عمان

انطلقت حركة الاستشراق في إقليم سلطنة عُمان في وقت مبكِّر من القرن السابع عشر، وذلك مع وصول المبشِّرين المسيحيِّين إلى المنطقة. علمًا أنَّ أوَّل هؤلاء المبشِّرين هو الأب البرتغالي «فرانسيسكو مينديس بيريس» Perez، الَّذي وصل إلى مدينة مسقط في عام 1579، حيث أصدر كتابًا عن رحلته إلى عُمان، وتضمَّن هذا الكتاب معلومات مُهمَّة عن تاريخ وثقافة عُمان.


وفي القرن الثامن عشر، بدأ المستشرِقون الأوروبيون اهتمامهم الجادَّ بدراسة عُمان. وكان من أبرز هؤلاء المستشرِقين هو الألماني «فردريك روبنسون»Frederick Robinson، الَّذي أصدر كتابًا عن (جغرافيَّة عُمان) عام 1798. كما أصدر المستشرِق الفرنسي «جان بابتيست بيروني» Juan Beroni كتابًا آخر عن تاريخ عُمان في عام 1799. وفي القرن التاسع عشر، واصل المستشرِقون الأوروبيون اهتمامهم بدراسة إقليم سلطنة عُمان. وكان من أبرز هؤلاء المستشرِقين هو البريطاني «جون جوردون لوريمر» John Gordon Lorimar (1870-1904)، الَّذي أصدر كتابًا عن تاريخ وحضارة عُمان في عام (1880). كما أصدر المستشرِق الألماني «كارل بروكلمان» Carl Brokelmann كتابًا عن تاريخ الإسلام، والَّذي تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ عُمان. وكان للمستشرِقين الأوروبيِّين تأثير كبير على دراسة تاريخ وثقافة إقليم سلطنة عُمان. زدْ على ذلك أنَّهم أسهَموا في نشر المعلومات عَبْرَ الغرب عن الإقليم، خصوصًا بَيْنَ الأوساط العلميَّة الأوروبيَّة، كما ساعدوا في تعزيز الاهتمام بالبحث العلمي في مجال «الدراسات العُمانيَّة». أمَّا أبرز المستشرِقين الَّذين درسوا في إقليم السَّلطنة، فهم: البرتغالي فرانسيسكو مينديس بيريس Perez (1520-1599)، وكان أوَّل المستشرقين الَّذين درسوا منطقة عُمان. وقد أصدر كتابًا عن رحلته إلى عُمان، تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ وثقافة المنطقة. أمَّا المستشرق الألماني فردريك روبنسون (1735-1805) فقَدْ أصدر كتابًا عن جغرافيَّة عُمان عام 1798، بَيْنَما جاء دَوْر المستشرِق الفرنسي جان بابتيست بيروني (1747-1828)، إذ أصدر كتابًا عن تاريخ عُمان في عام 1799. وقَدْ تلاهم المستشرِق البريطاني جون جوردون لوريمر (1821-1888) الَّذي أصدر كتابًا عن تاريخ وحضارة عُمان عام 1880. ثمَّ جاء دَوْر المستشرِق الألماني كارل بروكلمان (1849-1956)، إذ أصدر كتابًا عن تاريخ الإسلام، والَّذي تضمَّن معلومات مُهمَّة عن تاريخ عُمان.ر لقَدْ تناول المستشرِقون الأوروبيون دراسة المجالات الآتية في منطقة عُمان: (1) التاريخ، حيث أسهَموا في جمع ونشر المعلومات عن تاريخ عُمان منذ العصور القديمة حتَّى العصر الحديث؛ (2) الجغرافيا، حيث أسهَموا في رسم خرائط المنطقة ودراسة تضاريسها وخصائصها الطبيعيَّة؛ (3) الثقافة، حيث أسهَموا في دراسة اللُّغة العربيَّة والأدب العُماني والفنون العُمانيَّة. وقَدْ كان للمستشرِقين الأوروبيِّين تأثير كبير على تورخة الإقليم العُماني ودراسة ثقافته. زدْ على ذلك أنَّهم أسهَموا في نشر المعلومات عن المنطقة بَيْنَ الأوساط العلميَّة الأوروبيَّة المتخصِّصة حقبة ذاك. كما ساعدوا في تكريس الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الدراسات العُمانيَّة. وفيما يلي بعض الآثار الَّتي تركها الاستشراق الأوروبي على دراسة عُمان، فقَدْ نشروا المعلومات عن إقليم السَّلطنة تاريخًا وثقافة وجغرافية، الأمْرُ الَّذي أسهَم في زيادة وتكريس الوعي الأوروبي بالسَّلطنة. كما أنَّهم أثاروا الاهتمام بالبحث العلمي بالسَّلطنة، إذ أسهَمت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين في إطلاق الاهتمام بالبحث العلمي في مجال الدراسات العُمانيَّة، الأمْرُ الَّذي قاد إلى ظهور العديد من الدراسات العلميَّة حَوْلَ السَّلطنة فيما بعد. وقَدْ أدَّت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين أعلاه إلى ظهور المزيد من الدراسات النقديَّة حَوْلَ أعمال المستشرِقين أنْفُسهم، ممَّا أسهَم في تطوير البحث العلمي في مجال «الدراسات العُمانيَّة». وعلى الرغم من الآثار الإيجابيَّة الَّتي تركها الاستشراق على دراسة سلطنة عُمان، إلَّا أنَّه قاد كذلك إلى بعض الآثار السلبيَّة، مِثل:
النظرة الاستشراقيَّة الاستعلائيَّة الَّتي ميَّزت أعمال المستشرِقين الأوروبيِّين بنظرة نمطيَّة حيال السَّلطنة، فكانت هذه نظرة تعتمد تعميمات وأحكامًا مسبقة، لبالغ الأسف. وكان جلُّ تركيز المستشرِقين على الجانب المادِّي، إذ ركز المستشرِقون الأوروبيون على دراسة الجانب المادِّي لسلطنة عُمان، مِثل التاريخ والجغرافيا، دُونَ الاهتمام بدراسة الجوانب الروحيَّة والاعتباريَّة والثقافيَّة.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العلمی فی مجال المعلومات ع ة عن تاریخ على دراسة ع مان فی ة ع مان فی عام

