لماذا تتشقق الشفاه في الشتاء؟
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
يعاني معظم الناس من جفاف وتشقق الشفاه في فصل الشتاء، ما يدفع البعض للتساؤل عن السبب الكامن وراء ذلك.
وبهذا الصدد، قال الدكتور لوك باولز، الطبيب المقيم في لندن والمدير السريري المساعد لعيادات Bupa الصحية: "إن الجلد الموجود على شفتيك يحتوي على حاجز وقائي أرق مقارنة ببقية الجلد على وجهك، ما يجعله أكثر عرضة للجفاف".
وبدءا من "الحدود القرمزية"، الخط الحاد الذي يفصل بين أنسجة الشفاه وبقية الوجه، تكون الأنسجة مشابهة للغشاء المخاطي الذي يبطن الفم من الداخل. وتتكون من ثلاث إلى خمس طبقات فقط من الأنسجة ولا يحتوي على أي من بصيلات الشعر أو الغدد العرقية الموجودة في أي مكان آخر بالوجه، وفقا للمصدر الطبي StatPearls.
وقال باولز: "إن الطبقات الخلوية من الجلد على وجهك هي أكثر سمكا بست مرات من تلك الموجودة على شفتيك. وتحتوي شفتيك أيضا على عدد أقل من الغدد الدهنية مقارنة بأجزاء أخرى من الجسم".
ويحدث جفاف الشفاه خلال فصل الشتاء، عندما يصبح الهواء الخارجي أكثر برودة وأقل رطوبة، مع تشغيل الناس للتدفئة في منازلهم وشركاتهم.
إقرأ المزيدوقال باولز إن التعرض المستمر للهواء الجاف يؤدي إلى جفاف جلد الشفاه الحساس، ما يؤدي إلى تشققها وتقشيرها ونزيفها، وهي حالة تعرف علميا باسم التهاب الشفة الشائع.
وفي حين أنه من المغري محاولة تخفيف ذلك عن طريق ترطيب الشفتين بلعاب الفم، إلا أن هذا قد يؤدي في الواقع إلى تفاقم المشكلة، لأن اللعاب يحتوي على إنزيمات هضمية، مثل الأميليز، الذي يحول النشويات إلى سكريات، والليباز، الذي يساعد على هضم الدهون.
وقال باولز: "عندما تلعق شفتيك، فإن اللعاب يزيل الطبقة الواقية الزيتية الطبيعية التي تساعد في الحفاظ على صحة شفتيك". ومع مرور الوقت، يمكن لهذه الإنزيمات أن تلحق الضرر بجلد الشفاه نفسه وتساهم في الجفاف.
ويمكن أن يؤدي انسداد الأنف، وهو السمة المميزة لموسم البرد والإنفلونزا في الشتاء، إلى تعريض الشفاه للعاب زائد عن طريق إجبار الشخص على التنفس من خلال فمه، وفقا لمراجعة عام 2020 في المجلة الدولية للأمراض الجلدية النسائية.
ويمكن تخفيف الجفاف باستخدام مرطب الشفاه أو المراهم أو جهاز ترطيب الشفاه.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحوث الطبية الصحة العامة
إقرأ أيضاً:
الجهل بالذات
قد يعيش الإنسان عمره كاملاً، ويتقن كل شيء حوله.. العمل والعلاقات الواجبة، لكنه يعجز عن فهم نفسه. يركض خلف الإنجاز. يرضي الجميع، ويتكيّف مع الضغوط، لكنه لا يسأل من أنا؟ وماذا أريد حقًا؟ الجهل بالذات ليس نقصًا في المعرفة؛ بل غياب عن الذات وانفصال مؤلم عن الجذور.
الجهل بالذات يجعلنا نُعيد نفس الأخطاء، ونقع في نفس العلاقات، ونختار ما لا يناسبنا، ثم نتساءل.. لماذا نتعثر كل مرة؟ لأننا ببساطة لا نعرف من نحن، وكيف نُحب دون أن نفهم احتياجاتنا؟ كيف ننجح دون أن نُدرك قدراتنا؟ وكيف نعيش بسلام دون أن نصادق أنفسنا أولًا؟
حين نجهل ذواتنا؛ نصير فرائس سهلة لصوت الآخرين، نعتمد على تقييماتهم ونقيس قيمتنا برضاهم، نخاف من الرفض؛ لأننا لم نمنح أنفسنا القبول أولاً، نُرهق بمحاولة التشبه فنفقد أصالتنا شيئًا فشيئًا؛ حتى نصبح غرباء حتى عن أنفسنا.
ومع كل هذا، لا يُعد الجهل بالذات حكمًا مؤبدًا بل دعوة للاستيقاظ. رحلة المعرفة تبدأ حين نتوقف عن الهرب ونواجه أسئلتنا بصدق لماذا أغضب؟ لماذا أُرضي؟ لماذا أهرب من الوحدة؟ ومن أين يأتي هذا الحزن العالق في صدري؟ تلك الأسئلة تفتح أبواب النور، وتعيد الإنسان إلى نفسه.
ويجب أن لا يخفى علينا أن لا شيء أكثر تحررًا من أن تعرف من تكون. أن تمشي في الحياة بثبات لأنك صادق مع ذاتك؛ فمعرفة النفس ليست رفاهية؛ بل ضرورة وهي أول خطوة نحو حياة مليئة بالمعنى، والسلام والاختيار الواعي.
fatimah_nahar@