صحيفة الاتحاد:
2025-05-09@10:28:45 GMT

رحيل ديلور رجل البناء الأوروبي عن 98 عاما

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

رحل السياسي الفرنسي جاك ديلور، أمس الأربعاء، عن 98 عاما، بعد أن اشتهر بإنجازاته الكبرى لصالح أوروبا عندما تولى رئاسة مفوضية الاتحاد الأوروبي.
سار السياسي اليساري، في أغلب الأحيان، عكس التيار في الحياة السياسية الفرنسية وسيبقى قبل كل شيء رجل البناء الأوروبي الذي كان حريصا عليه بصدق.
انتهت مسيرة ديلور المهنية عندما غادر رئاسة المفوضية الأوروبية في يناير 1995.


قبل شهر من ذلك، كان ديلور، الذي يعدّ بمثابة الأب الروحي للسوق الأوروبية الموحدة والعملة الأوروبية (اليورو)، قد خيّب آمال اليسار برفضه الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، على الرغم من أرقام إيجابية في استطلاعات الرأي، لاقتناعه بأنه لن ينال أغلبية لتنفيذ الإصلاحات التي كان يعتبرها ضرورية.
وأكد في مذكراته "لم أنظّم حياتي يوما وفقا لمسيرة مهنية أريد تحقيقها".
هذا النقابي المؤمن بعمق بالمبادئ الاجتماعية الكاثوليكية، عهد إليه الاشتراكي فرانسوا ميتران، الذي انتخب رئيسا للجمهورية الفرنسية في 1981، بمنصب وزير الاقتصاد الذي بقي فيه حتى 1984. خلال هذه الأعوام، فرض تحولا جذريا في السياسة الاقتصادية المحلية، ودافع بنجاح عن بقاء باريس في النظام النقدي الأوروبي الذي مهّد لاعتماد اليورو كعملة أوروبية موحدة.
نجح ديلور في مهتمه على رأس المالية العامة، في إصلاح حسابات الدولة وفي منع فرنسا من الغرق في التضخم، بفضل خطة تقشف غير مسبوقة.
في 1984، طرح اسمه لرئاسة الحكومة واشترط الاحتفاظ بصلاحياته كوزير للاقتصاد. لكن ميتران رفض ذلك وفضّل شخصية أخرى.
- انسحاب من الرئاسة
في 1985، عيّن ديلور، الذي عرف بإدمانه على العمل وكان نائبا في البرلمان الأوروبي بين 1979 و1981، رئيساً للمفوضية الأوروبية بموافقة ميتران والمستشار الألماني هلموت كول.
في منصبه الجديد، اعتبِرَ المنقذ.
وبعمله ورؤيته للقارة التي كان يعتبرها "اتحادا لدول قومية"، اكتسب مكانة موازية للآباء المؤسسين لأوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية.
منح في 2015 لقب "المواطن الفخري لأوروبا" الذي لم ينل شرف حمله سوى هلموت كول وجان مونيه أحد الآباء المؤسسين لأوروبا.
أثناء رئاسته للمفوضية وبدفع من الثنائي ميتران-كول، أطلق الرجل، الذي كان عاملا مطمئنا للأسواق، مشروع الاتحاد الاقتصادي والنقدي الذي سيؤدي إلى العملة الواحدة.
ولشغفه بقضايا التعليم، قام بتصميم برنامج "إيراسموس" للطلاب.
كسب ديلور بفضل شخصيته الصارمة ومهارته، احترام كل القادة بما في ذلك البريطانيان مارغريت تاتشر وجون ميجور على الرغم من خلافاته معهما لأنه كان يجسّد في نظرهما "بيروقراطية" بروكسل التي تتجاوز السيادة الوطنية للدول الأعضاء.
هل فكّر ديلور يوماً بخلافة ميتران في رئاسة الجمهورية الفرنسية؟
في خريف 1994، رجحت استطلاعات الرأي فوزه في انتخابات الرئاسة المقررة في الربيع التالي. لكن تخليه عن خوض السباق، بشكل مفاجئ ومباشر على شاشة التلفزيون أمام نحو 13 مليون مشاهد، طوى صفحة مسؤولياته السياسية القيادية بعد خمسين عاما على بدئها.
- خلفية متواضعة
وُلِد ديلور في العاصمة الفرنسية باريس في 20 يوليو 1925 لعائلة متواضعة، إذ كان والده، الذي أصيب بإعاقة بالغة في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، موظفا في المصرف المركزي الفرنسي.
بعد تحرير باريس من النازيين في نهاية الحرب العالمية الثانية، كان ديلور العاشق لموسيقى الجاز والسينما، يحلم بالصحافة والفن السابع. لكن طاعة الأب دفعته نحو بنك فرنسا الذي التحق به مزوّدا بإجازة جامعية في الاقتصاد.
سريعا، انضم إلى الاتحاد الفرنسي للعمال المسيحيين، وشارك في نزع الصفة الطائفية عن هذه النقابة، ما مهّد لإنشاء "الكونفدرالية الديمقراطية الفرنسية للعمل".
انتظر حتى 1974 لينضم وهو في التاسعة والأربعين، إلى الحزب الاشتراكي على أمل أن "يكون مفيدًا"، وذلك بعد عامين من عمله مستشارا لرئيس الوزراء الديغولي جاك شابان ديلماس.
- دعم لابنته
منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، واصل ديلور خوض معاركه كناشط.
في مراكز الأبحاث التي أسسها، دعا حتى النهاية إلى تعزيز الفدرالية الأوروبية وإلى "جرأة" أكبر عند خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والهجمات من "الشعبويين من جميع الأنواع".
عرف الرجل شديد التواضع كيف يحمي حياته الخاصة التي هزتها في 1982 وفاة ابنه جان بول.
قدّم دعمه الكامل لابنته مارتين أوبري (الوزيرة السابقة ورئيسة بلدية مدينة ليل حاليا) خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي قبل الانتخابات الرئاسية في 2012.
وقال عنها "لديها شيء أكثر مني (...) كرمها لا حدود له".
- إشادات
أشاد قادة الاتحاد الأوروبي ومسؤولون بديلور بصفته "باني" أوروبا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على منصة "إكس" إنه كان "صاحب رؤية جعل أوروبا أقوى" و"عمله (...) صنع أجيالاً كاملة من الأوروبيين". وأضافت أن "إنجاز حياته هو اتحاد أوروبي موحد وديناميكي ومزدهر"، داعية إلى "تكريم إرثه عبر تجديد أوروبا باستمرار".
وأشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بديلور الذي كان "ذا رؤية"، معتبرا أنه "غيّر أوروبا من خلال خدمة فكرة أوروبا الموحدة والحرة بلا كلل".
ووصفه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بأنه "رجل فرنسي عظيم وأوروبي عظيم"، معتبرا أنه "دخل التاريخ بصفته أحد بناة أوروبا".

