النزيف متواصل فى العدة والعتاد والبشر.. الشلل يهدد كل شىء فى دولة الاحتلال إلا عقول اليمين المتطرف الذى يواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين العزل بلا هوادة ويصر على اقتلاع شعب من أرضه بلا رحمة ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق والاتفاقيات الدولية فى غياب الضمير العالمى المحتجز داخل نفق دعم الصهيونية البغيض طوال أكثر من 75 عاماً، لكن رغم عدم التكافؤ بين الجانبين، فإن خسائر الاقتصاد القائم على الدم والمشيد من جماجم الأبرياء يتكبد خسائر فادحة ويواصل النزيف.

الخسائر الإسرائيلية فادحة وتقارب 100 مليار دولار منذ بدء الحرب فيما تقدر التكاليف العسكرية للحرب على غزة بأكثر من 250 مليون دولار يومياً. التراجع فى الإيرادات الصهيونية بلغ مستوى غير مسبوق وصل لأكثر من 15 مليار دولار بجانب دفع 5 مليارات دولار كتعويضات للشركات عن خسائرها و5 مليارات دولار لإعادة تأهيلها وتسبب اصطياد المقاومة للآليات العسكرية الإسرائيلية فى الإساءة لسمعة السلاح الإسرائيلى وهناك توقعات بالمزيد من الخسائر للشركات العاملة فى هذا المجال.

استمرار التصعيد وضع الاقتصاد الإسرائيلى فى اختبار صعب بعدما وضعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتمانى تصنيف الديون السيادية لإسرائيل عند A+ تحت المراقبة السلبية لتزايد خطر اتساع نطاق الصراع. المأزق الحاد لحكومة اليمين المتطرف أجبرها على دفع مليار دولار لإعادة تأمين الشركات العاملة لديها و6 مليارات دولار لتأمين الطيران مع انخفاض قيمة الشيكل وضخ 80 مليار دولار فى الأسواق وكان من المتوقع أن يتحسن دخل الفرد فى خلال 2024 بنسبة 6%، لكنه انخفض لأكثر من 4٫2%، أى أن الخسارة فى الدخل بلغت 10٫2% وخسائر القطاع السياحى وصلت لأكثر من 30%، وتراجعت البورصة 8%، وبالتالى إسرائيل لن تكون قادرة على الاستمرار فى حملتها العسكرية لأكثر من شهرين ولن تتحمل التبعات الاقتصادية للحرب بعد تحويل 53 مليار دولار إلى العملة المحلية لتغطية التكاليف وهذا ربع احتياطى النقد الأجنبى فى إسرائيل، كما أن حوالى 400 ألف مستوطن غادروا البلد دون حجز تذكرة عودة، وهذا يعنى أنهم قرروا البقاء فى دول أخرى وعدم العودة مجدداً.

وهناك تعويضات تقدّر بـ7 مليارات شيكل من أجل إصلاح المستوطنات التى تضررت، بخلاف التعويضات للجنود المصابين وأسر القتلى والأسر التى تم ترحيلها وبلغت نفقات المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية 30 مليار شيكل، أساسها ميزانية جنود الاحتياط والذخائر، و14.3 مليار دولار مساعدات أمريكية.

الأضرار التى ضربت 24 مستوطنة من مستوطنات غلاف غزة تقدر بـ10 مليارات شيكل وهناك 5 مليارات شيكل تكلفة الأضرار الناتجة عن قصف الصواريخ ومليارا شيكل ميزانية تتعلق بالمستوطنات، يضاف إلى ذلك 15 مليار شيكل، قيمة الضرر المقدر للنمو الاقتصادى الإسرائيلى بجانب تراجع مدفوعات الضرائب وباتت آلاف الأعمال الصغيرة على عتبة الإفلاس.

وتكبدت إسرائيل عجزاً فى الميزانية بقيمة 22.9 مليار شيكل (6 مليارات دولار) فى أكتوبر وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 7 أضعاف على أساس سنوى، حسب بيانات وزارة المالية بسبب ارتفاع نفقات تمويل الحرب فى قطاع غزة وتراجعت الإيرادات 15.2% الشهر الماضى بسبب التأجيلات الضريبية وانخفاض دخل الضمان الاجتماعى نتيجة للحرب. وهناك توقعات بأن تصل تكلفة الحرب إلى 200 مليار شيكل، أى حوالى 10 بالمائة من الناتج المحلى الإجمالى، لذا تدرس إسرائيل تقليص عدد أفراد الاحتياط بالجيش الذين تم استدعاؤهم للحرب بسبب التكلفة الاقتصادية المرتفعة والأضرار التى لحقت باقتصاد البلاد جراء تغيبهم عن منازلهم وعن أماكن عملهم بعد استدعاء 360 ألف جندى من جيش الاحتياط، وتبلغ التكلفة المباشرة لأيام الاحتياط للمجندين حوالى خمسة مليارات شيكل شهرياً، تضاف إليها تكلفة فقدان أيام العمل لجنود الاحتياط، التى تقدر بحوالى 1.6 مليار شيكل.

وتعرضت إسرائيل لهزة عنيفة فى قطاع النقل الجوى والبحرى والبرى، بنسبة 70%، بعدما علقت 42 شركة طيران رحلاتها إلى إسرائيل أو قللتها إلى الحد الأدنى، نتيجة ارتفاع كلفة التأمين ضد مخاطر الحرب، ما اضطر الحكومة إلى تقديم ضمانات بـ6 مليارات دولار للشركات المحلية.

