خبير: «حارس المدينة» ضد إنشاء دولة الاحتلال لاعتقادها أنه سيعجل بنهاية الدين اليهودي
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
قال د. أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ارتكب المجازر ضد البشرية، وكشف زيف الرواية الإسرائيلية، لافتاً إلى أنه كلما طال أمد الحرب رأينا مزيداً من الهجوم على ما يقوم به الاحتلال وخسارة للغطاء الدولى والدعم الشعبى والتأييد والتعاطف الذى أظهرته دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
كيف تتابع الدعم الذى تقدمه الجماعات اليهودية فى الخارج لغزة؟
- المذابح وحمام الدم التى ترتكبها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، خاصة أن أكثر من 70% من ضحايا العدوان فى قطاع غزة من النساء والأطفال، حركت الجماعات اليهودية فى العالم أجمع والتى لم تكن تنوى التحرك فى يوم من الأيام، وخاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تعد الحاضن والمؤيد الأول لليهود، واللافت أنه فى بداية شهر ديسمبر الحالى شهدت أمريكا خروج مظاهرة نظمها شباب يهود تحت اسم «الصوت اليهودى من أجل السلام»، وصحيح أن العدد الذى شارك كان عدداً محدوداً ولكن كان له تأثير ودلالات كبيرة جداً، أبرزها أن هناك أصواتاً بدأت ترتفع فى جميع دول الغرب من أجل إنهاء هذا العدوان والوصول إلى السلام، وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك جماعة يهودية أخرى تدعى «حارس المدينة» وهى ضد قيام دولة الاحتلال من ناحية دينية، لأن معتقدهم الذى يؤمنون به أن إنشاء الدولة سيعجل من نهاية الدين اليهودى.
ما تأثير تلك التظاهرات على الرأى العام واستقرار الاحتلال؟
- بالطبع هذه التظاهرات تزعج الاحتلال الإسرائيلى، ولذلك اهتم الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات بهذه الفئة فى فترات سابقة، وسمح لهم بالوجود فى البرلمان والحكومة الفلسطينية، وبالتالى كان لهم دور فعال فى الحالة السياسية الفلسطينية، ولابد أن أنوه بأن جزءاً منهم ينتمون للسامريين الموجودين فى نابلس، ولكن التيار الأغلب المعارض للكيان المحتل يعيشون فى أوروبا وأمريكا، وهناك أيضاً منظمة ظهرت بشكل لافت جداً هى منظمة يهودية فى الأساس، «جى ستريت»، وتعارض حل الدولة الواحدة الذى يقوم به الاحتلال وتؤيد قرار حل الدولتين، وبرز نشاطها بشكل كبير أثناء حكم الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، عندما أصر على دعم الاحتلال، وبناء عليه خرجوا فى مظاهرات مطالبين بالحق الفلسطينى، وهذه المؤسسات اليهودية الخالصة لها تأثير كبير، وهدفها إنهاء الحرب على غزة والبدء فى خطوات فعلية لحل الدولتين، كما أنّ لها دوراً كبيراً فى تغيير الرأى العام اليهودى، لأن نشاطها يرهق دولة الاحتلال ويرى زعماؤها ضرورة وقف تحركاتها.
فى رأيك ماذا بعد دفع سكان غزة إلى أقصى جنوب القطاع؟
- ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلى من الإصرار على إزاحة الكتلة السكانية الكبيرة فى قطاع غزة باتجاه الحدود المصرية، خاصة ما يحدث فى خان يونس، ووصول عدد من لجأوا إلى رفح حتى هذه اللحظة بين مليون وخمسين ألفاً إلى مليون ومئتى ألف، فى حين أن الطاقة الاستيعابية فى رفح لا تستوعب أكثر من مئتى ألف، يعنى بشكل منطقى أن الاحتلال يريد أن يحقق ما قاله فى اليوم الأول، وإزاحة عدد كبير جداً من سكان قطاع غزة باتجاه مصر، وهذا يمثل ضربة كبيرة للقضية الفلسطينية وإنهاء المشروع الوطنى، والقيادة المصرية تتفق مع الفلسطينيين على رفض التهجير، وأبلغت الأمريكان أنه إذا حدثت إزاحة قطاع غزة إلى سيناء فهذا سيهدد العلاقة بين مصر وإسرائيل، وهذا ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ بداية الأزمة.