أخبار ذات صلة ديوان حاكم أم القيوين ينعى الشيخ أحمد بن عبدالله بن سعيد المعلا انتحار خبير من بعثة لمراقبة انتخابات الكونغو المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي مفوضية الاتحاد الأوروبي جاك ديلور وفاة

إقرأ أيضاً:

لوفيغارو: الدور الغامض الذي لعبته النساء في هروب محمد عمرا

قالت صحيفة لوفيغارو إن التحقيق في هروب محمد عمرا المعروف بالذبابة (لاموش) وفراره اللاحق يظهر أن نساء سهلن تصرفاته وتصرفات شركائه، كخدمة لشريك أو صديق طفولة أو فرد مقرب من العائلة.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير حصري بقلم إستر باوليني- أن عملاء المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المنظمة، عندما اقتحموا منزلا في منطقة إيفرو في فبراير/شباط 2025، اكتشفوا في الصندوق رقم "سي 8" بندقية نصف آلية، وبندقية هجومية من طراز "إيه كي" ومخازن، ومجلة مسدس "كولت 45" ومجموعة خراطيش.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: إسرائيل تستغل زيارة ترامب وجيشها تضاعف بالجولان 3 مراتlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: احتلال غزة تضحية بالأسرى وسنكون كالبط بميدان رمايةend of list

وكان الشخص الذي استأجر الصندوق اسمه "ويندي سي" (29 عاما) لتتساءل الصحيفة ما الذي دفع هذه الأم الشابة إلى استئجار مخبأ يستخدم لتخزين الأسلحة الثقيلة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024؟ وهل تعلم أنها أصبحت حلقة في سلسلة إجرامية رهيبة؟

5 عمليات هروب من السجن بالمروحية في فرنسا (الفرنسية)

وأوضحت الصحيفة أن "ويندي سي" واحدة من 40 شخصا متهمين في قضية هروب المجرم وتاجر المخدرات محمد عمرا، وتقول "ويندي سي" إن "الصديق" موديبو جي طلب منها استئجار مرآب باسمه لركن سيارته، وكان يتم تكليفها شهريا بسداد إيجاره عبر حسابها بعد استلام المبلغ نقدا.

انقلب الأمر ضدي

وسأل المحققون الشابة "ألم تعتقدي أن استئجار صندوق باسمك وإعطاء مفاتيحه لأشخاص في السجن بسبب جرائم خطيرة كهذه كانت فكرة سيئة؟" لكنها تقول إنها ليس لديها سبب للشك لمعرفتها منذ فترة طويلة بموديبو، حيث كانا من مجموعة الأصدقاء نفسها.

وكما هو الحال مع ويندي سي، تمكنت الشرطة من تحديد هوية العديد من النساء اللاتي قدمن بعض المساعدة لأبطال القصة خلف القضبان، فاستفاد جان شارل ب. من مساعدة صديقة طفولته في إحضار بطاقات هاتف والمال، وعندما سئلت، أكدت أنها لا تعرف "أي شيء على الإطلاق" عن "نظام المافيا الخاص بجان شارل وفريقه"، وقالت لم أكن لأساعد أحدا في حياتي لو كان الأمر بهذه الخطورة.