وشهد القطاع الزراعى تراجعاً كبيراً، نتيجة توقف مزارع مستوطنات غلاف غزة وشمال فلسطين على حدود لبنان، وهذه المناطق تنتج أكثر من 80% من الخضراوات، و40% من الفواكه ومنتجات الحليب والدواجن.

الاقتصاد العبرى مقبل على ركود لا محالة، مع تراجع الإنتاجية وارتفاع تكلفة حرب طويلة الأمد، ما قد يؤدى إلى فوضى اقتصادية شاملة.

ووسط الحرب الشرسة، قد تضطر البنوك الإسرائيلية إلى زيادة مخصصاتها لتغطية الديون المتعثرة والمشكوك فى تحصيلها بسبب هروب المستثمرين وسحب الودائع والإقبال على شراء الدولار وتخزينه ومُنيت البنوك بخسائر كبيرة، بعدما انخفض مؤشرها فى بورصة تل أبيب بنسبة 20%، وهذا المؤشر يشمل أكبر 5 بنوك وهى بنوك «لئومى وهبوعليم وإسرائيل ديسكونت ومزراحى تفاحوت وفيرست إنترناشيونال».

ووسط حالة التخبّط فى دولة الاحتلال، جاء قرار وكالتى «موديز» و«فيتش» للتصنيف الائتمانى بوضع الكيان تحت المراقبة الماليّة تمهيداً لخفض تصنيفه كالصاعقة، وانضمت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال «S&P» إليهما وخفّضت توقّع التصنيف الائتمانى إلى سلبى ما قد يؤدى إلى جعل الاقتراض أكثر تكلفةً.

وفى التاسع من أكتوبر، دعت وزارة الطاقة العبرية، لإيقاف الإنتاج فى حقل «تمار» للغاز الطبيعى البحرى الذى يبلغ إنتاجه 10.2 مليار متر مكعب خوفاً من استهدافه وعلّقت شركة «شيفرون» الأمريكية أنشطتها فى الحقل علماً بأن حقول الغاز الطبيعى قبالة السواحل الإسرائيلية، تؤمّن 70% من إنتاج الكهرباء واحتياجات الطاقة فى البلاد.

قطاع تكنولوجيا المعلومات، لم يسلم من نزيف الخسائر وهو يشكل أكثر من نصف قيمة الصادرات الإسرائيلية البالغة 165 مليار دولار بعدما أقدمت الشركات الكبرى على وقف أعمالها بسبب هروب بعض موظفيها واستدعاء بعضهم الآخر للجيش بنسبة 10% من العاملين.

وألغت شركة «إنفيديا»، أكبر شركة مصنّعة للرقائق المستخدمة فى الذكاء الاصطناعى والرسومات الحاسوبية فى العالم، قمّة الذكاء الاصطناعى فى تل أبيب، وتجاوزت خسائر القطاع 6 مليارات دولار.. ويبقى السؤال الأهم: هل تتسبب خسائر اقتصاد الدم فى كتابة نهاية إسرائيل من المسافة صفر؟.. الأيام المقبلة حبلى بالكثير من المفاجآت!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين الانتهاكات الإسرائيلية الخسائر الإسرائيلية العدة والعتاد ملیارات دولار ملیارات شیکل ملیار دولار ملیار شیکل لأکثر من أکثر من

إقرأ أيضاً:

احتياطيات تركيا من النقد الأجنبي ترتفع إلى 6 مليارات دولار

قال مصرفيون، الاثنين، إن صافي احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي التركي باستثناء المقايضات، ارتفع إلى 6 مليارات دولار الأسبوع الماضي ليواصل انتعاشه بعد أن تحول إلى إيجابي للمرة الأولى في أربع سنوات قبل أسبوع.

وأضاف المصرفيون بحسب وكالة رويترز أنه منذ الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس ، ارتفع صافي الاحتياطيات باستثناء المقايضات بنحو 72 مليار دولار.

وأظهرت بيانات رسمية الأسبوع الماضي أن صافي الاحتياطيات الدولية للبنك المركزي التركي ارتفع خمسة مليارات دولار إلى 45.5 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في الثالث من يونيو، في أعلى مستوى له.

ووفقا لحسابات المصرفيين، ارتفع صافي الاحتياطيات ملياري دولار إضافية الأسبوع الماضي إلى 47.5 مليار.

ولم يعلق البنك المركزي بعد على إحصاءات المصرفيين.

وستُنشر البيانات الرسمية يوم الخميس الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش.

مقالات مشابهة

  • شركة أمريكية عملاقة توقف توسعة في إسرائيل بقيمة 15 مليار دولار
  • احتياطيات تركيا من النقد الأجنبي ترتفع إلى 6 مليارات دولار
  • القطاع المصرفي الأمريكي يسجل خسائر غير محققة بقيمة 517 مليار دولار
  • القطاع المصرفي الأمريكي يسجل خسائر غير محققة بقيمة 517 مليار دولار.. فيديو
  • “عجز كبير” يفوق المتوقع في إسرائيل بسبب الحرب على غزة
  • "عجز" كبير "يفوق المتوقع" في إسرائيل بسبب الحرب على غزة
  • بسبب الحرب على غزة.. 2.7 مليار دولار عجزًا في ميزانية إسرائيل خلال مايو
  • عجز الميزانية الإسرائيلية يواصل صعوده مع استمرار الحرب على غزة
  • عجز الميزانية الإسرائيلية يسجل 7.2% في مايو
  • عجز الميزانية الإسرائيلية يبلغ 7.2%