قرار مجلس الأمن الأخيرقرار مجلس الأمن أُفرغ من محتواه وأصبح بلا قيمة، لأن هذا القرار الذى عُدل 5 مرات لإرضاء واشنطن، أُخرج منه وقف إطلاق النار، وأُخرج منه موضع الهدن الإنسانية، حتى ليلة أمس أُخرج منه الشق الأخير وهو الهدن الإنسانية لإدخال المساعدات، وأهل غزة لا ينتظرون المساعدات فقط، لأنها بالعادة لا تفى بشىء، وهم فى النهاية يريدون أن تتحرك العجلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية فلسطين إسرائيل الجماعات الیهودیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الاحتلال في وضع دفاعي هش ولا يمكنه توسيع عملياته بغزة
يعتقد الخبير العسكري العميد حسن جوني أن الجيش الإسرائيلي لا يريد توسيع عملياته العسكرية في قطاع غزة بسبب هشاشة وضعه الدفاعي وخشيته من تكبد الخسائر بسبب العمليات الإستراتيجية للمقاومة.
ويجري تطوير العمليات وفق تقديرات المواقف ومن ثم فإن تحصين المواقع التي تتعرض لهجمات يومية من المقاومة يعتبر هدفا مقدما عن شن هجمات جديدة، حسب ما قاله جوني في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع.
ووفقا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر فإن الجيش الإسرائيلي في مفترق طرق ويراوح مكانه وهو يعيش أصعب حالاته وينتظر قرارا سياسيا بما يتوجب عليه فعله.
وتعود هذه الحالة إلى الاستهداف المتكرر لقوات الاحتلال من جانب المقاومة والتي تؤكد قدرة المقاتلين الفلسطينيين على معلومات استخبارية مهمة.
وفي وقت سابق اليوم، بثت شاشة الجزيرة مشاهد للعمل المركب الذي نفذته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي استهدف ناقلتي جند في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب القطاع السبت الماضي.
كلفة البقاء باهظة
وخلال الفيديو، أشار مخطط العملية إلى مقتل ضابط إسرائيلي قبل عام ونصف العام في نفس المنطقة، وهي رسالة بأن المقاومة لا تزال موجودة وقادرة على العمل في المناطق التي دخلها الاحتلال منذ فترة طويلة، كما يقول جوني.
كما تؤكد هذه العمليات التي يصل فيها المقاومون إلى قمرات القيادة وإلقاء المتفجرات فيها، الفارق الكبير في معنويات الطرفين؛ إذ ينفذ الفلسطينيون عمليات إستراتيجية تتطلب صبرا ومراقبة واقتناصا للحظة المناسبة بينما جنود الاحتلال محبطون ويحتمون بالمدرعات ولا يقومون بعمليات المراقبة المطلوبة.
وتزيد هذه الهجمات النوعية ضعف الموقف السياسي والعسكري لإسرائيل التي يعرف قادتها أنه لا توجد أهداف أخرى يمكن تحقيقها في غزة، وهذا يعني أن كلفة بقاء الجيش ستكون أكبر من كلفة انسحابه، وفق الخبير العسكري.
إعلانونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الجيش سيعرض خلال الاجتماع الأمني المصغر المقرر مساء اليوم خططه المستقبلية للحرب في غزة في حين قال ألموغ كوهين -وهو نائب وزير إسرائيلي- إن الاجتماع سيتخذ قرارات حاسمة بشأن احتلال مزيد من مناطق القطاع.