مدير معهد التناسليات الحيوانية: تحسين السلالات المحلية يستهدف إنتاج أجيال قادرة على مقاومة الأمراض
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
قال د. مصطفى فاضل، مدير معهد التناسليات الحيوانية، إنّ للمعهد دوراً مهماً فى المشروع القومى لتحسين السلالات، يستهدف تحسين سلالات الماشية المحلية ورفع كفاءة الحيوانات لإنتاج أجيال قادرة على مقاومة الأمراض. وأكد «فاضل» فى حوار لـ«الوطن» أن المعهد فحص 24 ألف عجلة عشار من أوروبا وأمريكا و147 ألف عجل مستورد وأجرى تشخيصاً بالمزارع لـ800 ألف حيوان وأطلق 150 قافلة بيطرية مجانية فى 16 محافظة.
ما أبرز نشاطات المعهد؟
- معهد التناسليات يختص بأبحاث تحسين الأداء التناسلى لحيوانات المزرعة والدور الرئيسى للمعهد هو العمل على زيادة الخصوبة التى تنعكس على معدلات إنتاج اللحوم والألبان، فالحيوان الذى يتمتع بخصوبة عالية ينتج أكثر على مستوى القطيع ومنتجات الألبان واللحوم، والحيوان مرتفع الخصوبة يلد بانتظام عجولاً سليمة وينعكس هذا الأمر على معدلات نموه، وهنا لا بد من إبراز دور المعهد لأن تحسين السلالات ورفع معدلات الخصوبة يتطلب أن يكون لدينا ذكور معدل تحويلها عالٍ وفق خطة زمنية موضوعة أو الحصول على إناث غزيرة الإنتاج.
كيف يمكن التغلب على الأمراض التى تصيب الماشية؟
- المعهد متخصص فى تشخيص الأمراض وعلاجها ومحاولة التعرف على المشكلات الإنتاجية للحيوانات والعمل على إيجاد حلول علمية يمكن تطبيقها على أرض الواقع، مثل تطبيق منظومة التلقيح الاصطناعى التى يتم من خلالها تحسين السلالات المحلية بوضع خطة إحلال تدريجى لحيوانات المزرعة الموجودة فى مصر حتى نصل إلى أجيال من الحيوانات تتفوق فى الصفات المناعية والإنتاجية، ويختص المعهد بتقنية نقل الأجنة بكفاءة كبيرة ونسب نجاح مرتفعة، ونقوم بتقديم 65 خدمة تشخيصية للمربين من خلال فريق بحثى على أعلى مستوى من الكفاءة.
كم عدد أقسام المعهد؟
- لدينا 6 أقسام و3 وحدات مركزية تعمل على رفع الكفاءة التناسلية للحيوانات من خلال إنتاج أجيال قادرة على مقاومة الأمراض التى تؤدى إلى ضعف أو نقص أو انعدام خصوبة الحيوان، وعلى رأسها قسم الأمراض التناسلية المعنى بالسيطرة على الأمراض التناسلية التى تصيب الحيوان وتؤدى إلى تقليل خصوبته أو موت الأجنة، وبعد التشخيص يقوم القسم بوضع برنامج لمقاومتها وفى حالة عدم تفشى أمراض بين قطعان الماشية يتم وضع برامج تحصين للوقاية المسبقة من الأمراض التى تصيب الماشية.
ماذا عن دور المعهد فى مجال تشخيص الأمراض التناسلية؟
- فحص المعهد أكثر من 24 ألف عجلة عشار مستوردة من أوروبا وأمريكا للتأكد من خلوها من الأمراض التناسلية، أكثر من 147 ألفاً من العجول المستوردة وأجرى التشخيص المعملى للأمراض التناسلية بالمزارع فى مصر لأكثر من 800 ألف حيوان، وتم تجميد أكثر من 15 ألف قصيبة سائل منوى لحيوانات المزرعة.
ما مدى مشاركتكم فى المشروعات القومية؟
- لنا دور مهم فى المشروع القومى لتحسين السلالات بعد أن تم تكليفنا من وزير الزراعة السيد القصير، بوضع خطة خاصة لتطوير وتحسين السلالات المحلية، وتحديداً من خلال الاهتمام بعملية التلقيح الاصطناعى، والذى يمكن من خلاله نقل صفات وراثية ذات جودة عالية بها وفرة فى اللحوم والألبان وتمتلك معدلات نمو مرتفعة، إلى السلالات المحلية والتى يعيبها ضعف التحويل وتراجع إنتاج الألبان واللحوم ولكنها تتميز بمقاومة الأمراض المحلية وهنا يتم العمل على دمج الصفات الجيدة من السلالات المستوردة بتلك الصفات التى تتميز بها السلالات المحلية، حيث تم الاتفاق على نقل صفات يتميز بها الجاموس الإيطالى إلى سلالات الجاموس المحلى المقاوم للأمراض ولكنه قليل الإنتاجية، تلك التقنية يتم تطبيقها من خلال التلقيح الاصطناعى.