إقرأ أيضاً:

للمعلومية

الدكتور علي الغامدي وهو دبلوماسي سعودي سابق قال في كتاب له لم يطبع بعد:( إن الباكستانيين شديدو التعلُّق بالمدينة المنورة ) ودلّل على ذلك بموقف طريف خلال زيارة وفد باكستاني تجاري وكانت الغرفة التجارية قد أقامت حفل استقبال لهذا الوفد.

وورد أثناء كلمات الترحيب والرد عليها أن أحد أعضاء الوفد جاء من المدينة المنورة ولم أعد أذكر اسمه فما كان من نائب رئيس الغرفة -وكان من رجال الأعمال البارزين- إلا أن قال على الميكروفون وقد أشار إلى العضو القادم من المدينة المنورة: “إني أشعر برغبة في احتضانك وتقبيلك ما دمت قادماً من المكان الذي يسكنه الحبيب المصطفى” .

وقد نشرت في هذا العمود الأسبوع الماضي قصة عمران خان رئيس وزراء باكستان السابق حين قدم المدينة المنورة فلم ينتعل فيها احتراماً لساكنها عليه الصلاة والسلام.

وقرأ المقال الأستاذ محمد الكثيري ،فأرسل إليّ تعليقاً يقول فيه: ” وأذكر كذلك أن الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- كان لا يمشي في المدينة المنورة إلا حافي القدمين معلّلاً ذلك بالقول: لعل قدمي تطأ مكانا وطئته قدم الحبيب صلى الله عليه وسلم.

لقد سررت عندما سلمني الأستاذ خالد المعينا، رئيس مجلس إدارة البلاد للصحافة والنشرسابقا مسودة كتاب الدكتور الغامدي للتصحيح وكان بعنوان “40 سنة في مضارب الدبلوماسية” فقلت له لا بدّ من اسم المؤلف الثلاثي لأن علي الغامدي يوجد منه آلاف. فقال لي: علي محمد سعيد الغامدي. وهذا الاسم مكرر كثيرا في القبيلة الكريمة. لكن ما دام المرحوم معه شهادة الدكتوراة فذلك أيسر في التعرف عليه. ثم إنه في الخارجية فصار علماً على رأسه نار.

ولدى قراءة الكتاب علمت أن المؤلف كان في إحدى السنين ذاهباً في إجازة وكان في مدينة بعيدة عن السفارة التي كان يعمل بها ،فأرسل برقية بانطلاقه في إجازته، ولكنه ختم البرقية بكلمة “للمعلومية”. وقد رنّت هذه الكلمة في جدران السفارة رنيناً مزعجاً فما كان السفير ولا موظفو السفارة يتقبلون أن يقول لهم مرؤوس أقل منهم في سلم الوظيفة “للمعلومية”. قال: وعاتبوني عتاباً قاسياً ومن ذلك قول السفير لي: أنت إنسان كبير. فقلت له: الكبير هو الله.

لقد وددت أن أتعرف على الكاتب لكن يا للخسارة فقد توفي رحمه الله في 28 إبريل 2024م. وترك للأجيال من بعده خلاصة تجربته الدبلوماسية في كتابه هذا. وهو نفس ما فعله الدكتور غازي القصيبي حين ألف كتاب “حياة في الإدارة”. ومن قبله أحمد أمين كتب ” حياتي” وطه حسين كتب “الأيام”.

وقد ورد عن عمر بن الخطاب حكمة أنقلها من ذاكرتي. “يكفينا ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ولم يبق لنا الا التجارب “. للمعلومية.

مقالات مشابهة

  • مباحثات بين الجزائر وسلطنة عمان لتحقيق الشراكة في القطاعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك
  • وزير الداخلية الإيطالي: المغرب بلد استراتيجي لإيطاليا
  • حزب "المصريين": الرئيس السيسي حريص على جعل القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام
  • للمعلومية
  • نادر عدلي لـ "البوابة نيوز": سفاح التجمع ظاهرة لا يجب الاهتمام بها
  • بحث جهود جذب الطلبة الدوليين للدراسة في مؤسسات التعليم العالي العمانية
  • مؤشرات أولية.. تفوق ساحق لحزب الحرية اليمينى فى انتخابات البرلمان الأوروبى
  • عمال النظافة من النسيان إلى «حياة كريمة»
  • تدشين لجنة "روّاد الكشافة والمرشدات" في عمان
  • أمير القصيم يوجه بتوثيق أسماء الطلبة المتفوقين ورصد تحصيلهم العلمي في كتاب يصدر بشكل سنوي