إعلان

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض النساء اللاتي شاركن حياة أبطال القضية يخضعن الآن للتحقيق في المحاكم، ومن بينهن فيكتوري م. التي اعتقلت في اليوم التالي لويندي، وقد التقت عام 2024 بآلان ج. وبدأت علاقة معه، وقد ساعدته باستئجار سيارتين باسمه، ويعتقد المحققون أنهما استخدمتا للتحضير لهروب محمد عمرا.

لسوء الحظ أردت المساعدة من باب اللطف، ولكن الأمر انقلب ضدي

بواسطة ويندي سي

وثقت بالشخص الخطأ

وقالت فيكتوري م. (24 عاما) أثناء احتجازها لدى الشرطة "لم أكن على علم بذلك حقا"، وأضافت "لم أرتكب أي جريمة سوى أنني وثقت بالشخص الخطأ"، وذلك قبل اتهامها "بالتآمر الجنائي للتحضير لارتكاب جريمة".

وفي مقابلة مع لوفيغارو، قارن توماس سوريدا، المحاضر والباحث في مركز أبحاث المخدرات في نورماندي، بين الهياكل الإجرامية لتجارة المخدرات والأعمال التجارية الحقيقية، وقال إن المنظمة تعتمد على إطار عمل ذكوري، ولكن "النساء يعملن في المكتب الخلفي، فهن نادرا ما يكن في دائرة الضوء، ولديهن نوع من "درع المناعة" المرتبط بأمن المنزل، وخاصة عندما يكون هناك أطفال.

وقد أوضحت سابرينا ت (28 عاما) خلال جلسة الاستماع أنها أقامت علاقة ودية على أساس الثقة مع ألكسندر ج.ب. الذي يشتبه في أنه كان شريكا لمحمد عمرا، ويقال إنه أعطى "إشارة البدء" يوم الهجوم.

وكانت تعلم أن ألكسندر ج.ب. قد يكون خطيرا، ولكنها تقول "فعلت الأشياء بقلب طيب من أجله. أثق بالأشخاص الخطأ بسهولة. أعتقد أنه استغل طيبتي".

فرار 9 سجناء من مركز اعتقال في مدينة نيس (الفرنسية)

وتم توجيه اتهامات لامرأة رابعة، تدعى أمينة ك. "بإخفاء المجرمين"، وتتهمها المحكمة بتقديم بطاقة هويتها لاستئجار شقة كانت بمثابة مخبأ لمحمد عمرا لعدة أشهر، عندما كانت فرنسا بأكملها تبحث عنه، كما اعتقلت امرأة خامسة في ألمانيا، بسبب دورها في هروب محمد عمرا إلى رومانيا.

إعلان

وتعيش الغالبية العظمى من النساء المذكورات في القضية وضعا هشا، سواء من الناحية الاقتصادية أو العاطفية أو الفكرية -كما يشير مصدر للصحيفة مقرب من القضية- إذ إن بعض هؤلاء يعشن على المساعدات الاجتماعية أو البطالة أو وظائف صغيرة في السوق السوداء، وبعضهن عازبات أو تعرضن للعنف في السابق، ومن هن "من تبيع نفسها من أجل توفير احتياجاتها".

ومع ذلك أظهرت النساء حول عمرا أنهن بعيدات كل البعد عن أن يكن مخلوقات ضعيفات، وكمثال على ذلك شقيقته "(35 عاما)، فلديها سجل ينافس سجل شقيقها، مع حوالي 10 قضايا باسمها تتعلق بالعنف وغسيل الأموال ثم الارتباط الإجرامي بشقيقها عام 2022، ومثلها شريكة أخيها نوال ك. المسجونة حاليا لدورها المزعوم في قضية "الشواء" (جريمة قتل أعقبها حرق جثة الضحية لإخفاء الأدلة) مع شريكها آنذاك.

مقالات مشابهة

  • تماثيل عارية وراديو طوارئ: ما هي أغرب الهدايا التي قُدّمت لنواب البرلمان الأوروبي؟
  • عاجل - الرئيس السيسي يهنئ رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية بمناسبة يوم أوروبا
  • الرئيس السيسي يهنئ المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية بمناسبة ذكرى يوم أوروبا
  • لماذا تحتاج أوروبا إلى صندوق دفاع مشترك خارج إطار الاتحاد الأوروبي؟
  • ما هي الدول الأوروبية التي تُقدّم أفضل الامتيازات الضريبية للأثرياء؟
  • رحيل الفنان والإعلامي الكويتي فخري عودة عن 84 عاماً
  • وزيرة الثقافة الفرنسية: مسلة الأقصر التي تُزين ساحة الكونكورد تجسد قوة علاقتنا بمصر
  • بعثة روسيا لدى الاتحاد الأوروبي تعلق على خطة المفوضية الأوروبية بشأن إمدادات الغاز الروسي
  • المفوضية الأوروبية: الولايات المتحدة تفرض رسوما جمركية على 70% من صادرات الاتحاد الأوروبي
  • لوفيغارو: الدور الغامض الذي لعبته النساء في هروب محمد عمرا