وماذا عن معدلات إنتاج الألبان فى سلالات الجاموس الإيطالى؟
- الجاموس المحلى ينتج 4 كيلو لبن يومياً لمدة 3 أشهر ثم تبدأ الكمية فى الانخفاض فى حالة حمل الأنثى بمولود جديد، لكن إذا تحدثنا عن سلالات الجاموس الإيطالى فهذه السلالة يمكنها أن تنتج ألباناً بكمية تصل إلى 10 كيلو يومياً وتنخفض لتصبح 6 كيلو بنهاية فترة الإنتاج، وبالتالى ينتج الجاموس المحلى 450 كيلو لبن فى المتوسط خلال الموسم الواحد، أما الجاموس الإيطالى فينتج أكثر من 3 أطنان، وهذا الأمر يحقق مردوداً اقتصادياً كبيراً للمربين.
ماذا يعنى الإحلال الجزئى بشكل مفصل؟
- الإحلال الجزئى يعنى استبدال السلالات المحلية بأخرى مستوردة تحمل صفات إنتاجية عالية، لكن يجب أن تكون هناك ثقة لدى المربى فى التعامل مع السلالات التى يتم استيرادها من الخارج لكونها تحتاج إلى معاملة خاصة ومتابعة بيطرية دقيقة، وضرورة أن يمتلك المربى مكاناً مناسباً للتربية، يشبه الموطن الأصلى للحيوان، ومن هذا الجيل يتم الحصول على مواليد تحمل صفات مشتركة من المحلى والمستورد، وينتج هذ الجيل جيلاً جديداً يتوسع فى التكاثر حتى يأتى يوم تكون السلالات الموجودة فى مصر ذات إنتاجية عالية وقادرة على تحمّل الظروف المناخية.
القوافل العلاجية لها دور كبير فى دعم صغار المربين.. ما دوركم فيها؟
- المعهد يشارك فى القوافل التى تخدم صغار المربين، والتى تهدف إلى حل المشكلات التى تواجههم وتساعدهم فى التغلب عليها، فمن خلال قسم البحوث الحقلية التابع للمعهد يتم سحب عينات من الحيوانات فى الأماكن التى توجد بها مشكلات متعلقة بالتناسل ونبدأ فى دراسة تاريخ المرض وبالتعاون مع قسم الباثولوجى نقوم بتزويد المعامل بالعينات المطلوبة ومن ثم تحليل الأنسجة الخاصة بكل إصابة مرضية لزيادة دقة التشخيص وبعدها يتم تحديد العلاج، ففى العام الماضى قام المعهد بتنفيذ 150 قافلة بيطرية مجانية فى 16 محافظة، تمكنت من فحص 96 ألف حيوان يملكها 39 ألفاً من صغار المربين، وفحص 170 ألف رأس من الإناث العشار المستوردة من الخارج، وفحص وعلاج أكثر من 800 ألف حيوان بالمزارع وتنظيم أكثر من 148 ندوة إرشادية لأكثر من 7400 مُربٍ.
المشروع القومىالمشروع القومى لتحسين السلالات المحلية طموح لأن التركيز هنا يكون بهدف الوصول إلى معدلات إنتاج، وهذا المشروع الطموح يهدف إلى الوصول لصغار المربين، ودعنا نقل إن المعهد كان سباقاً فى هذا الشأن بعد أن قدم مشروعاً لرفع الكفاءة التناسلية وتحسين السلالات وتمت الموافقة عليه بتكلفة 1٫5 مليون جنيه بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية فى عدد من المحافظات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السلالات الحيوانية الألبان واللحوم الخدمات البيطرية
إقرأ أيضاً:
رشيد الطالبي يدعو إلى تعزيز التعاون البرلماني الأفريقي لمواجهة التحديات الكبرى
زنقة 20 ا الرباط
احتضن مجلس النواب، اليوم الجمعة 12 دجنبر 2025، افتتاح الدورة الثالثة للجمعية العامة لمؤتمر رؤساء المؤسسات التشريعية الإفريقية، بحضور رؤساء برلمانات وطنية إفريقية وشخصيات رفيعة المستوى. وشكل اللقاء مناسبة لإبراز أهمية توحيد الجهود البرلمانية بالقارة في مواجهة التحديات الكبرى التي تعترض مسار التنمية والاستقرار.
وفي كلمته الافتتاحية، دعا رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، إلى تعزيز الحوار والتعاون بين البرلمانات الإفريقية، مبرزاً أن القارة توجد اليوم أمام مفترق طرق يتطلب إرادة سياسية جماعية وتنسيقاً فعالاً من أجل بلورة حلول عملية قادرة على مواجهة الأزمات.
وأشار الطالبي العلمي إلى أن عدداً من الدول الإفريقية تتحمل كلفة ثقيلة نتيجة انتشار الإرهاب، الذي يأخذ ـ حسب تعبيره ـ أشكالاً أكثر خطورة داخل القارة، ويمسّ بشكل مباشر التنمية ويؤدي إلى نزوح ملايين المواطنين، إضافة إلى تقويض المؤسسات وحرمان فئات واسعة من حقها في التعليم. وأضاف أن خطورة الظاهرة تتضاعف حين ترتبط بالنزعات الانفصالية التي تسعى إلى تفكيك الدول وإضعاف وحدتها، مؤكداً ضرورة اتخاذ موقف إفريقي موحد ضد هذا التحالف الذي يشكل تهديداً مباشراً للاستقرار.
وسلط رئيس مجلس النواب الضوء على المفارقة التنموية التي تعيشها إفريقيا، إذ لا تتجاوز مساهمتها 4% من الانبعاثات العالمية، رغم كونها أول المتضررين من التغيرات المناخية بما يسببه ذلك من تصحر وفيضانات وحرائق. كما توقف عند الوضعية الغذائية في القارة، رغم توفرها على أكثر من 60% من الأراضي الصالحة للزراعة، مشيراً إلى أن الدول الإفريقية تنفق ما يفوق 100 مليار دولار سنوياً لتغطية 80% من حاجياتها الغذائية المستوردة، وهو ما يشكل عبئاً يحدّ من إمكانات الاستثمار في البنيات الاجتماعية الأساسية.
وفي ما يتعلق بالطاقة، أكد أن نصف سكان القارة لا يستفيدون من الكهرباء رغم توفر إمكانات ضخمة لإنتاج الطاقة التقليدية والمتجددة، داعياً إلى جعل هذا الملف أولوية قارية من أجل تقليص الفوارق وتعزيز شروط التنمية المستدامة.
كما ذكّر الطالبي العلمي بمضامين خطاب جلالة الملك محمد السادس بصفته رائد الاتحاد الإفريقي في ملف الهجرة، مؤكداً أن 4 من أصل 5 مهاجرين أفارقة يبقون داخل القارة، وهو ما يتطلب تصحيح الصور النمطية المتداولة عالمياً حول حركة الهجرة الإفريقية.
وأوضح رئيس مجلس النواب أن إفريقيا تمتلك مؤهلات طبيعية واقتصادية ضخمة قادرة على خلق الثروة، من أراضٍ زراعية وموارد مائية ومعادن استراتيجية وثروات بحرية وإمكانات سياحية مهمة، داعياً إلى تحويل هذه الإمكانات إلى مشاريع فعلية تخدم التنمية وتحد من التبعية الاقتصادية. وأضاف أن اشتداد المنافسة الدولية حول موارد القارة يبرز موقعها الاستراتيجي في موازين القوى العالمية، وهو ما يجعل مسؤولية الأفارقة مضاعفة في استثمار هذه المؤهلات لصالح شعوبهم.
وتوقف الطالبي العلمي عند المبادرات الملكية الرائدة في القارة، من قبيل مبادرة البلدان الإفريقية الأطلسية، والمبادرة الأطلسية لربط دول الساحل بالمحيط، ومشروع أنبوب الغاز الأطلسي، معتبراً إياها مشاريع استراتيجية قادرة على إحداث تحول كبير في مسار الاندماج الاقتصادي الإفريقي.
وختم رئيس مجلس النواب كلمته بالدعوة إلى مزيد من تنسيق الجهود داخل المؤسسات التشريعية الإفريقية، وتوحيد الخطاب السياسي للدفاع عن مصالح القارة، مؤكداً أن إفريقيا قادرة على تحقيق نهضتها إذا أحسنت استثمار مؤهلاتها وقوت مؤسساتها واستحضرت قيم التضامن والوحدة بين دولها.